Untitled Document

عدد المشاهدات : 762

الحلقة (594) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم تفسير وتدبر الآيات من (23) الى (29) من سورة "يُوُسُف" (وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا .......

الحلقة رقم (594)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
 تفسير وتدبر الآيات من (23) الى (29) من سورة "يُوُسُف"- ص 238
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴿٢٣﴾ وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ ﴿٢٤﴾ وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ وَقَدَّتۡ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرٖ وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِۚ قَالَتۡ مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴿٢٥﴾ قَالَ هِيَ رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ ﴿٢٦﴾ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ فَكَذَبَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴿٢٧﴾ فَلَمَّا رَءَا قَمِيصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَيۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَيۡدَكُنَّ عَظِيمٞ ﴿٢٨﴾ يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِ‍ِٔينَ ﴿٢٩﴾

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

تبدأ الآيات في ذكر محنة جديدة مر بها يُوُسُف -عَلَيْهِ السَّلامُ-
وهي محنة مراودة امرأة العزيز يُوُسُف عن نفسه، والتي انتهت بدخول يُوُسُف السجن.

قال تعالى: (وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ)
وهذه الجملة معطوفة على قوله تعالى 
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥٓ ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ)
يعنى لَمَّا بَلَغَ يُوُسُف أَشُدَّهُۥ ووصل الى أوج شبابه وقوته أحبته امرأة العزيز (وَرَٰوَدَتۡهُ عَن نَّفۡسِهِۦ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(رَٰوَدَتۡهُ) أصل المراودة، أن هناك طرفين: 
طرف يريد شيء، وطرف ثاني يريد شيء آخر، وواحد منهم يحاول برفق أن يجعل الطرف الآخر يتنازل عما يريده، الى ما يريده هو

ومنه قوله تعالى في الآية (61) (سنراود عنه أباه) 
يعنى سنحاول أن نجعله يوافق على ارساله معنا.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هنا يقول تعالى: (وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا)
يعنى هو كان ممتنعًا عنا، وهي دعته بهدوء، ورفق ولين وملاطفة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا) وهي امرأة العزيز، 
وكانت -فيما يروي- امْرَأَةً حَسْنَاءَ نَاعِمَةً.
ولم يذكر القرآن اسمها سترًا لها، وهذا من الأدب السامي الذي التزمه القرآن، حتى نتأسى نحن بهذا اللون من الأدب في التعبير.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِ) 
يعنى حتى يسلم نَّفۡسِهِ اليها.
يعنى دعته الى الفاحشة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
جملة (ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا)
تفيد أولًا صعوبة الفتنة التى فيها يُوُسُف، أنه -عليه السلام- فِي بَيۡتِهَا، وهي سيدته.
وتفيد أيضًا أن من أسباب الفتنة كثرة الاختلاط والخلوة بغير المحارم
لأن كثرة الاختلاط ترفق الكلفة وتزيد الألفة.
فوجود امرأة العزيز مع يوسف تحت سقف واحد أدي الى فتنتها به

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
زنت امرأة وكانت سيدة في قومها، فقيل لها لم زنيت وأنت سيدة في قومك، فقالت: قُرْبُ الوِسَادَ وطُولُ السِّوادِ.
يعنى حملنى على ذلك قربى منه وكثرة محادثتى له.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ) غَلَّقَتِ بالتشديد للمبالغة، ليدل على شدة الغلق.
و
(ٱلۡأَبۡوَٰبَ) يعنى ليس بابًا واحدُا، ولكن عدة أبواب.
كل هذه معطيات تمطئن يُوُسُف الى أنه لن يكشف أمره.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ) لها سبع قراءات.
ست قراءات منها بمعنى:
هلم وتعال وأقبل علىَّ، فأنا لَكَۚ، أنا ملك لك؟
وقراءة سابعة: هِئْتُ لَكَ، يعنى تهيئت وتجهزت لَكَ.
وهذه كلمات فيها قمة الإغراء من امرأة جميلة ليوسف عليه السلام.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وهذه المكاشفة الصريحة من امرأة العزيز، تدل على انه كان هناك محاولات عديدة لإغراء يوسف، 
قبل هذه المرحلة وهي مرحلة المكاشفة والمصارحة.
لأن طبيعة المرأة أن تكون مطلوبة لا طالبة، ومُرَاوَدة عن نفسها لا مُرَاوِدة.

فاذا انتقلت المرأة الى أن تكون هي الطالبة وهي المُرَاوِدة.
فلابد أن تكون قد حاولت كثيرا الى ان تدفع الطرف الآخر الى أن تكون المبادرة منه، ولكن فشلت تلك المحاولات،

اذن كانت هناك قبل هذا الموقف الأصعب الذي كان فيه يوسف
كانت هناك عدة مواقف حاولت فيها أن تغري يوسف بالفاحشة، ولكن لم تجد من يوسف أي استجابة.
هذه المحاولات قد تكون بالكلمات اللينة، بنبرات الصوت، بملابس مكشوفة، بأن تضع يدها على وهي تحادثه، بأن تلمس يده وهي تتناول منه أي شيء.

اذن اختبر يوسف عدة اختبارات، قبل هذا الاختبار الأخير.
وجاء القرآن الكريم بكل هذه المراحل بأدب رَاقٍ غير مكشوف، وباختصار معجز فقال تعالى:

(وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
رد عليها يوسف بثلاثة عبارت:
(قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ) يعنى قَالَ لها يوسف: أعوذ بالله وأعتصم بالله وأستجير بالله من أن أقع في هذه الفاحشة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَ)
وهذه يريد بها يوسف معنيان:
(إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَ) يعنى الله -سبحانه وتعالى- أحسن الىًّ وتولاني بلطفه فلا أعصيه.
المعنى الثاني
(رَبِّيٓ) يعني سيدي وهو زوجها، 
لأن كلمة الرب تطلق على السيد الكبير

(ٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَ) يعنى سيدي أكرمني وأحسن الىَّ فلا يمكن أن أخونه في أهل بيته.
فقول يوسف (إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَ) يعنى لا أعصي ربي ولا أخون سيدي
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم قال (إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ)
يعنى إن فعلت ذلك أكون ظالمًا، لأنني قابلت الإحسان بالإساءة،
 وقيل (ٱلظَّٰالِمُونَ) هنا بمعنى الزناة، لأنهم ظلموا أنفسهم بارتكاب هذه الفاحشة


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ ﴿٢٤﴾
(وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦ) ليس هناك خلاف على ان المقصود انها أرادت الفاحشة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦ)
قال البعض‏:‏ أن الكلام فيه تقديم وتأخير، 
يعنى لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦ لهم بها.
وهذا مثل قوله تعالى في سورة القصص 

(إن كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها)
اذن قوله تعالى (وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦ)
يعنى هو لم يهم بها لأنه رَّءَا بُرۡهَٰانَ رَبِّهِۦ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقال البعض أن يوسف هم بها بالفعل، ولكن هناك فرق بين هم امرأة العزيز وهم يوسف
فهم امرأة العزيز -كما قلنا- أنها أرادت الفاحشة مع يوسف.
أما هَمَّ يوسف بِهَا  لايتعدي
أن يكون خاطرة طافت بقلب يوسف بمقتضي طبيعته البشرية
هذه الخاطرة قد تكون:وسوسة من الشيطان أو حديث النفس
وإذا لم يوسوس له الشيطان، أو إذا لم تحدثه نفسه في مثل هذا الموقف 

فانه لا يكون بشرًا، وانما يكون ملكًا.
يعنى إذا كان شخصًا صائمًا ورأي طعامُا وشرابُا، 
فاذا لم تحدثه نفسه بالطعام والشراب، إذا لم يجر ريقه الى الطعام رغمًا عنه، فانه لا يكون بشرًا.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومثل هذا الهم او هذا الخاطر لا يخل بمقام النبوة، 
ولا يناقض عفة يوسف.
وقد جاء في الصحيح أن النبي ﷺ قال: 

"إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها"
وفي الصحيح أيضًا 
"وَإِنْ هَمّ بِسَيّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً"
وفي هذا الموقف الذي فيه يوسف:
السيئة كانت في متناول يدي يوسف، وحدثته نفسه بالسيئة، ثم صبر عنها ولم يعملها، فله حسنة على مجاهدة نفسه.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦ)
أنه لم يهم بها لأنه رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦ
أو أن همه به خاطرة جاءت الى قلب يوسف بمقتضي طبيعته البشرية، فصرف هذه الخاطرة بمجرد أن طافت بقلبه

والمعنى واحد
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦ)
والمعنى لَوۡلَآ مراقبته لله تعالى، 
كأنه رأي الله -تعالى- وهو ينظر اليه.
كما قال النبي ﷺ عن الإحسان "
أن تعبد الله كأنك تراه"
ويقول الرسول ﷺ "واعظُ اللهِ في قلبِ كلِّ مُؤْمِنٍ"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وجواب (لَوۡلَآ) محذوف، يعنى: 
لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦ لوقع في المعصية.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل إن المرأة قامت الى صنم في ناحية من الغرفة فوضعت ثوبًا على رأسه، فقال لها يوسف: ما تصنعين؟ 
قالت: أستحي من إلهي أن يراني على سوء، 
فقال يوسف: أتستحين من صنم لا يري ولا يعقل، وأنا لا أستحي من إلهي السميع البصير.

فهذا هو البرهان الذي رآه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أما ما جاء في بعض كتب التفسير -للأسف- من ان يوسف جلس بين رجليها، وأن البرهان الذي رآه يوسف هو أنه راي صورة أبيه يعقوب على الحائط وهو عاضًا عل اصبعه، 
أو أنه رأي جبريل ونهره جبريل وصاح به، 
أو أن جبريل ضربه على ظهره فخرجت منه الشهوة، 
أو أن الله أرسل ملكًا كتب بين عيني المرأة بالدم (ولا تقربوا الزنا) الى غير ذلك، فهذا كله ليس له دليل من حديث رسول الله ﷺ، 
كما لا يؤيده لا عقل ولا منطق، لأنه ينفي عن يوسف أي فضل، وينفي عنه أي مجاهدة، بل ان أفسق خلق الله إذا عرض له ما يدعون أنه قد عرض ليوسف لما وقع في المعصية.
فمثل هذا الكلام إذا قرأته في بعض كتب التفسير تعرض عنه تمامًا

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَ)
ٱلسُّوٓءَ مقدمات الزنا
وَٱلۡفَحۡشَآءَ هو الزنا
فلن يفعل يوسف لا الزنا ولا مقدمات الزنا

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلِصِينَ)
يعنى الذين أخلصوا طاعة الله تعالى.
وقرأت (إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ) بفتح اللام
يعنى من الذين استخلصهم الله -تعالى- واصطفاهم.
ويوسف -عليه السلام- له الوصفين:
كان مخلصا لله تعالى فاستخلصه الله تعالى
ولذلك من الدعاء الموصي به
"اللهم اصرف عنى ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَ واكتبنى مِنۡ عِبَادِك ٱلۡمُخۡلِصِينَ"


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ وَقَدَّتۡ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرٖ وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِۚ قَالَتۡ مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴿٢٥﴾
(وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ) يعنى كل واحد منهما يريد أن يسبق الى الباب: يوسف يريد أن يخرج من الباب هربًا من المعصية، 
وهي تريد أن تمنع يوسف من الخروج،

(وَقَدَّتۡ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرٖ)
هناك في العربية القط وهناك القد.
القط يكون شق عرضي، والقد هو الشق والقطع الطولى.
والدبر يعنى من الخلف.

(وَقَدَّتۡ قَمِيصَهُۥ مِن دُبُرٖ)
يعنى هي أمسكت بقميص يوسف من أعلى القميص من الخلف 
وهو يحاول الفرار، فانقطع القميص من أعلى الى أسفل، 
وهذا يدل على إصرار يوسف على الفرار، 
وإصرار المرأة على المعصية.ٖ
احترم لحظات ضعفك واستغل لحظات قوتك

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِ)
(وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا) يعنى زوجها
والتعبير عن الزوج بالسيد، كان من عادة القوم في ذلك الوقت، 
فعبر القرآن بما كان متبعا فى هذا التاريخ القديم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولم يقل (وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَما) مما يدل على أن العزيز 
كان قد أعتق يوسف ولم يعد يوسف عبدًا.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَأَلۡفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا ٱلۡبَابِ)
يعنى وجدا زوجها عند الباب يريد الدخول، معنى ذلك أن الزوج 
قبل أن يُفْتح الباب سمع جلبة وأصوات عالية في الداخل، 
ووجد محاولة لفتح الباب من الداخل بعنف، وهناك مقاومة لفتح الباب، 
ثم فتح الباب أخيرًا بعنف، ثم راي يوسف وقميصه ممزق، 

وراي زوجته وهي ثائرة الشعر، وهي بكامل زينتها.
اذن هناك شواهد لا شك فيها.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(قَالَتۡ مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ)
كثير من العلماء قال إن امرأة العزيزقالت كلام في غاية الدهاء والمكر.
فهي أولًا برأت ساحتها دون أن تدافع عن نفسها.

 (مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا) 
كأن أمر براءتها هو امر مفروغ منه، ولا يحتاج الى مناقشة.
وقالت
(مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ)
يعنى هو (أَرَادَ) ولكنها لم تمكنه.
(مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ) نسبت نفسها الي زوجها حتى تستثير نخوته
(سُوٓءًا) كأن من عفتها، لا تريد أن تذكر هذا السوء.
ثم أصدرت الحكم الذي يناسبها فقالت
(إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ)
يعنى استبعدت خيار القتل، واستبعدت خيار أن يبيع يوسف، واستبعدت خيار أن يطرد يوسف من البيت، 
مع أن هذه كلها ممكن أن تكون خيارات مطروحة
ولكنها حددت خيارين فقط، وقالتها بأسلوب 

(إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ)
بدأت بالسجن، ثم انتبهت الى أن السجن سيحرمها من رؤية يوسف
ولذلك أسرعت بتقديم الاقتراح الثاني وهو أن يعاقب بالضرب او الجلد، أو بأي وسيلة من وسائل التعذيب، ولكن يظل معها.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وكلمة (عَذَابٌ أَلِيمٞ) يعنى عَذَابٌ مؤلم وموجع.
حتى تنفي -أولًا- أي حب منها ليوسف
وأيضا لأنها تريد أن تنتقم من يوسف لأنه رفضها وصدها.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذه من أحد دروس قصة يوسف.
أن المرأة إذا عرضت نفسها على الرجل، ورفضها الرجل، 
فإنها لابد أن ستحقد عليه، ولابد أن تحاول أن تنتقم لكرامتها.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول الإمام "محمد عبده" في تفسيره المنار، ما هو ملخصه
هي في نظرها سيدته وهو عبدها، وقد أذلت نفسها له بدعوته الصريحة إلى نفسها بعد الاحتيال عليه بمراودته عن نفسه، ومن شأن المرأة أن تكون هي المطلوبة وليست الطالبة، حتى إن كبراء الرجال؛ ليطأطئون الرءوس لفقيرات الحسان ربات الجمال، ويبذلون لهم ما يعتزون به من الجاه والمال، بل إن الملوك ليذلون أنفسهم لمملوكاتهم وأزواجهم ولا يأبون أن يسموا أنفسهم عبيدا لهن، كما روي عن بعض ملوك الأندلس:
نحن قومٌ تُذيبنا الأعينُ النُّجْلُ 
على أنَّنا نُذيبُ الحديدا 
وترانا يوم الكريهةِ أحراراً 
وفي السَّلْمِ للحِسانِ عَبِيدا 
ولكن هذا العبد العبراني الخارق للطبيعة البشرية في حسنه وجماله، وفي جلاله وكماله، قد عكس القضية، وخرق نظام الطبيعة، فأخرج المرأة من طبع أنوثتها في إدلالها وتمنعها، وهبط بالسيدة المالكة من عزة سيادتها وسلطانها، ودهور الأميرة الأرستقراطية من عرش عظمتها وتكبرها، وأذلها لعبدها وخادمها، حتى إنها لتراوده عن نفسه في مخدع دارها، فيصد عنها علوا ونفارا، ثم تصارحه بالدعوة إلى نفسها فيزداد عتوا واستكبارا، معتزا عليها بالديانة والأمانة، والترفع عن الخيانة، وحفظ شرف سيده وهو سيدها وزوجها وحقه عليها أعظم، إن هذا الاحتقار لا يطاق، ولا علاج لهذا الفاتن المتمرد إلا تذليله بالانتقام

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قَالَ هِيَ رَٰوَدَتۡنِي عَن نَّفۡسِيۚ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ ﴿٢٦﴾
لا شك أن الموقف كان بالنسبة للعزيز صدمة هائلة، 
لأنه كان يحب يوسف حبًا شديدًا، وكان قد أعتقه، 
واتخذه ابنًا له، وائتمنه على أمواله ومصالحه.
وكما جاء في التوراة
(ترك كل ما كان له في يد يوسف)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وروي عن وهب ابن منبِّه: أن العزيز قال له: أخنتني يا يوسف في أهلي، وغدرتَ بي؟
ولم يجد يوسف مفرًا من الرد على هذا الاتهام الباطل، 
فقال تعالى على لسان يوسف
(هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي)
يعنى هي التي أرادت الفاحشة وليس أنا.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ)
وروي أن هذا الشاهد كان صبيًا في المهد يعنى طفلًا رضيعًا أنطقه الله -تعالى- كما أنطق الله عيسى -عليه السلام- في المهد.
وقال البعض أن هذا الشاهد هو ابن خال لها، وقيل ابن عم لها.
قال تعالى
(وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۡ أَهۡلِهَا) يعنى جاءت الشهادة من أهل المرأة حتى تكون أنفي للتهمة عن يوسف.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ويبدو هذا الشاهد سواء كان ابن عمها أو ابن خالها لم يكن موجودًا مع العزيز في وقت حدوث الواقعة.
لأن هذا الشاهد يتكلم عن قميص يوسف بصيغة الغائب، يعنى القميص لم يكن أمامه.

وأيضًا لأن هذا الموقف والعزيز داخل الى غرفة نوم زوجته، 
وليس من الطبيعي أن يكون معه ابن خال أو ابن عم زوجته وهو داخل الى غرفة نوم زوجته.

فيبدو أن العزيز سمع قول زوجته، وسمع قول يوسف، 
ووقع في حيرة أيهما أصدق.
ثم استدعي او ذهب الى قريب زوجته، وكان معروفًا بالحكمة والرأي السديد، وقص عليه ما حدث.
وقص عليه أنه وجد قميص يوسف ممزق، 
فقال هذا الرجل الحكيم دون أن يري القميص:

(إِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن قُبُلٖ فَصَدَقَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ* وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ فَكَذَبَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴿٢٧﴾
إِن كَانَ قَمِيص يوسف قد شق من الأمامۥ فهذا يعنى أن يوسف كان يريد الإعتداء عليها، 
وهي أخذت تقاوم وتدفعه حتى شق القميص من الأمامۥ.
وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن الخلف، فهذا يعنى أنه كان يريد أن يفر منها، وهي تريد أن تمسك به حتى تمزق القميص من الخلف.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(فَلَمَّا رَءَا قَمِيصَهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ قَالَ إِنَّهُۥ مِن كَيۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَيۡدَكُنَّ عَظِيمٞ ﴿٢٨﴾
أخذ العزيز هذه الشهادة وطلب أن يري قميص يوسف الذي تمزق.
فلما رأي القميص قد قُدَّ مِن دُبُر يعنى شق مِن الخلف، علم صدق يوسف وكذب وخيانة زوجته، 

فقال لها: إِنَّهُۥ مِن كَيۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَيۡدَكُنَّ عَظِيمٞ.
يعنى قولها:
(مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا الا ان يسجن أو عذاب أليم) هذا كذب، وهذا من كيدك.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

قال بعض العلماء: أنا أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان، لأنّ الله تعالى يقول (إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً)
 وقال للنساء: (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)
مع ان الحقيقة أن هذه العبارة ليست من كلام الله، وانما من كلام العزيز.

ولكنها عبارة جاءت في كتاب الله.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هنا يدأ يظهر ضعف العزيز الشديد أمام زوجته.
فهو حتى لم يقل انه من كيدك، وانما قال (إِنَّهُۥ مِن كَيۡدِكُنَّۖ)
كأن هذا امر طبيعي موجود في النساء بصفة عامة

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول: (يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِ‍ِٔينَ ﴿٢٩﴾
لم يقل يا يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَا.
لم يستخدم أداة النداء ليدل على القرب.
يعنى قال هذا الكلام ويوسف قريب منه
يعنى اكتم هذا الأمر ولا تتحدث به الى أحد
انسي الموضوع كأنه محصلش.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم توجه لزوجته وقال له (وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِ‍ِٔينَ)
وأيضًا جملة (إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِ‍ِٔينَ) يعنى أنت من ضمن الخاطئين، وهذا أيضًا تخفيف في مؤاخذتها.
كأنه يقول الطبيعي نغلط وانت واحدة من اللي بيغلطوا
اذن فهو لم يعاقبها بأي نوع من العقاب.
وأيضًا ظل يوسف في القصر مع زوجته كما كان الوضع من قبل.
والأكثر من هذا أن الزوجة بعد ذلك تمادت وأعلنت حبها ورغبتها في يوسف، أمام كل نساء الطبقة الثرية

(ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين)
كأن موقف زوجها الضعيف المتراخي شجعها على التمادي


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ما سبب هذا الموقف البارد من زوجها:
أولًا قد يكون بطبيعته ضعيف الغيرة، كما نجد الآن الأجانب
ثانيًا: خوفه على منصبه إذا عرف هذا الأمر.
الثالث: قيل إن الزوجة هي قريبة للملك
كانت بنت أخت الملك.
وهذا أيَضا من دروس قصة يوسف: لا تأخذ زوجتك أعلى في المستوي الاجتماعي، ولا أعلى منك في المستوي المادي.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن تكون الزوجة 
أعلى فيه من الرجل هو الجمال.
أن تكون أكثر جمالًا من الرجل.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ماذا لو كان يوسف قد استجاب لزوجة العزيز.
كما يبدو من القصة أن أمرهما كان سيكتشف سريعًا جدًا.
لأن القصة تقول (فألفيا سيدها لدي الباب)
حتى وان لم تكتشف ستكون النتيجة أن يسقط يوسف في المعصية
ولن يكون نبيًا، ولن تكون قصة يوسف بكل أحداثها.
ولن تكون هناك سورة في القرآن اسمها سورة يوسف.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ورب شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلًا.
ورب أكلة منعت أكلات.
قال رجل سافرت الى أحد الدول التي فيها سياحة الزنا
وعدت وقد أصبت بمرض جنسي خطير أعالج منه منذ عشرة سنوات وأعالج منه في السر لأني أستحي أن أخبر أهلي بهذا المرض

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
رجل كان عنده خادمة فأغلق جميع الأبواب حتى يواقعها رغمًا عنها
فلما اقترب منها قالت له أن هناك باب واحد لم تغلقه.
فالتفت الرجل في حيرة يبحث عن هذا الباب فوجد جميع الأبواب مغلقة.
فقال لها: أين هذا الباب؟
قالت له: انه باب السماء.
فأغشي على الرجل من هول الكلمة.
فلما أفاق بكي وتاب الى الله.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هناك قصة لشاب اسمه "محمد المسكي"
وكلمة "المسكي" لقب لأنه كانت تفوح منه رائحة المسك.
والقصة أن هذا الشاب كان شابًا وسيمًا وكان يعمل بائعًا متجولًا
وفي يوم طلبت منه المرأة أن تشتري منه شيئًا وأدخلته الى بيتها.
فلما دخل أغلقت الباب ودعته لنفسها، فأبي عليها.
فاغتاظت المرأة وقالت له أما أن تفعل 
أو أصيح بأنك اقتحمت على البيت وحاولت أن تعتدي علىَّ.
فوقع الشاب في محنة عظيمة، 
ثم قال لها أين الحمام حتى أغتسل وأتجهز لك.
ففرحت المرأة وأدخلته الحمام وراحت تتجهز له.
فلما دخل الحمام عمد الى البراز وأخذ يضعه الى شعره وجسده
ثم خرج لها تنبعث منه رائحة لا تطاق.
ففزعت المرأة وسبته وطردته.
فلما خرج دعا الله أن يستره حتى يصل الى بيته.
فلما دخل بيته اغتسل ثم وجد رائحة مسك تفوح من جسده 
ما شم مثلها في قوتها وجمالها.
وأصبحت رائحة المسك تفوح من جسده لا تفارقه أبدًا.
حتى انه إذا مر من طريق عرف أن "محمد المسكي" قد مر من هذا الطريق لأن رائحة المسك تظل في المكان بعد أن يتركه من قوتها.
حتى بعد أن مات ظلت رائحة المسك تفوح منه.
وقال الذي غسله ظلت رائحة المسك 
في يدي ثلاثة أيام بعد أن غسلته.
وفي الحديث الصحيح عن السبعة الذين يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ 
فِي ظِلِّهِ ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ (وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ  مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا ، قَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ)

       

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

الملِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇