Untitled Document

عدد المشاهدات : 1629

الحلقة (336) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآيات (9) و(10) و(11) من سورة "المائدة" قول الله -تَعَالي- (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم
الحلقة (336)
تدبر الآيات (9) و(10) و(11) من سورة "المائدة" (ص 108)

        

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)
        

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9)
اذا وعد الله فانه لا يمكن أن يخلف وعده أبدًا، أما الانسان فاذا وعد فانه قد يخلف الوعد، لأن الانسان قد تعتريه الأغيار، فقد يموت، وقد يمرض، وقد تتغير ظروفه، أما الله –تعالى- فهو لا يتغير، وهو تعالى خالق الظروف.
اذا وعد أوفي ومن لطف الله بعباده المؤمنين أن يعدهم وهو تعالى غنى عن ذلك.
يقول تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) يعنى العبد وان كان له أعمال صالحة فان له –كذلك- ذنوب، ولذلك فهو في حاجة الى مغفرة الله تعالى.
والأجر العظيم هو الجنة وما فيها من لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ولذلك المفروض  أن المؤمن يكون اسعد انسان في الكون

        

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10)
يذكر تعالى حال الكفار ليبين الفرق، فيقول تعالى:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى الذين أنكروا وجود الله تعالى، وأنكروا صفاته، وأنكروا نبوة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- 
(وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا) أي كذبوا بآيات القرآن العظيم.
(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) أَصْحَابُ الْجَحِيمِ يعنى الملازمون للنار، الذين لا يتركونها ولا يخرجون منها أبدًا، لأن المصاحبة تقتضي الملازمة.
والْجَحِيمِ أحد أسماء النار، وهي من جَحَمَ أي أوقد النار، فالجحيم هو شدة النار واضطرامها.
يعنى أُولَئِكَ هم الذين سيخـلدون في النار ولا يخرجون منها أبداً، 

        

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11(
 يقال: بسط إليه لسانه إذا شتمه، وبسط إليه يده إذا بطش به
(فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ)  أي منعها أن تصل إليكم.
سبب نزل هذه الآية أن رجلًا من أصحاب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قتل رجلين معاهدين، فقرر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يدفع لقومهما الدية، وكان الاتفاق بين الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبين اليهود هو أن يتعاونوا فيما بينهم على الديات، فذهب الى يهود "بنى النضير" ومعه بعض أصحابه  يستعينهم في أمر هذه الدية، فقالوا له: نعم يا أبا القاسم اجلس حتى نطعمك ونسقيك ونعطيك ما سألت، فجلس الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع أصحابه تحت صفة في ظل جدار، فقال لهم رئيسهم "حي بن أخطب" لا ترونه أقرب منه الآن، اطرحوا علـيه حجرًا فـاقتلوه ولا ترون شرّاً أبدا، فصعد أحدهم بحجر عظيمة ليطرحها على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبره بذلك جبريل، فقام الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، ثم دعا علـيًّا، وقال له "لا تَبْرَحْ مكانك، فَمَنْ خرج عليك مِنْ أصْحَابـي فَسَألَكَ عنى فَقُلْ ذهب إلـى الـمدينة فأَدْرِكُوه" : فجعلوا يـمرّون علـى علـيّ، فيأمرهم أن يتوجهوا الى المدينة، حتى خرجوا جميعًا ثم تبعهم على بعد ذلك.
هذا هو المشهور في كتب التفسير، وهناك غير هذه الحادثة محاولات كثير لقتل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سواء من المشركين أو اليهود، فعصم الله تعالى نبيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهناك حوادث كثيرة عصم الله فيها عباده المؤمنين.
فالمعنى أن الله تعالى هو ولى المؤمنين، وهو –تعالى- الذي يكف الشر عنهم  
ولذلك يقول تعالى بعدها: 
(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) أي أن من صفة المؤمنين هي التوكل على الله تعالى 
يقول أبو سعيد الخراز: التوكل اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇