تدبر القُرْآن العَظِيم
الحلقة الخامسة والسبعون بعد المائة الأولى
((فضل أواخر سورة البقرة))
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هاتين الآيتين هما خواتيم سورة البقرة، من منن الله تعالى على الأمة الإسلامية، ولهما فضل عظيم جدًا
روي مسلم أن النبي لما أسري به وانتهي الى سدرة المنتهي وهي في السماء السادسة، أعطي ثلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ.
والمعنى أن خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ أوحي بهما الي الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الله مباشرة بلا واسطة جبريل –عليه السلام-
وخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ هي الآيات الوحيدة التى أوحي بها للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في السماء
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي النسائي وأحمد عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلاَثٍ: جُعِلَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا وطَهُورًا، وَجُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ، وَأُوتِيتُ هَؤُلاَءِ الآيَاتِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: بينما جبريل قاعد عند النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اذ سمع نقيضا من فوقه –أي صوتًا من فوقه- فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم الملك على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: (أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك، فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ، لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلّا أُعطيتَه)
يعنى الا أعطاك الله سبحانه وتعالى ما اشتمل عليه من الدعاء.
والدعاء في فاتحة الكتاب "اهدنا الصراط المستقيم"
والدعاء في خواتيم سورة البقرة مثل (غُفْرَانَكَ رَبَّنَا)
ومثل (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وروري البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" -مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ"
وقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (كَفَتَاهُ) من جوامع الكلم، لأن كلمة كَفَتَاهُ تحمل معاني كثيرة:
فمعنى (كَفَتَاهُ) أي كَفَتَاهُ من كل شر وسوء واذي.
ومعنى (كَفَتَاهُ) أي كَفَتَاهُ من شر الشيطان في هذه الليلة.
ومعنى (كَفَتَاهُ) يعنى تكفيانه من الثواب، يعنى يحققان من الحسنات ما يكفيه في هذا اليوم.
وقيل (كَفَتَاهُ) أي كَفَتَاهُ قيام الليل، يعنى هاتين الآيتين تجزئان عن قيام الليل.
وقيل تجزئان عن قراءة القرآن في هذه الليلة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لذلك فان هاتين الآيتين من أذكار المساء التى ينبغي ان نحرص على قرائتها كل ليلة.
وحتى لا تنسي قراءتها يمكن قرائتها في صلاة المغرب او صلاة العشاء، أو ركعتي سنة المغرب أو ركعتى سنة العشاء.
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|