Untitled Document

عدد المشاهدات : 1114

الحلقة (509) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الآيتين (32) و(33) من سورة "التَوْبًة" (يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ ……

الحلقة رقم (509)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآيتين (32) و(33) من سورة "التوبة" ص 192

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴿٣٢﴾ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴿٣٣﴾

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

تتحدث الآيات الكريمة عن حقد الكفار ومحاولتهم للقضاء على الإسلام، فيقول تعالى:
(يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﴿٣٢﴾
(نُورَ ٱللَّهِ) هو الإسلام.
شبهه الله تعالى بالشمس.
فشبه الله تعالى محاولات هؤلاء الكفار للقضاء على الإسلام، بشخص -ضعيف أحمق- يحاول أن ينفخ في الشمس ليطفأها بالنفخ فيها.
وهي صورة بليغة لهؤلاء الحاقدين على الإسلام، تصور ضعفهم، وحماقتهم، وشدة حقدهم على الإسلام، وتثبت -أيضًا- استحالة نجاحهم في القضاء على الإسلام.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لماذا استحالة قضائهم على الإسلام؟
ليس فقط لاستحالة إطفاء الشمس بالنفخ فيها. 
لأن الإنسان في الحقيقة لا يستطيع أن يطفيء النور الى اذا اطفأ مصدر النور.
يعنى مثلًا اذا كانت هناك نار مشتعلة أو شمعة فانك لا تستطيع أن تطفئ النور الا اذا أطفأت مصدر النور وهي النار.
فاذا كان مصدر النور هو الله، قال تعالى (نُورَ ٱللَّهِ) يعنى: أضاف النور الى نفسه، فقال (نُورَ ٱللَّهِ) اذن يستحيل القضاء على هذا النور.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عندما تشاهد هذه المواقع الكترونية، والقنوات الفضائية التي تعمل ليل نهار في مهاجمة الإسلام، ومحاولة اثارة الشبهات حول الإسلام والقرآن والرسول ﷺ، تجد بالفعل كأن شخص أحمق ينفخ في الشمس ليطفأ نور الشمس. 
بل على العكس كلما أثار -هؤلاء- شبهة ونرد عليها، تكون دليلًا جديدًا على عصمة القرآن، وعلى نبوة الرسول ﷺ وعلى أن الإسلام هو الدين الحق.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ)
الإسلام يحارب ويهاجم منذ ظهر -منذ ألف وربعمائة وخمسون سنة- وحتى الآن والى قيام الساعة.
بل على العكس كلما زاد الهجوم على الإسلام، كلما زاد اقبال الناس عليه، لأنه كلما زاد الهجوم على الإسلام يزداد فضول الناس في التعرف عليه، وإذا تعرف عليه الناس فانهم يقبلون عليه.
ورأينا هذا واضحًا بعد هجمات 11 سبتمبر، عندما استغل الإعلام الماسوني هذا الحادث في الهجوم على الإسلام، ووصم الإسلام بالإرهاب، فوجئ هؤلاء الحاقدين على الإسلام بنتيجة عكسية غير متوقعة، وهو ان عدد الذين يعتنقون الإسلام يزيد.

وفسروا ذلك بأن هذا الهجوم الشرس على الإسلام أثار فضول البعض وجعلهم يقرأون عن الإسلام، ويحاولون التعرف على الإسلام، فاقتنعوا بالإسلام، ودخلوا في الإسلام أفواجًا. 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى: (هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﴿٣٣﴾
يعنى: الله تعالى (هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُ) محمد ﷺ (بِٱلۡهُدَىٰ) يعنى بالهداية، وقيل (ٱلۡهُدَىٰ) هو القرآن وسنة الرسول، وهي نفس المعنى (وَدِينِ ٱلۡحَقِّ) وهو الإسلام.
(لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ) يعنى ليعلى الإسلام على جميع الملل.
وأصل يظهره يعنى ركب ظهره.

(وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُون)
يعنى رغم أنف ٱلۡمُشۡرِكُون.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
و(يُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ) لها أكثر من معنى:
المعنى الأول:
(لِيُظۡهِرَهُۥ) يعنى ليظهر للرسول ﷺ ويبين له شرائع الدين كلها، فلا يخفى عليه ﷺ شيئًا من شرائع الإسلام، ليبينها الرسول ﷺ لأمته بعد ذلك.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
المعنى الثاني: (لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ) يعنى ليعلي وينصر دين الإسلام على كل دين بالحجة والدليل والبرهان.
انظر الى جميع المناظرات بين المسلم وغير المسلم، دائمًا تجد الغلبة -وبالضربة القاضية- للمسلم.
هناك على النت مئات المناظرات بين المسلمين وغير المسلمين، والغلبة فيها دائمًا للمسلمين، مهما كانت براعة غير المسلم، ولكن البضاعة التي في يده فقيرة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
المعنى الثالث: يقول أبو هريرة -رضى الله عنه- أن "يُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ" عند خروج عيسي -عَلَيْهِ السَّلامُ- في آخر الزمان، لأن عند خروج عيسي -عَلَيْهِ السَّلامُ- في آخر الزمان سيكسر الصليب ليعلن ابطال عقيدة الثالوث، والتي هي أساس عقيدة النصاري، ويصلى خلف المهدي المنتظر، وهو مسلم، بالرغم من أن المسيح -عَلَيْهِ السَّلامُ- افضل من المهدي، ولكن يصلى خلف المهدي ليعلن اسلامه واتباعه للرسول ﷺ، وعندما يري النصاري ذلك سيدخل معظمهم في الإسلام. 
يقول أبي هريرة -رضي الله عنه- "يهلك في زمان عيسى الملل كلها إلا الإسلام".

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
المعنى الرابع: وهو قريب من المعنى السابق (لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ) يعنى يكون أكثر الناس على الإسلام.
وروى المقداد قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله كلمة الإسلام، إما بعز عزيز أو ذل ذليل"
"لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر" المدر البيوت المبنية بالطوب، والوبر هي الخيام، يعنى ما فيش بيت في العالم.
"إلا أدخله الله كلمة الإسلام، إما بعز عزيز أو ذل ذليل"
يعنى اما أن يدخلوا في الإسلام طواعية فيعزهم الله، أو يدينون لأحكام الإسلام غضبًا عنهم فيذلهم الله.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أكثر من آذي المسلمين وارتكبوا جرائم ضد المسلمين هم التتار، وبعد كل هذا دخل التتار في الإسلام، وكانوا سبب في نشر الإسلام في الهند والصين وغيرهما.. ابن هولاكو نفسه دخل في الإسلام، والذي سمي نفسه "أحمد تكودار" 
وكذلك "بركة خان" ابن عم "هولاكو" وحفيد "جنكيز خان" دخل في الإسلام، بل واستطاع "بركة خان" هذا القائد العظيم أن يهزم "هولاكو" وأن يموت "هولاكو" كمدًا بسبب الهزيمة، وبذلك انتقم للجرائم التي ارتكبها "هولاكو" ضد المسلمين.
يقول تعالى: (لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ) يعنى يكون أكثر الناس على الإسلام

"أحمد تكودار" 

"بركة خان"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇


قد يقول قائل أن أكثر الأديان انتشارًا في العالم هو المسيحية، وهذا نرد عليه بثلاثة أمور:
أولًا: أن المسيحية ظهرت قبل الإسلام بستمائة سنة، فبحسبة بسيطة لو قدرنا أن الإسلام قد ظهر في نفس الوقت مع المسيحية، فان عدد المسلمين سيكون أكثر بكثير جدُا من عدد المسيحيين.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثانيًا: أن عدد المسلمين في العالم سيكون مساويًا لعدد المسيحيين بحلول عام 2050 ثم بعد ذلك يبدأ عدد المسلمين في التفوق على عدد المسيحيين.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثالثًا: عدد المسلمين الآن ومنذ قرون طويلة أكثر -بالفعل- من عدد المسحيين، لأن المسيحيين عدة طوائف، وكل طائفة تكفر الطائفة الأخرى، بدليل أنه لا يجوز للرجل أو المرأة من طائفة أن يتزوج من طائفة أخري، فلو اعتبرنا ان كل طائفة دين منفصل، فهذا يعنى أن عدد المسلمين أكثر بكثير جدًا من عدد المسيحيين ومنذ قرون طويلة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
حتى وقلنا أن المسلمين منقسمين -للأسف- بين سنة وشيعة، ونسبة السنة 80% والشيعة 20% فان السنة -وهي الطائفة الصحيحة- لا يكفرون الطائفة الأساسية للشيعة، وهي الإمامية، نحن نقول أنهم -بسبهم الصحابة وغير ذلك- يرتكبون كبائر، ولكنها كبائر لا تجعلنا نحكم عليهم بالكفر.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

قال الشافعي رحمه الله: فقد أظهر الله رسوله على الأديان كلها، بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق، وما خالفه من الأديان باطل، وأظهره بأن الشرك دينان: دين أهل الكتاب، ودين أميين، فقهر رسول الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعا وكرها، وقتل أهل الكتاب وسبى، حتى دان بعضهم بالإسلام، وأعطى بعضهم الجزية صاغرين، وجرى عليهم حكمه، فهذا ظهوره على الدين كله، والله أعلم.

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇