Untitled Document

عدد المشاهدات : 892

الحلقة (548) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم تفسير وتدبر الآيات من (31) الى (36) من سورة "يُونُس"- (قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ….

الحلقة رقم (547)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيات من (31) الى (36) من سورة "يُونُس"- ص 212
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١﴾ فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ ﴿٣٢﴾ كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴿٣٣﴾ قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۚ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ﴿٣٤﴾ قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ﴿٣٥﴾ وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡ‍ًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ ﴿٣٦﴾
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

قلنا -من قبل- أن سورة "يونس" سورة مكية، وقلنا أن السور المكية تركز دائمًا على أمور العقيدة، واذا قلنا أن عدد الملحدين في العالم حوالى 750 مليون شخص، والتي تمثل 10% من سكان العالم، اذن السور المكية تخاطب أعداد كبيرة جدُا من البشر، تخاطب -الآن- 750 مليون انسان على وجه الأرض.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه الآيات الكريمة تسوق بعض الأدلة على وجود الله -تعالى- وعلى وحدانية الله تعالى، فيقول تعالى: (قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ)
قل -يا محمد- لهؤلاء المشركين (مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ) يعنى: مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بالأمطار، وَمن ٱلۡأَرۡضِ يعنى النباتات.
كما قال تعالي في سورة النحل
(وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)  

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ويمكن أن يدخل في الرزق مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أشعة الشمس، والتي بدونها لا يمكن أن تكون هناك حياة على ٱلۡأَرۡضِ.
 ويمكن أن يدخل في الرزق من ٱلۡأَرۡضِ كل المعادن والكنوز التى تخرج من ٱلۡأَرۡضِ.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰارَ) يعنى قل لهم من الذي يملك أسماعكم ويملك أبصاركم، ان شاء أبقاها لكم، وان شاء سلبها منكم؟
وجاء بٱلسَّمۡعَ مفرد وَٱلۡأَبۡصَٰارَ جمع، لأن الإنسان يمكن أن يبصر أكثر من شيء في وقت واحد، ولكنه لا يمكن أن يسمع الا شيء واحد فقط.
وكان علي -رضي الله عنه- يقول:
سبحان من بَصَّرَ بشحم، وأسْمَعَ بعظم، وأنَطَقَ بلحم


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

يقول تعالى (وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ) يعنى وَمَن الذي يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ؟ 
وقد مرت بنا في سورة "آل عمران" 
فالله -تعالى- يُخۡرِجُ النبات ٱلۡحَيِّ من ٱلۡأَرۡضِ الميتة، ويُخۡرِجُ البذور الميتة من النبات الحية.
ويُخۡرِجُ -تعالى- الإنسان ٱلۡحَيِّ من النطفة الميتة، ويُخۡرِجُ النطفة الميتة من الكائن ٱلۡحَيِّ.
ويُخۡرِجُ -تعالى- الطير ٱلۡحَيِّ من البيضة الميتة، ويخرج البيضة الميتة من الطائر ٱلۡحَيِّ.
وهكذا الأمثلة كثيرة، حتى قالوا: كل ۡحَيَّ يُخۡرِجُ مِنَ مَيِّتِ وَكل مَيِّتَ يُخۡرِجُ مِنَ حَيِّ

(وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ) وَمَن يدبر أمر كل هذا الكون من الإحياء والإماتة، والصحة والمرض، والغنى والفقر، وكل ما يحدث في هذا الكون، من أمور لا نهاية. 


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ) 
فسيكون جواب هؤلاء المشركين على هذه الأسئلة الخمس أن الله هو الذي فعل كل ذلك.
لأن المشركون كانوا معترفون بوجود الله تعالى، وبأن الله تعالى هو الذي خلقهم، ولكنهم كانوا يعبدون الأصنام لأنها كانت تقربهم الى الله، وتشفع لهم عند الله.

(فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ)
فَقُلۡ أَفَلَا تخافون عقاب الله بأن تشركوا معه في العبادة، أصنام لم تشارك الله في شيء من هذا.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ ﴿٣٢﴾
(فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّ) يعنى الذي يفعل هذه الأفعال هو رَبُّكُمُ ٱلۡحَقيقي الذي لا شك فيه.
(فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُ) فاذا كان ذلك هو الحق، فغير ذلك هو الباطل.
اذا كان هذا هو ربكم الحقيقي فغير ذلك ليسوا آلهة.

(فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ) فكيف تتركون وتنصرفون عن هذا الحق وأنتم مقرون به، وتتحولون الى عبادة أصنام لا تنفع ولاتضر.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴿٣٣﴾
هذه اجابة السؤال الإستنكاري في الآية السابقة.
في الآية السابقة قال تعالى (فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ) يعنى كيف تتركون عبادة الله، وتعبدون أصنامًا لا تنفع ولا تضر، مع اعترافكم أن الله هو الخالق الرازق؟
الإجابة (كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ) 

(حَقَّتۡ) يعنى: وجبت وثبتت.
وكَلِمَتُ الله هي حكم الله وقضاؤه.
المعنى: هم انصرفوا عن عبادة الله، لأن الله حكم على من أصر على الكفر والتكذيب أن لا يوفقه الى الإيمان.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۚ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ﴿٣٤﴾
هذه الاية فيها دليل آخر على وحدانية الله تعالى وقدرته، فيقول تعالى: (قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ) 
هل من هذه الأصنام التى تعبدونها مع الله من يستطيع أن ينشأ خلق من عدم.
 يبدأ خلق الإنسان من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة حتى يخرجه طفلًا.
هل يمكن أن يخلق ذبابة ..لا يستطيع

(ثُمَّ يُعِيدُهُ) ثُمَّ يُعِيدُهُ الى الحياة مرة أخري بعد موته.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال (شُرَكَآئِكُم) يعنى الذين تدعون أنهم شركاء لله. 
يقول تعالى (قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)
قُلِ لهم -يا محمد- أن ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ

(فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ)
الإفك صرف الشيء
فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ: يعنى كيف تنصرفون وتتحولون عن هذا الحق مع وضوحه الى الباطل.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
سؤال: كيف يحتج القرآن عليهم بالبعث بالرغم من انهم كانوا منكرين للبعث؟
الجواب: لأن هؤلاء المشركين مقرين بأن هذه الأصنام لا تستطيع أن تعيد الخلق.
جواب ثاني: نقول أن من يحتج بشيء ينكره الخصم، فهو بذلك يتجاهل انكار الخصم، اشارة الى أن حجته من الوضوح بحيث انه لا حاجة الى إقرار الخصم، وأنه سواء أقر أو أنكر، فالأمر واضح ومتقرر.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ﴿٣٥﴾
(قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ) 
قُلۡ لهم يا محمد هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم، يعنى هل من الأصنام التي تعبدونها من دون الله تعالى 
(مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ) يعنى: مَّن يرشد إِلَى ٱلۡحَقِّ.
هل هذه الأصنام قالت لكم أفعلوا كذا أو لا تفعلوا كذا؟
هل هذه الأصنام قالت لكم هذا صواب وهذا خطأ؟

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّ) قل لهم أن الله تعالى هو الذي يَهۡدِي الى الۡحَقِّ، فالله -تعالى- هو الذي أرسل رسولًا، وهو -تعالى- الذي أنزل كتابًا، وهو -تعالى- الذي قال: افعل كذا ولا تفعل كذا، وهو -تعالى- الذي قال هذا صواب وهذا خطأ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ)
هناك كلمة غريبة علينا وهي كلمة (يَهِدِّيٓ) 
(يَهِدِّيٓ) يعنى يهتدي.
والمعنى: من الذي أولى بالعبادة؟
الذي يهدي ويرشد الى الحق، أم الذي لا يستطيع أن يهتدي بنفسه الا أن يهديه غيره.
مين الأولى بالعبادة: اللى بيهدي غيره، ولا اللى ما يقدرش يهدي نفسه الا لو حد هداه.
سؤال: وهي الأصنام لها هداية؟
والإجابة: أن السياق يشمل كل ما عبد من غير الله تعالى، وبعض الناس عبدوا بشر، مثل النصاري الذين عبدوا المسيح، فيخبر تعالى أن هؤلاء البشر -من عجزهم- لا يهتدون الى الحق الا إذا هداهم الله تعالى.
إجابة أخري: بعض المفسرين قال  أن الهداية هنا بمعنى الانتقال من مكان الى مكان، فقوله تعالى (أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ) يعنى هذه الأصنام عاجزة لدرجة أنها التي لا تستطيع أن تنتقل من مكان الى آخر الا أن تحمل وتنقل من مكان الى آخر.    

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ) 
استفهام بمعنى الانكار والتعجب


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡ‍ًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ ﴿٣٦﴾
ما هو الظن؟
الظن هو الذي يكون بين اليقين والشك.
قوله تعالى
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ) يعنى كل اعتقادات هؤلاء المشركين من أن هذه الأصنام آلهة، وأنها ستشفع لهم عند الله، وأنه ليس هناك يوم قيامة، كل هذه الاعتقادات عند المشركين هي ظنون، وليسوا على يقين منها، لأنها لم ترد في كتاب ولا على لسان رسول، ولا يعلمون لها أصلًا.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال تعالى (أَكۡثَرُهُمۡ) لأن بعضهم كان يعلم أنه على الباطل، ولكنهم كذبوا الرسول ﷺ عنادًا واستكبارًا وخوفًا على زعامتهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡ‍ًٔا) 
وما يتبع أكثر هؤلاء المشركين في جعلهم الأصنام آلهة، واعتقادهم بأنها تقرِّب إلى الله، الا ظنونًا وهم ليسوا على يقين منها، وهذه الظنون لا قيمة لها في أمور يجب تكون يقينًا، مثل الإيمان بوجود الله، ووحدانيته، إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَل هؤلاء المشركون وسيجازيهم عليه.
يعني ٱلظَّنَّ لا يجوز ولا يغنى ولا يفيد في أمور يجب تكون يقينًا، مثل: الإيمان بوجود الله، ووحدانيته، وصفاته.
كل هذه الأمور العقائدية لا ينفع فيها الظن، يجب أن تكون يقين.
ولذلك أطلق عليها عقيدة، عقيدة من العقد، تدل على الشدة والوثوق.
والظن فيها لا قيمة له.
يعنى لا قيمة لمن يظن بوجود الله، يجب اليقين بوجود الله.
ولا قيمة لمن يظن بوحدانية لله، يجب اليقين بوحدانية الله.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ)
هذا وعيد من الله تعالى.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(يَهِدِّيٓ) أصلها يهتدي
التاء والدال من نفس المخرج
فكانت العرب تقلب التاء الى دال من أجل الدال التي بعدها، فأصبحت 
"يَهْدَدِي" 
وعندما يكون حرفين متشابهين كانت العرب تدغمهم في حرف واحد.
وحتى أدغم حرفين في حرف واحد، لابد أن يكون أحدهما ساكن والثاني متحرك.
ولذلك قدروا تسكين الدال الأولى، وأدغموا الدالين، فأصبحت الدال مشددة، فأصبحت
"يَهْدّي" 
وادي ذلك الى اجتماع ساكنين وهما الهاء الساكنة مع الدال الساكنة الأولى من الدال المشددة 
والقاعدة المشهورة في لغة العرب للتخلص من التقاء الساكنين هو الكسر
فاصبحت
(يَهِدِّيٓ)

 

❇        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇