Untitled Document

عدد المشاهدات : 1369

الحلقة (479) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" الآيات من (5) الى (8) من سورة "الأنْفًال" (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ ……

الحلقة رقم (479)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآيات من (5) الى (8) من سورة "الأنْفًال"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴿5﴾ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ﴿6﴾ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴿7﴾ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴿8﴾

 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

قلنا من قبل أن سورة الأنفال نزلت بعد غزة بدر، ونزلت تعقيبًا على غزوة بدر، واستخلاص العبر والدروس من هذه الغزوة المباركة العظيمة، يقول تعالى (كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ)
(كَمَآ) تأتي للتشبيه يعنى "مثل" والمعنى: كَمَآ كره بعض أصحابك تقسيم الغنائم بالتساوي، ثم تبين بعد ذلك أن الخير كان في هذا التقسيم، لأنه أصلح بينهم، كذلك -أيضًا- كره جماعة من  المؤمنين قتال المشركين في بدر، لأنهم خرجوا بدون الاستعداد للقتال، لا من حيث العدد ولا العدة، ثم تبين بعد ذلك أن الخير كان في القتال.
اذن قوله تعالى
(كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ)
يعنى (كَمَآ) كره بعضهم تقسيم الغنائم بالتساوي، كره بعضهم -كذلك- قتال المشركين في بدر.
و
(كَمَآ) تبين بعد ذلك أن تقسيم الغنائم كان فيه الخير، لأنه أصلح بين الناس، تبين -أيضًا- أن قتال العدو كان فيه الخير.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وقصة غزوة بدر -باختصار- أن الرسول ﷺ علم أن هناك عير لقريش متجهة من مكة الى الشام -وكلمة عير يعنى الإبل التي تحمل التجارة، فحين نقول عير قريش، يعنى قافلة تجارية لقريش- وعلم الرسول ﷺ أن هذه القافلة التجارية قافلة ضخمة، قوامها ألف بعير، وتقدر قيمة التجارة في هذه القافلة بخمسين ألف دينار ذهبية، وعلم الرسول ﷺ أنها بقيادة "أبو سفيان بن حرب" أكبر زعماء قريش في ذلك الوقت، ومعه "عمرو بن هشام" وهو "أبو جهل"، ومعه أيضًا "عمرو بن العاص، كما علم الرسول ﷺ أن الحراسة التي تحرس القافلة لا تزيد عن أربعين رجلًا، وهو عدد لا يتناسب مع ضخامة القافلة، فخرج الرسول ﷺ ومعه مائة وخمسون من الصحابة، لاعتراض هذه العير، وأطلق على خروج الرسول ﷺ "غَزْوَةُ العُشَيَرة" أو "العشيراء" وهي أول غزوة غزاها الرسول ﷺ ولم يقع فيها قتال.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وكان خروج الرسول ﷺ لاعتراض عير قريش، ليس فقط ليسترد بعض ما صادرته قريش من أموال المسلمين عند الهجرة، ولكن الأهم هو ان اعتراض تجارة قريش، كانت حربًا اقتصادية على قريش، وأراد الرسول ﷺ أن يستغل في ذلك الموقع الاستراتيجي للمدينة في الطرق من مكة الى الشام والعكس، فكان استيلاء المسلمون على هذه القافلة -اذا كان قد تحقق- كان سيعد ضربة اقتصادية موجعة لقريش،
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ولكن علم "أبو سفيان بن حرب" قائد القافلة بخروج الرسول ﷺ لاعتراض العير، واستطاع "أبو سفيان" أن ينجو بالقافلة، وعاد الرسول ﷺ الى المدينة وهو ينوي أن يعترضها وهي في طريق عودتها من الشام الى مكة، وأخذ الرسول ﷺ يترقب الأخبار، ولم يكتف لرسول ﷺ بذلك بل أرسل عينًا له، ليس من أهل المدينة، ولكن من جُهَينة، وكانت حليفة للأنصار اسمه  "ابن أريقط"


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وبالفعل علم الرسول ﷺ أن القافلة في طريق عودتها من الشام الى المدينة، فدعا أصحابه الى اعتراض هذه القافلة، وقال لهم: "إني أخبرت عن عير أبى سفيان بأنها مقبلة، فاخرجوا اليها، لعل الله أن يغنمكموها" فخرج بعض الصحابة مع الرسول ﷺ وكان عددهم 313 من أصحابه واتجه الى بدر.
و"بدر" كانت مجموعة من الآبار كانت القوافل تستريح عندها، وتملأ أسقيتها

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

في ذلك الوقت كان "أبو سفيان بن حرب" يعلم أن الرسول ﷺ يترقب عودة العير من الشام، وأنه ﷺ يريد أن يعترض العير وهي في طريق عودتها، ولذلك كان أبو سفيان يتقدم الى مكة بحذر، ويرسل العيون حتى يأتوا له بالإخبار، بل كان أحيانًا يتقدم الجيش بنفسه ويتحسس الأخبار، حتى علم أن الرسول ﷺ قد خرج من المدينة لاعتراض العير. 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

فقام "أبو سفيان" بأمرين: غير اتجاه القافلة فسار بمحاذاة البحر -وهو البحر الأحمر، وكان اسمه بحر القلزم في ذلك الوقت- وهو نفس ما فعله الرسول ﷺ وهو في طريق هجرته من مكة الى المدينة حتى يهرب من مطاردة قريش.
والأمر الثاني أنه أرسل الى قريش رجلًا اسمه "عمرو بن ضمضم الغفاري" (مهيجاتي) حتى يستغيث بأهل مكة، فخرج جيش كبير من مكة، قوامه حوالي ألف مقاتل لحرب المسلمين. 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ووصل الى الرسول ﷺ الأخبار بخروج جيش قريش، فجمع الصحابة، وكان ذلك في وادٍ يطلق عليه "ذَفِرَان" وقال لهم: مَا تَرَوْنَ في قتال القوم؟ لأن هناك فرصة للعودة الى المدينة، فهل نظل في بدر ننتظر المشركين ونقاتلهم، أم نعود الى المدينة؟ فقال الناس: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا طَاقَةٌ بِقِتَالِ الْقَوْمِ، إِنَّمَا خَرَجْنَا لِلْعِيرِ. 
وقالوا: هلا قلت لنا لنستعد ونتأهب
ملاحظة: كان عدد الصحابة 313 وعدد المشركين حوالي الألف يعنى ثلاثة أضعاف، ومع المسلمون فرسان، ومع قريش مائتان فرس، والمسلمون بسلاح المسافر، وقريش بكامل عتادها.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى (كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ)
(مِنۢ بَيۡتِكَ) يعنى مِنۢ المدينة  
و
(بِٱلۡحَقِّ) يعنى وأنت معك ٱلۡحَقِّ.
لأن بعض الجهلة وكارهي الإسلام يقولون الآن أن الرسول ﷺ خرج يقطع الطريق على قريش، فرد الله تعالى عليهم قبل أن يقولوا هذا الكلام، فقال تعالى (كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ) يعنى خرجت من المدينة لتعترض عير قريش، وأنت معك الحق في ذلك، لأن خروج الرسول ﷺ كان في إطار الحرب بين الرسول ﷺ وبين قريش.
بدليل أن أحد من مشركي العرب لم يتهم الرسول ﷺ هذا الاتهام، اتهموه بأنه مجنون وكاهن وساحر، ولكن لم يقل أحد انه قاطع طريق، لأن خروج الرسول ﷺ لاعتراض عير قريش كان أمرًا طبيعيًا في إطار الحرب التي كانت بين الرسول ﷺ وبين قريش
اذن (كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ) يعنى وأنت معك الحق في هذا الخروج.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ثم يقول تعالى (وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ) يعنى وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ للقتال، لأنهم غير مستعدون للقتال لا من ناحية العدد أو العدة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وقوله تعالى (وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ) يدل على أن هناك فَرِيقًا آخر كان يري القتال.
عندما استشار الرسول ﷺ الصحابة، وقال بعضهم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا طَاقَةٌ بِقِتَالِ الْقَوْمِ، إِنَّمَا خَرَجْنَا لِلْعِيرِ، 
قام أبو بكر -رضي الله عنه- ودعا للقتال، فقال له الرسول ﷺ خيرًا ودعا له بخير. 
ثم قال الرسول ﷺ: أشيروا علىَّ أيها الناس، فقام عمر -رضى الله عنه- ودعا للقتال، فقال له الرسول ﷺ خيرًا ودعا له بخير.
ثم قال الرسول ﷺ: أشيروا علىَّ أيها الناس، فقام "المقداد بن عمرو" وهو من المهاجرين فقال:
يا رسول الله امض لما أمرك الله به فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:(فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرْك الغِمَاد – وهي مدينة في اليمن في أقصى جنوب الجزيرة-  لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له الرسول ﷺ  خيرًا ودعا له بخير. 
ثم قال الرسول ﷺ: أشيروا علىَّ أيها الناس، فقام "سعد بن معاذ" زعيم الأوس وقال: كأنك تريدنا يا رسول الله؟ يعنى كأنك تريد رأي الأنصار، فقال له الرسول ﷺ: أجل. 
لأن الثلاثة الذين تكلموا كانوا من المهاجرين، لأن الأنصار حين بايعوا الرسول ﷺ كانت البيعة على ان يمنعوا الرسول ﷺ يعنى يحموا الرسول ﷺ وهو في المدينة، ولم يكن هناك اتفاق على أن يخرج بهم الرسول ﷺ للقتال خارج المدينة، ولذلك كان الرسول ﷺ يريد رأي الأنصار، وكانوا هم الأكثر عددًا في الجيش، 270 من الأنصار، 43 من المهاجرين
يعنى أكثر من 86% من الأنصار، والمهاجرين أقل من 14%
فلما قال "سعد بن معاذ" كأنك تريدنا يا رسول الله؟ وقال الرسول ﷺ: أجل، فقال سعد: 
يا رسول الله قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أمرك الله به، فوالذي بعثك بالحق، إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما يتخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله يا رسول الله. (سعد بن معاذ- 34 سنة)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

فسر رسول الله ﷺ بقول سعد وفرح به، ونشطه ذلك، ثم قال: سيروا على بركة الله، وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم " 
اذن هناك فريق آخر من المؤمنين طلبوا قتال العدو، مثل: أبو بكر وعمر والمقداد بن عمرو، وسعد بن معاذ، وعندما قال "سعد بن معاذ" هذا الكلام، حمس كثير من الأنصار، حتى قال بعضهم كنا نتمنى أن نقول نحن هذا الكلام.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ﴿6﴾ 
هذه الآية عتاب من الله تعالى للفريق الذي كان كارهًا للقتال، فيقول تعالى:
(يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ) يعنى الفريق الذي كان كارهًا للقتال، يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ وهو القتال.
(بَعْدَمَا تَبَيَّنَ) يعنى: بَعْدَمَا تَبَيَّنَ لهم، وعلموا أن الحق في القتال.
كيف تَبَيَّنَ لهم أن الحق في القتال؟ 
لأن الله تعالى وعد الرسول ﷺ إحدى الطائفتين -كما سيأتي في الآية التالية- اما العير واما النفير، يعنى اما ان ينجحوا في الاستلاء على القافلة، أو ينتصروا على جيش المشركين، فاذا كانت القافلة قد نجحت في الفرار، فلم يبق الا القتال.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالي (كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ)
هناك "سوق" وهناك "قيادة" "القيادة" تكون من الأمام، و"السوق" يكون من الخلف.
يعنى يجادلونك في القتال، ويرفضون القتال، كمن يدفع الى الموت
وهذه صورة يرسمها القرآن لبيان شدة خوف هذا الفريق من المؤمنين من القتال.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴿7﴾ 
(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ) 
يعنى أن الله تعالى وعد الرسول ﷺ بأن يظفروا بإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: اما العير واما جيش قريش: اما أن يظفروا بعير قريش، واما أن يهزموا المشركين: وهم قد فاتتهم العير، فلم يبق الا أن يتحقق ما وعدهم الله به من النصر على المشركين. 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ)
(وتَوَدُّونَ) يعنى وتحبون وتتمنون.
(أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ) الشَّوْكَةِ هي السلاح، وأصلها الشَّوْكَةِ التي تكون في النبات.
يعنى أنتم تريدون العير التي ليس معهم سلاح، وليس فيها قتال 
والمعنى تحبون أن تلقوا الطائفة التي لا سلاح لها، والتي ليس فيها قتال، وهي العير. 

(وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ)
يعنى ولكن الله تعالى يُرِيدُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ، والحق حق دائمًا.
ولكن يحق الحق يعنى يظهر الحق، وينصر الحق.

(بِكَلِمَاتِهِ) يعنى بأمره تعالى وبقضائه تعالى بأن يكون لكم النصر على عدوكم.
(وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ) الدابر هو الآخر، والمعني يعنى ويهلك الْكَافِرِينَ ويستأصلهم.
وهذا لا يحدث بدون القتال.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴿8﴾ 
يعنى لبنصر الله تعالى الْحَقَّ، ويهزم الله تعالى الْبَاطِلَ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ، وهم كفار قريش.
كما قال تعالى في سورة الأنبياء (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇