الفصل السادس: قصة بئر زمزم - الجزء الثاني
أُحِبُكَ نَبِيالكتاب
الأول: أحداث هامة قبل وِلاَدَة الرَسُول ﷺ°°°°°°°°°°°°°°الفصل السادس: ((قصة بئر
زمزم - الجزء الثاني))°°°°°°°°°°°°°°ظلت "زمزم" مندثرة" مائة عام كاملة، حتى حفرها بعد ذلك
"عبد المطلب" جد النبي ﷺ وكان لحفر عبد المطلب لزمزم قصة:
والذي قص لنا هذه القصة هو "على بن أبي طالب" عن جده "عبد
المطلب"، أن "عبد المطلب" كان نائمًا في حجر اسماعيل (و حجر
اسماعيل الآن هو المنطقة داخل حائط على شكل نصف دائرة بجوار الكعبة)
رأي "عبد المطلب" رؤيا أن صوتًا يقول به:
-
احفر طيبة !
فقال عبد المطلب:
-
وما طيبة ؟
وانتهت الرؤيا، و"طيبة" في اللغة هو الشيء الطيب.
في اليوم التالي نام "عبد المطلب" في نفس المكان، ورأي في نومه أن
صوتًا يقول له:
-
احفر برة !
فقال عبد المطلب:
-
وما برة ؟
وانتهت الرؤيا، و"برة" كلمة مشتقة من "البر" ، والمعنى
أنها "تبر" بمن يشرب منها وتنفعه.
في اليوم الثالث، نام "عبد المطلب" في نفس المكان، ورأي في نومه
أن صوتًا يقول له:
-
احفر المضنونة!
قال:
-
وما المضنونة ؟
واختفي الصوت وانتهت الرؤيا، و"المضنونة" هو الشيء الذي يُضَنُ به،
أي يُحْتَفظ به لنفاسته.
في اليوم الرابع، نام "عبد المطلب" وسمع الهاتف هذه المرة يقول
له:
-
احفر زمزم.
قال عبد المطب:
-
وما زمزم ؟
فقال الهاتف:
-
لا تنزف أبدا ولا تذم،
تسقى الحجيج الاعظم، وهى بين الفرث و الدم،عند قرية النمل، عند نقرة الغراب الاعصم (!)
°°°°°°°°°°°°°°
و "زمزم" بالرغم من أنها كانت مطمورة منذ سنوات طويلة، الا أنها
كانت معروفة عند أهل مكة.
ومعنى " لا تنزف أبدا" يعنى لا ينفذ ولا ينتهي مائها.
والفرث هي أحشاء الذبيحة.
وقرية النمل أي بيت نمل.
والغراب الأعصم هو الغراب الذي يوجد على جناحه ريش أبيض.
قام "عبد المطلب" ومعه ابنه "الحارث بن عبد المطلب"
وكان هو ولده الوحيد في ذلك الوقت، وأخذ معوله وأدوات الحفر، وذهب الى حيث الكعبة،
ووقف يجيل بصره في المكان بحثُا عن العلامات التى سمعها في الرؤيا.
وبينما هو كذلك جاء أناس ومعهم بقرة ليذبوحها عند أحد الأصنام حول الكعبة،
وعنما ذبحوها سالت دماؤها، ثم أخرجوا أحشائها، فعلم أن هذه هي أول علامة، وهي
"الفرث"
ثم أخذ يتأمل في الأرض يبحث عن قرية
النمل، فوجد قرية كبيرة من النمل، وكانت هذه هي العلامة الثانية.
ثم نزل غراب أعصم، أي غراب على جناحه ريش أبيض، ونقر في الأرض.
وهكذا حدد الرؤيا بدقةالمكان الذي يحفر فيه "عبد المطلب"
وبدأ "عبد المطلب" يحفر ومعه ابنه "الحارث بن عبد
المطلب"
وأخذت قريش تسأله عما يفعل، فقال لهم أنه يحفر بئر "زمزم" فأخذوا
يسخرون منه.
ولكن كانت المفاجأة أن "عبد المطلب" انتهي بالفعل الى بئر زمزم.
وقف عبد المطلب يجيل بصره في المكان بحثُا عن العلامات التى سمعها في الرؤيا
°°°°°°°°°°°°°°واجتمعت قريش على "عبد المطلب" وقالوا له:
-
يا عبد المطلب هذا بئر أبينا اسماعيل، وان لنا فيه حقًا، فأشركنا معك فيه.
ورفض عبد المطلب وقال:
-
هذا أمر قد خُصِصْت به من دونكم، وأعْطيته من بينكم.
و أصرت قريشًا على رأيها واجتمعوا كلهم على "عبد المطب"، فقال لهم
عبد المطلب:
-
أجعلوا بينى وبينكم من شئتم يحكم بيننا.
فاختاروا كاهنة موجودة بأطراف الشام، يطلق عليها كاهنة "سعد بن هذيم" ووافق "عبد المطلب"
°°°°°°°°°°°°°°
لكن "عبد المطلب" شعر حين خاصمته قريش في "زمزم" أنها
قد قهرته واستضعفته، لأنه ليس له الا ولدًا واحدًا وهو "حارثة"، فدعا
الله تعالى أن يرزقه عشرة من الولد، ونذر ان رزق عشرًا من الولد أن يذبح أحدهم
قربانًا لله تعالى (!)
°°°°°°°°°°°°°°
ركب "عبد المطلب" الى الكاهنة ومعه مجموعة من كل بطن من بطون قريش.
وبينما هم في الطريق نفذ منهم الماء، وأوشكوا جميعًا على الهلاك.
وأشار عليهم "عبد المطلب" بأن يحفر كل رجل حفرته، فكلما مات رجل
يدفعوه فيها.
وبالفعل حفر كل رجل لنفسه حفرة، وقعدوا ينتظرون الموت عطشًا.
ثم قال لهم "عبد المطلب"
"ان انتظارنا الموت هكذا لعجز، فعسي ان ارتحلنا أن يرزقنا الله تعالى ماءًا ببعض البلاد."
واستجابوا لرأي "عبد المطلب" مرة أخري و قاموا.
ولكن ما ان قامت راحلة "عبد المطلب" حتى انفجر من تحت خفها ماء
عذب، فشربوا جميعًا وملئوا أسقيتهم، بعد أن كانوا جميعًا في انتظار الهلاك عطًشًا.
فقالت جميع قريش
لعبد المطلب :
"ان الذي
سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا."
ورجعوا جميعًا الى
مكة، وظلت "زمزم" لعبد المطلب جد الرسول ﷺ
°°°°°°°°°°°°°°
بقي أن نقول أن بئر زمزم هو أشهر بئر على
وجه الأرض.
ومن فضل زمزم قول الرسول ﷺ
"ماء زمزم لِما شُرب له"
أخرجه أحمد وابن ماجه والبيهقي.
ويقول الرسول ﷺ
"خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطُعم، وشفاء السقم"
ومعنى " طعام الطُعم" يعنى الذي يشرب ماء زمزم كأنه أكل طعامًا.
و"وشفاء السقم" يعنى شفاء من الأمراض.
يقول أبو ذر الغفاري:
لقد لبثتُ ثلاثين ليلة ويوماً، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم؛ فسمنت حتى تكسرت عُكَنُ بطني (أي انطوت ثنايا البطن
من السُّمنة) وما وجدت على كبدي سخفة جوع (وسخفة
الجوع: ما ينشأ عن الجوع من ضعف وهزال)
ومن فضل زمزم أن منبعه تحت الأرض من ثلاث جهات:
جهة الصفا، وجهة المروة، وجهة الركن الأسود.
بئر زمزم
****************
أُحِبُكَ نَبِي
الكتاب
الأول: أحداث هامة قبل وِلاَدَة الرَسُول ﷺ°°°°°°°°°°°°°°الفصل السادس: ((قصة بئر
زمزم - الجزء الثاني))°°°°°°°°°°°°°°ظلت "زمزم" مندثرة" مائة عام كاملة، حتى حفرها بعد ذلك
"عبد المطلب" جد النبي ﷺ وكان لحفر عبد المطلب لزمزم قصة:
والذي قص لنا هذه القصة هو "على بن أبي طالب" عن جده "عبد
المطلب"، أن "عبد المطلب" كان نائمًا في حجر اسماعيل (و حجر
اسماعيل الآن هو المنطقة داخل حائط على شكل نصف دائرة بجوار الكعبة)
رأي "عبد المطلب" رؤيا أن صوتًا يقول به:
-
احفر طيبة !
فقال عبد المطلب:
-
وما طيبة ؟
وانتهت الرؤيا، و"طيبة" في اللغة هو الشيء الطيب.
في اليوم التالي نام "عبد المطلب" في نفس المكان، ورأي في نومه أن
صوتًا يقول له:
-
احفر برة !
فقال عبد المطلب:
-
وما برة ؟
وانتهت الرؤيا، و"برة" كلمة مشتقة من "البر" ، والمعنى
أنها "تبر" بمن يشرب منها وتنفعه.
في اليوم الثالث، نام "عبد المطلب" في نفس المكان، ورأي في نومه
أن صوتًا يقول له:
-
احفر المضنونة!
قال:
-
وما المضنونة ؟
واختفي الصوت وانتهت الرؤيا، و"المضنونة" هو الشيء الذي يُضَنُ به،
أي يُحْتَفظ به لنفاسته.
في اليوم الرابع، نام "عبد المطلب" وسمع الهاتف هذه المرة يقول
له:
-
احفر زمزم.
قال عبد المطب:
-
وما زمزم ؟
فقال الهاتف:
-
لا تنزف أبدا ولا تذم،
تسقى الحجيج الاعظم، وهى بين الفرث و الدم،عند قرية النمل، عند نقرة الغراب الاعصم (!)
°°°°°°°°°°°°°°
و "زمزم" بالرغم من أنها كانت مطمورة منذ سنوات طويلة، الا أنها
كانت معروفة عند أهل مكة.
ومعنى " لا تنزف أبدا" يعنى لا ينفذ ولا ينتهي مائها.
والفرث هي أحشاء الذبيحة.
وقرية النمل أي بيت نمل.
والغراب الأعصم هو الغراب الذي يوجد على جناحه ريش أبيض.
قام "عبد المطلب" ومعه ابنه "الحارث بن عبد المطلب"
وكان هو ولده الوحيد في ذلك الوقت، وأخذ معوله وأدوات الحفر، وذهب الى حيث الكعبة،
ووقف يجيل بصره في المكان بحثُا عن العلامات التى سمعها في الرؤيا.
وبينما هو كذلك جاء أناس ومعهم بقرة ليذبوحها عند أحد الأصنام حول الكعبة،
وعنما ذبحوها سالت دماؤها، ثم أخرجوا أحشائها، فعلم أن هذه هي أول علامة، وهي
"الفرث"
ثم أخذ يتأمل في الأرض يبحث عن قرية
النمل، فوجد قرية كبيرة من النمل، وكانت هذه هي العلامة الثانية.
ثم نزل غراب أعصم، أي غراب على جناحه ريش أبيض، ونقر في الأرض.
وهكذا حدد الرؤيا بدقةالمكان الذي يحفر فيه "عبد المطلب"
وبدأ "عبد المطلب" يحفر ومعه ابنه "الحارث بن عبد
المطلب"
وأخذت قريش تسأله عما يفعل، فقال لهم أنه يحفر بئر "زمزم" فأخذوا
يسخرون منه.
ولكن كانت المفاجأة أن "عبد المطلب" انتهي بالفعل الى بئر زمزم.
وقف عبد المطلب يجيل بصره في المكان بحثُا عن العلامات التى سمعها في الرؤيا
°°°°°°°°°°°°°°واجتمعت قريش على "عبد المطلب" وقالوا له:
-
يا عبد المطلب هذا بئر أبينا اسماعيل، وان لنا فيه حقًا، فأشركنا معك فيه.
ورفض عبد المطلب وقال:
-
هذا أمر قد خُصِصْت به من دونكم، وأعْطيته من بينكم.
و أصرت قريشًا على رأيها واجتمعوا كلهم على "عبد المطب"، فقال لهم
عبد المطلب:
-
أجعلوا بينى وبينكم من شئتم يحكم بيننا.
فاختاروا كاهنة موجودة بأطراف الشام، يطلق عليها كاهنة "سعد بن هذيم" ووافق "عبد المطلب"
°°°°°°°°°°°°°°
لكن "عبد المطلب" شعر حين خاصمته قريش في "زمزم" أنها
قد قهرته واستضعفته، لأنه ليس له الا ولدًا واحدًا وهو "حارثة"، فدعا
الله تعالى أن يرزقه عشرة من الولد، ونذر ان رزق عشرًا من الولد أن يذبح أحدهم
قربانًا لله تعالى (!)
°°°°°°°°°°°°°°
ركب "عبد المطلب" الى الكاهنة ومعه مجموعة من كل بطن من بطون قريش.
وبينما هم في الطريق نفذ منهم الماء، وأوشكوا جميعًا على الهلاك.
وأشار عليهم "عبد المطلب" بأن يحفر كل رجل حفرته، فكلما مات رجل
يدفعوه فيها.
وبالفعل حفر كل رجل لنفسه حفرة، وقعدوا ينتظرون الموت عطشًا.
ثم قال لهم "عبد المطلب"
"ان انتظارنا الموت هكذا لعجز، فعسي ان ارتحلنا أن يرزقنا الله تعالى ماءًا ببعض البلاد."
واستجابوا لرأي "عبد المطلب" مرة أخري و قاموا.
ولكن ما ان قامت راحلة "عبد المطلب" حتى انفجر من تحت خفها ماء
عذب، فشربوا جميعًا وملئوا أسقيتهم، بعد أن كانوا جميعًا في انتظار الهلاك عطًشًا.
فقالت جميع قريش
لعبد المطلب :
"ان الذي
سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا."
ورجعوا جميعًا الى
مكة، وظلت "زمزم" لعبد المطلب جد الرسول ﷺ
°°°°°°°°°°°°°°
بقي أن نقول أن بئر زمزم هو أشهر بئر على
وجه الأرض.
ومن فضل زمزم قول الرسول ﷺ
"ماء زمزم لِما شُرب له"
أخرجه أحمد وابن ماجه والبيهقي.
ويقول الرسول ﷺ
"خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطُعم، وشفاء السقم"
ومعنى " طعام الطُعم" يعنى الذي يشرب ماء زمزم كأنه أكل طعامًا.
و"وشفاء السقم" يعنى شفاء من الأمراض.
يقول أبو ذر الغفاري:
لقد لبثتُ ثلاثين ليلة ويوماً، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم؛ فسمنت حتى تكسرت عُكَنُ بطني (أي انطوت ثنايا البطن
من السُّمنة) وما وجدت على كبدي سخفة جوع (وسخفة
الجوع: ما ينشأ عن الجوع من ضعف وهزال)
ومن فضل زمزم أن منبعه تحت الأرض من ثلاث جهات:
جهة الصفا، وجهة المروة، وجهة الركن الأسود.
بئر زمزم
****************