Untitled Document

عدد المشاهدات : 1268

الفصل الثاني والثمانون بعد المائة: الرسائل الى الملوك والزعماء

أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة

الجُزْءُ الرابع عشر: الأحداث من "الحديبية" الى "خيبر"

الفصل الثاني والثمانون بعد المائة

*********************************

الرسائل الى الملوك والزعماء

*********************************

 

*********************************

انتهينا في فصول سابقة عن صلح الحديبية، وبمجرد وصل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى المدينة، وفي نفس الشهر الذي وصل فيه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى المدينة، وهو شهر "ذي الحجة" من السنة السادسة من الهجرة،  بدأ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ارسال الرسائل الى الملوك والزعماء داخل وخارج الجزيرة العربية، لأن الإسلام دين عالمي، يقول تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ويقول تعالى ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ والأحاديث في ذلك كثيرة جدًا

 

والسؤال هو لماذا بدأ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في دعوة الملوك والزعماء داخل وخارج الجزيرة العربية في ذلك الوقت، بعد صلح الحديبية ؟ لمذا لم يبدء في دعوة الملوك والزعماء فور بدء الرسالة ؟

الإجابة هي أن صلح الحديبية كان يعنى اعتراف قريش بالدولة الإسلامية، وقريش هي قبيلة معروفة ليست في الجزيرة فقط ولكن في كل دول العالم القديم، وباعتراف قريش بالدولة الإسلامية أصبح للدولة الإسلامية مكانتها بين دول العالم القديم

ولذلك فان من أهم مكاسب صلح الحديبية، هو اعتراف قريش بالمسلمين، ولو كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد بادر الى دعوة الملوك والزعماء قبل صلح الحديبية، لما التفت أحد الى هذه الرسائل، لأنها في ذلك الوقت ستعتبر رسائل مرسلة من جماعة مارقة غير شرعية، وليست من دولة لها سيادة

 

 أرسل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ذلك الوقت سبعة رسائل:

-        رسالة الى "هرقل"  قيصر الروم، وحملها "دحية الكلبي"

-        رسالة الى كسري ملك فارس، وحملها "عبد الله بن حذافة"

وقد قلنا من قبل أن فارس والروم كانا يحكمان كل دول العالم القديم تقريبًا

-        رسالة الى المقوقس، حاكم مصر، حملها "حاطب بن أبي بلتعة"

-        رسالة الى النجاشي "أصحمة" ملك الحبشة، حملها " عمرو بن أميَّة الضمريّ"

-        رسالة إلى "المنذر بن سَاوَى" ملك البحرين، وحملها "العلاء بن عمرو الحضرميّ"

-        رسالة إلى "هَوْذَة بن عليّ" ملك اليمامة، وحملها "سَلِيط بن عمر"

-        رسالة إلى "الحارث بن أبي شَمِر" ملك دمشق، وحملها "شجاع بن وهب"

 

-          

واذا قرأنا هذه الرسائل الكريمة، نجد أن نص الرسائل لم يكن واحدًا، ولكن مضمون هذه الرسائل واحد وهو الدعوة للدخول في الإسلام، وتحمل هذه الرسائل الزعماء مسئولية شعوبهم

وبعض هذه الرسائل موجود الآن، ويوجد أربعة منها في أحد المتاحف في اسطنبول، والرسالة الموجهة الى النجاشي ملك الحبشة موجودة في الجمعية الجغرافية الملكية بانجلترا، وهي ليست بخط الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالطبع لأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يكن يجيد الكتابة، ولكن عليها ختم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو ختم "محمد رسول الله" ونلاحظ في هذا الختم أنه مكتوب من أسفل الى أعلى، وقد قصد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك حتى لا يعلو اسم "محمد" اسم "الله" وهذا من أدبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع ربه

 

ختم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************