تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة الثانية والأربعون بعد المائتين
تدبر الآيات من (180) الى (184) من سورة "آلَ عِمْرَانَ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُو بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)
(وَلَا يَحْسَبَنَّ) يعنى لا يظن ولا يعتقد
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) يذكرك الله تعالى بأن ما عندك من أموال هي من عطا الله تعالى لك، ومن فضله عليك.
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ)
يعنى لا يعتقد الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا تفضل الله عليهم من مال، فلمْ يُؤَدُّوا زَكَاة أموالهم، أن هذا المال خَيْرًا لَهُمْ
(بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ)
بل سيكون هذا المال الذي بخلوا به شَرٌّ لَهُمْ
(سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
فهذا المال الذي بخلوا به سيكون يوم القيامة كالطوق في أعناقهم، فيعذبون به.
كيف يكون هذا المال الذي بخلوا به كالطوق في اعناقهم ؟
روي البخاري وغيره أن النـَبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال "ما من أحدٍ لا يُؤدِّي زكاةَ مالِه إلا مُثِّلَ له يومَ القيامةِ شجاعًا أقرعَ حتى يُطَوِّقَ به عُنُقَه، ثم يقولُ: أنا مالُكَ، أنا كَنْزُكَ" ، ثم قرأ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
شجاعًا أقرعَ: الشُّجاعُ الحيَّةُ الذَّكَرُ، والأَقْرعُ الذي سقط شَعرُه؛ لكَثْرةِ سُمِّه
بعض خصوم الإسلام يقول: وهل الثعبان له شعر، فالثعبان أملس ؟ نقول له أن هناك 2700 نوع من الثعابين، وهناك بالفعل ثعابين لها شعر.
اذن المال الذي كنزه، وأنفق حياته في جمعه، واعتقد أنه سيكون سبب سعادته في الدنيا، يكون هو الذي يعذب به يوم القيامة.
وهذا مثل قوله تعالى في سورة التوبة (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)
فالذهب والفضة التى كنزهم ولم ينفقهم في سبيل الله، سيعذب بهم يوم القيامة، بأن تحمي في فِي نَارِ جَهَنَّمَ ثم تُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ
(وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ) يعنى الله تعالى هو الذي سيرث السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ويرث كل ما فيها، لأن جميع المخلوقات ستموت وتفنى ولا يبقي الا الله تعالى.
فكل ما تملكه ستورثه لأبنائك، وابنائك يورثونه لأبنائهم وهكذا، ثم تؤول في النهاية الى المالك الحقيقي وهو الله تعالى رب العالمين.
اذن فأنت ستفقد كل مالك، ولا يبقي لك الا ما قدمت من زكاة أو صدقة
(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
أي أن الله -تَعَالي- ذُو خِبْرَةٍ وَعِلْمٍ بمن يبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ
يقول تعالى أن الآية تصدق على كل من يبخل بما عنده من علم أو جاه أو أي شيء من عطاء الله تعالى.
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)
سبب نزول الآية أنه لما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) سخر اليهود من الآية، وقالوا: مَا يَسْتَقْرِضُ إِلَّا الْفَقِيرُ مِنَ الْغَنِيِّ! فالله فقير ونحن أغنياء.
فَأَنْـزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هذه الآية، (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ)
ثم يقول تعالى (سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا) وقرأت (سَيُكْتُبُ مَا قَالُوا) يعنى ما قالوه سيكتبه الحفظة في صحائف أعمالهم، وهذا للتهديد والوعيد.
(وَقَتَلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍ) أي وسنكتب كذلك قَتَلَهُمُ أنبياء الله، وهذه أعظم جريمة يمكن أن يرتكبها انسان، لأن هؤلاء الأنبياء هم سادة البشر وخير البشر ورسل الله
ولله المثل الأعلى لو أرسل ملكًا من ملوك الدنيا رسولًا الى ملك آخر، فقتله ذلك الملك، فانه يقصد بذلك اهانته وتحديه والاستخفاف به.
ولذلك ذكر الله -تَعَالي- الجريمتين معًا: جريمة قولهم (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ) وجريمة قتل الأنبياء، لأن أصل الجريمتين واحد وهو التجرؤ على الله، فقولهم (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ) تطاول على ذات الله، وقتلهم أنبياء الله، تطاول على من اختارهم الله تعالى لتبليغ رسالاته.
وقوله تعالى (بِغَيْرِ حَقٍ) يعنى هم كانوا يعلمون أنهم على باطل وأن هؤلاء الأنبياء على حق، وفي هذا اشارة الى إلى شناعة أفعالهم.
(وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) وقرأت (وَيقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)
يعنى: يوم القيامة سنلقي بهم فى جهنم ، ونخاطبهم ونقول : ذوقوا عذاب تلك النار المحرقة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)
(ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) يعنى ذَلِكَ العذاب بسبب افعالكم
أو أن هذا داخل فيما يقال لهم يوم القيامة.
(وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ فيعذب بغير ذنب.
هنا وقفة لخصوم الإسلام من المستشرقين، يقولون: يقول الله في قرآنكم (وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) وكلمة (ظَلَّامٍ) صيغة مبالغة من الظلم، فاذا نفي تعالى أنه لَيْسَ بِظَلَّامٍ فلا ينفي أنه ظالم.
والرد على هذا من وجهين أن العذاب الذي توعد أن يوقعه بهم لو وقع لكان عذابًا عظيمًا ، ولذلك ناسبه أن يأتي بصيغة المبالغة وهي (ظَلَّامٍ)
والوجه الثاني أن هذا العذاب لو وقع لوقع على عدد كبير ولذلك ناسبه صيغة المبالغة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)
ما زالت الآيات تتحدث عن اليهود، فيقول تعالى (الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا) يعنى يقولون كذبا أن الله أمرنا وأوصانا، سواء فِي كُتُبِهِ أو عن طريق أَنْبِيَائِهِ.
(أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ) يعنى أَنْ لَا نُصَدِّقَ رَسُولًا يَقُولُ إِنَّهُ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهَ
(حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ) والقربان هُوَ مَا يتقرب به الى الله مِنْ ذبائح.. والمعنى أن تنزل نارًا من السماء فتأكل هذا القربان وتحرقه.
(قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ) يعنى قل لهم يا محمد قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وهي المعجزات الدالة على صدق نبوتهم.
(وَبِالَّذِي قُلْتُمْ) يعنى بل وجاءوا بقربان ونزلت نار من السماء وأكلته
(فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ) فَلِمَ قتلتم هؤلاء الرسل
(إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) يعنى إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي قولكم أَنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْكُمْ أَلَّا تؤمنوا برَسُولٍ حَتَّى يأتيكم بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه الآية نزلت في جماعة من أحبار اليهود أتوا الى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقالوا له ان الله عهد إلينا في بعض كتبه ألا نؤمن لرسول يزعم أنه من عند الله حتى يأتينا بقربان تأكله النار، فإن جئنا به صدقناك.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل أنه كان في بعض كتبهم ألا تؤمنوا برسول حتى يأتيكم بقربان تأكله النار، ولكن كان تمام الكلام : حتى يأتيكم المسيح ومحمد فآمنوا بهما من غير قربان، فأخفي أحبار اليهود هذا النسخ.
فكان أمر القرابين ثابتًا حتى جاء عيسي –عليه السلام- فكان النبي منهم يذبح ويدعو فتنزل من السماء نار بيضاء لا دخان لها ولها صوت دوي، فتأكل القربان، فيكون ذلك دليلًا على صدق نبوته
فكان هذا الرد المفحم من الله تعالى والذي يثبت تحريفهم لكتاب الله تعالى، ويثبت تعنتهم في نفس الوقت.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُو بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (184)
(فَإِنْ كَذَّبُوكَ) يا محمد.
(فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) فقد كذبوا الكثير من رسل الله قبلك،
(جَاءُو بِالْبَيِّنَاتِ) وقد جَاءُوهم هؤلاء الرسل
(بِالْبَيِّنَاتِ) أي جَاءُوهم بالحجج الْقَاطِعَةِ والمعجزات الباهرة الدالة على صدق نبوتهم.
(وَالزُّبُرِ) جَمْعُ "زَبُورٍ"، وَالزَبُورٍهُوَ الْكُتَّابُ، وكانت العرب تقول زَبَرَهُ أي كتبه.
فقوله تعالى (وَالزُّبُرِ) أي جَاءُوهم بالكتب السماوية
(وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) وهما التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ.
هذه الاية تَعْزِيَةٌ وتسلية للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لما كَانَ يَنَالُهُ من تكذيب مِنَ الْيَهُودِ وَأَهْلِ الشِّرْكِ وغيرهم،
والمعنى لا تحزن يَا مُحَمَّدُ بسبب تكذيبهم اياك، فانهم ان كَذَّبُوكَ، فقد كذبوا الكثير من رسل الله قبلك، وقد جَاءُوهم هؤلاء الرسل بالحجج الْقَاطِعَةِ والمعجزات الباهرة الدالة على صدق نبوتهم، وجَاءُوهم بالكتب السماوية، وجاء موسي لبنى اسرائيل بالتوارة فحرفوها، وجائهم عيسي -عَلَيْهِ السَّلَام- بالإنجيل فرفضوه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|