الحلقة رقم (613)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيات (5) و(6) و (7) من سورة "الرَعد"- ص 249
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ (5) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ (6) وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
بعد أن ذكر الله تعالي في الآيات السابقة عشرة أدلة تدل على عظيم قدرة الله ، يقول تعالى:
(وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)
يعنى لو فيه حاجة تتَعْجَبْ منها وتندهش منها يبقي تتعجب من الذين ينكرون البعث.
وما هو وجه العجب؟
ووجه العجب هو أنهم بعد أن رأوا قدرة الله تعالى -والتي ذكرت في الآيات السابقة- في: رفع السماوات بغير عمد، وتسخير الشمس والقمر، وألقى في الأرض رواسي، وغير ذلك من الآيات، بعد كل هذا ينكرون ويستبعدون أن الله قادر على أن يعيدهم الى الحياة مرة أخري بعد أن يصيروا ترابًا.
مع أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، ومع أن الإعادة أسهل من بدأ الخلق.
يبقي لو حتتعجب تعجب من هؤلاء الذين يرون قدرة الله الهائلة، ثم بعد ذلك يستبعدون أن الله قادر على الإعادة والبعث.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ)
هؤلاء الذين ينكرون البعث كفروا بالله تعالى.
لمذا قال تعالى عنهم أنهم كفار؟
مع ان المعروف أن أهل مكة لم يكونوا كفارًا ولكن كانوا مشركين.
ما هو الكافر، ومن هو المشرك؟
قلنا أن الكفر لغة: الستر والتغطية.
ولذلك فان من أسماء المزارع أو الفلاح هو الكافر، لأنه يستر البذور ويغطيها في الأرض.
فالكافر هو الذين ينكر وجود الله تعالى، نقول عليه ملحد الآن.
أما المشرك فهو الذي يؤمن بوجود الله، ولكنه يعبد مع الله آلهة أخري.
فأهل مكة لم يكونوا كفارًا ينكرون وجود الله، ولكن كانوا مشركين لأنهم كانا يؤمنون بوجود الله، ولكنهم يعبدون مع الله أصنامًا ويقولون أنها تشفع لهم عند الله.
قال تعالى على لسان المشركين (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومع ذلك قال الله عنهم في هذه الاية الكريمة: (أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ)
كأنه -تعالى- يقول هؤلاء ليسوا مشركين، هؤلاء في الحقيقة (كفار)
ما السبب؟
السبب أن الله –تعالى- ذكر في هذه الآية الكريمة أنهم ينكرون البعث بعد الموت، وينكرون قدرة الله على ان يعيدهم خلقًا جديدًا بعد أن يصبحوا ترابًا.
فاذن هؤلاء لا يؤمنون بالأله الذي نؤمن نحن به، وهو الاله القادر، المنزه عن كل نقص وعيب.
ولكنهم يؤمنون بآله آخر في عقولهم، آله عاجز.
يعنى مثلًا الهندوس والبوذيين لهم الهة.
ولكن صفات الإله عند الهندوس، وصفات الإله عند البوذيين، ليست هي صفات الإله المنزه الذي نؤمن نحن به.
ولذلك نحن نحكم على الهندوسي أو البوذي بالكفر.
لا نضع وزنًا لإيمانهم بالله
ولذلك فان أهل مكة -حين أنكروا البعث- ليسوا مشركين فقط، ولكنهم أيضًا كفار بالله القادر المنزه الذي نؤمن نحن به.
ولذلك يقول تعالى: (أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ)
هؤلاء ليسوا مشركين بالله، ولكنهم في الحقيقة كفار بالله تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ)
يعنى هؤلاء ستوضع القيود من حديد في أيديهم وتشد الى أعناقهم، وهذا هو أشد أنواع القيود.
لماذا هذا النوع من العقاب؟
لأن الذي يوضع القيد في يده ويشد الى عنقه لا يستطيع أن يلتفت لا يمينًا ولا شمالَا.
وهؤلاء الكفار يرون الحق واضح أمامهم ولا يلتفتون اليه
فيكون لهم هذا العذاب يوم القيامة، لأن الجزاء من جنس العمل.
وقيل أيضًا أنهم كما اتهموا ربهم بأن يده مغلولة ولا يستطيع ولا يقدر على احياء الموتي
فيكون عقابهم أن تغل أيديهم وتشد الى أعناقهم يوم القيامة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ)
تكرار استخدم اسم الإشارة للبعيد (أُوْلَـٰئِكَ) احتقارًا لهم، واشارة الى بعدهم عن رحمة الله
وهؤلاء هو أهل النار لا يخرجون منا ولا يموتون فيها.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ)
يعنى أن هؤلاء المشركون كانوا إذا حذرهم الرسول ﷺ من نزول العذاب بهم -إذا أصروا على الكفر والتكذيب- كانوا يسخرون من كلام الرسول ﷺ ويقولون ائتنا بهذا العذاب الذي تتوعدنا به.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول تعالى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ)
يعنى يطلبون منك -يا رسول الله- أن تعجل لهم العقوبة التي توعدتهم بها،
وهذا مثل قولهم (ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
هنا يقول تعالى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ)
يعنى يتعجلوا العقوبة (قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ) بدلًا من أن يطلبوا الثواب الذي وعدوا به ان آمنوا.
اذن الرسول ﷺ كان إذا خوَّف المشركين من نزول العذاب بهم -إذا أصروا على الكفر والتكذيب- كانوا يقابلون ذلك بالسخرية، ويطلبون نزول العذاب استهزاءًا بالرسول ﷺ، بدلًا من أن يبادروا بالإيمان بالله تعالى وبالرسول ﷺ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ)
(خَلَتْ) يعنى مضت
(ٱلْمَثُلاَتُ) جمع "مَثُلَة" أو "مُثْلَة".
المَثُلَة يعنى عقوبة شديدة جعلت أصاحبها مثالًا وعبرة وعظة لغيرهم.
فقوله تعالى (وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ)
يعنى هؤلاء المشركون يصرون على الكفر والتكذيب، بالرغم من أنه مضت قبلهم الأقوام المكذبة لرسلهم، وآثارهم موجودة حولهم في الجزيرة العربية مثل آثار عاد وثمود وقري لوط، فكان المفروض ان يعتبروا بهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ويمكن أن تأتي (ٱلْمَثُلاَتُ) بمعنى المثل.
يعنى هم يعرفون ما وقع للأمم التي كانوا مثلهم في الكفر والتكذيب.
(وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ)
يعنى أن الله تعالى ذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ -اذا تابوا- مهما كثرت وعظمت ذنوبهم قبل التوبة.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ) يعنى اذا أصروا على الكفر والتكذيب.
وهذا مثل قوله في سورة الأنعام (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَٰسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل أن المغفرة هنا بمعنى تأخيرالعقوبة والإمهال
فيكون المعنى أن ربك ذو امهال للناس على شركهم لعلهم يتوبوا
ولكن اذا أصروا على الكفر والتكذيب، فإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولذلك ابن عجيبة في تفسيره –وهو من التفاسير الصوفية-
يقول بعض المستهزئين بالأولياء يؤذيهم، ويقولون والله تعالى يقول: "مَنْ آذَى لِي ولياً فقد آذَنْتُهُ بالحَرْب"
ولكن الله تعالى يُمهل ولا يُهمل؛ ثم قال (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ)
اذن هنا أخذ المغفرة بمعنى الإمهال وعدم تعجيل العقوبة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول ٱبن عباس: هذه الآية هي أرجى آية في كتاب الله تعالى.
"أرجي آية" يعنى أكثر آية في القرآن فيها اطماع في رحمة الله ومغفرته.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ)
(عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ) يعنى (مع ظُلْمِهِمْ)
لكن حذف (مع) والتي هي حرفان، وجاء بعَلَىٰ والتي هي ثلاثة أحرف.
يعنى حذف الأخف.
حتى يدل على أن رحمة الله –تعالى- ومغفرته هي الأعلى والأعظم والأكبر من ذنوب العباد.
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )
يعنى وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ من قومك
(لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ)
لو بس تنزل عليه معجزة من الله تعالى حتى نصدقه.
هذا بالرغم أن الرسول ﷺ كان مؤيدًا بمعجزة القرآن العظيم.
وتحدي الرسول ﷺ العرب أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو بسورة واحدة من القرآن فعجزوا عن ذلك.
والى جانب القرآن الكريم كانت هناك معجزات مادية للرسول ﷺ مثل معجزة انشقاق القمر.
ولكم المشركون كانوا يريدون معجزات معينة كانوا يقترحونها.
مثل طلبهم أن يحول جبل الصفا الى ذهب.
أو أن يزيح الله الجبال التى حول مكة وتكون مروجًا وأنهارًا.
أو أن ينزل مع الرسول ملك من السماء.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى: (إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ)
هنا القرآن لا يرد عليهم، مع أن القرآن رد على هذه الشبهة في مواضع اخري من القرآن.
لأن الشبهة ليس شبهة استفهام، ولكنها شبهة عناد.
ولذلك تجاهل القرآن الرد عليهم، وتوجه بالخطاب الى الرسول ﷺ مباشرة.
قال تعالى
(إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ)
يعنى الرسول ﷺ كان مهمومًا بسبب عدم ايمانهم، وكان يتمنى أن يحقق الله لهم المعجزات التي طلبوها حتى يؤمنوا.
فقال له الله تعالي (إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ)
يعنى ليس مطلوبًا منك هدايتهم، ولكن مطلوبًا منك فقط، أن تنذرهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)
(هَادٍ) أصلها هادي
وأصله من هادي الفَرَس، وهو عنقه الذي يهدي سائر جسده.
والمعنى كُلِّ قَوْمٍ لهم المعجزة المناسبة لهم والكافية لهاديتهم.
والتى المفروض عندما يرونها أن يؤمنوا فورًا.
فالله تعالى اختار لقوم موسي العصا واليد لأنهم كانوا نابغين في السحر.
واختار لعيسي أن يبرأ الأكمه والأبرص لأنهم كانوا نابغين في الطب.
واختار لقوم النبي ﷺ القرآن العظيم لأن العرب كانوا أهل لغة وفصاحة وبلاغة.
فالمفروض أن قوم موسي عندما يشاهدوا معجزة العصا التي تتحول الى حية، أن يأمنوا فورًا، لأنهم نابغين في السحر ويعلمون أن النبوغ بين البشر محصور فيما بينهم، فاذا جاء موسي بهذا الأمر الخارق للطبيعة، فالمفروض أن يكونوا متأكدين أنه ليس سحرًا ولكنه معجزة من عند الله تعالى.
والمفروض أن قوم عيسى عندما يبرأ عيسى الأكمه والأبرص، المفروض أن يأمنوا به، لأنهم نابغون في الطب، ويعلمون أن ما جاء به عيسي ليس طبًا، ولكنه معجزة من عند الله.
وكذلك الرسول ﷺ أرسل الى قوم هم أهل الفصاحة والبلاغة واللغة، ونجوم المجتمع هم الشعراء والخطباء، والقصائد المميزة تعلق على الكعبة، فحين يأتي اليهم بهذا القرآن العظيم، ويتحداهم أن يأتوا بمثله أو بسورة واحدة مثله، فالمفروض أنهم أول من يدركوا أن هذا ليس من كلام البشر، وانما هو وحي من عند الله تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
فاذن يقول تعالى (وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ)
هم يريدون معجزة مادية غير القرآن الكريم، مثل معجزة موسي ومعجزة عيسي.
(إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ)
يعنى لا يصيبك الهم يا محمد بسبب عدم تحقق هذه المعجزات التي طلبوها.
لأنه ليس مطلوبًا منك هدايتهم، المطلوب منك فقط هو انذارهم عقاب الله تعالى اذا اصروا على الكفر والتكذيب.
ثم يقول تعالى هذه الجملة الفاصلة (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)
يعنى كُلِّ قَوْمٍ لهم المعجزة المناسبة لهم.
والتي من المفروض إذا رأوها أن يهتدوا.
والتي اذا تحققت لهم معجزة غيرها فمن باب أولى أنهم لن يهتدوا.
ولذلك كانت المعجزة التي تناسب قوم الرسول ﷺ هي القرآن العظيم.
وان لم يؤمنوا بالقرآن فمن باب أولى لن يؤمنوا بأي معجزة مادية أخري.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هناك ملاحظة هامة أريد أن أختم بها
وهي أنه هناك أحد التفسيرات لقوله تعالى (إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) أن المُنذِرٌ هو النبي ﷺ والهادي هو على –رضى الله عنه-
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وضع رسول الله ﷺ يده على صدره فقال: " أنا المنذر " ثم أومأ إلى منكب علي رضي الله عنه وقال: " أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي"
يجب أن ننتبه الى أن مثل هذه التفسيرات دون أن تتكلف عناء البحث عن صحتها أو عدم صحتها
هذه التفسيرات من وضع الشيعة
وعندما تجد تفسيرات فيها مبالغة في مناقب على –رضي الله عنه- فاعلم أنها من وضع الشيعة، نسال الله لنا ولهم الهداية
وللأسف أن بعض كتب تفسير أهل السنة فيها هذه الأخبار الكاذبة .
عندما نقرأ أن على –رضى الله عنه- نزل فيه ثلاثمائة آية.
معنى هذا أن حوالى 5% من آيات القرآن نزلت في على، هذا غير منطقي.
عندما ندعو لكل الصحابة الكرام ونقول –رضى الله عنه- ونختص على ونقول –كرم الله وجهه-
هذا التفريق أيضًا ليس من عقيدة أهل السنة
كما قلنا من قبل أن على –رضى الله عنه- بلغ القمة في العلم، والقمة في الزهد، والقمة في الشجاعة، والقمة في الحكمة والفصاحة، شخصية مبهرة.
وابن عم الرسول، وزوج فاطمة، وأبو الحسن والحسين.
لكن أبو بكر أفضل منه، وعمر أفضل منه.
هذه هي عقيدة أهل السنة.
عندما تجد تفسيرات لبعض آيات القرآن الكربم أو آثار فيها مبالغات لمناقب على –رضى الله عنه- فاعلم ان هذه من وضع الشيعة، ونحن أهل السنة لا نصدقها.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|