Untitled Document

عدد المشاهدات : 1293

الحلقة (199) من تدبر القُرْآن العَظِيم- تدبر الآيات من (64) الى (68) من سورة "آلَ عِمْرَانَ" (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ ب

تدبر القُرْآن العَظِيم
الحلقة التاسعة والتسعون بعد المائة الأولى
تدبر الآيات من (64) الى (68) من سورة "آلَ عِمْرَانَ"

❇        

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
❇        

قلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)
)قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ( قل يا محمد لأهل الْكِتَابِ، وهم اليهود والنصارى.
(تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ) أي تَعَالَوْا نتفق على كَلِمَةٍ سَوَاءٍ أي كَلِمَةٍ وسط، كما قال تعالى ( فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ) أي فِي وسط الْجَحِيمِ
(بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) أي هذه الكلمة الوسط على مسافة متساوية بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ.
اذن المعنى تعالوا نتفق على أمر وسط بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ.
)أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ) وهذا أمر اتفقت عليه دعوة جميع الأنبياء، ان أول وصية من الوصايا العشر التى يؤمن بها اليهود والنصاري أيضًا: "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي"
(وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا( فلا نقول فلان إله ، أو فلان ابن إله ، أو أن الله ثالث ثلاثة .

❇        

(وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ)
يعنى لا نعبد مخلوقين مثلنا،هل اليهود والنصاري يفعلون ذلك 
دخل "عدّي بن حاتم" على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان قبل اسلامه نصرانيًا، فسمع الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ (ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ)
فقال: يا رسول الله، لم يكونوا يعبدونهم، قال: أما كانوا يحللون ويحرّمون، فتأخذون بأقوالهم؟ قال: نعم. فقال: هو ذاك .
يعنى عندما يحلل أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ شيئًا حرمه الله، أو يحرمون شيئًا أحله الله، ثم يطيعونهم في ذلك، فكأنهم ٱتَّخَذُوۤهم أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ.

❇        

من صور ذلك ايضًا أن القسيس هو الذي يملك المغفرة، فيجب أن يذهب المذنب الى القسيس، ويعترف أمامه بالذنب الذي ارتكبه، ثم يغفر له القسيس، واذا لم يفعل ذلك فان الله -تَعَالى- لا يغفر له. 
في انجيل يوحنا "من غفرتم له خطاياه غفرت، ومن أمسكتموها عليه أمسكت" (يو21:20-23)
اذن فالقسيس يملك ألا يقبل التوبة
والتناقض أن الذنب اذا كان له تعلق بحقوق العباد، فان الشخص الذي وقع عليه الظلم، لا يجوز له ألا يقبل مسامحة الظالم على ظلمه، يقول نص آخر "إن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم" أما القسيس فانه يملك ألا يقبل التوبة.
بل يمكن للقسيس أن يفرض عقوبات على المخطئ، مثل الصيام أو دفع تبرعات
ولذلك كانت الكنيسة الكاثوليكية في القرن الخامس عشر تقدم ما أطلق عليه "صكوك الغفران" يعنى تقدم المغفرة مقابل مبلغ من المال.

لابد من الاعتراف أمام القسيس ليغفر الله لك

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) فان رفضوا هذا الكلام.
(فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) أي فاشْهَدُوا بِأَنَّا مستسلمون لأمر الله تعالى.
يقول الزمخشري في تفسيره الكشاف يعنى: تعترفوا وتسلموا بأنا مسلمون دونكم،  وذلك كما يقول الغالب للمغلوب: اعترف بأنى أنا الغالب.
وقد قلنا من قبل أن المسيح -عَلَيْهِ السَّلَام- قد جاء بالإسلام، لأن الإسلام –كما قلنا- هو الاستسلام لأمر الله -تَعَالى- 
يقول المسيح -عَلَيْهِ السَّلَام- في كتاب "يوحنا" الاصحاح 5- العدد 30 "لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي".

❇        

هذه الآية، ولأن أسلوبها هاديء، ارسلها الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى قيصر في رسالة يدعوه فيها الى الإسلام
نحن قلنا أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد صلح الحديبية أرسل عدد من الرسائل الى قيصر وكسري والنجاشي والمقوقس وغيرهم، يدعوهم فيه الى الإسلام
في رسالته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى قيصر قال (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ (والأريسيون يعنى الفلاحون، والمقصود عامة الشعب الذين سيتبعونه فيتحمل هو اثمهم لذلك) ثم ذكر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه الآية الكريمة الكريمة (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)

رسالة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى قيصر
❇        

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)
قيل في سبب نزول هذه الآية ِأن وفد نَصَارَى نَجْرَانَ اجتمع وَأَحْبَارُ اليَهُودَ عِنْدَ الرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتُنَازِعُوا عِنْدَهُ، فَقَالَتِ الْأَحْبَارُ‏:‏ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا يَهُودِيًّا، وَقَالَتِ النَّصَارَى‏:‏ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا نَصْرَانِيًّا‏! فأنزل الله -تَعَالى- هذه الآية الكريمة الكريمة
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) الخطاب لليهود والنصارى.
ونلاحظ أن الله -تَعَالى- يخاطبهم بالخطاب المحبب اليهم، تأليفًا لقلوبهم
(لِمَ تُحَاجُّونَ) يعنى لم تجادلون، وقد قلنا أن "تُحَاجُّونَ" من المحاجة، أن يبقي كل طرف بحجته.
(فِي إِبْرَاهِيمَ) يعنى كل فريق كان يدعي أن إِبْرَاهِيمَ كان على ملته.
(وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) يعنى وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ بعد موت إِبْرَاهِيمَ.
فالتوراة انزلت بعد إِبْرَاهِيمَ قيل بألف عام، والإنجيل قيل بعد ألفين وخمسمائة عام.
فكيف يكون ابراهيم يهوديًا يدين بالتوارة وقد أنزلت التوراة من بعده، وكيف يكون نصرانيًا يدين بالإنجيل، وقد أنزل الانجيل من بعده.
يمكن أن يقول أحدهم: أنتم تقولون ان ابراهيم كان على دين الاسلام، والاسلام أنزل بعده بزمن طويل، نقول إن القرآن أخبر أن إبراهيم كان حنيفا مسلما، وليس في التوراة والإنجيل أن إبراهيم كان يهوديا أو نصرانيا.

❇        

هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)
الخطاب لا يزال موجهًا الى أهل الكتاب، فيقول تعالى: 
(هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ) يعنى يا أهل الكتاب من اليهود والنصاري
(حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) يعنى أنتم كنتم تجادلون في أمر عيسي -عَلَيْهِ السَّلَام- وهو أمر عندكم فيه علم –وهو علم دخل فيه الباطل على الحق- 
(فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) فَلِمَ تجادلون في أمور ليس لكم أي علم بها، فلم تأت لا في التوراة ولا في الانجيل، وهو أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ وَدِينِهِ.
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) أي والله –تعالى- يعلم حال إبراهيم ودينه ، ويعمل كل شىءفى هذا الوجود ، وأنتم لا تعلمون ذلك .

❇        

مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) 
ما كان إبراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام- يهوديا كما ادعي اليهود، ولا نصرانيا كما ادعي النصارى
(وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا) 
الحنف هو الميل، كانت العرب تقول "حنف فلان" أي التوت رجله الى الداخل، والحَنْفَاءُ هو القوس.
فقوله تعالى عن ابراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام- (كَانَ حَنِيفًا) أي كَانَ مائلًا من الضلالة الى الاستقامة، لأن الضال يكون طريقه ملتو، فاذا مال هذا الالتواء فانه يستقيم
يقول العلماء أن الحنف هو الميل عن الضلالة الى الاستقامة، والجَنَف وهو الميل عن الاستقامة الى الضلالة
(مُسْلِمًا) أي مستسلمًا لأمر الله تعالى، منقادًا له تَعَالى.
(وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وَمَا كَانَ مِنَ الذين يشركون مع الله -تَعَالَى- آلهة أخري، بأن يقولوا أن الله ثالث ثلاثة، او أن عزيرا -عَلَيْهِ السَّلَام- ابن الله، أو أن عيسي -عَلَيْهِ السَّلَام- ابن الله.
اذن الأمر فيه تعريض باليهود والنصاري.

❇        

إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ) يعنى اقرب الناس الى ابراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام- وأحقهم بالانتساب إليه.
كما حدث عندما هاجر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عَاشُورَاءَ، فسأل عن ذلك، فقالوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ فَصَامَه مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ
فمعنى "أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ" يعنى أقرب لموسي من اليهود.
(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ) ثلاثة أصناف:
(لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) يعنى الذين اتبعوا ابراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام- من قومه، وعلى راسهم اسماعيل واسحق ويعقوب –عليهم السلام-
(وَهَذَا النَّبِيُّ) وهو الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الداعى الى التوحيد الذي دعا اليه ابراهيم -عَلَيْهِ السَّلَام- 
(وَالَّذِينَ آَمَنُوا) أي والمسلمون الذين آمنوا بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 
(وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) والله -تَعَالى- هو الذي ينصر المؤمنين ويتولى أمورهم.

(وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

 ❇