الحلقة رقم (564)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
بين يدي سورة "هُود"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
سورة "هُود" هي السورة رقم (11) في ترتيب المصحف، وعدد آياتها (123) آية.
ولذلك فهي من "المئين" و"المئين" هي السور التي تزيد عدد آياتها عن مائة آية.
وقد قسم الرسول ﷺ القرآن الكريم الى أربعة أقسام: السبع الطوال، وهي السبع سور الطوال في أول المصحف، و"المئين" وهي السور التي تزيد عدد آياتها عن مائة آية، و"المثاني" وهي السور التي عدد آياتها أقل من مئة آية الى سورة (ق) و"المفصل" وهي السور من (ق) الى آخر المصحف.
ولذلك فان سورة "هود" من "المئين" لأن عدد آياتها أكثر من مائة آية.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
سورة "هُود" سورة "مكية"، أي أنها نزلت قبل هجرة الرسول ﷺ من مكة الى المدينة.
وسميت السور المكية بذلك الإسم، لأن أغلب السور قبل الهجرة، نزلت بمكة.
روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: سورة "هُود" سورة مكية إلا آية واحدة، وهي الآية (114) قول الله تعالى (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقلنا من قبل أن السور المكية لها خصائص، والسور المدنية لها خصائص.
فالسور المكية تركز على قضايا العقيدة، مثل توحيد الله، ونبذ عبادة الأصنام، وتقص قصص الأنبياء والأمم الماضية، حتى يكونوا عبرة وعظة للمشركين، ولتثبت قلب الرسول ﷺ والمؤمنين.
بينما السور المدنية، تتناول العبادات والمعاملات والحدود، وتناقش أهل الكتاب، وتكشف المنافقين.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومثل كل السور المكية ركزت سورة "هُود" على قضايا العقيدة الإسلامية، من التوحيد، والبعث والجزاء، واثبات نبوة الرسول ﷺ، وتناولت قصص بعض الأنبياء والأمم الماضية.
فتناولت سورة "هود" قصص سبعة من الأنبياء وهم: نوحٍ، وهودٍ، وصالحٍ، وإبراهيمَ، ولوطٍ، وشعيبٍ، وموسَى، على نبينا وعليهم الصلاة والسلام.
وسميت السورة باسم نبي الله "هُود"؛ لأنها اكثر سورة اتكلمت عن "هُود" -عليه السلام- وتكرر اسمه فيها خمس مرات.
و"هُود" -عليه السلام- أرسل الى قوم "عاد"، وقوم "عاد" سكنوا جنوب الجزيرة العربية، في منطقة يطلق عليها "الأحقاف"، وهم اول من عبد الأصنام بعد قوم "نوح"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
نجد ثلاثة سور متتالية في القرآن، كل سورة سميت باسم نبي الأنبياء وهي: سورة "يونس" ثم سورة "هود" ثم سورة "يوسف"
وهذه السور الثلاثة نزلت متتالية بنفس ترتيبها في المصحف.
يعنى نزلت سورة "يونس" ثم سورة "هُود" ثم سورة "يوسف"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
و نزلت هذه السور الثلاثة في السنوات التاسعة والعاشرة والحادية عشر من البعثة، وهذه الفترة هي أحرج أوقات الدعوة الإسلامية،
هذه الفترة هي العام الأخير وهو العام الأصعب من حصار قريش للمسلمين في شعب أبي طالب، وفي هذا العام كان المسلمون لا يأكلون الا ورق الشجر، وفي هذه الفترة مات "أبو طالب" عم النبي ﷺ، وبعد وفاة "أبو طالب" بخسمين يومًا ماتت السيدة "خديجة" زوج الرسول ﷺ، وفقد الرسول ﷺ في عدة أيام، الناصر القوي خارج البيت، والحضن الدافيء داخل البيت، في هذه الفترة ذهب الرسول ﷺ الى "الطائف" وعرض نفسه على قبيلة "ثقيف" ولكنهم رفضوا الإسلام وآذوه وألقوا عليه الحجارة، حتى ان الرسول ﷺ ذكر للسيدة عائشة بعد ذلك، أن ذلك كان اشد ما لقيه من قومه.
في هذه الفترة كان المسلمون اما أنهم يخفون ايمانهم خوفًا من بطش قريش، أو أنهم تركوا مكة وهاجروا الى الحبشة، أو أنهم موجودون في مكة ويتعرضون الى الإيذاء الشديد من قريش
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
في هذه الفترة الصعبة الحرجة الحالكة من فترات الدعوة الإسلامية نزلت سورة "هُود" لترشد المسلمون كيف يتعاملون مع هذا الموقف الصعب والمتأزم في مكة.
وهذه الظروف القاسية التى كان فيها المسلمون وقت نزول سورة "هُود"، تشبه كثيرًا الظروف التى يمر بها المسلمون وتمر بها الأمة الإسىمية الآن:
هناك دول - مثل: بورما، والصين، وأفريقيا الوسطى، وتايلاند، وغيرها- هذه الدول وغيرها يؤذي فيها المسلمين أكثر من ايذاء المسلمون الأوائل من كفار قريش في مكة.
المسلمون في الغرب -في دول أوروبا وأمريكا وكندا- يتعرضون للإعتداءات والإهانات والكراهية والتحرش بالمحجبات، وظهرت في الغرب ما يطلق عليه “الإسلاموفوبيا" (الترهيب من الإسلام) وحكام هذه الدول يظهرون مواقف عدائية معلنة ضد المسلمين.
المتدينون في الدول الإسلامية نفسها يتعرضون للتضيق والإيذاء، ربما أكثر من بعض الدول الغير اسلامية.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن الجو الذي نزلت فيه سورة "هود" في مكة يشبه الجو الذي يعيش فهي المسلمون الآن.
ولذلك فان سورة "هُود" كما أنها كانت ترشد المسلمين كيف يتعاملون مع هذا الموقف المتأزم في مكة، فهي ترشد المسلمين الآن كيف يتعاملون مع الموقف المتأزم الذي يعيشون فيه الآن في العالم كله.
ولذلك فان تدبر هذه السورة الكريمة وهي سورة "هُود"هام جدًا، لأن هذه السورة تقول كيف نتعامل كمسلمون، وكيف نتعامل كمتدينون مع هذا الوضع الصعب والحرج الذي نعيش فيه.
البعض عندما يقرأ القرآن، ويتدبر القرآن، ويمر بقصة من قصص الأنبياء، يأتي في ذهنه أن هذه القصة جائت لتهديد المشركين وتخويفهم حتى لا يكون مصيرهم مثل مصير المكذبين من الأمم السابقة، وهذا صحيح، ولكن قصص الأنبياء -وثلث القرآن قصص الأنبياء- حتى ترشدنا نحن -أيضا- كمسلمون، وتكون منهج حياة لنا كمسلمون، لأن الأجواء التى عاش فيها الأنبياء مع أقوامهم تشبه الأجواء التى يعيش فيها المسلمون الآن في كثير من المجتمعات.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أثناء الفوضي التى تعرضت لها "مصر" بعد ثورة 2011 فتاة منتقبة تحكي كيف تعرضت للإعتداء وهي في مترو الأنفاق، من مجموعة من الحثالة، ونزعوا عنها النقاب، ونزعوا عنها حجابها، ونزعوا عنها ملابسها، وكانت نتيجة الصدمة التى تعرضت لها أن أصبحت -بعد أن كانت فتاة ملتزمة منتقبة- أصبحت ملحدة كافرة لا تؤمن بوجود الله.
هذه الفتاة وكلنا محتاجون أن نتعلم من سورة "هود" كيف نتخطي مثل هذه المواقف الصادمة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هذا هو محور سورة "هُود"؟
قلنا من قبل أن أسهل شيء يرشد الى محور السورة، والهدف من السورة، هو اسم السورة.
سورة "هُود" على اسم نبي الله "هُود" -عَلَيْهِ السَّلامُ-
اذن محور السورة هو العبرة من قصة "هُود" -عَلَيْهِ السَّلامُ-
والعبرة من قصة أي نبي في القرآن تجدها في آخر آية أو آخر مجموعة آيات من هذه القصة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
بعد أن ذكر الله تعالى قصص الأنبياء: نوحٍ، وهودٍ، وصالحٍ، وإبراهيمَ، ولوطٍ، وشعيبٍ، وموسَى، قال تعالى في الآيتين 112 و113 (فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ ٱلله مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)
هاتين الآيتين هما خلاصة العبرة من قصص الأنبياء في سورة "هُود".
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أول أمر (فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) ٱسْتَقِمْ على الطاعة، اثبت على الطاعة، اثبت على الطريق المستقيم.
تعلم من ثبات نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- ، 950 سنة ثابت ولا يتوقف عن الدعوة.
قال بعض السلف: عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم ذكرت الأية ما الذي يعينك على الإستقامة، ويعينك على الثبات، وهو الصحبة الصالحة.
قال تعالى: (فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم قال تعالى (وَلاَ تَطْغَوْاْ) الأمر الثاني: وَلاَ تَطْغَوْاْ يعنى بارتكاب المعاصي.
لأن في هذه المجتمعات الكافرة، أو المجتمعات غير المتدينة، تكثر المعاصي، ويكون من السهل الوصول اليها.
اذن (وَلاَ تَطْغَوْاْ) يعنى بارتكاب المعاصي، اذا وقعت في المعصية، فقدت نصرة الله، أنت تقف بمفردك أمام أعدائك.
(إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الذي يعينك على اجتناب المعاصي هو مراقبة الله -عز وجل-
كما قال أحدهم: لا يغرنك في خلوتك صمت أعضائك، فان لها يومًا ستتكلم فيه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الأمر الثالث: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ)
اياكم لأنكم ضعفاء والكفار أقوياء، اياكم أن تنهزم نفوسكم أمام أعدائكم، فتركنوا اليهم، وترتمون في احضانهم، وتعيشون في ظلهم.
وانظروا الى الوعيد الشديد (فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ) لأن "من تشبه بقوم فهو منهم"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ ٱلله مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)
يعنى اذا فعلتم ذلك -اذا ركنتم الى غير المسلمين- فقد تخليتم عن ولاية الله ونصرته.
"نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله".
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
إن هذه السورة تعالج الوضع الذي نعيش فيه هذه الأيام؟
كثير من الشباب يسال "أنا أعيش في مجتمع مخيف! ماذا اصنع؟"
سورة "هود" تعطيك الإجابة في ثلاثة كلمات: (فَٱسْتَقِمْ) (لاَ تَطْغَوْاْ) (لاَ تَرْكَنُواْ)
(فَٱسْتَقِمْ) فَٱسْتَقِمْ واثبت على الطاعة.
(لاَ تَطْغَوْاْ) ابتعد عن المعصية.
(لاَ تَرْكَنُواْ) اياكم والركون الى الحضارات الأخري، أو تفقد هويتك أو انتمائك الى الإسلام.
يقول الحسن البصري -رحمه الله- وهو اكبر علماء التابعين "سبحان الذي جعل اعتدال الدِّين بين لاءين وهي (لا تطغوا ) و (لا تركنوا).
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تحقيق هذه الأوامر الثلاثة يحتاج الى صبر، ولذلك فالأمر بالصبر متكرر في السورة الكريمة.
وورد الأمر بالصبر في الاية (11) بشكل ملفت، يقول تعالى (إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ) مع أن الأمر يأتي دائمًا (ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ) ولكن جاء هنا الأمر بالصبر قبل عمل الصالحات، والصبر أصلًا من ضمن الصالحات، للتركيز على أهمية الصبر في وقت المحن .
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن هذا هو المطلوب من المسلم عند اشتداد المحن، وتأزم الظروف: الثبات على الطاعة، البعد عن المعصية، يعينك على ذلك الصحبة الصالحة، عدم الركون لغير المسلمين، وكل هذا مطلوب له الصبر.
قصص الأنبياء السبعة المذكور في هذه السورة الكريمة كلها تدور حول هذه المعاني الهامة.
قصص الأنبياء المذكورة في هذه السورة الكريمة، تطبيقًا عمليًا لهذه الأوامر.
وظاهرة بشكل واضح وقوي في قصة "هود" ولذك سميت السورة باسمه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
مشهور حديث الرسول : "شَيَّبَتْنِي هودٌ وأخواتها"
القصة أن "أنس بن مالك" خادم الرسول ﷺ قال للنبي ﷺ "عَجِلَ إليكَ الشَّيْبُ يا رسولَ اللهِ"
يعنى بدء يظهر الشعر الأبيض في رأسك ولحيتك قبل أوانه.
فقال له الرسول ﷺ: "شَيَّبَتْنِي هودٌ وأخواتها"
وفي حديث آخر في الترمذي أن أبا بكر الصديق قال للرسول ﷺ: "يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"
لمذا سورة "هود" وهذه السور؟ أن هذه السور فيها ذكر هلاك الأمم السابقة المكذبة لرسلها، وفيها ذكر أحوال وأهوال وشدائد يوم القيامة.
وأيضًا أن سورة هود فيها هذا الأمر بالإستقامة، وهو قول الله تعالى: (فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)
وهذا أمر فيه هيبة، لمن يعرف قدر ربه، وهو الإستقامة كما أمر تعالى.
وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما نزل على رسول الله ﷺ آية هي أشد ولا أشق من هذه الآية عليه.
وقال يزيد بن أبان" وهو من التابعين : رأيت رسول الله ﷺ في منامي فقرأت عليه سورة " هود " فلما ختمتها قال : ( يا يزيد هذه القراءة فأين البكاء ) .
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ذكرنا أن ترتيب سورة "هود" في المصحف هو السورة رقم (11) وعدد الآيات التى تكلمت عن قصة "هود" في السورة هي (11) آية، وهو نفس رقم ترتيب سورة "هود" في المصحف الشريف.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أيضًا قول الله تعالى في الآية رقم (13) من السورة الكريمة (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين) تحدي الله -تعالى- المشركين بأن يأتوا بِعَشْرِ سُوَرٍ من القرآن الكريم، لأن عدد سور القرآن قبل سورة "هود" هي عشر سور فقط.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|