Untitled Document

عدد المشاهدات : 1011

الحلقة (507) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الآية (29) من سورة "التَوْبًة" (قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ ……

الحلقة رقم (507)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآية (29) من سورة "التوبة" ص 191

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ ﴿٢٩﴾

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

بعد أن ذكر الله -تعالى- في الآيات السابقة ما يجب على المسلمين في مواجهة المشركين في الجزيرة العربية، يذكر -تعالى- في هذه الآية الكريمة ما يجب على المسلمين في مواجهة أهل الكتاب من اليهود والنصارى. 
والآية توطئة لغزوة "تبوك" لأن المسلمين خرجوا بعد نزول هذه الآية الى "تبوك" لحرب النصاري الروم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ) 
(ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ) هم اليهود والنصاري.
ومعني
(ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ) يعنى: ٱلَّذِينَ أُعْطُوا ٱلۡكِتَٰابَ، لأن الله تعالى أعطاهم التوراة والإنجيل.
وذكر -تعالى- حيثية قتالهم، فذكر -تعالى- أربعة أشياء:

(قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ)
والمعروف أن اليهود والنصاري يؤمنون بوجود الله، ولكن ايمانهم بالله ايمان غير صحيح -المشركون يؤمنون بوجود الله ولكن جعلوا له شركاء- فالإيمان الصحيح هو الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بكمال وجلال صفات الله.
والنصارى قالوا أن الله ثلاثة أقانيم يعنى ثلاثة كيانات، وقالوا أن الله -تعالى- حل في جسد المسيح، وأنه ضرب وعذب وصلب، واليهود قالوا في توراتهم -المحرفة- أن الله ينام ويبكي، ويصارع يعقوب، وينتصر عليه يعقوب في المصارعة وغير ذلك الكثير.
اذن فاليهود والنصاري يؤمنون بوجود الله، ولكنه ايمان غير صحيح ولا يعتد به.
ولذلك قال تعالى
(قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ)


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ثم يقول تعالى: (وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ)
(ٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ) هو يوم القيامة، اطلق عليه "ٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ" لأنه ليس هناك يوم بعده
واليهود والنصاري يؤمنون بوقوع يوم القيامة، ولكن ايمانهم -كذلك- بيوم القيامة ايمانًا غير صحيح، لأنهم ينكرون بعث الأجساد، وقالوا أن نعيم الجنة أو عذاب النار هو للأرواح فقط، وليس للأرواح والأجساد.
قال تعالى في سورة (ق) (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندما كتاب حفيظ)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ) 
يعنى وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَه ٱللَّهُ -تعالى- في القرآن، وما حرمه الرسول ﷺ .
وأيضًا لا يلتزمون ما حرمته شريعتهم هم في كتبهم وعلى ألسنة رسلهم.
وأنظر الى المجتمعات المسيحية، والمجتمعات اليهودية، كأنهم ملحدون لا دين لهم، منتشر فيها الزنا واللواط والفوضي الجنسية بكل أشكالها، منتشر فيها شرب الخمور والمخدرات، منتشر فيها العري، منتشر فيها الربا، مع أن شريعتهم تنهي عن كل ذلك.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ) وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ وهو دين الإسلام.
يقول تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى (حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ)
اذن الحكم بالنسبة للمشركين في الجزيرة العربية، هو الدخول في الإسلام أو مغادرة الجزيرة العربية.
أما الحكم بالنسبة لأهل الكتاب هو الدخول في الإسلام أو دفع ٱلۡجِزۡيَةَ

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ما هي (ٱلۡجِزۡيَةَ)؟
(ٱلۡجِزۡيَةَ) هي مبلغ من المال يؤديه غير المسلم، الى الدولة الإسلامية.
وكلمة (ٱلۡجِزۡيَةَ) من الجزاء، والجزاء يعنى مقابل، كما نقول: جزاء هذا العمل يعني مقابل هذا العمل.
فكلمة (جِزۡيَةَ) لغة يعنى "مقابل"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
فحين أقول إني كدولة مسلمة: آخذ جزية من شخص ما، يعنى أنا آخذ منه هذا المال مقابل عمل أو خدمة أقدمها له.. ما هذه الخدمة؟ هي الدفاع عنه، لأني لا ألزم غير المسلم بأن يكون أحد أفراد الجيش
ولذلك في الكتب المدرسية بيسموها "ضريبة الدفاع" والإسم صحيح تمامًا 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
من عجائب التاريخ الإسلامي، عندما فتح المسلمون "حِمْص" في الشام اضطر المسلمون بعد فتح "حِمْص" الى الإنسحاب منها، وكان انسحاب تكتيكي، الهدف منه تجميع الجيوش لمواجهة الروم، والذي حدث بالفعل في اليرموك، وكتب النصر للمسلمين، المهم أنه عند مغادرة المسلمين لحمص، قام "أبو عبيدة بن الجراح" قائد جيوش المسلمين في الشام برد أموال الجزية التى اخذها من أهل حمص اليهم، لماذا؟ لأن هذه الأموال هي مقابل الحماية والدفاع عنهم، فلما انسحب المسلمون لم يعد لهم حق في هذه الأموال، وأذهل هذا الموقف أهل حمص، حتى قالوا للجنود المسلمين: "أنتم والله أقرب إلينا من إخواننا، أعادكم الله إلينا".
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن الجزية هي نوع من أنواع الضرائب -مثلما تقول الكتب المدرسية- وليس هناك دولة في العالم، سواء في التاريخ القديم أو الحديث أو الحاضر لا تأخذ ضرائب من مواطنيها، فالضرائب هي أحد موارد الدولة
وهناك دول تصل فيها الضرائب الى أكثر من 50% مثل: فنلندا واليابان والدنمارك والنمسا والسويد.. في ساحل العاج 60% 
هذه أول نقطة وهي ان الجزية يعنى ضريبة وهي شيء طبيعي في أي دولة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
النقطة الثانية أن أغلب اليهود والنصاري لا يجب عليهم دفع الجزية! لأن الجزية لا تؤخذ الا على الرجل القادر على القتال فقط، لأن الجزية -كما قلنا- هي مقابل أنه لا يقاتل، فاذا كان هو لا يقاتل أصلًا لا تؤخذ منه الجزية، وعلى هذا لا تؤخذ الجزية من النساء 50% ولا تؤخذ من الأطفال الذكور حتى البلوغ، وهؤلاء نسبتهم الثلث، ولا تؤخذ من الشيخ الكبير، ولا تؤخذ من المريض مرض مزمن أو صاحب العاهة التى تمنع من القتال، ولا تؤخذ من الراهب المنقطع للعبادة.
اذن الأغلبية لا تدفع الجزية.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
النقطة الثالثة: مقدار الجزية؟
عندما أرسل الرسول ﷺ "معاذ بن جبل" الى اليمن، ليجمع الزكاة والجزية قال له ﷺ "من كلِّ حالمٍ دينارًا أو عدلَهُ معافِرَ" يعنى على كل بالغ جزية دينار واحد " أو عدلَهُ" يعنى المساوي له "معافِرَ" وهو ثوب يمنى.
عندما فتح المسلمين مصر كانت محتلة من الرومان منذ حوالى سبعة قرون، وكانوا يفرضون ضرائب باهظة جدًا على المصريين، وهناك أنواع لا تنتهي من الضرائب، فهناك ضريبة على الحياة، وضريبة على الموت، وضرائب على الزراعة والتجارة والسكن، فلما فتح المسلمين مصر -في عهد عمر بن الخطاب- حُدِدَت الجزية بمقدار دينارين فقط كل عام على  كل يهودي أو نصراني، اذن زاد "عمر" الجزية من دينار في اليمن الى دينارين في مصر، لأن مصر كانت دولة ثرية في ذلك الوقت.
وفي مكان آخر في الدولة الإسلامية، في فتوحات فارس -وفي عهد عمر ايضًا- قسم "عمر" المواطنين الى ثلاثة شرائح: الموسر، ومتوسط اليسار، وقليل اليسار، فالموسر يأخذ منه 48 درهم في العام، ومتوسط اليسار 24 درهمًا في السنة، وقليل اليسار 12 درهمًا في السنة، أما الفقراء فلا يدفعون شيئًا.

اذن مقدار الجزية غير محدد -هناك مرونة في تحديد مقدار الجزية- ولكن الاساس أنه مبلغ زهيد جدًا، نكاد أن نطلق عليه بلغ رمزي.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

النقطة الرابعة: اذا قارنا ما يدفعه اليهودي والنصراني في الدولة الاسلامية مع ما يدفعه المسلمون انفسهم الى الدولة من زكاة المال، نجد أن ما يدفعه المسلمون أكثر بكثير جدًا من اليهود والنصارى. 
فاليهود والنصارى يدفعون مبلغًا ثابتًا دينارين -مثلُا- مهما بغت ثروته، بينما المسلم يدفع نسبة من أمواله - نصاب الزكاة- وهي 2.5% ، الى جانب نسبة في الزروع، ونسبة من الأنعام، يعنى لو كان هناك نصراني في مصر يمتلك مائة ألف دينار، فسيدفع دينارين في السنة، أما المسلم الذي يمتلك مائة ألف دينار، فسيدفع في العام 2.500 دينار، ولو امرأة مسيحية تمتلك هذا المبلغ فانها لا تدفع شيئًا، بينما المرأة المسلمة تدفع 2.500 دينار، ولو كان طفل نصراني يمتلك هذا المبلغ لا يدفع شيئًا بينما الطفل المسلم يدفع، الشيخ الكبير المسيحي لا يدفع والشيخ المسلم يدفع، صاحب العاهة المسيحي لا يدفع والمسلم يدفع، المنقطع للعبادة اليهودي أو النصاني لا يدفع بينما المسلم يدفع.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولذلك من الشبهات المضحكة قالوا ان الاسلام انتشر، وتحولت هذه الشعوب من المسيحية الى الإسلام هربًا من الجزية، طبعا اللى بيقول كده لا قرأ ولا سمع ولا أي شيء، لأن ما يدفعه المسلم أكثر بكثير جدًا مما يدفعه المسيحي واليهودي، من يقول هذا اما أنه جاهل أو مدلس، هو يحاول أن يجد سبب لتحول كل هذه الشعوب في كل الشمال الفريقي: في مصر  وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، وكل الشام: فلسطين والأردن وسوريا ولبنان، كل هذه الدول كانت دول مسيحية لقرون طويلة، وهوه عاوز يجد تفسير، ولا يستطيع أن يدعي أن المسلمين أجبروا أحد على الإسلام، فيقول هذه الشبهة المضحكة التى تدل على الجهل -اذا كنا حسنى النية- ويقول أن هذه الشعوب تحولت من المسيحية الى الإسلام هربًا من الجزية، مع أن ما يدفعه المسلم للدولة أكثر بكثير جدًا مما يدفعه المسيحي واليهودي.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَد وَهُمۡ صَٰغِرُونَ) 
ما معنى (عَن يَد) ؟
تحمل أكثر من معنى:

(عَن يَد) يعنى عن قدرة، يعنى اليهودي أو النصراني الغير قادر لا يدفع الجزية.
و
(عَن يَد) يعنى اليهودي او النصراي ييجي يسلمها بيده لا يبعثها مع أحد، يعنى لا يرسل خادمه، بل يأتي بنفسه ويسلمها بنفسه للمسئول عن جمع الجزية.
و
(عَن يَد) يعنى وهو يعلم أن المسلمون لهم (يَد) عليه، يعنى لهم فضل عليه في أخذ هذه الجزية منه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (عَن يَد وَهُمۡ صَٰغِرُونَ) 
(صَٰغِرُونَ) يعنى وَهُمۡ أذلاء، وهم مقهورون.
و حتى ذلك لمصلحتهم
لإن الانسان بطبيعته يميل للأقوي، لأنه بيخليه يشعر بالأمان، فحين يشعر بقوة المسلمين: يفتح قلبه للإسلام، وهذا فيه خيري الدنيا والآخرة لهذا اليهودي أو النصراني.
أمر آخر: قلنا ان هذه الجزية مقابل عمل، فلا يأتي هذا الذي يعطي الجزية، يعطيها بتعالى وتكبر، بل يعطي الجزية وهو يعلم فأنه ليس اليد العيا والدولة الإسلامية هي اليد السفلين بل الدولة هي اليد العليا .

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
كيف يؤدي أهل الذمة الجزية وهم صاغرون؟
قال كثير من الفقهاء يعنى يؤديها وهو واقف، والذي ياخذ الجزية يكون جالسًا.
وقال البعض يأتي ماشيًا وليس راكبًا.
وزاد بعض الفقهاء أمور أخري.. وأنا أري أنه أمر يترك لولى الأمر يحدده على أساس علاقة المسلمين مع غيرهم داخل الدولة، ومدي طاعتهم وخضوعهم لتعليمات ونظام الدولة الإسلامية.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي أنه في معركة القادسية أرسل "رُسْتُم" قائد الفرس الى "سعد بن ابي وقاص" أن يرسل اليه شخص يكلمه، فارسل اليه "المغيرة بن شعبة"  
فَقَالَ رُسْتُمُ للمغيرة: إِلامَ تَدْعُو؟ فَقَالَ لَهُ: أَدْعُوكَ إِلَى الإِسْلامِ، فَإِنْ أَسْلَمْتَ فَلَكَ مَا لَنَا وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْنَا، قَالَ: فَإِنْ أَبِيتَ؟ قَالَ: فَتُعْطِي الْجِزْيَةَ عَنْ يد وأنت صَاغِرٌ، فَقَالَ رُسْتُمُ: أَمَّا إِعْطَاءُ الْجِزْيَةِ فَقَدْ عَرَفْتُهَا، فَمَا قَوْلُكَ وَأَنْتَ صَاغِرٌ؟ قَالَ: تُعْطِيَهَا وَأَنْتَ قَائِمٌ وَأَنَا جَالِسٌ.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

بقي ان نقول إن كثير من الفقهاء ذهبوا الى أن الجزية لا تفرض فقط على اليهود والنصاري، ولكن على غير المسلمين بصفة عامة، لأن الرسول ﷺ أخذها من المجوس.

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇