Untitled Document

عدد المشاهدات : 1056

الحلقة (481) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" الآيات من (15) الى (19) من سورة "الأنْفًال" (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ……

الحلقة رقم (481)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآيات من ﴿١٥﴾ الى ﴿١٩﴾ من سورة "الأنْفًال"  ص 178
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ﴿١٥﴾  وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ﴿١٦﴾ فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴿١٧﴾ ذَٰلِكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيۡدِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴿١٨﴾ إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴿١٩﴾

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ﴿١٥﴾
ما معنى (زَحۡفا) ؟ الزحف لغة هو: التقدم ببطأ، وأصله زحف الطفل قبل أن يتعلم المشي.
وذلك نقول على السلحفاة "زحلفة" لأنها بطيئة
فقوله تعالى
(إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفا) شبه -تعالى- تقدم الجيش الضخم بالزحف لأنه لكثرته وتكاتفه يري كأنه جسم واحد يتقدم ببطء.
وهذا التعبير يستخدم الآن في وسائل الاعلام: يقال زحفت القوات الأمريكية مثلًا اى منطقة كذا، أو نجحت القوات الأوكرانية في وقت زحف القوات الروسية، المهم أنه التعبير بزحف الجيش يدل على ضخامة الجيش
فقوله تعالى
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ)
 يعنى اِذَا لَقِيتُمُ جيشًا كثيفًا ضخمًا كثير العدد من الكفار، فلا يهولنكم منظره (ولَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ) ولا تفروا منهم.
والدبر هو المقعدة
ولكن الله تعالى لمن يقل (فَلَا تُوَلُّوهُمُ ظهوركم) ولكنه تعالى قال
(فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ) للتنفير والتقبيح من الانهزام والفرار من العدو.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

 لما انكشف المسلمون في غزوة حنين، وفر الناس، ثبت الرسول ﷺ وثبت معه ثَمَانِينَ مِنَ الصحابة، وكان جيش المشركين اثنى عشر ألفًا، يقول عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: نَكَصْنَا عَلَى أَقْدَامِنَا نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ قَدَمًا وَلَمْ نُوَلِّهِمُ الدُّبُرَ (ثمانين قدمًا يعنى حوالى 25 متر).
وقيل لعلى -رضى الله عنه- إن درعك له صدار وليس له ظِهار، أي مغطى من الصدر، وليس له ظهر، فقال  -رضى الله عنه- ثكلتني أمي إن مكّنت عدوي من ظهري» ، وكأن شهامة وشجاعة الإمام تحمله على أنه يترك ظهره من غير وقاية.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ﴿١٦﴾
(وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥ) يعنى ومن يفر عند لقاء العدو.
استثنى من الفارين

(إِلَّا مُتَحَرِّفا لِّقِتَالٍ) 
مُتَحَرِّفا من الانحراف وهو الميل من جهة اى أخري.
والمعنى إِلَّا من يتحرك من مكان الى مكان، ليس بغرض الفرار، ولكن بغرض القتال.
(مُتَحَرِّفا لِّقِتَالٍ) يعنى يتحرك من مكان لآخر، بغرض القتال.
مثال: من يبصر -أثناء القتال- مكان مرتفع فيتحرك اليه، حتى تكون له ميزة نسبية أثناء القتال.
من يغير مكانه أثناء القتال حتى يكون الجبل مثلُا أو جدار خلف ظهره، فيحمى ظهره.
من يتراجع أو ينسحب حتى يوهم العدو أنه يفر ثم يوقعه في كمين.
اذن قوله تعالى (إِلَّا مُتَحَرِّفا لِّقِتَالٍ) يعنى أي انسحاب من أمام العدو ليس بغرض الفرار، ولكن حتى يتمكن من ضرب عدوه وقتاله.
وهذا ما يطلق عليه في العلوم العسكرية الحديثة "الإنسحاب التكتيكي"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أو مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَة) 
التحيز يعنى الإنضمام، كما نقول أنا متحيز الى فلان، وحاز الشيء يعنى ضمه الى نفسه.
فقوله تعالى (أو مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَة) يعنى أَوۡ من يلجأ إِلَىٰ مجموعة أخري من المسلمين، حتى تنضم اليه، وتتعاون معه اقتال.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يعنى مثلًا خرجت من المدينة سرية من المسلمين عددهم مائة رجل، ثم قابلوا جيشًا ضخمًا في ألف مقاتل من الكفار، فانسحب المائة رجل وعادوا الى المدينة، لأنهم يعلمون أن في المدينة هناك ألف مقاتل من المسلمين، فهذا لا يعتبر فرار ولكنه انحازوا الى فئة، يعنى لجئوا الى مجموعة أخري من المسلمين.
وكما حدث في مؤتة، كان عدد المسلمون ثلاثة آلاف، وعدد الروم مائتان ألف، واستمر القتال ستة أيام، لو أصر المسلمون على القتال لفنى الجيش عن آخره، ثم نجح المسلمون في الانسحاب الى المدينة بقيادة "خالد بن الوليد" ، فلا يعتبر انسحاب المسلمون فرارًا، ولكنه يعتبر تحيزا الى جماعة المسلمين في المدينة.

ولذلك روي عن "عمر بن الخطاب" انه قال: "أَنَا فِئَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى (فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَب مِّنَ ٱللَّهِ) 
يعنى من يفر من لقاء العدو، الا في هاتين الحالتين فقط، (فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَب مِّنَ ٱللَّهِ) يعنى رجع بِغَضَب مِّنَ ٱللَّهِ (وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ) ولذلك فالفرار من العدو من الكبائر.
عن ابن عباس قال: أكبر الكبائر الشرك بالله، والفرار من الزحف، لأن الله عز وجل يقول: (وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ ....... فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ)
أُخرج الشيخان وغيرهما عن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبى ﷺ أنه قال: " اجتنبوا السبع الموبقات - أى المهلكات - قالوا : يا رسول الله وما هن؟ قال : الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولى يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" .
وجاء ذكر ان التولى عند الزحف من الكبائر في أكثر من حديث.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

اذن ذكرنا استثنائين لجواز ترك موقعك عند قتال العدو، وهو (مُتَحَرِّفا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَة)
هناك استثناء آخر ذكر في الآية (66) من نفس السورة "سورة الأنفال" قال تعالى (الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) يعنى يجوز أن تنسحب إذا كان العدد الذي أمامك أكثر من ضعف عدد جيش المسلمين، أما اذا كان أقل من الضِعْف، حتى لو كان أكثر من المسلمين، فانه لا يجوز للمسلم الفرار، واذا فر فانه يكون قد ارتكب كبيرة الفرار من الزحف.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴿١٧﴾
(فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ) 
بعد "بدر" كان الصحابة يقولون: قتلت فلان، وفعلت كذا، فقال تعالى: (فَلَمۡ تَقۡتُلُوهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمۡۚ)
فالله تعالى هو الذي ألقي الرعب في قلوب الكفار، وهو تعالى الذي ثبت قلوبكم، وهو تعالى الذي نصركم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى (وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ) 
هه الجملة تتحدث عن أحد أسباب النصر، وأحد معجزات الرسول ﷺ وهي أن جبريل -عَلَيْهِ السَّلامُ- اوحي الى الرسول ﷺ قبل أن يبدأ القتال، أن يأخذ  قبضة من الرمال ويرمي بها في وجوه المشركين، فأخذ الرسول ﷺ قبضة من الرمال والحصي، ورمي بها في وجوه المشركين، وهو يقول "شاهت الوجوه" فحملت الرياح هذه الرمال الى وحوه المشركين، فلم يبق أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلا أَصَابَ الرمال عَيْنَيهِ وَمُنْخَرَيْهِ وَفَمَهُ، والانسان اذا دخل شيء في عينه فانه ينشغل به، فكانت هذه الرمية للرسول ﷺ من اسباب نصر المسلمين في بدر.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى (وَمَا رَمَيۡتَ إِذۡ رَمَيۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ) 
فنفي الله تعالى الرمي عن الرسول ﷺ فقال (وَمَا رَمَيۡتَ) ثم أضاف له الرمي (إِذۡ رَمَيۡتَ) ثم اخبر تعالى عن نفسه أنه هو الرامي (وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ)  
كأنه تعالى نفي الرمي عن الرسول، قبل أن يضيف له الرمي، ليشير الى أن رمية الرسول ﷺ دون معونة الله تعالى، لم يكن لها أي دور في المعركة.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلِيُبۡلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡهُ بَلَآءً حَسَنًاۚ)
البلاء الحسن هو انتصار المسلمين ﷺ في بدر.
قال تعالى في سورة الأنبياء (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ) يعنى نختبركم بالشدة، ونختبركم بالرخاء.
فالله تعالى من رحمته بعباده المؤمنين يخبرهم أن هذا الإنتصار الكبير في بدر، هو اختبار من الله تعالى لهم، هل سيشكرون هذه النعمة؟ هل سينسبون النصر الى الله تعالى؟ هل سيتواضعون؟ أم سيطغيهم النصر؟ وينسبون النصر الى انفسهم؟ ويصيبهم الكبر والعجب والغرور. 

(إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم)
يعنى (إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ) لدعائكم واستغاثتكم (عَلِيم) بما في قلوبكم.
ولذلك كتب لكم النصر.
أو (سَمِيعٌ عَلِيم) يعنى سَمِيعٌ لكلامكم عَلِيم احوالكم، فاياكم أن تأخذكم نشوة النصر، عن ذكر من ساق النصر اليكم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(ذَٰلِكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيۡدِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴿١٨﴾
(ذَٰلِكُمۡ) اشارة الى ما سبق 
(وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ) يعنى مضعف 
(كَيۡدِ ٱلۡكَٰفِرِينَ) يعنى قوة ٱلۡكَٰفِرِينَ، أو مكر ٱلۡكَٰفِرِينَ.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡر لَّكُمۡۖ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴿١٩﴾
روي أن كفار قريش قبل الخروج الى بدر تعلقوا بأستار الكعبة، وقالوا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ" يعنى يا رب احْكُمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، 
وقيل أن "عمرو بن هشام" وهو أبو جهل قال "يا رب أينا كان أحب اليك و كان خيرًا عندك فانصره"
وروي أنه قال (اللهمّ أقطعنا للرحم، وآتان بما لا نعرف، فأحنه الغداة) يعنى أهلكه هذا الصباح.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

فقال تعالى:
(إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ) يعنى تطلبون أن أحكم بينكم وأن أقضي بينكم وبين محمد
(فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ) يعنى جَآءَكُمُ الحكم، وهو انتصار المسلمون، وهزيمتكم هذه الهزيمة النكراء.
وهذه فيها تهكم بالمشركين والتوبيخ لهم.

(وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡر لَّكُمۡۖ) 
يعنى وَإِن تَنتَهُواْ يا معشر قريش، ويا جماعة الكفر، عن الكفر بالله ورسوله، وقتال نبيه ﷺ (فَهُوَ خَيۡر لَّكُمۡۖ) في دنياكم وآخرتكم.
(وَإِن تَعُودُواْ نَعُدۡ) 
هذا تحذير للمشركين من التمادي في الباطل
(وَإِن تَعُودُواْ) لحربه وقتاله (نَعُدۡ) الى هزيمتكم والى اذلالكم كما وقع في بدر.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلَن تُغۡنِيَ عَنكُمۡ فِئَتُكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَلَوۡ كَثُرَتۡ) 
يعنى وَلَن تنفعكم جماعتكم مهما كثرت 
لماذا ؟

(وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ)
وهذه فيها تهديد للمشركين، وتثبيت للمؤمنين، وإلقاء الطمأنينة فى نفوسهم، لأن من كان الله معه، فلن يغلبه غالب مهما بلغت قوته .

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇