تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة السابعة عشر بعد المائتين
تدبر الآيتين (116) و (117) من سورة "آلَ عِمْرَانَ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي الَّذِينَ جَحَدُوا نُبُوَّةَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما جاء به من القرآن العظيم.
(لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) أي أن الأموال التى جمعوها في الدنيا، والأولاد الذين ربوهم لَنْ يدفعوا عنهم شَيْئًا مِنْ عُقُوبَةِ اللَّهِ لهم.
وذكر الله –تَعَالي- الأموال والأولاد، لأن الإنسان يدفع عن نفسه في الدنيا، ويغتر في الدنيا بالمال والأولاد، وذكر الله الأولاد لأنهم أقرب النسب الى الانسان.والأولاد تشير كذلك الى العائلة والقبيلة والقوة والسلطة.
فالله تعالى يحذرهم ويقول أنه لن يدفع عنهم عقوبة الله تعالى لا أموالهم ولا أولادهم ولا العائلة ولا القبيلة ولا الأصحاب ولا القوة ولا السلطة
(وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ) أي الملازمون للنار، كما أن الصاحب يلازم صاحبه.
(هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) أما ماكثون فيها الى الأبد.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)
(مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
أي مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا في أوجه البر والخير، ولا يريدون به وجه الله تعالى.
مثل ما ينفق رياءًا، أو ما ينفق لجلب مصلحة دنيوية.
قال عدي بن حاتم للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك من أجر ؟ فقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : "إن أباك طلب شيئاً فأصابه"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
فهذه النفقة (كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ) أي فِيهَا برد شديد، وريح شديدة
(أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ)
أي أَصَابَتْ زرع قَوْمٍ، وهذا التشبيه بالزرع، لأن الله -تَعَالي- شبه النفقة في سبيل الله بالزرع، لأن الانسان يضع حبة واحدة فتأتي له بشجرة فيها آلاف الثمار، فكذلك النفقة في سبيل الله تكون قليلة ويكون ثوابها يوم القيامة مضاعفًا.
يقول تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
فهؤلاء بدلًا من أن يحصدوا ثمار نفقتهم، ضيعوها حين جعلوها ليست لوجه الله -تَعَالي- ولذلك قال -تَعَالي- (ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ)
ثم يقول تعالى (وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ) حين لم يقبل هذه النفقة
(وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) هم الذين ظلموا أنفسهم حين جعلوا نفقتهم لغير وجه الله تعالى
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|