ما معنى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ؟
ولماذا لم يخَلَقَ الله السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بكُن فَيَكُونُ ؟
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)
يخبرنا الله تعالى في هذه الآية وفي غيرها من الآيات بانه خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، مع أن الله تعالى لا يحتاج الى زمن حتى يخلق، لأنه -تعالى- لا يخلق -كما نعلم- بالمعالجة، وانما يخلق تعالى بكن فيكون، يقول تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)
فلماذا احتاج خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ اذن الى سِتَّةِ أَيَّامٍ؟
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
نقول إن هناك فرقاً بين ميلاد الشيء وبين تهيئته للميلاد.
فالذي يصنع الزبادي، يأتي بلبن دافئ، ويضع فيها خميرة الزبادي، ثم يضعها في أكواب، ثم يضع هذه الأكواب في جو مناسب، وهذا العمل قد يستغرق منه خمس دقائق، ثم يترك الأكواب لمدة اثني عشر ساعة لتتفاعل عناصر التخمر في كل كوب، وبذلك يكون قد أتم صنع الزبادي.
في هذا المثال نقول إن هذا الرجل عمل في صنع الزبادي خمسة دقائق، ولكنه أتم صنع الزبادي في اثني عشر ساعة.
ولله المثل الأعلى فان الله تعالى خلق مكونات السماوات والأرض في غير زمن بكن فكانت، ثم بعد ذلك ترك مكونات السماوات والأرض للتفاعل وتأخذ مراحلها حتى تم تكوينها بعد ستة أيام.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه الأيام الستة ليست من أيام الأرض، لأن الأرض لم تكن قد خلقت، وانما هي أيام لا يعلم مداها الا الله تعالى، فقد يكون اليوم ألف سنة، وقد يكون مليون سنة، وقد يكون مليار سنة وقد يكون أكثر من ذلك
وذهب كثير من المفسرين الى ان أيام خلق السماوات والأرض الستة هي ست مراحل، او ستة اطوار من أطوار خلق الكون.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد أصدر العلماء حديثُا بحثًا ذكروا فيه أن كل ما هو موجود في هذا الكون من حيوانات وأسماك وطيور وهوام وجبال وجمادات وبشر وكواكب ونجوم، كل شيء نشأ من جزء صغير، هذا الجزء الصغير نشأ في خلال جزء صغير من الثانية من أول يوم من عمر هذا الكون، وكذلك كل القوانين الفيزيائية التي تحكم هذا الكون نشأت في هذا الجزء الصغير من الثانية، هذا الجزء الصغير من الثانية يمثل واحد على واحد وبجانبه ثلاثين صفرا من الثانية، وبعد ذلك استغرقت عملية الخلق ملايين السنين.
هذا الجزء من الثانية هو قول الله تعالى (كُن فَيَكُونُ) وقد يكون لا زمن، ثم عملية الخلق التي استغرقت ملايين السنين هي الستة أيام.
وكما قلنا فان كثير من العلماء قال أن أيام خلق السماوات والأرض الستة هي ست مراحل، او ستة اطوار من أطوار خلق هذا الكون.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وكان يمكن أن يخلق الله السماوات والأرض في صورتها النهائية في لحظة واحدة بكن فيكون، كما خلق مكونات السماوات بكن فيكون، ولكنه تعالى لم يفعل لحكمة عنده تعالى، والله تعالى أعلم بحكمته، نجتهد أحيانًا في أن نحاول أن نفهم حكمة الله تعالى في قضائه تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول سعيد بن جبير: لو أراد الله لخلق السماوات والأرض في لحظة، ولكنه تعالى أراد أن يعلم العباد التأني في الأمور.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|