الحلقة رقم (567)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآية رقم (6) من سورة "هًود"- ص 222
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(۞ وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَاۚ كُلّٞ فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ﴿٦﴾
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(۞ وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَاۚ كُلّٞ فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ﴿٦﴾
كلمة (الدَآبَّةٖ) يعنى كل ذي روح، أي حاجة فيها حياة يطلق عليها "دابة"
وهي مأخذوة من "الدبيب" وهو المشي الخفيف على الإرض.
وهي تطلق عرفًا على الدواب التى تركب، مثل الجمل أو الحصان أو الحمار
ولكن كلمة (الدَآبَّةٖ) لغة، وهو المقصود في هذه الاية: كل ذي روح، أي حاجة فيها حياة يطلق عليها "دابة"
فيدخل فيها الإنسان وجميع الحيوان والطيور والأسماك والحشرات، الديدان التى في الأرض من الدواب، والمخلوقات الدقيقة التى لا تري بالعين المجردة، من الباكتيريا والفيروسات وغير ذلك من الدواب، والجن أيضًا من الدواب.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا)
قال كثير من المفسرين أن (عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا) يعنى: من ٱللَّهِ رِزۡقُهَا، لأن في اللغة العربية: حروف الجرّ يحلّ بعضها محلّ بعض.
فقوله تعالى (عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا) يعنى: من ٱللَّهِ رِزۡقُهَا.
أي رزق يأتيها فهو لا يأتيها من الله وحده، سواء أكلها وشربها والهواء الذي تتنفسه، كل مقومات حياتها من الله وحده.
ولذلك قدم الجار والمجرور (عَلَى ٱللَّهِ) لإفادة القصر يعنى من الله وحده يأتيه رزقها.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
كنت مرة أشاهد قناة "ناشيونال جيوجرافيك" واستوقفنى تعليق قاله المعلق، أن هذه الكرة الأرضية مطعم ضخم تأكل منه عدد لا حصر له من الكائنات الحية.
وهناك كائنات حية تعيش داخل جسم الإنسان يقدر عددها بالميارات،
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قد يقول قائل أن بعض المخلوقات يمكن أن تموت من الجوع، وممكن أن يموت انسان من الجوع أو العطش.
والرد على ذلك أن قول الله تعالى (عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا) يعنى: من ٱللَّهِ رِزۡقُهَا، يعنى أي رزق يأتيها لا يأتيها الا من الله وحده، ولكن قد يقدر الله -تعالى- أن يحول حائل بينها وبين الوصول لهذا الرزق.
وحتى على معنى (عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا) يعنى تكفل الله برزقها، وأوجب على نفسه رزقها، فالمعنى أن الله تعالى أوجد لها هذا الرزق، ولكن قد يحول حائل بين وصولها لهذا الرزق فتهلك وتموت، في الأجل الذي قدره الله لها.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وفي تفسير "المنار" يقول الإمام "محمد عبده" أن الله -تعالى- جعل لكل مخلوق: الخلق المناسب لمعيشته، ثم هداه لتحصيل غذائه بغريزته، فمنها ما خلق له خراطيم يمص بها غذاءه من النبات أو دم الحيوان، وأعطاها من القوة ما إن خرطوم البعوضة الدقيق ليخترق جلد الإنسان وما هو أكثف منه من جلود الحيوان، ومنها ما خلق له مناقير تلتقط الحبوب، ومنها ما يمضغ النبات بأسنانه مضغا، وما يبلع الحشرات والطيور والأنعام بلعا، وما له مخالب يمزق بها اللحوم، وما له براثن يقتل بها كبار الجسوم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ويقول "عبد الراتب النابلسي" هناك بعض الوُعول تعيش في قِمَم الجِبال، فمن أين يشرب هذا الوعل، وليس في الجبال لا أنهار ولا شيء، هذا الوعل يجد له في قمة الحبل نبع من المياه، كيف يوجد هذا النبع في قمة الجبل؟ لأن ماء هذا النبع يأتي من جبل آخر أعلى منه، وهناك تمريريات من الجبل الأعلى الى الجبل الأصغر مثل مواسير المياه، لماذا كل ذلك؟ لأن هذا الوعل رزقه على الله تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
والله تعالى كفل الرزق لكل الخلق سواء كان مؤمنًا أو كافرًا، وسواء كان طائعًا أو عاصيًا، يقول تعالى في الحديث القدسي: "عبدي، لي عليك فريضة، ولك عليّ رِزق، فإذا خالفتني في فريضتي، لم أُخالفك في رزقك"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَا)
(مُسۡتَقَرَّهَا) من المكان الذي تستقر فيها، وهو المكان الذي تكون فيه سواء في الليل أو في النهار.
وَ(مُسۡتَوۡدَعَهَا) هو الموضع الذي تدفن فيه عندما تموت.
اذن المستقر هو المكان الذي أنت فيه في الدنيا، والمستودع المكان الذي ستدفن فيه.
يعنى الله -سبحانه وتعالى- بعلم كل حركة وكل سكنة لكل كائن حي على وجه الأرض،
ويعلم المكان الذي سيموت فيه، والمكان الذي سيدفن فيه.
ذكرت لك من قبل قصة شهيرة لأغنى رجل في لبنان اسمه "أميل البستاني" بنى لنفسه قبرًا
على ربوة عالية مطلة على ساحل البحر المتوسط، وفي أحد رحلاته بطائرته الخاصةـ تحطمت الطائرة،
وسقط حطامها في البحر ولم يعثروا على أي جزء من جثته حتى تدفن في القبر الذي شيده في أجمل مكان في لبنان.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل : (يَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا) يعنى يَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا في الجنة أو في النار .
لأن الله تعالى حين تكلم عن الجنة في سورة الفرقان قال (خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)
وحين تكلم عن النار قال: (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ويقول د. زغول النجار (مُسۡتَقَرَّهَا) المكان الذي كانت فيه قبل أن تأتي الى الحياة، يعنى مُسۡتَقَرَّهَا في اصلاب أسلافها. وَ(مُسۡتَوۡدَعَهَا) يعنى الذرية المودعة فيها، يعنى الذرية اتى ستأتي من هذه النفس بعد ذلك.
وقيل غير ذلك، وكل هذه الأقوال وغيرها تدل عظم علم الله تعالى، وعلى شمول علمه -تعالى- بكل مخلوق على وجه الأرض
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(كُلّٞ فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ)
كل مثبت في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله السموات والأرض.
يعنى أن الله -تعالى- دون في اللوح المحفوظ كل أمر من أمور هذا الوجود قبل أن يخلق السموات والأرض.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وروري أن جماعة من اليمن هاجروا الى المدينة، فلما وصلوا المدينة كان قد نفذ ما معهم من زاد، فأرسلوا رجلَا منهم الى الرسول ﷺ فلما انتهي الى باب رسول الله ﷺ سمع الرسول ﷺ، وهو يقرأ هذه الآية الكريمة يقرأ هذه الآية الكريمة
(وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا) فقال الرجل: ما الأشعريون بأهون الدواب على الله،
فرجع ولم يدخل على الرسول ﷺ، فلما رجع لأصحابه قال لهم: أبشروا، فطنوا أنه قد كلم الرسول ﷺ،
فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءة خبزا ولحما، فأكلوا منها حتى شبعوا،
ثم قالوا: لو رددنا ما بقي من الطعام للرسول ﷺ لينتفع به، فحملوا ما بقي من الطعام للرسول ﷺ،
فلما دخلوا على الرسول ﷺ قالوا له: يا رسول الله ما رأينا طعامً أكثر ولا أطيب من طعامك،
فقال لهم الرسول ﷺ: ما أرسلت إليكم طعامُا، فأخبروه أنهم أرسلوا رجلًا منهم،
فسأله الرسول ، فأخبره بما صنع، فقال الرسول ﷺ: ذلك رزقٌ رزقكموه اللهُ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول الرسول ﷺ إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وفي سرية "سيف البحر" وسميت سرية "الخبط" أرسل الرسول ﷺ ثلاثمائة من الصحابة، وأمر عليهم "أبو عبيدة بن الجراح" ولم يكن معهم الا جراب من تمر، فكان "أبو عبيدة" يعطي كل واحد منهم قبضة من التمر في اليوم، ثم بدأ يعطي كل رجل تمرة واحدة في اليوم، حتى نفذ التمر، فبدأوا يأكلون ورق الشجر، ولذلك سميت بسرية الخبط، لأنهم كانوا يخبطون الشجر بعصيانهم، حتى يسقط ورق الشجر، ثم يبلوه بالماء ويأكلوه، حتى بلغ بهم الجهد، وبينما هم كذلك وكانوا على ساحل البحر، أخرج الله لهم من البحر حوتًا ضخمًا، فأخذوا يأكلون منه شهرَا كاملَا حتى سمنوا، ثم حملوا منه الى المدينة، فلما قصوا ما حدث للرسول ﷺ قال لهم الرسول "رزقٌ رزقكموه اللهُ" وأكل منه الرسول ﷺ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
رُوِيَ أنَّ مُوسى -عَلَيْهِ السَّلامُ- عِنْدَ نُزُولِ الوَحْيِ إلَيْهِ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِأحْوالِ أهْلِهِ، فَأمَرَهُ اللَّهُ تَعالى أنْ يَضْرِبَ بِعَصاهُ عَلى صَخْرَةٍ فانْشَقَّتْ وخَرَجَتْ صَخْرَةٌ ثانِيَةٌ، ثُمَّ ضَرَبَ بِعَصاهُ عَلَيْها فانْشَقَّتْ وخَرَجَتْ صَخْرَةٌ ثالِثَةٌ، ثُمَّ ضَرَبَها بِعَصاهُ فانْشَقَّتْ فَخَرَجَتْ مِنها دُودَةٌ كالذَّرَّةِ وفي فَمِها شَيْءٌ تأكله، وأسَمْعِ الله مُوسى -عَلَيْهِ السَّلامُ- ما تقوله هذه الدُّودَةَ، فسمعها تَقُولُ: سُبْحانَ مَن يَرانِي، ويَسْمَعُ كَلامِي، ويَعْرِفُ مَكانِي، ويَذْكُرُنِي ولا يَنْسانِي.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وروي أن سليمان -عَلَيْهِ السَّلامُ- رأي نملة تحاول أن تحمل حبة قمح أثقل منها، فاشفق عليها، وقال لها:
كم تحتاجين من الطعام كل عام؟ قالت: حبتين من القمح، فأخذ النملة ووضعها في زجاجة ووضعه معها حبتين من القمح، فما مضى عام، ذهب اليها، فوجدها لم تأكل الا حبة واحدة، فقال لها: لماذا لم تأكلين الا حبة واحدة؟ قالت: يا نبي الله عندما كنت حرة كنت أعلم أن رزقي على الله وأنه لن ينساني، فلما حبستنى خشيت أن تنساني فادخرت حبة للعام القادم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل أن سليمان -عَلَيْهِ السَّلامُ- كان جالسًا على شاطيء نهر يذكر الله تعالى، فرأي نملة تحمل حبة قمح وتتجه به الى شاطيء النهر، ثم راي ضفدع خرج من الماء، فدخلت النملة في فم الضفدع، ثم غاص الضفدع في الماء، فتعجب سليمان، وجلس ينظر الى الماء، ثم وجد الضفدع يخرج من الماء، ويفتح فمه، وخرجت النملة تمشي، فدعاها سليمان، وقال لها ما شأنك؟ قالت: يانبي الله ان في قعر هذا النهر، صخرة مجوفة، وفي جوفها دودة عمياء، وقد سخرني الله أنا وهذا الضفدع حتى نحمل لها رزقها، فقال لها سليمان: وهل سمعت لها من تسبيحة؟ قالت: نعم، إنها تقول:
(يا من لا تنساني برزقك، في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة، لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك).
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وروي أن امرأة جاءت إلى داوود -عَلَيْهِ السَّلامُ- وقالت: يا نبي الله، أربك ظالم أم عادل ؟! فقال داود: ويحك يا امرأة! هو العدل الذي لا يجور! فقالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي، فلما كان أمس وضعت غزلي في خرقة حمراء وذهبت بها الى السوق لأبيعه وأشتري بثمنه طعامًا أطعم به عيالى، فذا بطائر انقض على الغزل وطار به، وبقيت لا أملك شيئًا أطعم به عيالى، وبينما هي تتكلم مع داوود اذ دخل عليه عشرة تجار، وفي يد كل واحد منهم مائة دينار، وقالوا: يا نبي الله اعطها لمن يستحقها، فقال لهم داوود: أخبروني عن خبركم؟ قالوا: يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح، وحدث خرق في المركب حتى أشرفنا على الغرق، فبينما نحن كذلك اذا بطائر قد ألقي علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسدّدنا به عيب المركب ونجونا، ونذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار، وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت، فدفع داوود -عَلَيْهِ السَّلامُ- بالألف دينار الى المرأة وقال لها: ربٌ يتاجرُ لكِ في البر والبحر وتجعلينه ظالمًا.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وإذا اعْتَقدنا أنّ رِزْقنا بِيَدِ الله، رفعنا رؤوسنا، وكُنَّا أعِزَّةً، يقول على بن أبي طالب -رضى الله عنه-
"اطلبوا الحاجات بعزة نفس فان بيد الله قضاؤها"
وقد قيل للإمام الحسن البصري: "ما سرّ عِزِّك يا إمام؟ فقال: عَلِمتُ أنّ رزقي لا يأخذه أحدٌ غيري فاطمأنَّتْ نفسي.
"علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأنت نفسي، وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى،
وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى”
وقيل لأبي أسيد وهو من علماء الصوفية: من أين تأكل ؟ فقال : سبحان الله! إن الله يرزق الكلب أفلا يرزق أبا أسيد؟!
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي أن "زبيدة" زوجة هارون الرشيد كانت معروفة بكرمها، وكان يقال لها "أم جعفر"
وكان هناك رجلان ذهب بصرهما يجلسان في الطريق الذي تسير فيه كل يوم.
فكانت اذا مرت قال أحدهم: اللهم ارزقني من فضل أم جعفر
يقول: اللهم ارزقني من فضلك.
فكانت "زبيدة" ترسل لمن طلب فضل الله خمسة دراهم كل يوم.
وترسل لمن يطلب فضلها دجاجة مشوية وفي جوفها عشرة دراهم.
فلا مرت عشرة ايام اقبلت عليهما، وقالت لمن يطلب فضلها: أما أغناك من فضلنا؟
وكان الرجل يعلم أنها تعطي لصاحبه خمسة دراهم، وترسل له بدجاجة.
فقال الرجل: وما هو ؟ قالت: مائة دينار في عشرة أيام.
فقال لها الرجل: بل دجاجة أبيعها لصاحبي كل يوم بدرهمين.
فقالت: هذا طلب من فضل ام جعفر فحرمه الله، وذاك طلب من فضل الله فأعطاه الله وأغناه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
من شعر الشافعي رحمه الله
.عليك بتـقــــــوى الله إن كنـت غــافـــلا
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تـــدري
فكيف تخـــاف الـــفقر والله رازقا
فقــد رزق الطـيـر والحــوت في الــبحر
ومــن ظن أن الــرزق يأتـــي بـــقـــــوة
ما أكـل الـعــصـفور شيئــاً مـع النسر
تـــزول عـــــن الـــدنيا فـــإنــك لا تــدري
إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر
فــكم مـن صحيح مات مـــن غير عـلــة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمـسى وأصبح ضاحـــكا
وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
فــمــــن عــــاش ألــفــاً أو ألفين فـلا بـد
مـن يــوم يــسير إلى الـقـبـر.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|