Untitled Document

عدد المشاهدات : 1689

الحلقة (330) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآية (2) من سورة "المَائِدَة "قول الله -تَعَالي- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ ال

تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة (330)
تدبر الآية (2) من سورة "المائدة" (ص 106)

❇        

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)
❇        

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ (يعنى لا تحلوا محارم الله التي حرمها، ولا تتهاونوا فيها وخاصة محرمات الحرم، لأن الآية تتناول محرمات الحرم.
❇        

(وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ) يعنى ولا تنتهكوا حرمة الأشهر الحرم، وهي شهور: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، فلا تبدؤا فيها القتال.
وجمهور العلماء على إلى أن ذلك الحكم منسوخ، وأنه بدأ قتال المشركين في الأشهر الحرم، وقد قاتل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أهل الطائف في ذي القعدة، وهو من الأشهر الحرم، وغزوة تبوك كانت في رجب، وقال تعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)

❇        

(وَلَا الْهَدْيَ) يعنى ولا تتعرضوا للْهَدْيَ، والْهَدْيَ هو ما يذبح من الأنعام في الحرم، وهو من الإهداء الى البيت الحرام.
فنهي تعالى عن التعرض له بمنعه من الوصول الى الحرم أو ذبحه أو سرقته أو غير ذلك

❇        

(وَلَا الْقَلَائِدَ) يعنى ولا تتعرضوا كذلك للْقَلَائِدَ، والقلائد جمع قلادة، وهي ما توضع في أعناق النساء.
وكان بعض العرب إذا تأخّر في مكة حتّى خرجت الأشهر الحُرُم، وأراد أن يرجع إلى وطنه، وضع في عنقه قُلاَدَة من صوف أو وربر، وربط فيها قطعة من لحاء شجر الحرم أي قشره فلا يُتَعرّضُ له بسوء، فأمر تعالى بعدم التعرض للقلائد كما أمر بعدم التعرض للهدي.
أو أن (الْقَلَائِدَ) هو ما يقلد به الهدي، فكانوا يجعلون في عنق الهدي قُلاَدَة من صوف أو وربر، ويعلق فيه نعل أو نعلين، حتى يعلم أنه هدي فلا يتعرض له أحد بسوء، فاذا جاء لص أو قاطع طريق فكان يتورع عن سرقته، واذا ضاع من صاحبه، فيأخذه من يجده ويوصله الى الحرم، وكان الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقلد هديه

❇        

(وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا) (وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ) آَمِّينَ يعنى قاصدين ومتوجهين، فمعنى قوله تعالى (وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ) يعنى: لا تقاتلوا أو تمنعوا أو تتعرضوا بسوء من يتوجه ويقصد الْبَيْتَ الْحَرَام (يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ) يعنى جاءوا للتجارة والمكاسب (وَرِضْوَانًا) يعنى جاءوا للعمرة أو الحج او الطواف والزيارة.
وهذا النهي من الله تعالى بعدم التعرض للهدي أو القلائد أو الى الذين يقصدون البيت الحرام للتجارة أو للحج والعمرة، خاص بالمشركين، لأن عدم التعرض للمؤمنين معروف ولا يحتاج الى ذكر.
وهذا النهي عن التعرض للمشركين نسخ ومُنِّع دخول المشركين الى الحرم المكي سواء لتجارة أو حج او عمرة أو غير ذلك، وذلك في السنة التاسعة من الهجرة، يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ)
وهذا هو النسخ الوحيد في سورة المائدة.

❇        

(وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا) يعنى وَإِذَا حَلَلْتُمْ من الاحرام بالحج أو العمرة، وخرجتم من الحرم، فيجوز لكم الصيد.
❇        

(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا) 
(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ) يعنى وَلَايحملنكم.
(شَنَآَنُ) وقرأت (شَنْآَنُ) يعنى بغض وكراهية.
والمعنى: لَا يحملنكم بغض وكراهية من صدوكم عن  الوصول الى المسجد الحرام وذلك في عام الحديبية، في السنة السادسة من الهجرة، أن تفعلوا مثلهم فتمنعوهم عن الوصول الى المسجد الحرام. 

❇        

المسلم له حدود لا يتجاوزها، بالرغم من أن الله رخص لك أن القصاص، وقال (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ) ولكن اذا سب أحد آخر وقال "يا ابن الزانية" فلا يجوز أن يرد عليه ويقول له كذلك، لأن ذلك قذف محصنة.
❇        

بعد فتح "خيبر" في السنة السابعة من الهجرة، أراد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يجلي اليهود من خيبر، فطلب اليهود من الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يظلوا بخيبر يزرعوا نخيلهم على أن يكون للمسلمين نصف ما تنتجه، فوافق الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم ارسل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "عبد الله بن رواحة" حتى يحسب النصف، فعرضوا عليه رشوة من حلى نسائهم حتى يقدر باقل، فقال لهم: يا معشر اليهود جئتكم من عند أحبّ الخلق إليّ، ولأنتم عندي أبغض خلق الله إليّ، ومع ذلك لا يحملني هذا أن أحيف عليكم، فقالوا له: بهذا قامت السموات والأرض وبهذا غلبتمونا.
❇        

(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) يعنى تَعَاوَنُواعَلَى الْبِرِّ، وهو كل أعمال الخير من حقوق الله وحقوق العباد (وَالتَّقْوَى) وهو التعاون على فعل المأمورات واجتناب المنهيات. 
(وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وَلَا تَعَاوَنُوا ولا يعن بعضكم بعضا عَلَى (الْإِثْمِ) وهي المعاصي (وَالْعُدْوَانِ) وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الاعتداء على الغير في أموالهم أو دمائهم 
(وَاتَّقُوا اللَّهَ) بفعل أوامره واجتناب نواهيه
(إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لمن تجرأ على محارمه.

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇