الحلقة رقم (443)
تفسير وتدبر الآية (58) سورة "الأَعْرَاف" (صفحة 158)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قوله تعالى (نَكِدًا) النكد هو الشخص القليل العطاء الذي لا يأتي منه الخير.
قال الشاعر: لا تُنْجِزُ الوعْدَ، إِنْ وَعَدْتَ، وإن ... أَعْطَيْتَ أَعْطَيْتَ تَافِهًا نَكِدَا
فالأرض النكد هي الأرض الغير خصبة قليلة العطاء، كما نقول "أرض غير صالحة للزراعة"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في هذه الآية الكريمة مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، فالمؤمن كالأرض الطيبة التى تخرج نباتًا طيبًا، والكافر كالأرض الخبيثة لا تخرج الا نباتًا قليلًا ولا فائدة منه.
وهذا مثال دقيق لأننا كبشر خلقنا من الأرض، فكما أن الأرض منها الطيب والخبيث، فكذلك البشر الذين خلقوا منها منهم الطيب والخبيث.
وتشبه الآية القرآن والهداية بالمطر الذي ينزل من السماء بالخير والبركة، فالأرض الطيبة تنتفع بهذا المطر المبارك وتخرج نباتًا نافعًا طيبًا، وكذلك قلب المؤمن حبن يتصل به نور القرآن تحصل منه الأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة، أما قلب الكافر فهو كالأرض الرديئة القاسية التى تستقبل نفس ما استقبلته الأرض الطيبة من المطر، ولكنها لا تنتفع به وانما تخرج نباتًا خبيثًا لا ينتفع به أحد.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ان الرسول ﷺ قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضا فكان منها نقيّة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وأصاب طائفة أخرى منها إنما هى قِيعَانٌ - أرض مستوية- لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومن تكريم الله للمؤمن لم يشبه المؤمن بالأرض الطيبة وانما شبهه بالبلد الطيب، قال تعالي (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ) وحين تحدث عن الكافر لم يقل البلد الخبيث وانما قال (وَالَّذِي خَبُثَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقوله تعالى (يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ) قوله تعالى (بِإِذْنِ رَبِّهِ) اشارة الى أن ما يعمله المؤمن من خير وطاعة لا يكون إلا بتوفيق وتيسير من الله تعالى.
ثم يقول تعالى (كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ) يعنى نكرّرها وننوعها
(لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) يعنى لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ الله في استخدام نعمه في طاعته.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وبعد كل ذلك تبدأ السورة جولة جديدة مع الأمم الخالية، والقرى المهلكة التى جاء ذكرها في مطلع السور، قال تعالى (وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ) فتحدثنا السورة الكريمة في الآيات القادمة عن مصارع قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، ثم حديثا مستفيضا عن قصة موسى مع فرعون ومع بنى إسرائيل.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|