الحلقة (438)
تفسير وتدبر الآيتين الآية (52) و(53) سورة "الأَعْرَاف" (صفحة 157)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)
(وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ) اللام لام القسم؛ يعنى وَلَقَدْ جِئْنَا هذه الأمة من العرب وغيرهم من الأمم الى قيام الساعة.
(بِكِتَابٍ) وهو القرآن العظيم
(فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ)
التفصيل: هو جعل المسائل مفصولة بعضها عن بعض بحيث تكون واضحة وليس فيها لبس.
فقوله تعالى (بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ) يعنى لم يُنْزل الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم كلامًا مجملًا أو مبهمًا، وانما كلام واضح، بين فيه بوضوح: الهدي من الضلالة، والحلال من الحرام، وما يُوصِلُ إلى الجنةِ، وما يُوصِلُ إلى النارِ، وما يُرْضِي اللَّهَ، وما يُسْخِطُ اللَّهَ، وذكر فيها بوضوح القصص والأمثال والمواعظ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ (يعنى عَلَى عِلْمٍ من الله تعالى بأحوال عباده في كل زمان ومكان، وما يصلح لهم وما لا يصلح
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
يعنى هذا الكتاب وهو القرآن العظيم فيه الهداية من الضلالة، والرحمة في الدنيا والآخرة،
(لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) يعنى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ بالله تعالى ويُؤْمِنُونَ بهذا القرآن، أما غير المؤمنين فانهم لا ينتفعون بهذا القرآن.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ)
(يَنْظُرُونَ) يعنى ينتظرون.
و(تَأْوِيلَهُ) يعنى تحققه، كما قال تعالى في سورة يوسف (هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ) يعنى تحقق رُؤْيَايَ، وأصله ما يؤول اليه الشيء.
فيكون معنى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ)
هَلْ ينتظر هؤلاء المشركين الا أن يتحقق ما توعدهم الله به من العذاب يوم القيامة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روى عن الربيع بن أنس -من التابعين- أنه قال: لا يزال يقع من تأويله أمر حتى يتم تأويله يوم القيامة حين يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فيتم تأويله يومئذ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ((يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ)
يعنى يوم يتحقق ويقع العذاب بهم يوم القيامة.
(يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ) يعنى يقول المشركون الذي نسوا يوم القيامة، يعنى تركوا العمل والاستعداد ليوم القيامة. (مِنْ قَبْلُ) يعنى في الدنيا.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ) قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا في الدنيا بالصدق، من وجود الله تعالى ووحدانيته، وان هناك بعث بعد الموت وحساب وجنة ونار.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا) فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا حتى ننجوا من العذاب.
وهو استفهام بمعنى التمني.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) أَوْ يردنا الله الى الدنيا فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ من الايمان بالله تعالى، وعمل الصالحات.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ)
خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ كما يخسر التاجر رأس ماله، كما نقول "ضيع نفسه" فلم ينتفعوا بهذه النفس بل أهلكوها وأوردوها العذاب.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) يعنى وغاب عنهم مَا كَانُوا يَفْتَرُونَه من ان الأصنام ستشفع لهم عند الله، وغير ذلك من الأكاذيب.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|