الحلقة رقم (617)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيت من (19) الى (25) من سورة "الرَعد"- ص 252
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(۞ أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴿١٩﴾ ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ٱلۡمِيثَٰقَ ﴿٢٠﴾ وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ ﴿٢١﴾ وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّا وَعَلَانِيَة وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّٰتُ عَدۡن يَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَاب ﴿٢٣﴾ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴿٢٤﴾ وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ ﴿٢٥﴾
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(۞ أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴿١٩﴾
(۞ أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ)
يعنى الذي يَعۡلَمُ ويؤمن أن الذي أُنزِلَ إِلَيۡكَ من القرآن هو وحي من عند الله تعالى، ولم تأت به من عند نفسك.
(كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓۚ) مثل الذي ينكر ولا يصدق أن القرآن وحي من عند الله تعالى، فهو أعمى القلب والبصيرة، لأنه لا يستطيع أن يفرق بين الحق والباطل.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ)
ٱلۡأَلۡبَٰابِ: جمع لب وهو الخالص من كل شيء.
والمعنى: لا يعتبر ولا يتعظ ولا ينتفع بآيات الله إلا أصحاب العقول السليمة.
فإذن الذي ينكر أن القرآن الكريم هو وحي من عند الله تعالى، والذي يقول إن الرسول ﷺ قد جاء بهذا القرآن من عند نفسه، هناك ضعف وخلل في عقله.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يقول ابن عباس: "أُولُو الْأَلْبَابِ" هم المهاجرين والأنصار
وقيل إن الآية نزلت في حمزة وأبي جهل.
وقيل نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل
وقيل نزلت في عمار ابن ياسر وأبي جهل.
فالأول هو حمزة أو عمر أو عمار -رضى الله عنهم- وأعمي القلب هو أبو جهل.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ٱلۡمِيثَٰقَ ﴿٢٠﴾
ثم ذكر -تعالى- بعض صفات (أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ) يعنى أصحاب العقول السليمة فيقول تعالى:
(ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ)
عهد ٱللَّهِ، يعنى ما عهد الله به إليهم، يعنى اللى كلفهم بيه أو أمرهم بيه. مثل (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ ) (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)
أو ما عاهدوا الله على فعله.
سواء هذا او ذاك، فالمقصود بعهد الله هو العهد الذي أخذه الله على الخلق وهم في صلب أبيهم آدم.
قال تعالى في سورة الأعراف: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى)
والإيفاء بعهد الله هو افراده بالعبادة واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَا يَنقُضُونَ ٱلۡمِيثَٰقَ)
النقض هو الهدم
و(ٱلۡمِيثَٰقَ) هو العهد المؤكد باليمين.
يعنى وَلَا يَنقُضُونَ العهد الموثق المؤكد الذي أخذ عليهم وهم في صلب أبيهم آدم، بأن يؤمنوا بالله وحده وأن يأتمروا بأوامره ويجتنبوا نواهيه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ويدخل فيه أيضًا، ويتفرع منه: المواثيق التي بين الناس.
كان الرسول ﷺ يقول في خطبته:
"لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ".
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ ﴿٢١﴾
(وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ)
قال كثير من المفسرين المقصود به: صلة الأرحام.
والظاهر أنه كل مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ من حقوق العباد.
سواء صلة رحم، أو حق جار، أو حق المسلم، أو حق الصاحب، او حق الخدم، قال العلماء هناك حقوق حتى للقطة والدجاجة.
قال بعضهم (وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ)
ان تصل العلم الى تعلمته الى غيرك؟
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ)
يخافون رَبَّهُمۡ خوفًا شديدًا يحملهم على امتثال أوامره واجتناب نواهيه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ)
يعنى يَخَافُونَ أن يحاسبوا حسابًا ليس في مغفرة ولا مسامحة ولا تجاوز.
وفرق بعضهم بين الخشية وبين الخوف.
فقالوا إن الخشية هي خوف يشوبه تعظيم.
وقال البعض: الخشية أشد الخوف.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّا وَعَلَانِيَة وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴿٢٢﴾
(وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ)
والصبر بأنواعه الثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر عن المعصية، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
(وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ) يعنى طلبًا لرضا رَبِّهِمۡ.
لأن الإنسان يمكن أن يصبر رياءًا حتى يقال عنه انه صابر.
وقد يصبر حتى لا يشمت به أعدائه.
كما قال الشاعر:
وتجلدى للشامتين أريهم ...
أنى لريب الدهر لا أتزعزع
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ)
يعنى أدوا ٱلصَّلَوٰةَ في أول اوقاتها كاملة الأركان، والخشوع والخضوع.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّا وَعَلَانِيَة)
(وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ) تذكير بأن ما عندك من أموال هي من عطاء الله تعالى.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(سِرّا وَعَلَانِيَة)
بدأ بصدقة السر، لأن الأصل في الصدقة أن تكون في السر.
ثم قال (وَعَلَانِيَة) لأن المرء قد يكون في موقف لا يستطيع أن يستر صدقته، فقال (وَعَلَانِيَة) حتى لا يجعله حرصه على ستر صدقته الآ يتصدق.
اذن الأصل في الصدقة أو أي عمل من أعمال البر، الأصل أن تكون في السر، فاذا تعذر أن تكون في السر، فلا حرج ان تكون َعَلَانِيَة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ)
والدرء: الدفع والطرد.
وهذه لها معنيان:
المعنى الأول: يدفعون بالعمل الصالح العمل السيء.
قال تعال في سورة هود (إن الحسنات يذهبن السيئات)
ويقول الرسول ﷺ "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"
وروي أن النبي ﷺ قال لمعاذ بن جبل
"إذا عملت سيئة فأعمل بجنبها حسنة تمحها"
لأن من أهم مداخل الشيطان أن يقنط العبد صاحب المعصية
ويقول الرسول ﷺ "إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته، ثم عمل حسنة، فانفكت عنه حلقة، ثم عمل أخرى فانفكت أخرى، حتى يخرج إلى الأرض"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
المعنى الثاني: أنهم يدفعون سيئة من أساء إليهم بالإحسان اليه.
يعنى لا يقابلون السيئة بالسيئة، ولكن يقابلون السيئة بالحسنة.
وقيل إن مقابلة الشر بالشر هذا من خلق الجاهلية.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
قال عبد الله بن المبارك: هذه ثمان خلال مشيرة إلى ثمانية أبواب الجنة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)
(عُقۡبَى) الشيء الذي يأتي عقب شيء آخر، أو بعد شيء آخر.
ولذلك تطلق على الجزاء على الفعل، لأن الجزاء على الفعل يأتي عقب أو بعد الفعل
يعنى هؤلاء لهم جزاءًا على أعمالهم في الدنيا: الجنة وما فيها من نعيم.
ثم قال في الآية التالية:
(جَنَّٰتُ عَدۡن)
يعنى (عُقۡبَى ٱلدَّارِ) هي (جَنَّٰتُ عَدۡن)
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(جَنَّٰتُ عَدۡن يَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَاب ﴿٢٣﴾
و(جَنَّٰتُ عَدۡن) يعنى: جَنَّٰاتُ إقامة دائمة، لا يخرجون منها ولا يموتون فيها.
كانت العرب تقول: عدن في المكان يعنى أقام فيه طويلاً، ومنها المعادن لأنها تكون مستقرة في الأرض.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(يَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡ)
يَدۡخُلُونَهَا وَمَن كان صالحًا مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ -يعنى مِنۡ آبائهم وأمهاتهم- وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡ.
لأن الإنسان لا تكتمل سعادته الا إذا كان معه احبابه.
ساعات الواحد يكون في خروجة حلوة كده، يقول يا سلام المكان ده عاوز فلان.
أو المكان ده كان ناقصه فلان.
كأن الإنسان لا تكتمل سعادته الا إذا كان معه أحبابه: الآباء والزوجات والأبناء.
والترتيب حسب الوجود: الآباء ثم الزوجات ثم الأبناء.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد أخبرنا تعالى في سورة الطور أن المؤمنين إذا دخلوا الجنة، وكانوا في درجات متفاوتة -فان الله تعالى بفضله وكرمه ومنته على عباده- يجمع الأحباب جميعًا في درجة واحدة حتى تكتمل سعادتهم.
طب يجمهم في أي درجة؟
يأخد متوسط مثلُا؟ مش ده العدل؟ لا انته بتتعامل مع كريم.
يجمعهم في درجة أعلى واحد فيهم
يقول تعالى في سورة الطور (والذين آمَنُواْ واتبعتهم ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ) كانوا مؤمنين وليسوا كفار، (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ) لم ننقص مِّن درجة الأعلى أي شَيْءٍ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن (وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡ)
يعنى جعل الله -تعالى- من ثواب المطيع - حتى تكتمل سعادته، ويكتمل سروره وبهجته- أن يجمع له المؤمنين من أهله في نفس درجته في الجنة، حتى وان كانوا في درجة أقل من درجته.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَاب)
وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡهِم مِّن كُلِّ بَاب من أبواب الجنة، أو من أبواب قصورهم.
وكلمة (مِّن كُلِّ بَاب)
تدل على كثرة دخول الملائكة.
لأن لو كان العدد قليل ممكن يدخلوا من باب واحد.
يدخلوا يعملوا ايه؟
أولًا يدخلون عليهم للتهنئة بدخول الجنة.
وبعد ذلك يدخلون عليهم ومعهم الهدايا من الله- تعالى ما ليس في جناتهم
وقيل يدخلون عليه في اليوم ثلاث مرات
ودخول الملائكة عليهم فيه عز لهم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي عن أبي أمامة -رضى الله عنه- أنه قال: إن المؤمن في الجنة يكون متكئا على أريكته، فيقبل ملك من الملائكة يستأذن، فيقول الخدم الذي على الباب، للملك الذي يليه: ملك يستأذن، ويقول الذي يليه للذي يليه ملك يستأذن، كذلك حتى يبلغ المؤمن، فيقول المؤمن: ائذنوا له، فيقول أقربهم إلى المؤمن: أئذنوا له، ويقول الذي يليه للذي يليه: ائذنوا له كذلك حتى يبلغ الذي عند الباب، فيفتح له فيدخل حتى يسلم عليه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴿٢٤﴾
(سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم) يعنى الملائكة عندما تدخل عليهم يقولون لهم: سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ
سَلاٰمٌ عَلَيۡكُم، يعنى بشارة لهم بدوام السلامة والأمان.
(بِمَا صَبَرۡتُمۡ) يعنى بِمَا صَبَرۡتُمۡ في الدنيا، يعنى الجنة لا تنال الا بالصبر: (حفت الجنة بالمكاره)
صبر على طاعة الله، (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)
صبر عن المعاصي،
غض البصر يحتاج الى صبر، حفظ الفرج يحتاج الى صبر، حفظ اللسان يحتاج الى صبر، عدم التورط في علاقة خارج اطار الزوجية يحتاج الى صبر.
صبر على أقدار الله المؤلمة، مثل فقد الأحباب، وفقد الأموال والأمراض، ألا يتسخط ويكون راضيًا بقضاء الله وقدره، وقد مدح الله أيوب وصبره فقال تعالى (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
(فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ)
(نِعۡمَ) أسلوب مدح.
وقلنا إن (عُقۡبَى) هو الشيء الذي يأتي عقب شيء آخر، أو بعد شيء آخر.
فيكون المعنى: نعم ما أعقبكم الله به، وهي الجنة.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
جاء في الحديث أن الرسول الله ﷺ كان يزور قبور الشهداء في رأس كل عام ويقول لهم: "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"
وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
روي الطبراني عن "عبد الله بن عمرو بن العاص" أن الرسول ﷺ قال "أول ثلة يدخلون الجنة فقراء المهاجرين الذين تُتَقَى بهم المكاره.
وإذا أمروا سمعوا وأطاعوا.
وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى سلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره.
وإن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتى بزخرفها وزينتها فيقول أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي، وجاهدوا في سبيلي؟
ادخلوا الجنة بغير عذاب ولا حساب.
وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون: ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك، هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟
فيقول الرب عز وجل هؤلاء عبادي الذين جاهدوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي، فتدخل عليهم الملائكة من كل باب: "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ ﴿٢٥﴾
بعد أن ذكر الله تعالى صفات المؤمنين وحسن عاقبتهم، يذكر صفات الأشقياء وهي عكس صفات المؤمنين.
فيقول تعالى
(وَٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِ)
نقضهم لعهد الله هو العمل بمعاصيه.
(وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ)
وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ من حقوق العباد.
(وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ)
يعنى يعملون بالمعاصي فِي ٱلۡأَرۡضِ.
(أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱللَّعۡنَة)
يعنى البعد عن رحمة الله والإقصاء من جناته.
(وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ ﴿٢٥﴾
يعنى: وَلَهُمۡ ما يسوءهم في ٱلدَّارِ الأخرة وهي جهنم.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
عن ابن عباس قال: أكبر الكبائر الإشراك بالله، لأن الله يقول:
(وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ)
ونقض العهد، وقطيعة الرحم،
لأن الله تعالى يقول: أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"
لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
|