تدبر القُرْآن العَظِيم
الحلقة الخمسون بعد المائة الأولى
تدبر الآيتين (241) و(242) من سورة البقرة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (241) كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (241)
تعود الآيات للحديث عن حقوق المُطَلَّقَاتِ، وقد قلنا من قبل أن المطلقة بعد الدخول لها سبعة حقوق، وأحد هذه الحقوق تتناولها هذه الآية وهي نفقة المتعة
وهي غير متعة المطلقة قبل الدخول
فالمطلقة بعد الدخول بها يكون لها فوق نفقة عدتها، نفقة متعة، وهذه النفقة تكون جبرًا لخاطرها، وتقديرًا لظروفها الجديدة، فقد تكون لا تعمل ومتفرغة لبيتها، فتكون في حاجة الى النفقة فترة حتى تستطيع التوائم مع ظروفها الجديدة
وهذه أيضًا غير النفقة الواجبة للأبناء اذا كان هناك أبناء
يقول تعالى (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ) والمقصود بها –كما قلنا- المطلقة المدخول بها، ولأن المطلقة قبل الدخول بين الله تعالى حقوقها في آية أخري
(مَتَاعٌ) والمتاع هو ما يتمتع به ويستفاد به من طعام وكسوة وغير ذلك من ضروريات الحياة
(بِالْمَعْرُوفِ) يعنى بحسب ما يقتضيه العرف، كما قلنا من قبل "ما يستحق لمثلها على مثله" وذلك في مثل قوله تعالى: في متعة المطلقة قبل الدخول ﴿وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ﴾ فيؤخذ في الاعتبار حال المطلِّق يُسْرًا وعُسْرًا
وهذه النفقة تختلف من بلد الى آخر على حسب قانون الأحوال الشخصية المطبق في هذا البلد
في مصر مثلًا تقدر هذه النفقة بنفقة سنتين على الأقل، وقد تزيد اذا كان الرجل قد تعسف في الطلاق، أو كانت مدة الزوج طويلة، وذلك على حسب تقدير القاضى
وتحتسب غالبًا بواقع 25% أي ربع راتب الزوج
(حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)
(حَقًّا) أي أمرًا واجبًا
وقوله تعالى (عَلَى الْمُتَّقِينَ)
لأن هذه النفقة –كما ذكرنا- أمر تقديري، وغالبًا ما يحدث فيها خلاف، فوصف تعالى من يقوم بهذا الأمر بالتقوي، حتى يحث الناس على القيام به
والمفروض أن نفقة المتعة تكون بالاتفاق والتراضي بين الأطراف، فاذا لم يحدث هذا الاتفاق يكون اللجوء الى القضاء
ذا لم يحدث الاتفاق يكون اللجوء الى القضاء
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242)
ثم يختم الله تعالى الحديث عن أحكام الأسرة بهذه الآية، فيقول تعالى أنه تعالى بمثل هذه الآيات يبين لنا أحكامه، كي نعقلها ونفهمها ونعمل بها
والى هنا تكون السورة قد بينت في أكثر من عشرين آية أحكام هامة جدًا تتعلق بالأسرة وصيانتها وسعادتها
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|