تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائتين
تدبر الآيتين من (128) و(129) من سورة "آلَ عِمْرَانَ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)
عن أَنَسٌ قال لما شُجَّ وجه النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ وَيَقُولُ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَّبُوا نَبِيَّهُمْ بِالدَّمِ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ!!
وقيل أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دعا على بعض رؤساء قريش فقال: اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا سُفْيَانَ! اللَّهُمَّ الْعَنِ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ! اللَّهُمَّ الْعَنْ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ!
فَأُنْـزِلَ الله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)
يعنى لَيْسَ لَكَ يَا مُحَمَّدُ شَيْءٌ في القضاء أو الحكم فِي عِبَادِي
فالقضاء والحكم في عبادي بيدي أنا وليس بيدك يا محمد.
(أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) أو يتوب الله عليهم برحمته
(أَوْ يُعَذِّبَهُمْ) أو يُعَذِّبَهُمْ الله
(فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) فانهم مستحقون للعذاب بسبب ذنوبهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل أن السبب أنه بعد أُحُد أرسل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سبعين من صحابته لدعوة بعض القبائل العربية الى الإسلام، وكان هؤلاء السبعون من خيار الصحابة، وكان يعرفون بالقراء، لحفظهم للقرآن وعلمهم وعبادتهم، ولكنهم في الطريق وعند بئر يقال له "بئر معونة" خرجت عليهم ثلاثة من القبائل العربية، وهي رِعْل وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، فقتلوهم جميعًا، ولم ينج الا واحد، حيث أصيب وظنوه قد قتل، وحزن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حزنًا شديدًا، وظل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعو عليهم في صلاته شهرًا كاملًا في جميع صلواته، بعد أن يرفع من الركوع يقول "اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطَأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ رَعْلًا وَذِكْوَانَ وَعُصِيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" حتى نزل قول الله تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) فترك الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الدعاء عليهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129)
ثم يعظم الله تعالى نفسه ويقول أن له –تعالى-جميع مَا فِي السَّمَوَاتِ، وَله –تعالى- جميع مَا فِي الْأَرْضِ
(يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ) قال ابن عباس يَغْفِرُ تعالى الذنْبَ العظيمَ للمُوَحِّدِينَ
(وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ)أي يُعَذِّبُ المشركين، على الذنب الصغير
(وَاللَّهُ غَفُورٌ) لأوليائه (رَحِيمٌ) بهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
بعد ذلك تتحدث الآية التالية عن قضية الربا، فيقول تعالى في الاية (130) (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضْعَٰفًا مُّضَٰعَفَةً ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وبعد ذلك تعود الايات للحديث عن غزوة أحد.
لماذا آيات الربا في وسط الحديث عن غزوة أحد ؟
لأن الذي يجعل الانسان يتعامل بالربا هو الحرص على المال، وسبب الهزيمة في أحد، ومخالفة الرماة لأمر الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو حرصهم على المال والغنيمة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|