الحلقة رقم (573)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيات من (25) الى (35) من سورة "هًود"- ص 224
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ إِنِّي لَكُمۡ نَذِير مُّبِينٌ ﴿٢٥﴾ أَن لَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ أَلِيم ﴿٢٦﴾ فَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرا مِّثۡلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۢ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ ﴿٢٧﴾ قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَة مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَة مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ ﴿٢٨﴾ وَيَٰقَوۡمِ لَآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۚ إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡما تَجۡهَلُونَ ﴿٢٩﴾ وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30) قَالُواْ يَٰنُوحُ قَدۡ جَٰدَلۡتَنَا فَأَكۡثَرۡتَ جِدَٰلَنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ إِنَّمَا يَأۡتِيكُم بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴿٣٤﴾ أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَعَلَيَّ إِجۡرَامِي وَأَنَا۠ بَرِيٓء مِّمَّا تُجۡرِمُونَ ﴿٣٥﴾
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قال أحدهم: "إِنما آيات القرآن خزائن، فإذا دخلتَ خزانةً فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تأخذ بكنز من كنوزها."
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ إِنِّي لَكُمۡ نَذِير مُّبِينٌ ﴿٢٥﴾
تبدأ السورة الكريمة بذكر قصة نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- وقد وردت قصة نوح في عدد سور، إلا أنها وردت في هذه السورة وهي سورة "هود" بصورة أكثر تفصيلًا من غيرها.
والأنبياء الذين نعرفهم قبل "نوح" - هم: "آدم"-عَلَيْهِ السَّلامُ- و"شيث ابن آدم" -عَلَيْهِ السَّلامُ- وهو الذي حمل رسالة الدعوة بعد وفاة أبيه "آدم" وبعد "شيث" جاء نبي الله ادريس، وبعد ادريس جاء نوح، ونوح هو ابن حفيد "ادريس" لأن نسب نوح هو: نوح بن لاَمَكَ بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ إدريس
وهؤلاء الأنبياء و"نوح" -عَلَيْهِ السَّلامُ- ثم بعد ذلك "هود" و"صالح" كانوا في عصور يطلق عليها عصور "ما قبل التاريخ"
وأطق عليها عصور "ما قبل التاريخ" لأن الإنسان لم يكن قد اخترع الكتابة، وبالتالي لم يكن هناك تدوين للإحداث، وبالتالي ليس هناك تاريخ مكتوب عن هذه الفترات.
لا شك أنه كانت هناك أحداث كثيرة وقعت في هذه الفترات، فكانت هناك حروب، وهناك كوارث طبيعية، وهناك هجرات، وهناك أنبياء يبعثوا، وهناك اختراعات واكتشافات.
كل هذا غير معروف لنا لأن الكتابة لم تكن قد اخترعت، وبالتالي لم تدون أي من هذه الأحداث.
هناك بعض المعلومات عن هذه العصور، استقاها العلماء من الرسوم والحفريات، ولكنها معلومات عن -مثلًا- الأدوات التي كانوا يستخدمونها، أو المناطق التي عاشوا فيها، ولكن الأحداث التي وقعت في هذه العصور تظل مجهولة بالنسبة لنا.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
سؤال: متى ينتهي عصر ما قبل التاريخ؟
لا يمكن تحديد تاريخ واحد لانتهاء عصر ما قبل التاريخ على مستوي العالم.
لأن عصر ما قبل التاريخ -كما ذكرنا- ينتهي باختراع الكتابة،
واختراع الكتابة يختلف من منطقة الى أخري، اختلافات شديدة، تصل الى مئات وآلاف السنين.
يعنى مثلًا عصر ما قبل التاريخ انتهي في مصر سنة 3100 ق.م
بينما انتهي عصر ما قبل التاريخ في قارة استراليا في القرن السابع عشر،
وانتهي في غينيا الجديدة في القرن التاسع عشر، عندما ذهب الى هناك عالم روسي، (anthropology أحد فروع علم الإنسان) وعاش سنوات بين السكان الأصليين، ودون كل ما يتصل بحياتهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- عاش في عصر ما قبل التاريخ
ليس عندنا معلومات عن نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- ، الا ما ذكر في القرآن الكريم والسنة، وغير القرآن من الكتب السماوية، وهي التوراة والإنجيل اذا لم يكن فيها ما يعارض القرآن.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قال ابن عباس وغيره أن قوم نوح هم أول من عبد الأصنام،
وكانت قصة عبادتهم للأصنام أن قومًا صالحين من قوم نوح ماتوا،
فصنعوا ثماثيل على صورهم حتى يتذكروا أحوالهم وعبادتهم ويتشبهوا بهم،
وسموها بأسماء هؤلاء الصالحين وهم: ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا،
وهم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة (نوح)
فلما طال عليهم الزمن قدسوا هذه التماثيل وعبدوها من دون الله تعالى،
ثم بعث الله اليهم نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- وكان عمره حين بعثه الله -تعالى- مائتين وخمسين سنةً،
ومكث يدعو قومه تسعمائة وخمسين سنة، ثم عاش بعد الطوفان مائتين وخمسين سنة،
معنى ذلك ان عمر نوح امتد الى الف وربعمائة وخمسون سنة،
فهو أطول الأنبياء عمرًا، وقيل هو أطول البشر عمرًا.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولا نعلم هل كان كل البشر أعمارهم طويلة في ذلك الوقت أم أن هذا أمر أختص الله به نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- ؟
والراجح أن البشر كانت أعمارهم طويلة في ذلك الوقت لعدم وجود ملوثات في الطبيعة:
لا في الطعام ولا في الماء ولا في الجو، فكانت أعمار البشر طويلة بصفة عامة،
ولكن ربما لم تكن أعمارهم بهذا الطول مثل نوح.
وقيل أن نوح تعاقب عليه ثلاثة أجيال
وقيل أنه -عَلَيْهِ السَّلامُ- كان حليمُا صبورًا
حتى روي ان قومه كان يَبْطِشُونَ بِهِ حَتَّى يَغْشَى عَلَيْهِ فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
وقيل أنه سمي نوحًا من كثرة نواحه وبكائه من خشية الله.
وهو أحد الخمسة من اولى العزم من الرسل.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وكان نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- كثير الشكر لله تعالى، قال تعالى عنه (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)
فكان نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- يحمد الله تعالى على كل شيء
فكان إذا أكل الطعام قال: الحمد لله الذي أطعمني، ولو شاء أجاعني
وإذا شرب قال: الحمد لله الذي سقاني، ولو شاء أظمأني،
وإذا لبس ثوبا قال: الحمد لله الذي كساني، ولو شاء أعراني،
وإذا لبس نعلا قال: الحمد لله الذي حذاني، ولو شاء أحفاني،
وإذا قضى حاجة قال: الحمد لله الذي أخرج عني أذاه، ولو شاء حبسه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ إِنِّي لَكُمۡ نَذِير مُّبِينٌ) وقرأت (أَنِّي لَكُمۡ نَذِير مُّبِينٌ)
يعنى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ قائلا لهم: إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ من الله -تعالى-
أنذركم بأس الله وعقابه ان كفرتم به ولم تطيعوا أوامره.
(مُّبِينٌ) يعنى معنى حجة واضحة على صدق رسالتى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولم يقل نوح بشير ونذير كما هو شـن جميع الرسل، لأن هذا الجيل من البشر هو أسوأ جيل عرفته البشرية.
كما ذكرنا من قبل أن كل الشرور التى في العالم الآن هي بعد أن نقي الله -تعالى- الجنس البشري بطوفان نوح.
لأن الشر جينات، فاذا لم يكن الله -تعالى- قد أغرق هؤلاء الأشرار بالطوفان
كانت هذه الجينات الشريرة ظلت تتوراث في الجيال التالية
وبالتالى كان العالم سيمتلىء بالأشرار، وتصبح الحياة جحيم
ولذلك فان طوفان نوح كان رحمة من الله -تعالى- للأرض بصفة عامة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أَن لَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ أَلِيم ﴿٢٦﴾
يعنى وقال لهم: أَن لَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ أَلِيم
يعنى يَوۡمٍ مؤلم موجع، وهو يوم القيامة، لمن يكفر به تعالى.
أو (يَوۡمٍ أَلِيم) هو: يَوۡمٍ الطوفان.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرا مِّثۡلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۢ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ ﴿٢٧﴾
(ٱلۡمَلَأُ) هو السادة والأشراف والرؤساء، سموا بذلك لأنهم يملئون القلوب هيبة.
(مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرا مِّثۡلَنَا) يعنى هم استنكروا أن يبعث الله -تعالى- رسولًا من البشر،
وكانوا -لجهلهم- يرون أن الرسول يجب أن يكون من الملائكة وليس من البشر.
(ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ) يعنى أتباعك الذبن آمنوا بك (هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ)
(أَرَاذِلُنَا) يعنى فقرائنا وضعفائنا، وهؤلاء يكونون الأسرع دائمًا لقبول الحق، لعدم استكبارهم عن اتباع غيرهم
في المناقشة الطويلة التى كانت بين هرقل امبراطور الورم وبين "أبو سفيان" قبل أن يسلم،
من ضمن هذه الأسئلة قال له: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟
فقال أبو سفيان: بل ضعفاؤهم، فقال "هرقل" : وهم اتباع الرسل.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ) يعنى ضعفاء ٱلرَّأۡيِ أو الحمقي.
(بَادِيَ) يعنى ظاهر، كما نقول: بدا الشيء يعنى ظهر- يبدو لى يعنى يظهر لى، ونقول: البادية لظهورها.
فـ(بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ) يعنى: ظاهر ٱلرَّأۡيِ، كما نقول الآن: رأي سطحي، وفي المقابل نقول "رأي متعمق"
وقرأت (بَادِيء ٱلرَّأۡيِ) بالهمز، من البداية، أو الإبتداء،
يعنى اتبعوك أول ما عرضت عليهم هذا الأمر دون نظر وتفكير وتدبر.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا) كل أتباعك يا نوح من الفقراء والمساكين
(بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ) ضعفاء ٱلرَّأۡيِ والحمقي.
ولو كنت صادقًا لكان قد اتبعك الأشراف وذوي العقول.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الحجة الثالثة في الطعن على نبوة نوح (وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۢ)
فلو كنتم على حق كان الاهكم أعطاكم ميزات على غيركم.
ليس لكم أي امتياز علينا لا قوة ولا كثرة ولا أموال ولا شرف ولا رياسة ولا أي شيء.
فلو كنتم على حق كان الاهكم أعطاكم قوة وأموال وكل شيء.
وهم لا يدركون أن الله يعطي الدنيا للمؤمن والكافر
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن قوم نوح طعنوا في نبوته بثلاثة شبهات:
الأولى: أنه بشر وليس ملك،
والثاني: أن أتباعه من الفقراء والحمقي وليس من الأشراف والأكياس.
الثالث: أن الاهكم لم يحقق لكم أي فضل أو زيادة.
وبناءًا على ذلك: (بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ)
يعنى أنتم تكذبون في أن "نوح" نبي، وأن الله واحد لا شريك له، وأن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر، وأن هناك يوم القيامة، كل هذه أكاذيب وادعاءات.
وهنا استعمل الظن بمعنى العلم واليقين، وهذا موجود في اللغة،
كما في قوله تعالى في سورة البقرة (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم) يعنى: يوقنون أنهم ملاقوا ربهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَة مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَة مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ ﴿٢٨﴾
هذه الآيات الأربع هي رد نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- على الشبهات التى ألقاها قومه،
(قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَة مِّن رَّبِّي)
(قَالَ يَٰقَوۡمِ) فيها تلطف في الخطاب (أَرَءَيۡتُمۡ) يعنى ما رأيكم
(إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَة مِّن رَّبِّي)
يعنى: إِن كُنتُ عَلَىٰ أمر بين واضح مِّن الله، وهو هذا الدين، وهو هذا الوحي الذي يأتيني
(وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَة مِّنۡ عِندِهِ)
رزقنى الله رَحۡمَة مِّنۡ عِندِهِ وهي الهداية والنبوة
(فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ) يعنى: وأنتم لا ترون هذه البَيِّنَة، وهذا الأمر الواضح
اذن أنا لست ملك، أنا بشر، ولكن بشر رزقه الله النبوة والرسالة.
وأنتم -في المقابل- لا ترون طريق الحق.
وهذا مثل قول ابراهيم لإبيه (يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا )
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ)
أنتم تقولون أن أتباعك من الضعفاء والفقراء، وحتى لو كان أتباعي من الأقوياء والأغنياء
وحتى لو كنت الملك لا أستطيع أن أجبركم على الإيمان وأنتم ترديون هذا الإيمان
لأنه لا إكراه في الدين.
هذا استفهام بمعنى الإنكار
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قال العلماء أن كلمة (أَنُلۡزِمُكُمُوهَا) فيها ثلاثة ضمائر: ضمير المتكلم وضمير الغائب وضمير المخاطب.
وادماج هذه الضمائر في النطق تصور جو الإكراه
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَٰقَوۡمِ لَآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۚ إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡما تَجۡهَلُونَ ﴿٢٩﴾
(وَيَٰقَوۡمِ لَآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ)
يعنى أنا لم أطلب منكم مَالًا مقابل تبليغي رسالة ربي، حتى تتهموني في نصحي.
(إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ)
أنا آخذ هذا الأجر من الله الذي أرسلنى.
سُئِل الإمام حسن البصري، يا إمام لم نلت هذا المقام ؟ قال : لاستغنائي عن دنيا الناس.
الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور كان من أقوى خلفاء بني العباس، التقى بالإمام أبي حنيفة مرةً، فقال له يا أبا حنيفة: لو تغشيتنا
فقال أبو حنيفة: ولما أتغشاكم؟ وليس لي عندكم شيء أخافكم عليه،
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قدم سليمان بن عبد الملك وهو الخليفة الأموي السابع، قدم الى مكة حاجًا، وبينما هو يطوف اذ راي "سالمَ بنَ عبد الله بن عمر بن الخطاب" يجلس أمام الكعبة وهو يقرأ القرآن الكريم ويذكر الله تعالى.
فلما انتهي من طوافه تقدم وجلس الى جوار سالم، فلم يتنبه له سالم ولم يلتفت إليه
ثم مال عليه وقال : السلام عليك يا أبا عمر ورحمة الله . فقال: وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته . فقال الخليفة بصوت خفيض: سَلْنِي حاجةً أقضِها لك يا أبا عمر، فلم يجبه سالمٌ بشيء، فظن الخليفة أنه لم يسمعه، فمال عليه أكثر من ذي قبل وقال : رغبت بأن تسألني حاجة لأقضيها لك .
فقال سالم : والله إني لأستحي أن أكون في بيت الله ؛ ثم أسألَ أحداً غيره، فخجل الخليفة وسكت.
فلما نهض سالم وخرج من المسجد لحقه الخليفة ثم مال عليه وهمس في أذنه وقال: ها نحن خارج المسجد ، فسلني حاجتك أقضها لك .
فقال سالم : من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟
فارتبك الخليفة وقال : بل من حوائج الدنيا ..
فقال له سالم : إنني لم أطلب حوائج الدنيا ممن يملكها ؛ فكيف أطلبها ممن لا يملكها ؟ .
فخجل الخليفة وانصرف عنه وهو يقول: ما أعزكم آل الخطاب بالزهادة والتقى ؟
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ)
هذا يعنى أنهم طلبوا من نوح أن يطرد أتباعه من الفقراء.
كما قال طلب زعماء قريش من النبي أن يطرد فقراء الصحابة وقالوا:
"اطرد هؤلاء عن مجلسك ونحن نتبعك فإنا نستحى أن نجلس معهم فى مجلسك"
فقال تعالى في سورة الأنعام (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ)
يعنى إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ يوم القيامة.
ولو طردتهم لخاصموني عند الله يوم القيامة.
(وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡما تَجۡهَلُونَ) تستحمقون في طلبكم طرد المؤمنين
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30)
وَيَا قَوْمِ مَنْ يعصمنى عقاب الله -تعالى- إِنْ طَرَدْتُهُمْ
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ) يعنى أَفَلا تتعظون
في تفسير البسيط للواحدي يقول: (وهذا دليل على أن العالم يلزمه مصابرة المتعلم، ولا يجوز له طرده والامتناع عما يطلب من العلم، ولو لم يصبر كان تعرض للعقوبة)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ إِنِّي مَلَك وَلَآ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزۡدَرِيٓ أَعۡيُنُكُمۡ لَن يُؤۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيۡرًاۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ إِنِّيٓ إِذا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿٣١﴾
(وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ)
وهذا رد على قولهم أن أتباعه من الفقراء، فقال تعالى (وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ) يعنى أنا لا أدعي أني أملك خَزَآئِنُ رزق ٱللَّهِ، فأجعل هؤلاء الفقراء أغنياء.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ)
روي أنهم أصيبوا بالجدب، وقلة المطر، فسألوا نوح: متى ينزل المطر؟
فقال لهم نوح: (وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ) يعنى أنا لا أدعي أني أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ حتى أقول لكم متى سيأتيكم المطر.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَآ أَقُولُ إِنِّي مَلَك)
يعنى أنتم تقولون: (مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرا مِّثۡلَنَا)
وأنا لم أدعي إِنِّي مَلَك، بل أنا بشر رسول.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَآ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزۡدَرِيٓ أَعۡيُنُكُمۡ لَن يُؤۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيۡرًا ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ إِنِّيٓ إِذا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ)
كان من شبهات المشركين من قوم نوح أنهم كانوا يقولون أن المؤمنين من قومه يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، لأنهم يعجبهم ما جاء به نوح من أن كل الناس سواسية عند الله تعالى، ولا فرق بين قوي وضعيف، وغنى وفقير، ولذلك فهم يصدقون بنوح في الظاهر، ولكنهم في أنفسهم كافرين بما تقول.
فرد عليهم نوح وقال (وَلَآ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزۡدَرِيٓ أَعۡيُنُكُمۡ لَن يُؤۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيۡرًا)
لَآ أَقُولُ عن هؤلاء الذين تحتقرونهم إنهم ليس لهم ثواب على أعمالهم عند الله تعالى.
(ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ) ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ من الإيمان أو الكفر.
(إِنِّيٓ إِذا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ) يعنى ان قلت هذا الكلام فأنا من الظالمين.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَالُواْ يَٰنُوحُ قَدۡ جَٰدَلۡتَنَا فَأَكۡثَرۡتَ جِدَٰلَنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴿٣٢﴾
بعد أن عجز قوم نوح عن مواجهة الحجة بالحجة،
(قَالُواْ يَٰنُوحُ قَدۡ جَٰدَلۡتَنَا فَأَكۡثَرۡتَ جِدَٰلَنَا)
تسعمائة وخمسون سنة من الجدال.
أطول جولة من الجدال في التاريخ.
يقول تعالى في سورة نوح (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا * وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا * ثم إني دعوتهم جهارا * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا.... )
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه الآية دليل على أن الجدال اذا كان مع غير المسلمين بهدف هدايتهم هو أمر محمود، وهو صناعة الأنبياء.
ولذلك نقول ان العلماء الذين تخصصوا فيما يطلق عليه الآن "علم مقارنة الأديان"
مثل "أحمد ديدات" و"ذاكر نايك" و"منقذ السقار" وغيرهم هم على ثغر عظيم من ثغور الإسىلام.
وكل من يريد أن يدخل في هذا المجال، عليه أولًا أن يتثبت من علمه، وأن يكون هدفه ليس افحام غير المسلم، ولكن هدفه هو هداية غير المسلم.
ولذلك قال تعالى في سورة النحل (وجادلهم بالتي هي أحسن)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ) لأن نوح كان قد توعدهم بنزول العذاب ان اصروا على الكفر والتكذيب.
فقالوا له -على سبيل التحدي- َأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ به من العذاب (إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ) في قولك أنك رسول الله، وفي وعيدك لنا بالعذاب.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَالَ إِنَّمَا يَأۡتِيكُم بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ ﴿٣٣﴾
هذا هو رد نوح -عَلَيْهِ السَّلامُ- عليهم: إِنَّمَا يَأۡتِيكُم بِهِ ٱللَّهُ، يعنى أنا لا أملك أن آتيكم بالعذاب الذي تطلبوه وتستعجلوه، ولكن نزول العذاب بيد الله وحده.
(قَالَ إِنَّمَا يَأۡتِيكُم بِهِ ٱللَّهُ) (إِن شَآءَ) يعنى: إِن شَآءَ أن يعذبكم.
(وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ)
كانت العرب تقول: طارده فأعجزه، يعنى لم يستطع اللحاق به.
فقوله (وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ) يعنى اذا أراد أن يعذبكم لن تستطيعوا أن تهربوا من عذابه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴿٣٤﴾
(وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ)
يعنى لن تقبلوا نصيحتى لكم، مهما أردت ومهما حاولت نصيحتكم وهدايتكم.
(إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡ)
إِن كَانَ ٱللَّهُ قد قدر عليكم الضلال بسبب ما أنتم عليه من عناد ومكابرة، واصرار على الكفر.
(هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ)
هو -تعالى- الذي خلقكم، وهُوَ رَبُّكُمۡ يفعل بكم ما يشاء، ويحكم فيكم بما يريد، وسترجعون اليه يوم القيامة فيحاسبكم على أعمالكم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَعَلَيَّ إِجۡرَامِي وَأَنَا۠ بَرِيٓء مِّمَّا تُجۡرِمُونَ ﴿٣٥﴾
(أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ) بل يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ
يعنى: بل يَقُولُ قوم "نوح" إن نوحًا -عَلَيْهِ السَّلامُ- قد افتري يعنى اختلق كل ما جاء به من عند نفسه.
(قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَعَلَيَّ إِجۡرَامِي وَأَنَا۠ بَرِيٓء مِّمَّا تُجۡرِمُونَ)
يعنى على فرض أنني افتريت واختلقت كل ذلك من عند نفسي، (فَعَلَيَّ إِجۡرَامِي) يعنى: أنا سأتحمل وحدي عقوبة هذه الجريمة
(وَأَنَا۠ بَرِيٓء مِّمَّا تُجۡرِمُونَ) وأنا لا أتحمل عقوبة اجرامكم وكفركم بالله تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهناك رأي آخر وهو رأي كثير من المفسرين
أن هذه الآية الكريمة ليست خاصة بقوم نوح، وانما نزلت في مشركي مكة.
(أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ) يعنى بل يقول مشركي مكة أن محمد اختلق هذا القرآن من عند نفسه.
وهذه الاية نزلت معترضة لقصة "نوح" للإشارة الى أن السورة الكريمة لا تذكر قصة "نوح" لمجرد أنها قصة، ولكن لتشابه موقف قوم نوح مع نبيهم، مع موقف مشركي مكة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فاحذروا أن تكون نهايتكم مثل نهايتهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تسكمل الآيات الكريمة بعد ذلك قصة نوح
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|