Untitled Document

عدد المشاهدات : 1211

الفصل الثامن عشر بعد المائة: معركة أحد- الجزء الأول - خروج قريش لغزو المدينة

         أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ التاسع: معركة "أحد"

الفصل الثامن عشر بعد المائة

*********************************

معركة أحد- الجزء الأول

خروج قريش لغزو المدينة

 *********************************

 

 *********************************

أسباب خروج قريش الى أحد

ذكرنا في فصل سابق أن نتائج هزيمة قريش في "بدر" لم تكن هي فقط مقتل خير فرسانها، وجرح كرامتها، وضياع هيبتها في الجزيرة، وزعزعة مكانتها بين القبائل

ولكن الأخطر بالنسبة لقريش هو أن انتصار المسلمين في بدر كان يعنى نجاح المسلمين نهائيًا في قطع طريق تجارة قريش الى الشام، ولذلك فكرت قريش في أن تسلك طريق جديد تمامًا وهو طريق نجد والعراق، وبالفعل انطلقت تجارة ضخمة لقريش، بقيادة "أبو سفيان بن حرب" وسلكت هذا الطريق، ووصلت أخبار هذه القافلة الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأرسل "زيد بن حارثة" ومعه مائة من الصحابة، واستطاع بالفعل أن يستولي على القافلة بالكامل، بينما هرب من كان فيها

هكذا قطع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على قريش كل طرق التجارة، وأصبحت قريش بعد بدر تواجه كارثة اقتصادية حقيقية

ولذلك كانت "احد" بالنسبة لقريش هي معركة بقاء، والحل الوحيد لبقائها على قيد الحياة هو حرب المسلمين، وقتل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لإسقاط الدولة الإسلامية بالكامل، ومن ثم انقاذ تجارتها ومصدر أموالها الوحيد

تمويل الجيش

وكان أول قرار اتخذته قريش بعد بدر هو أن تخصص أرباح القافلة التجارية الضخمة جدًا التى استطاع "أبو سفيان" أن ينجوا بها من المسلمين قبل غزوة بدر، والتى كانت سببًا في غزوة بدر، أن تخصص أرباح هذه القافلة لتجهيز جيش ضخم لحرب المسلمين والثأر لهزيمتهم المرة في بدر

وكانت قيمة البضاعة التى في القافلة تقدر بخمسين ألف دينار، وكان ربحها لكل دينار دينار، أي أنها حققت أرباح مائة في المائة، فسلموا لأصحاب المال رؤوس أموالهم، وأخرجوا الأرباح لتجهيز الجيش

ونزل في ذلك قول الله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ‏))

 

التحفيز على القتال

وبدأت قريش منذ بدر ولمدة عام كامل في شن حرب اعلامية مكثفة في كل أنحاء الجزيرة، للتحفيز على القتال، والانتقام من المسلمين، والثأر لقتلاهم، وكان على رأس المحفزين على القتال شاعر اسمه "أبو عزة الجمحي" والذي كان قد أسر في بدر، ولم يكن عنده مال ليفدي نفسه، وكان كثير العيال، فقال: من للصبية يا محمد ؟ فأطلقه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بلا فداء على ألا يعود لهجاء المسلمين، ولكنه خان العهد، وكان هو أشد المحفزين على المسلمين بعد بدر

 

كان على رأس المحفزين على القتال شاعر اسمه "أبو عزة الجمحي"

جيش قريش

بدأت قريش بعد ذلك في حشد قواتها من داخل مكة وأيضًا من القبائل المتحالفة معها وهي قبائل كنانة وثقيف والأحابيش، والأحابيش هم مجموعة من القبائل المتحالفة مع بعضهم البعض، وقد أطلق عليهم الأحابيش لتحبشهم: أي تجمعهم، وقائدهم اسمه "الحليس"

 هكذا استطاعت قريش أن تحشد : 3000 مقاتل: 1000 من قريش، و2000 مقاتل من خارج قريش، وكان في الجيش 3000 بعير، و200 فرس، و700 درع

وخرج جيش قريش بالفعل في أواخر شهر رمضان من السنة الثالثة من الهجرة، أي بعد بدر بعام كامل:

كانت القيادة العامة للجيش لسيد قريش "أبو سفيان بن حرب" الذي نظم جيشه تنظيمًا جيدًا، فوضع "خالد بن الوليد" على ميمنة الفرسان، و"عكرمة بن أبي جهل" على ميسرة الفرسان، و"صفوان بن أمية" على المشاة، ووضع "عبد الله بن ربيعة" على رماة السهام، وأعطي اللواء لبنى عبد الدار، وكانوا هم الذين يحملون اللواء لقريش

وخرج مع الجيش 15 امرأة من زوجات أشراف مكة، على رأسهن سيدة مكة الأولى في ذلك الوقت "هند بن عتبة" زوجة "أبو سفيان"، وذلك لتحميس وتحفيز الجيش، ومعهن الدفوف يضربن بها

 

خرج مع الجيش 15 امرأة على رأسهن "هند بن عتبة"

وحشي بن حرب

وكان من ضمن الجيش عبد حبشي اسمه "وحشي بن حرب" وكان عبدًا لرجل من قريش اسمه "جبير بن مطعم" كان قد قتل عمه في "بدر" فوعده "جبير" أن يعتقه ان قتل "حمزة" وكان الأحباش معروفون بالمهارة الشديدة والدقة في رمي الحراب، وكانت لهم حتى ألعاب ورقصات بالحراب، وكان "وحشى" هذا من أمهر الأحباش في رمي الحراب، وقريش تعلم أنه لن يستطيع أن يقتل أحد حمزة في مبارزة، وأنه لا يمكن أن يقتل الا أن يرمي بحربة من مسافة بعيدة، وهكذا خرج "وحشى" للقتال فقط لأداء هذه المهمة الخطيرة، وهي قتل أقوي فارس في صفوف المسلمين وهو "حمزة بن عبد المطلب"

"هند بنت عتبة" تقترح نبش قبر السيدة "أمنة"

تابع جيش مكة سيره في الطريق الرئيسي المعتاد بين مكة والمدينة، فلما وصلوا الى الأبواء، اقترحت "هند بنت عتبة" أن ينبش قبر السيدة آمنة أم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقالت: لو بحثتم قبر أم محمد فإن أسر منكم أحدا فديتم كل إنسان بجزء من أجزائها ولكن زوجها أبو سفيان سيد قريش وغيره من سادة قريش رفضوا هذا الإقتراح، لأنه سيفتح بابًا عواقبه وخيمة، وقالوا: لا يفتح هذا الباب وإلا نبشوا موتانا عند مجيئهم

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************