الحلقة رقم (554)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيات من (59) الى (61) من سورة "يُونُس"- ص 215
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡق فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَاما وَحَلَٰلا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ ﴿٥٩﴾ وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ ﴿٦٠﴾ وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡن وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَان وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّة فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰب مُّبِينٍ ﴿٦١﴾
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡق فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَاما وَحَلَٰلا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ ﴿٥٩﴾
(قُلۡ أَرَءَيۡتُم) يعنى: قُلۡ -يا محمد- لهؤلاء المشركون (أَرَءَيۡتُم) أخبروني.
(مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡق) مَّآ أَفاض ٱللَّهُ علَكيُم مِّن رِّزۡق، وكل عطاء من الله يعبر عنه بالإنزال، مثل (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) وقال تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَاما وَحَلَٰلا) يعنى قسمتم أنتم هذا الرزق، فجعلتم بعضه حراما وبعضه حلالا.
من أمثلة الطيبات التي حرمها المشركون افتراء على الله (البحيرة والسائبة والوصيلة والحام)
البحيرة مثلًا هي الناقة تلد خمسة أبطن والخامس أنثى، فيشقوا اذنها، ويحرمون على أنفسهم لحمها ولبنها، ومن الأطعمة الخبثة التي أحلها المشركون "الميتة"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ)
(ءَآللَّهُ) أصلها أالله، الألف ألف الاستفهام.
دخلت ألف الاستفهام على ألف اسم الجلالة، فمدت ألف الإستفهام، فأصبحت (ءَآللَّهُ)
والاستفهام للإنكار والتوبيخ: (ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡ)
يعنى ليس لأحد الحق في أن يحرم أو يحل الا الله تعالى، فهل الله أذن في ان تحلوا أو تحرموا؟
(أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ)
اذن ليس أمامكم الا أمرين: اما أن تثبتوا أن الله أذن لكم، وهذا أمر لا تستطيعون اثباته، بل أنتم -أصلًا- تنكرون الوحي، ويقولون إنه محال أن يوحي الله الى أحد من الناس.
اذن ليس أمامكم الا الأمر الثاني: وهو أنكم تفترون على الله -تعالى- في أنكم تجعلون لأنفسكم حق التشريع، وهو حق لله -تعالى- وحده.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قال المفسرون أن هذه الآية فيها تنبيه على وجوب الاحتياط في الفتوي، وألا يقول على شيء هذا حلال وهذا حرام، الا بعد ايقان واتقان، ومن لم يوقن فليتق الله وليصمت.
عن "عبد الرحمن ابن أبي ليلى" وهو من كبار التابعين من أهل المدينة يقول: "أدركتُ عشرين ومئة من الأنصار من أصحاب رسول الله ﷺ يُسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول."
يقول الشعبي: "إن أحدكم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجمع لها أهل بدر"
يقول سفيان بن عيينه : أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما.
قال أحدهم: شهدت مالكا سُئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في ثنتين وثلاثين منها لا أدري.
وسئل عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل: هي مسألة خفيفة سهلة؟ فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف.
وقال أحدهم: سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول لا أدري.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الآية فيها -أيضًا- قاعدة فقهية مهمة وهي أن الأصل في الأشياء الإباحة، والتحريم لا يكون الا بنص من قرآن أو سنة صحيحة، بعكس العبادات، الأصل في العبادات المنع، الا بنص.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الآية فيها أيضًا النهي عن المغالات في الزهد وترك ما أحل الله -تعالى- من الرزق.
أخرج أحمد عن أبى الأحوص عن أبيه قال: أتيت رسول الله ﷺ وأنا رثّ الهيئة فقال: هل لك مال؟
قلت: نعم، قال: من أي المال؟ قلت: من كل المال، من الإبل والرقيق والخيل والغنم.
فقال ﷺ: "إذا آتاك الله مالا فلير أثر نعمته عليك وكرامته"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ ﴿٦٠﴾
(وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ)
وَمَا ظَنُّ هؤلاء أن يفعل الله بهم يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ، هل يظنون أن الله سيتركهم بلا عقاب، على جريمة تعمد الكذب على الله.
(إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ) إِنَّ ٱللَّهَ -تعالى- متفضِّل على كل خَلْقه بأشياء كثيرة، ومن فضل الله -تعالى- على عباده أنه جعل الأصل في كل ما أنزله من الرزق على الإباحة، ولم يحرم الا كل خبيث، وكل ما هو ضار لهم، وجعل حق التحريم والتحليل له -تعالى- وحده حتى لا يتحكم فيهم أمثالهم من العباد.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ) وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ الناس لَا يَشۡكُرُونَ الله على نعمه عليهم، كما قال تعالى (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) ولو شكروا الله تعالى لزاد الله من فضله عليهم، قال تعالى: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
وقد قلنا من قبل أن شكر النعمة يكون بأن تستخدم هذه النعمة في طاعة الله، ولا تستخدمها في معصية.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡن وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَان وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰب مُّبِينٍ ﴿٦١﴾
الشَأۡن هو الأمر الهام، ولذلك كنا نقرأ في الجرائد صفحة "شئون عربية" أو "شئون عالمية" يعنى الأخبار الهامة.
(وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡن) الخطاب للرسول ﷺ، والشَأۡن -كما قلنا- هو الحال المهم، وأهم أحوال رسول الله، بل هي وظيفته في الحياة أن يبلغ عن الله تعالى، فقوله تعالى (وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡن) يعنى: وَمَا تَكُونُ -يا محمد- فِي شَأۡن من شئون الدعوة الى الله.
(وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَان)
لو قلنا (وَمَا تَتۡلُواْ مِن قُرۡءَان) تكون مفهومة، ولكن (وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ) عائدة على ماذا؟ عائدة على شَأۡن رسول الله، وهو الدعوة الى الله.
اذن (وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَان) يعنى: وَمَا تَتۡلُواْ مِن قُرۡءَان، وأنت في دعوتك الى الله، والرسول ﷺ كان لا يتوقف عن دعوة قريش بالقرآن، أو (وَمَا تَتۡلُواْ مِن قُرۡءَان) في حركتك في الحياة، لأن الرسول ﷺ كان قرآنًا يمشي على الأرض، -كما قالت أمنا عائشة- بمعنى أنه كان تطبيقًا لنص القرآن.
اذن قوله تعالى (وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡن) يعنى: وَمَا تَكُونُ -يا محمد- فِي شَأۡن من شئون الدعوة الى الله، وَمَا تَتۡلُواْ مِن قُرۡءَان وأنت في دعوتك الى الله، سواء قرائتك لنص القرآن، أو تطبيقًا عمليًا لهذا النص.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ) انتقل الخطاب من الرسول ﷺ الى كل الأمة.
وذكرت (عَمَلٍ) نكرة، يعنى أقل عمل.
(إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا) إِلَّا كان الله شاهدًا عليكم، في كل عمل من أعمالكم، وفي كل حركة من حركاتكم.
روي عن بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أنه كان إِذَا اخرج مِنْ مَنْزِلِهِ كَتَبَ فِي يَدَهُ هذه الاية (وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡن وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَان .... الى آخر الاية)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِ) يعنى إِذۡ تأخذون وتدخلون في هذا العمل.
واستخدم تعبير (تُفِيضُونَ) الذي يفيد الكثرة، لأن الله تعالى شاهد ومطلع على كل أعمال البشر على كثرتهم في وقت واحد.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّة فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰب مُّبِينٍ)
(وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ) وقرأت (وَمَا يعزِب بكسر الزاي) وهذه لهجات.
واصل العزوب هو البعد، كانت العرب تقول: عزب الرجل بإبله: إذا راعها بعيدًا، ورجل أعزب يعنى غير متزوج، لأنه منفرد عن الناس.
فقوله تعالى (وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ) يعنى لا يغيب عَن الله تعالى.
(مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّة)
يعنى وزن (ذَرَّة) وهي النملة الصغيرة.
وكانت العرب تضرب بها المثل في الصغر والدقة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰب مُّبِينٍ)
الكِتَٰاب المُّبِينٍ هو اللوح المحفوظ، أو هو ما يكتبه الحفظة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول أبو الجَلْد من كبار التابعين، وكان يكثر من قراءه التوراة وغيرها من الكتب: أوحى الله إلى نبي من أنبيائه: قل لقومك ما بالكم تسترون الذنوب من خلقي وتظهرونها لي؟! إن كنتم ترون أني لا أراكم فأنتم مشركون بي، وإن كنتم ترون أني أراكم فلم تجعلوني أهون الناظرين إليكم ؟!
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي أن عمر بن الخطاب مر على راعي الغنم. فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم؟ فقال: إني مملوك. فأراد عمر أن يختبره فقال له: قل لسيدك: أكلها الذئب؟ فقال المملوك: فأين الله؟ فبكى عمر -رضي الله عنه- ثم ذهب الى سيده فاشتراه وأعتقه، وقال له: "أعْتَقَتْك هذه الكلمة في الدنيا، وأرجو أن تعتقك في الآخرة"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي أن أعرابية راودها رجل على نفسها وقال لها: ما يرانا أحد إلا الكواكب فقالت: يا رجل وأين مكوكبها؟
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هناك قصة عن ثمرة مراقبة الله عز وجل:
كان هناك رجل ذو ثراء وجاه، وكان له ابنة غاية في الجمال، وكان عنده عبد اسمه "مبارك"، وكان عنده بستان من العنب، فوجد الرجل من عبده "مبارك" أمانة، فأرسله الى هذا البستان وأمره أن يقوم على رعايته.
وبعد شهرين مر به، وجلس تحت شجرة في البستان، وقال: يا مبارك آتني بقطف من عنب.
فجاءه بقطف فإذا هو حامض.، فغضب منه وقال: ألا تعرف الحلو من الحامض؟ فقال "مبارك" وكيف أعرف وأنا لم أذق منه، فتعجب الرجل وقال له: أنك هنا منذ شهرين ولم تذق قطف عنب واحد، قال: والله يا سيدي ماذقت عنبة واحدة، لقد أرسلتني لأحفظه، ولم ترسلني لآكله.
فأعجب بآمنته، وقال له: أجلس أستشيرك، ثم قال له: لقد تقدم لابنتي فلان وفلان وفلان، وذكر له أسماء رجال كلهم معروفون بالثراء والجاه، ثم قال له: من تري أن أزوج ابنتي؟
فقال له: يا سيدي لقد كان أهل الجاهلية يزوجون للأصل والحسب والنسب، واليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، وعلى عهد رسول الله ﷺ، يزوجون للدين والخلق، وعلى عهدنا هذا للمال والجاه.
والمرء مع من أحب، ومن تشبه بقوم فهو منهم
فتعجب الرجل من حكمة هذا العبد، وبعد يومين استدعاه وقال له: أنت الآن حر لوجه الله تعالى، ثم قال له: أنا أريد أن أزوجك ابنتي! فقال له مبارك: بل اعرض عليها أولًا، فزاد اعجابه به، وذهب الى ابنته وقص عليها كل شيء، فقبلت الفتاة، وتزوجا، وكان ثمرة هذا الزواج أنا أنجبا ولدًا سمياه: عبد الله.
وهو "عبد الله بن المبارك" الزاهد العابد أحد أئمة علم الحديث.
فكان هذا العالم العظيم "عبد الله بن المبارك" هو ثمرة مراقبة الله عز وجل.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في الآية رقم (3) من سورة سبأ (428) قال تعالى (عالم الغيب لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السموات وَلاَ فِي الأرض) فقدم السموات على الأرض.
أما في هذه الآية الكريمة قال تعالى (وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ) فقدم ٱلۡأَرۡضِ على ٱلسَّمَآءِ.
في الاية الأولى قدمت السماء على الأرض، لأنه حق على السماء أن تقدم على الأرض، لأن السماء خلق أعظم من خلق الأرض.
أما في هذه الاية فقدم الأرض على السماء، لأن الآية الكريمة تتحدث عن شهادة الله على أعمال أهل الأرض، قال تعالى (وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِ) فناسب في هذه الاية الكريمة أن يقدم الأرض على السماء.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|