تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة الحادية والسبعون بعد المائتين
تدبر الآية (31) من سورة "النِسَاء"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ذكرنا في أول حلقة عن سورة النساء، وكانت بعنوان "بين يدي سورة النساء" أن عن عبدِ اللهِ بن مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال: "إنَّ في سورة النِّساء لخمسَ آياتٍ، ما يسرُّني بهنَّ الدُّنيا وما فيها، ثم ذكر من هذه الآيات الخمس، هذه الآية، قول الله تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا)
ومعنى الآية أننا اذا تركنا كبائر الذنوب، فان الله تعالى -رحمة منه- سيغفر لنا صغائر الذنوب، وسيدخلنا الجنة بفضله وكرمه ومنته علينا.
ولذلك قال العلماء أن هذه الآية الكريمة من مبشرات القرآن العظيم لهذه الأمة
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنْ تَجْتَنِبُوا) يعنى إِنْ تتركوا.
وأصل اجتناب الشيء أن تكون في جنب وهذا الشيء في جنب آخر، بحيث لا تجتمعان أبدا.
(كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ) أي كبائر الذنوب التي نهاكم الله عنها
(نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) أي نغفر لكم صغائر الذنوب.
(وَنُدْخِلْكُمْ) أي في الآخرة.
(مُدْخَلًا كَرِيمًا)وقرأت مَدْخَلًا بفتح الميم.
والكريم هو النفيس
والمعنى: ندخلكم مكانا كريماً، وهو الجنة، أو ندخلكم دخولاً كريماً.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولكن ما هي الكبائر ؟ ذكر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بعض أحاديثه، بعض الكبائر.
ورد في الصحيح أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لصحابته: "أَلاَ أُنَبّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟" قُالوَا بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ.
قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتّكِئاً فجلس فَقَالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزّورِ (ثلاثاً)
وورد في الصحيحين أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: اجْتَنِبُوا السّبْعَ الْمُوبِقَاتِ.
قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال:
"الإشّرْاكُ بِاللّهِ، وَالسّحْرُ، وَقَتْلُ النّفْسِ الّتِي حَرّمَ اللّهُ إِلاّ بِالْحَقّ، وَأَكْلُ الرّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتّوَلّي يَوْمَ الزّحْـــــــفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ ".
وهناك أحاديث أخري صحيحة، وقد ذكر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعض الكبائر دون أن يعين لنا جميع الكبائر، حتى لا يقتحم الناس الصغائر ويستهينوا بها.
روى سعيد بن جبير أن رجلاً قال لابن عباس: الكبائر سبع؟ قال: هي إِلى السبعمائة أقرب منها إِلى السبع، ولكن لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إِصرار.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|