الحلقة رقم (466)
تفسير وتدبر الآيات من (168) الى (171) من سورة "الأَعْرَاف" (ص 172)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هذه الآيات خاتمة قصة بني إسرائيل في هذه السورة، يقول تعالى:
(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا) يعنى وفرقنا بنى إسرائيل فِي جميع أنحاء الْأَرْضِ.
وهذا مثل قوله تعالى في سورة الإسراء (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ) وكلمة (ٱلأَرْضَ) يعنى مبعثرين في ٱلأَرْضَ.
قد يقول قائل إن اليهود أصبح لهم الآن وطن، ووطن معترف بها عالميًا.
نقول إن هذا أمر قدره الله تعالى في آخر الزمان، حتى تقع المعركة الفاصلة بين المسلمين واليهود، قال تعالى (وَقُلْنَا مِنۢ بَعْدِهِۦ لِبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلْءَاخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا) يعنى وفرقنا بنى إسرائيل فِي جميع أنحاء الْأَرْضِ.
كلمة (أُمَمًا) تفيد أنهم حين يتفرقون في الأرض، لا يذوبون في المجتمعات التي يعيشون فيها، بل يكونون داخل هذا المجتمع كأنهم أمة وحدهم، ولذلك نجد لهم في كل مجتمع يعيشون فيه التجمع الخاص بهم، فكان لهم في مصر مثلًا مكان تجمع في حي الجمالية، لا يزال اسمه الى الآن "حارة اليهود"، وهو ليس حارة كما يوحي بذلك اسمه، ولكن حي كامل يضم حوالى 360 حارة وزقاق.
وكلمة (قَطَّعْنَاهُمْ) تفيد نفس المعنى، لأن التقطيع يعني أن كل قطعة يكون لها تماسك ذاتي في نفسها، بحيث لا تشيع في المكان الذي تكون فيه.
أحد علمائهم اسمه "سلامون شحتر" قال في أحد خطاباته "معنى الاندماج فى الأمم هو فقدان الذاتية، وهذا أمر أخشاه أكثر مما أخشى المذابح والاضطهادات"
(مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ)
(مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ) يعنى من بنى إسرائيل صَّالِحُونَ، مثل الذين نهوا من اعتدوا في السبت، والذين كانوا يؤمنون بالأنبياء بعد موسى-عَلَيْهِ السَّلامُ-، والذين آمنوا بالرسول ﷺ
(وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ) وَمِنْهُمْ غير ذلك، وهم المفسدون، الذين قتلوا الأنبياء وحرفوا التوراة، وكفروا بعيسي -عَلَيْهِ السَّلامُ- وكفروا بالرسول ﷺ
(وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
(وَبَلَوْنَاهُمْ) يعنى واختبرناهم
(بِالْحَسَنَاتِ) هي فترات الرخاء والعلو.
(وَالسَّيِّئَاتِ) فترات الشدة وفترات التنكيل بهم.
(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) يعنى لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ الى الله ويتوبون اليه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ)
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ) يعنى فجاء مِنْ بَعْدِ الأجيال الأولى من بنى اسرائيل.
(خَلْفٌ) يعنى أجيال أخري لاحقة.
وكلمة (خَلْفٌ) تدل على ان هذه الأجيال اللاحقة أجيال فاسدة.
لأن كلمة "خَلْفٌ" بسكون اللام تأتي في الرديء المذموم، وهي من اللبن عندما يترك ويتغير طعمه، فيطلق عليه "خَلْفٌ"، ويطلق على تغير رائحة فم الصائم "خلوف فم الصائم"، فاذا جاء جيل يغَيَّرَ ما كان عليه أسلافهم، يطلق عليهم "خَلْفٌ" بسكون اللام.
وفي سورة مريم يقول تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)
والشاعر يقول: ذهب الذين يُعَاشُ في أكنافهم .... وبقيت في خَلْفٍ كجلد الأجرب
أما "الخَلَف" بفتح اللام، فهي للمدح، يقال: "خير خَلَف لخير سلف"
اذن قوله تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) يعنى جاء من بعدهم جيل آخر فاسد غَيَّرَ ما كان عليه أسلافهم .
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ)
(وَرِثُوا الْكِتَابَ) هو الْتوراة
وكلمة (وَرِثُوا) تدل على أن الذي حملوه سابقًا، حملوه بأمانة وأدوه بأمانة، كما تدل على أن هذا الخَلْفٌ الذين وَرِثُوا التوراة، أصبحوا مسئولين عن حفظ التوراة، وعن العمل بما فيها.
ولكن لأنهم أهل إفساد ما الذي فعلوه في الكتاب؟
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى)
العَرَضَ هو الشيء الذي يأتي ثم يزول ولا يستمر.
كما نقول أعراض المرض، تقول عرض لى كذا، وأمر عارض.
و(هَذَا الْأَدْنَى) هي الدنيا، من الدنو، لأنها أدني من الآخرة وأقل منها.
فهؤلاء الخَلْفٌ تركوا الأعلى وهو الآخرة، وأخذوا الدنيا العارضة الفانية الزائلة الحقيرة.
كثير من المفسرين قالوا أن الآية نزلت في قضاة بنى اسرائيل، لأن قضاة بنى اسرائيل كان قد فشا فيهم الرشوة، فهؤلاء القضاة ورثوا الكتاب، وعلى علم بالشريعة، ومع ذلك كانوا يأخذون الرشوة ويحكمون بالظلم.
فقالوا أن قوله تعالى (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى) يعنى القضاة كانوا يأخذون الرشوة في الحكم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا) يعنى وَيَقُولُونَ وهم مصرون على المعصية أن الله سَيُغْفَرُ لَنَا، لأننا أبناء الله وأحباءه، ونحن من نسل أنبيائه، ونحن شعبه المختار، إلى غير ذلك من الأقاويل التى يفترونها على الله كذبا.
يقول ابن عباس (وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا): ما عملناه بالليل يكفره الله عنا بالنهار، وما نعمله في النهار يكفره بالليل.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) يعنى وان تعرض عليهم نفس المعصية، فانهم سيرتكبون هذه المعصية.
وهذا يدل على النهم وعدم الشبع من الدنيا.
هناك معنى آخر ذكره "السدي" وهو أنهم كانوا ينكرون على صاحب المعصية معصيته، فاذا جائت لأحدهم فرصة لهذه المعصية ارتكبها.
وقال كان بنو إسرائيل اذا عينوا قاضيًا ارتشي، وكانوا يعيبون عليه ذلك، فاذا ذهب هذا القاضي وجاء غيره ممكن كان يعيب عليه الرشوة، فانه يرتشي هو الآخر.
اذن قوله تعالى (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) تعنى: ان عرضت عليه نفس المعصية يرتكبها، عنده اصرار على المعصية، وتتناول أيضًا الذي ينتقد غيره على المعصية، فاذا عرضت عليه هذه المعصية وقع فيها.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ)
يعنى: أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ المِيثَاقُ في الْكِتَابِ، وهو التوراة ألا يغيروا في التوراة، وألا يحرفوا فيها، ومما حرفوه في التوراة أن الله تعالى أوجب على نفسه مغفرة ذنوبهم حتى ولم يتوبوا منها.
يقول تعالى: (وَدَرَسُوا مَا فِيهِ)
يعنى وَعلموا مَا فِي التوراة علمًا جيدًا.
هناك فرق بين قرأت هذا الكتاب، وبين درست الكتاب.
درست الكتاب يعنى قرأة مرة وأثنين وثلاثة، وحفظته، وجلست الى معلم، وسالت في المسائل التى لم افهمها حتى أفهمها.
فقوله تعالى (وَدَرَسُوا مَا فِيهِ) يعنى هم علموا ما في التوراة علمًا جيدًا، ومع ذلك وخالفوه ولم يعملوا بما فيه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهناك معنى آخر لقوه تعالى (وَدَرَسُوا مَا فِيهِ) يعنى تركوا العمل بما فيه حتى صار درسًا.
فقوله تعالى (وَدَرَسُوا مَا فِيهِ) يعنى وَضيعوا مَا فِيهِ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
يعنى وما أعده الله لعباده المتقين يوم القيامة في الجنة خَيْرٌ من هذه الدنيا الفانية الزائلة.
وقوله تعالى (أَفَلَا تَعْقِلُونَ) يعنى أن اختيار الدنيا على الآخرة أمر غير عقلي.
لأن الانسان الذي يختار أمر زائل عارض فاني حقير على أمر باقي عظيم جليل دائم انسان غير عاقل.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)
تتحدث الآية عن الصالحين من اليهود.
فيقول تعالى (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ)
يعنى وَالَّذِينَ يَتمَسِّكُونَ بِما جاء في الْكِتَابِ وهو التوراة
والتعبير بـ (يُمَسِّكُونَ) يدل على المبالغة وشدة التمسك بما جاء في التوراة
يقول تعالى (وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ) يعنى حافظوا على أداء الصلاة بكل أركانها وخشوعها، مع أن التمسك بالكتاب يشمل كل عبادة ومنها اقامة الصلاة، ولكن افردت الصلاة اظهارًا لعلو مرتبة الصلاة، وأنها أعظم العبادات بعد الإيمان.
(إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) قيل أن هذه الآية نزلت في اليهود الذين آمنوا بالرسول مثل "عبد الله بن سلام" و"مخيرق" و"كعب الأحبار" والسيدة "صفية"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)
هذه الآية الكريمة تختم حديث السورة الطويل عن بنى اسرائيل بتذكيرهم بالعهد الذي أخذهم االله عليهم في زمن موسي -عَلَيْهِ السَّلامُ- .
فقيل أن موسي -عَلَيْهِ السَّلامُ- عندما جاء بالتوراة وقرأها على بنى اسرائيل، وسمعوا ما فيها من الحدود والرجم والأوامر والنواهي والتغليظ والتشديد، أبوا أن يقبلوا ذلك، فوعظهم موسي فلم يقبلوا، فأمر الله الملائكة فاقتلعت جبل الطور من مكانه، حتى أصبح فوق رؤسهم، فخروا جميعًا سجدًا، وقال لهم موسي -عَلَيْهِ السَّلامُ-: يقول الله -سبحانه وتعالى- لكم خذوا ما آتيناكم بقوة، وإلا خَرَّ عليكم الجبل، فقالوا: بل نأخذ ما آتانا الله بقوّة.
وروي عن ابن عباس وغيره، أنهم لما سجدوا سجدوا على جانب من وجوههم، وَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى الْجَبَلِ فَوْقَهُمْ، ولذلك فان اليهود يسجدون على جانب الوجه، وقالوا هذه هي السَجْدَةٌ التى رَضِيَهَا اللَّهُ.
يقول تعالى (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ)
النتق هو جذب الشيء بشدة واقتلاعه من مكانه.
كانت العرب تقول للمرأة الولود ناتق، لأن خروج أولادها يكون بالنتق أي الجذب.
والمراد بالجبل هو -كما قلنا- جبل الطور الذي كلم الله عليه موسي -عَلَيْهِ السَّلامُ-
وقوله (كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) يعنى كَأَنَّهُ غمامة أو سقيفة.
لأن الظُلَّةٌ هو كل ما أظلك من فوقك
(وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ)
وَغلب على ظنهم أَنْه سيَقَعَ عَلَيْهِمْ.
(خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ)
يعنى خُذُوا أحكام التوراة بِجد واجتهاد وعزم.
(وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
يعنى وتذكروا مَا فِيهِ، واعملوا بما فيه من الأوامر والنواهي.
يقول القرطبى : وهذا هو من المقصود من الكتب السماوية وهو العمل بمقتضاها، لا مجرد تلاوتها باللسان، روى النسائى عن أبى سعيد الخدرى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من شر الناس رجلا فاسقا يقرأ القرآن لا يرعوى إلى شىء منه"
و (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
و (لَعَل) إما للتعليل فيكون المعنى: خُذُوا الكتاب بِقُوَّةٍ، لتتقوا الهلاك فى الدنيا والآخرة
وإما للرجاء فيكون المعنى: خُذُوا الكتاب بِقُوَّةٍ، رجاء أن تكونوا من المتقين
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|