Untitled Document

عدد المشاهدات : 3576

الفصل الستون: الإسراء والمعراج- الجزء الثاني- رحلة الإسراء والمعراج

 أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الثَالِث: مِنْ نُزُول الوَحْي حَتَى الهِجْرَة - مَرْحَلَة الدَعْوَة المَكِيَة

الفصل الستون

*********************************

الإسراء والمعراج – الجزء الثاني

رحلة الإسراء والمعراج

*********************************

 

*********************************

وتبدأ رحلة الاسراء والمعراج: وقلنا أن الاسراء هو رحلة أرضية تمت بقدرة الله تعالى من مكة الى بيت المقدس، والمعراج: رحلة سماوية تمت بقدرة الله لرسول الله من بيت المقدس الى السماوات العلا، ثم الى سدرة المنتهى، ثم اللقاء بجبار السماوات والأرض

شق صدر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أتي جبريل الى الرسول –صلى الله عليه وسلم- وهو نائم، وقال له: قم يا محمد، وشق صدر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واستخرج قلب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ووضعه في طست من ذهب مملؤ بالإيمان، فغسل قلب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وملأ قلب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالإيمان، حتى يستعد لمناجاة الله تعالى في رحلة المعراج، ثم أمره أن يطف بالكعبة سبعًا

 

وضع جبريل قلب النبي في طست من ذهب

 

ركوب "البراق"

وركب الرسول –صلى الله عليه وسلم- "البراق" والبراق هو وسيلة المواصلات التى استخدمها الرسول –صلى الله عليه وسلم- للإنتقلال من مكة الى بيت المقدس، ووصف لنا الرسول –صلى الله عليه وسلم-  البراق بأنه: دابة بيضاء جميلة فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى بصره

 

وصف لنا الرسول البراق بأنه: دابة بيضاء جميلة فوق الحمار ودون البغل

ومعنى أن يضع حافره عند منتهي بصره، يعنى مطرح ما بصره يجيب يكون حافره، فاذا ابصر مسافة 30 كيلو مثلًا يكون حافره عند الـ 30 كيلو، اذن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يتحدث عن سرعة الضوء، حتى كلمة "براق" من البرق أي الضوء، اذن الذي نفهمه من ذلك أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- انتقل من مكة الى بيت المقدس بسرعة مثل سرعة الضوء

والبراق هو دابة ركبها الأنبياء والرسل قبل الرسول –صلى الله عليه وسلم- وعندما ركبها الرسول –صلى الله عليه وسلم- نفرت، لأن لها 500 سنة على الأقل لم يركبها أحد، فقال جبريل –عليه السلام- 

مه يا براق، فوالله ما ركبك قط أكرم على الله منه

 

قال جبريل مه يا براق، فوالله ما ركبك قط أكرم على الله منه

 

 

الدنيا تظهر للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وفي الطريق الى بيت المقدس ظهرت امرأة متبرّجة بكل أنواع الزينة, حاسرة على ذراعيها تنادي: يا محمد انظرني أسألك, فلم يلتفت اليها صلى الله عليه وسلم, وقال له جبريل: أما سمعت شيئا في الطريق؟
فقال الرسول –صلى الله عليه وسلم-:"بينما أنا أسير اذا بامرأة حاسرة على ذراعيها، عليها من كل زينة تقول: يا محمد انظرني أسألك! فلم أجبها، ولم أقم عليها"
قال جبريل: تلك الدنيا, اما أنك لو أجبتها, لو أقمت عليها، لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة"

 

 

صلاة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالأنبياء

ووصل الرسول –صلى الله عليه وسلم- الى بيت المقدس، فربط البراق بحلقة، وهذا أخذ بالأسباب، لأن رحلة الاسراء والمعراج كلها رموز، لماذا ربط البراق ؟ حتى يقول لنا أن التوكل على الله لا يعنى ألا تأخذ بالأسباب

 

وصل الرسول الى بيت المقدس وربط البراق

 

ووجد الرسول –صلى الله عليه وسلم- في انتظاره جميع الأنبياء والمرسلين، منذ آدم وحتى عيسى، كل الأنبياء نزلت لاستقبال الرسول –صلى الله عليه وسلم- 313 رسول، و124000 نبي، وهو أعظم اجتماع في تاريخ البشرية

وتصطف الأنبياء للصلاة ركعتين، وتنتظر الأنبياء من سيصلى بهم امامًا، ويقول جبريل: تقدم يا محمد

ما معنى هذا  ؟ ما معنى أن يصلى جميع الأنبياء صلاة واحدة، ومامعنى أن يصلى بهم الرسول –صلى الله عليه وسلم- امامًا ؟

معنى أن يصلى جميع الأنبياء صلاة جماعة واحدة هو وحدة الأنبياء في دعوتهم، فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله، والأنبياء إخوة ودينهم واحد، وهو دين الاسلام

وما معنى أن يكون الرسول –صلى الله عليه وسلم- هو الإمام، مع أن الأولى أن يكون آدم مثلًا هو الإمام، المعنى هو أن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبوة بعد رسول الله ولا رسالة "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ"

 

صلى الرسول بالأنبياء صلوات الله عليهم

المعنى الثاني الهام جدًا هو تسليم راية قيادة البشرية الى الرسول –صلى الله عليه وسلم-  قأنت مسئول عن الأرض يا محمد، والأمة الاسلامية هي المسئولة عن الأرض

والسؤال هو: هل نحن الآن نحمل راية قيادة البشرية ؟ بالطبع لا، المسلمون 20% من مجموع سكان العالم، ولكن 20% عالة على غيرهم، ونحن منذ 200 سنة لم نقدم أي شيء للبشرية، الا في حالات فردية نادرة جدًا

 

رمزية الربط بيت مكة وبين بيت المقدس

وتأمل العلماء كثيرًا في رمزية الربط بيت مكة وبين بيت المقدس في رحلة الاسراء والمعراج، فذكروا أن مكة هي رمز للإسلام، وبيت المقدس هو رمز لحال المسلمين، فاذا كان حرًا عزيزًا فهو دليل على عزة المسلمين، كما كان في عهد عمر –رضى الله عنه- وصلاح الدين، واذا كان محتلًا فهذا دليل على ذلة المسلمين في ذلك الوقت

 

المسجد الأقصى ومسجد الصخرة

 

رحلة المعراج ولقاء الأنبياء

وتبدأ رحلة المعراج، يصعد جبريل ومعه الرسول –صلى الله عليه وسلم- حتى يصل الى السماء الأولى، فيطرق باب السماء الأولى، فيقول الملك الموكل بباب السماء الأولى: من ؟ قال: جبريل، قال ومن معك: قال: محمد بن عبد الله، قال: أوأرسل اليه ؟ يعنى أرسل اليه ليصعد الى السماء، قال نعم

 

بدأت رحلة المعراج من على صخرة المعراج

 

يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- فوجدت في السماء الأولى رجل ينظر عن يمينه فيجد سواد عظيم، وسواد يعنى بشر، لأن الشعر لونه أسود، فعندما تنظر الى عدد كبير ترى سواد

ينظر الرجل عن يمينه فيرى سواد عظيم فيضحك، وينظر عن يساره فيرى سواد عظيم فيبكي، قلت ما هذا يا جبريل ؟ قال: هذا ابوك آدم، ينظر الى أبنائه من أهل الجنة فيضحك، وينظر الى ابنائه من أهل النار فيبكي

 لماذا يضحك ولماذا يبكي ؟ لأنهم أبنائه، هناك من أبنائه من استفاد من تجربته ودخل الجنة، وهناك من أبنائه من لم يستفد من تجربته وأصبح من ابناء النار، لأن قصة آدم كانت كالمثال المحلول بالنسبة للبشرية

 وجميع مواجهات البشر مع ابليس، هي نفس مواجهة آدم مع ابليس، نفس المواجهة وان اختلفت المواقف واختلفت الأسماء

 

شاهد الرسول الأنبياء في السموات

 

ويسلم الرسول –صلى الله عليه وسلم- على آدم فيقول له آدم: مرحبًا بالإبن الصالح، والنبي الصالح، والأخ الصالح، وفي السماء الثانية: عيسى ويحي، ابنى الخالة، وفي الثالثة "يوسف" وفي الرابعة "ادريس" وفي الخامسة "هارون" وفي السادسة "موسى" وفي السابعة والأخيرة "ابراهيم" على نبينا وعليهم جميعًا الصلاة والسلام، ورأي الرسول –صلى الله عليه وسلم- ابراهيم مسندًا ظهره الى البيت المعمور

والبيت المعمور هو بيت بحذاء الكعبة في السماء السابعة يتعبد اليه أهل السماء السابعة، وفوقه عرش الله تعالى، وابراهيم مسندًا ظهره الى البيت يستريح لأنه تعب كثيرًا في الدنيا

اذا أردت أن تستريح في الآخرة فلابد أن تتعب في الدنيا، ولذلك سال "احمد بن حنبل رحمه الله: متى يجد العبد طعم الراحة ؟ قال: مع أول قدم يضعها في الجنة، أما قبل ذلك فلا راحة

و بعد أن يسلم ابراهيم –عليه السلام- على الرسول –صلى الله عليه وسلم- يبعث الينا برساله، يقول ابراهيم: أقرأ أمتك منى السلام، وقل لهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأن غراسها "سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر"

نتحدث في الفصل القادم –ان شاء الله- عن مشاهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في رحلة المعراج

  

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************