الحلقة رقم (519)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
تفسير وتدبر الآيات من (64) الى (68) من سورة "التوبة" ص 197
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةٞ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجٞ مَّا تَحۡذَرُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ﴿٦٥﴾ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ﴿٦٦﴾ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴿٦٧﴾ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ هِيَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَاب مُّقِيم ﴿٦٨﴾
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ما زالت الآيات تتحدث عن غزوة تبوك، وعن المنافقين، يقول تعالى:
(يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةٞ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِج مَّا تَحۡذَرُونَ ﴿٦٤﴾
يعنى أن المنافقون في خوف وحذر من أن تنزل سُورَةٞ من القرآن (تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ) يعنى تُخْبر المؤمنين بما في قلوب المنافقين، لأن من طبيعة المنافق الخوف والحذر والترقب.
المعنى الثاني: أن الآية أمر، يعنى: فليَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰافِقُونَ أَن تَنْزلَ سُورَةٞ من القرآن، تفضحهم وتخبر بما في قلوبهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير ثالث: أن الاية ليست أمر، ولكنها خبر (يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰافِقُونَ) يعنى أن المنافقون كانوا يتظاهرون أنهم خائفين أن ينزل فيهم قرآن كنوع من السخرية والاستهزاء بالقرآن وبالرسول، ولذلك قال -تعالى- في آخر الآية (قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِج مَّا تَحۡذَرُونَ)
فكان المنافقون يجتمعون ويذمون ويعيبون في الرسول ﷺ وفي المسلمين، ثم يقولون استهزاءًا وسخرية: "لعل الله ينزل فينا سورة" فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة:
(تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡ) يعنى تظهر للمؤمنين ما فِي قُلُوبِهِمۡ من الكفر والحسد والكراهية للمؤمنين.
(قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ) أمر للوعيد والتهديد.
كما تقول "اعمل اللى انته عاوزه"
(إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِج مَّا تَحۡذَرُونَ)
يعنى ربنا حينزل قرآن يكشف اللى انتم عاوزين تخبوه من الكفر والنفاق والكراهية والعداوة للمؤمنين.
يعنى: إِنَّ ٱللَّهَ سينزل من القرآن ما يكشف ويفضح مَّا تَحۡذَرُونَ من كشف ما في قلوبكم من النفاق والكراهية والعداوة للمؤمنين.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن الآية لها ثلاثة تفسيرات (يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ) التفسير الأول: ان الله تعالى يخبر عن طبيعة المنافقين أنهم دائمًا في حالة خوف وخذر وترقب.
التفسير الثاني: قال انه أمر، تقدير: فليحذر المنافقون أن تنزل سورة من القرآن تفضحهم.
التفسير الثالث: يخبر أن المنافقون كانوا يسخرون من القرآن ويقولون ستنزل سورة من القرآن وتفضحنا عند المؤمنين.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى: (وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ﴿٦٥﴾
عن قتادة في سبب نزول الآية أن الرسول ﷺ وهو في طريقه الى "تبوك" قال جماعة من المنافقين: "يرجو هذا الرجل أن يغلب الروم ويفتح قصور الشأم وحصونها" وقال بعضهم "كأنكم والله غداً في الحبال أسرى لبني الأصفر" وأخذوا يضحكون، فأخبر جبريل -عليه السلام- الرسول ﷺ بما قالوا، فقال الرسول ﷺ "احبسوا عليَّ الرَّكْب" فأتاهم فقال: قلتم كذا، قلتم كذا.
قالوا: "يا نبي الله، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ، ونتحدَّث بحديث الرَّكب نقطع به عنا الطريق"، فأنـزل الله تعالى: (وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ)
حتى ردهم -وهم أهل لغة- رد يدينون فيه أنفسهم، لأن أصل "الخوض" هو الدخول في الماء والطين، ثم صار في كل دخول فيه تلويث وأذي.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم رد الله تعالى عليهم وقال: (قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ) سؤال انكار وتوبيخ.
وقوله تعالى (وَءَايَٰتِهِ) أي آيات القرآن العظيم
وهذه الآية أخذ منها ابن تيمية وغيره أن كل من استهزأ بشيء من الدين -جادًا أو هازلًا- فقد كفر، لأن أصل الدين مبنى على تعظيم الله وتعظيم دينه، وتوقير رسوله ﷺ والإستهزاء بشيء من ذلك مناف ومناقض لهذا الأصل
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولذلك نقول لا يجوز على الإطلاق أن تردد النكات الخاصة بأي شيء يمس الدين، سواء نكات عن الجنة او النار أو الملائكة أو أي شيء يخص الدين، لا يجوز النكات الخاصة بالأضحية..
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ﴿٦٦﴾
(لَا تَعۡتَذِرُواْ) يعنى عذركم غير مقبول.
(قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ) يعنى قد ظهر وثبت كفركم، بعد أن أظهرتم الإيمان على سبيل المخادعة.
ثم يقول تعالى (إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَة مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ)
يعنى من يتوب منكم ويرجع عن كفره نعفوا عنه، ومن أصر على الكفر سيعاقب ويعذب
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي أنها نزلت في رجل اسمه "مَخْشِيُّ بْنُ حِمْيَرٍ" كان مع المنافقين وهم يستهزئون، فلم يقل شيئًا، ولكنه كان يضحك معهم، فلما نزلت الاية جاء الى الرسول ﷺ وقال له: كيف لا أكون منافقا واسمي واسم أبي أخبث الأسماء؟! فقال له النبي ﷺ ما اسمك ؟ قال: مَخْشِيُّ بْنُ حِمْيَرٍ.. "مَخْشِيُّ" يعنى الناس تخاف منه وتخشاه، فقال له الرسول ﷺ أنت "عبد الله بن عبد الرحمن" فتاب وحسن اسلامه، وكان يدعو أن يُقْتَلَ شَهِيدًا فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن نزلت في "مَخْشِيُّ بْنُ حِمْيَرٍ" ومع ذلك قال تعالى (إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَة مِّنكُمۡ) مع أن الذي آمن منهم واحد فقط، لأن الخطاب موجه لكل المنافقين، أن باب التوبة مفتوح للجميع، وليس مغلقًا في وجه أحد.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عندما نقرأ الآيات التي تتحدث عن المنافقين نحن لا نتحدث عن مشاهد تاريخية قديمة، ولكن المنافقين -الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر- موجودون في كل وقت.
المنافق الآن: رجل ولد مسلمًا، لأن أبوه مسلم، وأمه مسلمة، وسموه محمد أو أحمد أو محمود، وعندما كبر كتبوله في البطاقة في خانة الديانة "مسلم" ولكنه في حقيقة الأمر ليس بمسلم، بل على العكس، في قلبه شك، وفي قلبه كراهية للإسلام، وكراهية للمسلمين، وكراهية للدين.
تجد واحد منهم اذا رأي رجل ملتحي ينفر منه.
واذا رأي امرأة منقبة، يقول ما هذه الخيمة الي تلبسها.
عندما يتعرض مجموعة من الشباب لفتاة منقبة، حتى كرهت النقاب وكرهت الحجاب، واتجهت الى الإلحاد، هؤلاء ليسوا مسلمين، هؤلاء منافقين، هؤلاء شياطين، من شياطين الإنس.
من يكره صوت الأذان.. هذه من علامات النفاق..
عندما يكون نادي رياضى.. عشرات الأفدنه.. وليس فيه مسجد واحد.. لأن الإدارة ترفض بناء مسجد.
مستشفي ضخم أسال عن مكان للصلاة.. يقال لى انزل في البدروم..
قرية سياحية.. اقترح أحد الملاك أن يبنوا مصلى.. أنا راجل كبير.. وأغلب السنة قاعد هناك.. نفسي يبقي فيه مصلى عشان نصلى فيه جماعة.. واحد قال موارد القرية لا تسمح.. حد قاله أنا حابنى المسجد بالكامل على حسابي الشخصي.. واحد تاني طلع قالك طب والكهربا والميه .. واحد رد عليه قال أنا متحمل الكهربا والميه.. واحد قالك الميكروفون والإزعاج.. قالوا يا جماعة بلاش ميركوفون.. اعتراضات اعتراضات لا تنتهي.. المهم ألا يكون هناك مصلى..
لما يكون هناك كافتيريا يقولك ممنوع المحجبة تدخل..
كل هذه صور تدل على كراهية الإسلام..
كل هذه من علامات النفاق..
ولذلك عندما يتحدث القرآن عن المنافقين سواء في سورة التوبة أو غيرها، هو لا يتحدث عن أحداث تاريخية قديمة، ولكنه يتحدث عن واقع موجود في كل زمان..
وكما قلنا أن المنافقين أكثر خطرًا على الأمة من الكفار، لأن الكافر عداوته ظاهرة، أما المنافق فهو كالسوس الذي ينخر في بناء الأمة دون ان تشعر به..
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ﴿٦٧﴾
(ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡض) يعني نفس الصفات.
كما نقول "عينة واحدة" يعنى كلهم نفس الصفات ونفس الطباع، كلهم شبه بعض.
روي عن ابن عباس أنه قال: كان المنافقون بالمدينة ثلاثمائة رجل، ومائة وسبعين امرأة .
(يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ) يعنى ۡيَأۡمُرُونَ بتكذيب الرسول ﷺ، ويَأۡمُرُونَ بكل قبيح.
(وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ) يعنى وَيَنۡهَوۡنَ عن الإيمان بالرسول ﷺ، وعن الخروج للجهاد، وعن كل خير.
(وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡ) يعنى لا ينفقون في سبيل الله.
كما نقول "فلان ده ايديه مساكة" يعنى بخيل.
وقيل: يقبضون أيديهم عن رفعها في الدعاء إلى الله تعالى
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالي (نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡ) النسيان هنا: ليس بمعنى السهو، ولكن بمعنى الترك والإهمال.
كمن يقول لشخص يعاتبه: "أنت نسيتنى" يعنى انت أهملتنى.
فقوله تعالى (نَسُواْ ٱللَّهَ) يعنى تركوا طاعة الله.
(فَنَسِيَهُمۡ) يعنى فترك الله هدايته لهم، توفيقه لهم، ورحمته بهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ)
وقلنا قديمًا أن كلمة "منافق" أصلها حيوان يعيش في الصحراء، اسمه "اليربوع" يشبه الفأر، يحفر لنفسه نفقًا في الأرض، ويجعل لهذا النفق بابان، فاذا طارده عدو، فانه يدخل من أحد الأبواب ويخرج من الآخر، فاذا خرج هذا الحيوان من الباب الثاني كانت العرب تقول "نافقت اليربوع" فسمي المنافق بهذا الإسم لأن له وجهان يخدع بهما الناس، كما أن هذا الحيوان له بابان يخدع بهما أعدائه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أما الفسق فهو يعنى الخروج للإفساد، فكانت العرب تقول"فسقت الرطبة" أي خرجت عن قشرتها، لأنها تتلف عندما تنفصل عن قشرتها، وكانت تقول للفأرة "فويسقة" لأنها تخرج من جحرها وتفسد.
ولذلك أطلق على الفاسق فاسقًا لأنه خرج عن طاعة الله، وخرج عن منهج الله، فاذا خرج عن منهج الله، فسد في نفسه وأفسد في المجتمع، كما ان الثمرة اذا خرجت عن قشرتها تفسد في نفسها، وكما أن الفأرة تخرج من جحرها فتنفسد المجال الذي حولها.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
فقوله تعالى (إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ) يعنى الخارجون عن منهج الله والخارجون عن الدين كله.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ هِيَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَاب مُّقِيم ﴿٦٨﴾
الوعد يطلق في الخير، كما ان الوعيد في الشر.
فقال تعالى (وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ) سخرية واستهزاءًا بهم.
وقدم الله -تعالي- ٱلۡمُنَٰافِقِينَ على الكفار لأن ٱلۡمُنَٰافِقِينَ أعظم خطرًا على الأمة من الكفار.
سُئِلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنِ عذاب الْمُنَافِقِينَ فَقَالَ: يُجْعَلُونَ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ فَتُطْبَقُ عَلَيْهِمْ فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ النَّارِ.
يقول تعالى (خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ) يعنى لا يخرجون منها ولا يموتون فيها.
(هِيَ حَسۡبُهُمۡ) يعنى هي كافية لعقابهم على كفرهم ونفاقهم.
كأنه ليس هناك عقاب أو عذاب فوقها، وهذا أبلغ ما يقال في الوعيد.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُ)
اللعن لغة هو الطرد والإبعاد.
فقوله تعالي (لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ) يعنى أبعدهم وطردهم من رحمته.
(وَلَهُمۡ عَذَاب مُّقِيم) يعنى وَلَهُمۡ عَذَاب دائم لا ينقطع.
إشارة الى أنهم يعذبون في الدنيا ويعذبون في الآخرة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|