Untitled Document

عدد المشاهدات : 1302

الحلقة (408) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تدبر الآيات من (106) الى (111) من سورة "الأَنْعَام" (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ...

الحلقة (408)
تدبر الآيات من (106) الى (111) من سورة "الأَنْعَام" (ص 141)

        

(اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ  (110)  وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)


        

(اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106)
المخاطب في هذه الآية هو الرسول ﷺ فيقول الله -تعالى- للرسول ﷺ: اتَّبِعْ -يا محمد- مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ، والذي أُوحِيَ الى الرسول ﷺ هو القرآن العظيم، ولا شك أن الرسول ﷺ هو أكثر الناس اتباعًا للقرآن العظيم، في أوامره أو نواهيه.
ولكن عندما يأمر الله -تعالى- المُخَاطَب بأمر هو فيه يعنى داوم على هذا الأمر وازداد تمسكًا به، فعندما يقول تعالى (يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ) يعنى الزموا الايمان وداوموا على الايمان، وهنا يخاطب الله الرسول ﷺ ويقول له: (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعنى داوم يا محمد على اتباع للقرآن العظيم فيما يأمرك به وينهاك عنه.

        

(لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) يعنى لا مستحق للعبادة الا الله، لأن الناس عبدوا آلهة كثيرة، ولكن الاله الحق الذي يستحق العبادة وحده هو الله تعالى.
        

(وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) 
يعنى تجاهل هؤلاء الْمُشْرِكِينَ ولا تلتفت لهم، وليس المقصود هو تجاهل دعوتهم، ولكن المقصود تجاهل سخريتهم، وتجاهل أقوالهم الفارغة، مثل قولهم في الآية السابقة (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) يعنى يا محمد درست هذا العلم وتعلمته من غيرك.
فتجاهل يا محمد كل هذه الأقوال وكل هذه الأفعال، ولو كانت هناك حاجة تسـتأهل الرد فان الله هو الذي سيتولى عنك الرد.


        

(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)
يهون الله على رسوله ﷺ أمر اعراض المشركين عنه، ورفضهم الايمان به، فيقول تعالى (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا) يعنى هؤلاء لم يشركوا مع الله تعالى غيره من الآلهة رغمًا عن إرادة الله تعالى، وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ تعالى أن يقهرهم على الايمان به لقهرهم على الايمان به، -كما قهر الملائكة مثلًا على طاعته- ولكنهم لم يؤمنوا به تعالى لأن الله تعالى أرخي لهم زمام الاختيار.
كما لو أعطيت ابنك مائة جنيه، وقلت له أنا أعطيك هذا المال لتشتري أي شيء تريده بشرط أن تشتري به شيئًا نافعًا، فاذا اشتريت به شيئًا نافعًا سأعطيك أكثر منه، أما إذا اشتريت به شيئًا ضارًا فلن أعطيك مالًا مرة أخري، فاذا اشتري ابنك شيئَا ضارًا، فهل فعل هذا رغمًا عنك أم لأنك أعطيت له حرية الاختيار؟ ولماذا أعطيت له حرية الاختيار؟ لحكمة عندك، لأن هذا له فوائد سلوكية وتربوية
ولله المثل الأعلى: يقول تعالى (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا) يعنى وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لقهرهم على الايمان، ولكنهم أشركوا لأن الله تعالى أخري لهم زمام الاختيار، لحكمة عنده تعالى.

        

(وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) يعنى نحن لم نأمرك ولم نكلفك بأن تحفظهم من الكفر أو من المعصية. 
(وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) وأنت أيضًا لست مسئولًا عن أعمالهم، انما أنت فقط مبلغ لرسالة الله تعالى.

        

(وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)
سبب نزول الآية أن المسلمين كانوا يسبون أصنام الكفار فيسبّ الكفار الله –سبحانه وتعالى- فنهاهم الله تعالى عن سب أصنامهم، حتى لا يسبوا الله تعالى، قال تعالى (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) يعنى وَلَا تَسُبُّوا الأصنام التي يعبدونها مع الله تعالى.
(فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا) أو (عُدُوَا) أي فَيَسُبُّوا اللَّهَ اعتداءًا وظلمًا 
وقوله تعالى (عَدْوًا) حتى ينبه الله تعالي هؤلاء المشركين الى أن سبهم لله تعالى لا يعادل ولا يقابل سب المؤمنين لأصنام، وانما هو اعتداء وظلم.

(بِغَيْرِ عِلْمٍ) يعنى ذلك بسبب جهلهم، لأن هؤلاء المشركون يؤمنون بالله تعالى، ومع ذلك فانهم لجلهم وغبائهم يقابلون سبكم لآلهتهم بسبهم لله تعالى الذي يؤمنون به.
وهذا مثل رجل تجادل مع بعض الشيعة فسبوا ابو بكر وعمر، فقام بدوره بسب "على بن ابي طالب" رضى الله عنهم جميعًا، فقيل له كيف تسب سيدنا علىَّ ؟! قال أردت أن أغيظهم، فهذا جهل عظيم منه، أو عندما انتشرت الرسوم المسيئة للرسول قال البعض نحن نسيء الى رسولهم، ونسيء الى موسي وعيسى -عليهما السلام- فهذا من أكبر الجهل.

وهذه أخذ منها العلماء أن الطاعة إذا ترتب عليها منكر فانه تترك هذه الطاعة، فسب آلهتهم طاعة، ولكن يترتب عليها منكر عظيم وهو سب الله وسب رسوله ﷺ وادخال الغيظ والغضب في قلبوهم، وتنفيرهم من الدين.

        

(كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) 
تزيين العمل يعنى أن يظهر العمل جميلًا في نظرك، اذن العمل يكون من العبد أولًا، ثم يكون تزيين العمل من الله تعالى، فمن يعمل عملًا صالحًا يزين الله له العمل في عينيه، فيزداد اقبالًا عليه، كما قال تعالى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)
ومن يعمل عملًا قبيحًا، يزين الله له هذا العلم القبيح في عينيه، فيزداد كذلك اقبالًا عليه، كما قال تعالى (قُلْ مَن كَانَ فِى ٱلضَّلَٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَٰنُ مَدًّا﴾

(ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ يوم القيامة فيخبرهم بحقيقة أعمالهم ويجازيهم عليها إن كان خيراً فخير وإن كان شرّاً فشرّ.

        

)وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)
)وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ)
قسمهم بالله تعالى يدل على أنهم يعظمون الله تعالى.
والجَهْدُ هو بذل الجُهْد
والمعنى أنهم بالغوا في القسم واليمين، كقولهم: اقسم بالله اقسم بالله اقسم بالله. 

(لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا) يعنى إذا جاءهم الرسول ﷺ بآية من الآيات التي اقترحوها، مثل أن يجعل لهم جبل الصفا ذهبًا، أو أن يفجر الأنهار في مكة، أو غير ذلك من الآيات التي اقترحوها كبرًا وتعنتًا، فانهم سيؤمنون بالرسول ﷺ
وقد روي أن صناديد قريش جاءوا الى الرسول ﷺ وقالوا يا محمد أنت تخبرنا أن موسى كان معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى، وتخبرنا أن ثمود كانت لهم ناقة؟ فاتنا بشيء من هذه الآيات نصدقك، فقال النبيّ ﷺ: أيُّ شَيْءٍ تُحِبونَ أنْ آتِيَكُمْ بِهِ؟ قالوا: تجعل لنا الصفا ذهباً، فقال لهم النبيّ ﷺ فإنْ فَعَلْتُ تُصَدّقُونِي؟" قالوا: نعم، وأخذوا يقسمون بالله على هذا الأمر، فدعا الرسول ﷺ فجاءه جبريل -عَلَيْهِ السَّلامُ-، فقال: يا محمد ان شئت أصبح جبل الصفا ذهبًا، ولئن لم يصدقوا بعدها لنعذبنهم، وان شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم، وقال الرسول ﷺ بل نتركهم حتى يتوب تائبهم.

        

(قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ) قل يا محمد لهؤلاء المشركين، أن الآيات ليست بيدي حتى آتيكم بها، ولكن الآيات بيد الله تعالى، وهو تعالى الذي ينزلها على موجب حكمته.
(وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ) 
الخطاب للمؤمنين، ذلك أنهم لما أقسموا أنهم سيتبعون الرسول إذا جائهم بالآيات التي اقترحوها، قال المسلمون للرسول يا رسول الله سل الله أن يأتيهم بهذه الآيات، فقال تعالى مخاطبًا لهؤلاء المؤمنين 
(وَمَا يُشْعِرُكُمْ) يعنى وَمَا يدريكم أيها المؤمنون.
(أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ) أنني إذا جئت لهم بالآيات التي اقترحوها أنهم سيؤمنون.
لأن الآيات جاءت فعلا وهي القرآن العظيم الذي تحدي الله تعالى به العرب -وهم أهل الفصاحة والبيان- أن يأتوا بمثله أو عشر سور من مثله أو حتى سورة واحدة فعجزوا عن ذلك، واذا كانوا يطلبون آية كونية تشبه آيات الرسل قبله ﷺ فقد جاء الرسول ﷺ بكثير من الآيات الكونية، حتى ان الامام النووي ذكر شرحه لصحيح مسلم أن معجزات الرسول ﷺ تجاوزت ألف ومائتين معجزة، ولعل أشهرها حاثة شق القمر.

        

يقول تعالى (وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ) 
وكان السياق الطبيعي أن يقول تعالى: وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ أنهم سيؤمنون، يعنى من قال لكم أنني اذا جئت بالآيات أنهم سيؤمنون بها ؟
ولكن الله تعالى قال (وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ) ليخبر الله تعالى المؤمنين في ايجاز ينفرد به القرآن العظيم أنه تعالى اذا جاء بالآية فانهم لن يؤمنوا بها.


        

(وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110)  
يخبر تعال عن هؤلاء بأنهم اذا جاءت لهم الآيات التي طلبوها، فانه تعالى سيقلب أَفْئِدَتَهُمْ فيصرفها عن الايمان، ويقلب أَبْصَارَهُمْ فيزيغها عن رؤية الحق.
(كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ) كما صرفهم عن الايمان (أَوَّلَ مَرَّةٍ) يعنى قبل أن تأتي هذه الآيات.
عن مجاهد في تفسير هذه الآية قال: نحول بينهم وبين الإيمان، ولو جاءتهم كل آية ، كما حلنا بينهم وبين الإيمان أوّل مرّة.

(وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) 
يعنى ونتركهم في ظلمهم لأنفسهم يتخبطون 

        

(وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)
يخاطب الله تعالى الرسول والمؤمنين ويقول لهم 
(وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ) يعنى لو أنزلنا الْمَلَائِكَةَ لهؤلاء الذين يطلبون الآيات ورؤها عيانًا، وهذا أمر قد طلبوه.
(وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى) يعنى أحيينا لهم الْمَوْتَى وكلموهم، وقالوا لهم أن ما جاء به محمد هو حق من عند الله تعالى.
وهذا أيضًا أمر طلبوه، في سورة الدخان (فَأْتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ)

(وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا) 
الحشر هو أن تضع شيء في مكان بضغط، والمعنى جئنا لهم بكل الآيات التى طلبوها بل وأكثر مما طلبوها.
و(
كُلَّ شَيْءٍ) يعنى كُلَّ الآيات، لأنهم كانوا يطلبون آية واحدة؛ يعنى نريد كذا او كذا.
وقوله تعالى
(قُبُلًا) من القبل وهو جهة الوجه، والمعنى أنهم عاينوها بأعينهم.
يعنى لو جئنا لهم بكل الآيات التي طلبوها وأكثر مما طلبوا وعاينوها بأعينهم

(مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) فانهم لن يؤمنوا، فإيمانهم ليس متوقفًا على تحقيق الآيات. 
(إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) إِلَّا منْ يَشَاءَ اللَّهُ له الايمان.
(وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) وَلَكِنَّ أَكْثَرَ هؤلاء الذين يطلبون آيات بعينها (يَجْهَلُونَ) يعنى يَجْهَلُونَ في طلبهم هذه الآيات.

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇