Untitled Document

عدد المشاهدات : 980

الحلقة (510) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الآيتين (34) و(35) من سورة "التَوْبًة" (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ……

الحلقة رقم (510)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآيتين (34) و(35) من سورة "التوبة" ص 192

        

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيم ﴿٣٤﴾ يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ ﴿٣٥﴾

        

يختم الله -سبحانه وتعالي- الحديث عن أهل الكتاب بذكر بعض الرذائل التى انغمس فيها الأحبار والرهبان، فيقول تعالى:
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ) 
ونلاحظ أن الآية الكريمة بدأت بهذا النداء: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ) وقد قلنا من قبل أن النداء بيَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ لابد أن يتبعه تكليف، كما قال "عبد الله بن مسعود" اذا سمعت (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ) في القرآن فأصغها سمعك، فانه خير تؤمر به أو شر تنهي عنه. 
ولكن هنا ليس هناك تكليف بعد (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ) وانما قال (إِنَّ كَثِيرا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ)
وقلنا من قبل أن القرآن العظيم عندما يتحدث عن أخطاء أو رذائل أو جرائم الأمم السابقة، ليس المقصود هو التشنيع عليهم، ولكن المقصود هو نأخذ -نحن المسلمون- العبرة من أخطاء هؤلاء فلا نقع فيها.

        

 وقد نبهنا وحذرنا الرسول ﷺ من أن نقع في أخطاء اليهود والنصاري فقال ﷺ "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟
سَنَنَ: أفعال.
        

(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ) 
(ٱلۡأَحۡبَارِ) جمع حَبر أو حِبر، بفتح الحاء وكسرها، والمقصود بها علماء اليهود.
(وَٱلرُّهۡبَانِ) جمع راهب، وهو الناسك أو العابد المتفرغ للعبادة من النصاري، وهي من الرهبة والخوف من الله.
قوله تعالى
(لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ) التعبير بالأكل يدل على النهم والجشع والطمع
        

كيف يأكلون (أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ)؟ من أمثلة ذلك أن الكنيسة كانت تمنح ما يطلق عليه "صك الغفران" أو "شهادة الغفران" مقابل مبلغ من المال، يعنى اذا دفعت مبلغ كذا تغفر لك ذنوبك. 
أو لو بيقضي بين الناس، يأخذ الرشوة حتى يحكم لصالح شخص معين.
أو أن يأتي الحبر أو الراهب فيأخذ أموال الصدقات ليوزعها على الفقراء، وبدلًا من أن يوزعها على الفقراء يجعلها لنفسه، أو يعطي الفقراء جزء، ويجعل لنفسه جزء آخر.

صك الغفران
        

وقال تعالى (إِنَّ كَثِيرا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ) لم يقل جميع أو كل ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ، لأن هناك قلة من ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ ليسوا كذلك.
مع أن الأسلوب العربي يسمح بذلك، يعنى لو قال "يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ" سيكون مفهومًا أن هناك قلة ليسوا كذلك.
كمن يقول أهل بلد كذا بخلاء أو أهل بلد كذا غدارين، سيكون مفهومًا أن أغلبهم كذلك، ولكن ليس كلهم كذلك.
فلو قال ِ"إنَّ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ" مفهوم ان فيه قلة ما بتعملش كده.
ومع ذلك جاء القرآن بهذا الإستثناء، فقال: (إِنَّ كَثِيرا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ) تكرمة لهذا العدد القليل الذي لم يفعل ذلك.

        

يقول تعالى: (وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ) 
الجريمة الثانية لهؤلاء الأحبار والرهبان أنهم يَصُدُّونَ الناس، يمعنى يمنعون الناس، ويصرفون الناس، ويبعدوهم عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ، وهو الإسلام، وذلك بالكذب والافتراء على الإسلام، والكذب والافتراء على الرسول 
وهذه الجريمة الثانية مرتبطة بالجريمة الأولى، ولذلك جائت بعدها، لأنهم يريدون أن يحافظوا على مكاسبهم الدنيوية بأكل أموال الناس بالباطل، ولذلك فهم يصدون اناس عن الإسلام.

        

يقول تعالى (وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيم ﴿٣٤﴾
الرذيلة الثالثة هي: الحرص والبخل.
وكلمة
(يَكۡنِزُونَ) من الكنز، وهو الجمع والضم، كانت العرب تقول: "كنزت التمر في الوعاء" يعنى: جمعته فيه، ويقولون "شاة مكتنزة باللحم" يعنى مليئة باللحم. 
اذن قوله تعالى
(يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ) يعنى "يجمعون ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ"
        

يقول تعالى (فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيم) 
هذا من باب التهكم بهم والسخرية منهم.
وهذا مثل طالب لا يذاكر طوال العام، فيقول هل والده: مبروك يا فالح سقطت.
ومن فصاحة القرآن أن الاستخدام اللغوي للكلمة استخدام سليم، لأن أصل البشارة هو تغير بشرة الوجه عند استقبال خبر، سواء خبر مفرح أو مُحْزِن، ولذلك فهي فاستخدامها -لغويًا- صحيح، ولكن غلب استخدامها عند استقبال الخبر السار، اذن قوله تعالى (فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيم) هي للتهكم والسخرية، لأن قد غلب استخدامها في الخبر المفرح، وفي نفس الوقت الاستخدام اللغوي سليم.

        

وهذه الاية الكريمة هي التى أخذ "أبو ذر الغفاري" بظاهرها، وقال ان المسلم لا يجب أن يمتلك الا قوت يومه وليلته فقط، وما زاد عن ذلك يجب أن ينفقه على الفقراء، وكان "أبو ذر" يكرر هذا الكلام، ويكرر قوله تعالى (وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ..... الخ الآية) ويغلظ على من خالفه، وكان في ذلك الوقت في الشام في خلافة "عثمان بن عفان" و"معاوية" هو والى الشام، فاستدعاه "معاوية" وقال له: 
-    هذه نزلت في أهل الكتاب ولم تنزل فينا. 
فقال له "أبو ذر": 
-    إنها لفينا وفيهم.
وأصر "أبو ذر" على دعوته، حتى ضاق به "معاوية" وأرسل الى "عثمان بن عفان" وطلب منه أن يبعده عن الشام، فاستدعاه "عثمان" الى المدينة وقال له: 
-    يا أبا ذر ليس لي أن أجبر الناس على الزهد.

استدعي "عثمان" أبا 
        

أخيرًا نقول أن قوله تعالى (وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ) فيه اشارة الى أن الذهب والفضة هما أساس النقد والتجارة، وهذه اشارة قرآنية دقيقة، لأن الإنسان عندما بدأ في التعامل التجاري، بدا بما يطلق عليه نظام "المقايضة" يعنى سلعة مقابل سلعة، ثم عندما ارتقي في التعامل اخترع العملة، وكانت العملة من الذهب والفضة، بالرغم من وجود معادن أغلى من الذهب ومن الفضة، ولكن ظل الذهب والفضة هما أساس التعامل الاقتصادي بين الناس.
ثم وجد الناس أن هناك صعوبة في حمل كميات كبيرة من الذهب، فاستحدث الناس العملات الورقية، وكان ذلك على أساس أن تكون العملات الورقية منسوبة الى قيمتها من الذهب، بمعنى أن يكون هناك رصيد من الذهب يغطي هذه العملة الورقية، وهو ما يطلق عليه "الغطاء الذهبي"، وعلى مقدار رصيد الذهب الذي يغطي العملة الورقية ترتفع قيمة عملة اي بلد أو تنخفض. 
في مصر -مثلًا- ايام الملك "فاروق" كان النقد المتداول ثمانية ملايين جنيه، ورصيد مصر من الذهب يساوي عشرة ملايين جنيه، فكان الفائض من الذهب مليوني جنيه، ولذلك كان الجنية المصري قيمته أعلى من قيمة الجنيه الذهب، فكان المصري يذهب للخواجة فيعطيه جنيه مصري ويأخذ منه جنيه ذهب وفوقه قرشان ونصف القرش، وبذلك كانت قيمة الجنيه المصري تساوي جنيهاً من الذهب مضافاً إليه قرشان ونصف القرش. ثم هبطت قيمة الجنيه عندما زادت كيمة النقود المتداولة على رصيد الذهب.

وظل هذا هو النظام، وهو نظام "الغطاء الذهبي" حتى تم الغاؤه سنة 1971م وكان هذا هو بداية الظلم والاستبداد المالى، وبداية لسلسلة من الأزمات الإقتصادية العالمية.
وفي عام 1997 طرح رئيس وزراء "مهاتير محمد" ماليزيا فكرة اصدار "دينار اسلامي حديث" من الذهب ليكون بديل للدولار الأمريكي، ووسيلة تبادل مالي في المعاملات التجارية الدولية بين الدول الإسلامية، لكن لم يكتب النجاح للفكرة بسبب الضغوط الدولية .
اذن قوله تعالى (وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ) هذه اشارة قرآنية دقيقة الى أن ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ يجب أن يكونا أساس التبادل التجاري والمعاملات الاقتصادية بين الناس، حتى لو تم التعامل بالعملات الورقية، فان قيمة العملات الورقية يجب أن تكون بما يغطيها من الذهب 

ماتير محمد
        

(يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ ﴿٣٥﴾
يذكر تعالى عذاب هؤلاء الذين لا يخرجون زكاة أموالهم، فقال تعالى (يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ) يعنى هذه الدنانير والدراهم، والتي كان حريصُا على جمعها في الدنيا، والتي كان يرفض أن يؤدي حق الله فيها، وهو زكاة المال، تكون هي أداة عذابه يوم القيامة، فكلما كانت كثيرة كلما كان العذاب أعظم، وكلما قلت يقل العذاب.
فتوضع هذه الدنانير والدراهم فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ويُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ثم تُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡ.
و "الكي" لغة معروف وهو: إلصاق المعدن الساخن بالجلد حتى يحترق الجلد.

        

يقول تعالى (فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ)
قال العلماء: لأن صحاب المال يري الفقير قادمًا، فيقطب جبينه، ويبص الناحية التانية، ولذلك بدأ بالجبين، فاذا اقترب منه، أعرض بجانبه، اداله جنبه، يقولك فلان اداني جنب، ثم اذا طلب منه الفقير الإحسان أعطاه ظهره.
فلما دخل "أبو ذر" في المدينة استمر في دعوته، روي عن الأحنف بن قيس، قال: رأيت في مسجد المدينة رجلا غليظ الثياب، رثَّ الهيئة، يطوف في الحِلَق وهو يقول: بشر أصحاب الكنوز بكيٍّ في جباههم، وكي في جنوبهم، وكيٍّ في ظهورهم! ثم انطلق وهو يتذمَّر يقول: ما عسى تصنعُ بي قريش.

        

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن النبي ﷺ قَالَ: مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ كَنْزِهِ، إِلا جيء بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِكَنْزِهِ فَيُحْمَى عَلَيْهِ صَفَائِحُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَبِينُهُ وَجَنْبُهُ وَظَهْرُهُ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ
        

يقول تعالى:
(هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ)
يعنى تقول لهم ملائكة العذاب توبيخًا وتبكيتًا لهم: هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُون.
        

ولذلك قالوا أن "أشقي الناس هو البخيل" لأنه يعذب بماله  في الدنيا وفي الآخرة، في الدنيا هو أولًا لا يستمتع بهذا المال، بل على العكس، يكون مصدر قلقه وعدم راحته، وفي يوم القيامة يكون سبب عذابه.
عن ثوبان: أن النبيّ الله ﷺ كان يقول: من ترك بعدَه كنـزا مثَلَ له يوم القيامة شُجَاعًا أقرعَ له زبيبتان، يتبعه يقول: ويلك ما أنت؟ فيقول: أنا كنـزك الذي تركته بعدك! 

        

لماذا هذا التغليظ في الوعيد؟
لأن النفس مطبوعة على البخل والشح، فغلظ الله الوعيد، حتى يخرج الناس ما عليهم من حقوق في المال.
يقول تعالى في سورة المؤمنون (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا(
ويقول تعالى في سورة المنافقون):وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين( 
يقول تعالى (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون )

 

❇      

 

النفس مطبوعة على البخل والشح

 

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇