هل كان العرب يطوفون بالبيت عرايا ؟
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى في سورة الأعراف:
(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)
(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً) الفَاحِشَةً هو كل فعل قبيح.
والمقصود بالفاحشة في الآية الكريمة هو ما كانت كثير من قبائل العرب تفعله وهو أنهم كانوا يطوفون بالبيت عرايا، ويقولون لا نطوف بثياب قد دنستها المعاصي، وكانوا يحرمون على أنفسهم شراء الملابس وهم محرمون، ويمكن أن يطوفوا في ثياب يعيرها اليه رجل من أهل الحرم، وهم قريش وخزاعة وغيرهم، فاذا لم يجد من يعيره ثوبًا من أهل الحرم طاف بالبيت عريانًا رجالًا ونساءًا، وكانت المرأة ربما تضع شيئًا على فرجها، وكانت النساء تطوف بالليل حتى لا يراها أحد.
فلما فتح الرسول ﷺ مكة أرسل في موسم الحج التالي من يؤذن في الناس "لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا)
يعنى كانوا يحتجون بذلك بأنهم أخذوا هذا الفعل من آبائهم، وطالما أنهم أخذوه من آبائهم، وآبائهم أخذوه من آبائهم، فلابد أنه مستند في النهاية الى أمر الله تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ)
هذا رد على ادعائهم، يعنى هذا الكلام يناقض العقل، لأن الله تعالى لا يأمر بالفعل القبيح، ولَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ، ولا خلاف أن هذا الفعل وهو كشف العورة والطواف بالبيت عرايا رجالًا ونساءًا، لا خلاف أنه فعل قبيح.
ثم يقول تعالى (أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
استفهام استنكاري وهو يتضمن النهي عن الافتراء على الله تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|