السؤال:
ما حكم عمل خاتمة لمتوفي؟
.
الاجابة:
قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعًا ويصل الثواب للميت وينتفع به – إن شاء الله –
.
ويستدل على ذلك بالأدلة الواردة في انتفاع الميت بعمل الحى فى باب العبادات:
منها ما رواه الشيخان من حديث "عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ" أَنَّهُ قَالَ: جَائت امْرَأَةٌ تَسْتَفْتي الرسول ﷺ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَدْرَكَتْ أَبِى شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أفحج عَنْهُ ؟ قَالَ: "نَعَمْ"
ومنها ما رواه أبوداود من ابن عباس –-رضى الله عنهما-: أن رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ إن أُمَّه تُوفّيَتْ، أفينفعها إن تصدقتُ عنها ؟ قال: "نعم".
ومنها: ما رواه أبو داود أن رسول الله ﷺ قال لعمرو بن العاص: "إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ" .
ومنها: ما رواه ابن ماجة من حديث ابْنِ بُرَيْدَة َعَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِى ﷺ فَقَالَتْ: يا رسول الله، إِنَّ أُمِّى مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ".
فدلت هذه الأحاديث على وصول ثواب قراءة القرآن للميت، إذ لا فرق بين انتفاعه بالصوم والحج والصدقة وانتفاعه بقراءة القرآن.
.
قال ابن قدامة رحمه الله: (وأى قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله )
ثم قال –رحمه الله– بعد أن ساق هذه الأحاديث التي ذكرناها آنفًا: (وهذه أحاديث صحاح , وفيها دلالة على انتفاع الميت بسائر القرب ؛ لأن الصوم والحج والدعاء والاستغفار عبادات بدنية, وقد أوصل الله نفعها إلى الميت فكذلك ما سواها) المغنى 2/ 423.
وقال ابن القيم رحمه الله: (وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعاً بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم) الروح ص: 142
وقال الشيخ الدردير – رحمه الله- : "الْمُتَأَخِّرُونُ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَجَعْلِ ثَوَابِهِ لِلْمَيِّتِ وَيَحْصُلُ لَهُ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّهُ".
.
بناء على ما سبق: لا بأس بقراءة القرآن خالصًا لوجه الله بغير أجر، ووهب ثوابها للميت ويصله الثواب، بفضل الله تعالى، وهو مذهب جماهير أهل العلم من الحنفية والحنابلة ومتأخري المالكية واختيار الإمام النووي- رحمهم الله -
|