Untitled Document

عدد المشاهدات : 238

الحلقة (622) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الآيتين (38) و(39) من سورة "الرَعد" (وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ.....

الحلقة رقم (622)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
تفسير وتدبر الآيتين (38) و(39) من سورة "الرَعد"- ص 254
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَذُرِّيَّةٗۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِ‍َٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ ﴿٣٨﴾ يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ ﴿٣٩﴾ 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

هاتين الآيتين فيهما الرد على أربع شبه من شبهات الكفار، وهي 
أولًا أن محمد يتزوج وعنده أبناء، ولو كان نبيًا -كما يزعم- لشغلته النبوة والرسالة عن الزواج والأبناء.
الشبهة الثانية: أن محمد لم يأت بأي معجزة من المعجزات الكثيرة التي اقترحناها عليه.
الشبهة الثالثة: أن العذاب الذي يتوعدنا له إذا لم نؤمن به ولم نتبعه لم ينزل، بالرغم من أننا طلبنا نزول هذا العذاب.
الشبهة الرابعة: أن محمد قد جاء بشرائع وأحكام، تخالف شرائع اليهود والنصارى، ولو كان محمدًا قد جاء بهذه الشرائع من عند الله، لما خالف شرائع اليهود والنصارى، لأن المفروض أن أصلها واحد.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وأول شيء نلاحظه في هذه الآيات، أن القرآن لم يأت بالشبهات ثم الرد عليها، يعنى لم يقل مثلًا يقولون كذا، ثم يأت بالرد، ولكن جاء بالرد مباشرة.
لماذا؟ أولًا اعتمادًا على فهم القارئ، عندما يأت بالرد فتكون قد عرفت السؤال، والقرآن قائم على الاختصار.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الأمر الثاني: أن ذكر الشبهة يعمل على نشر الشبهة
يعنى ممكن أحد الأفاضل يريد أن يتصدى للرد على شبهة معينة.
فيذكر الشبهة ثم يأت بالرد عليها.
ممكن المستمع يكون قد سمع الشبهة لأول مرة، ثم لم يقتنع بردك، أو لم يفهم ردك.
فتكون أنت الذي ألقيت عليه الشبهة.
وخصوصًا عندما تأت بشبهة غير مشهورة، أو غير منتشرة.
فتكون قد ساهمت بتعريف الناس بهذه الشبهة.
ويمكن أن يأتي أحد شياطين الأنس ويقص كلامك، فيأتي بالشبهة ولا يأت بردك، أو يأتي بالشبهة ويأت بردك مقتطع منه، بحيث يكون ردك غير كامل وبالتالي غير واضح غير مقنع.
فهذا الأسلوب القرآني في الرد على الشبهات دون ذكر الشبهة نفسها، فيه توجيه لاستخدام هذا الأسلوب في الرد على أعداء الإسلام.
أن تأت بالرد على الشبهة، دون أن تذكر الشبهة نفسها، فاذا كان أحد يعلم هذه الشبهة، فسيفهم الرد، إذا لم يكن قد سمع بهذه الشبهة، فلن يفهم ردك ولن يدرك ما هي هذه الشبهة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَذُرِّيَّةٗۚ)
هذه الآية فيها الرد على الشبهة الأولى الى أثارها المشركون واليهود وهي: 
كيف يتزوج محمد وينجب، ولو كان نبيًا -كما يدعي- لشغله أمر النبوة عن الزواج
هنا يرد القرآن على هذه الشبهة بأبسط رد وهي أن الرسل قبل الرسول ﷺ كانوا يتزوجون وينجبون.
فالعرب كانوا يعترفون بنبوة إبراهيم وإسماعيل، وهؤلاء كان لهم أزواج وذرية، والعرب كانوا من ذرية إبراهيم وإسماعيل.
واليهود يعترفون بنبوة اسحق ويعقوب ويوسف وغيرهم، وهم من ذرية اسحق ويعقوب.
بل على العكس ففي التوراة -التي يؤمن بها اليهود والنصارى- أن داوود كان له عدد كبير من النساء والإماء، وأن سليمان -عليه السلام- كان متزوجًا من سبعمائة امرأة وله ثلاثمائة أمة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذا أمر طبيعي أن يتزوج الأنبياء، لأن الأنبياء أرسلوا حتى نقتدي بهم، وإذا لم يتزوج الأنبياء فبمن نقتدي في الزواج وتربية البناء وتكوين الأسر. 
لو لم يسه النبي ﷺ في، حنعرف ازاي ايه اللى المفروض نعمله لو سهينا في الصلاة. 
فالله تعالى جعل كل نبي يعيش التجارب البشرية المختلفة، حتى تكون هذه التجارب دروسًا قيمة للمؤمنين في كيفية التعامل مع مختلف جوانب الحياة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
النبي الوحيد الذي لم يتزوج هو يحي -عليه السلام- وهذه خصوصية ليحي -عليه السلام- لأن بعض الأنبياء لهم خصوصية ليست لغيرهم.
يعنى موسي -عليه السلام- له خصوصية ليست لغيره من الأنبياء، أنه كليم الله.
الرسول ﷺ كانت له خصوصية ليست لغيره من الأنبياء، وهي أنه خير البشر، وسيد الأنبياء.
فيحي -عليه السلام- جعل الله -تعالى- له هذه الخصوصية، وهي أنه "حصورًا" يعنى لا يتزوج النساء.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
فان قال قائل إن عيسى -عليه السلام- لم يتزوج.
حتى بعض المستشرقين الآن يحاولون أن يستخدموا هذا الأمر، ويقولون إن محمد تزوج عدد كبير من النساء، بينما عيسى لم يتزوج.
نقول إن عيسى -عليه السلام- سينزل آخر الزمان، وهذا أمر نؤمن به، ويؤمن به اليهود، ويؤمن به النصارى، وعندنا سيظل في الأرض أربعون سنة، وهناك بعض الروايات عندنا أنه سيتزوج في ذلك الوقت.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الخلاصة أن هذه الآية تدل على أن الزواج هو سنة المرسلين.
وقد نهي الرسول ﷺ عن التبتل يعنى ترك الزواج.
وقد ذكر تعالى في سورة الحديد أن الله تعالى لم يشرع التبتل أو الرهبانية بمعنى عدم الزواج والتفرغ للعبادة في أي ديانة، لا في النصرانية ولا في اليهودية ولا في غيرها، ولكن هذا أمر ابتدعه أهل هذه الديانات من عند أنفسهم، وعندما ابتدعوه لم يستطيعوا القيام به، لأنه أمر ضد فطرة الانسان.
قال تعالى
(وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله فما رَعوها حقّ رعايتها) 

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هناك دراسة أكاديمية تشير الى أن نسبة الانحرافات الجنسية بين الرهبان تصل الى 20% 
هنتك تقرير أعدته لجنة التحقيق الفرنسية سنة 2021 أنه في خلال ال 70 سنة الماضية، هناك حوالي 330 ألف طفل تعرضوا لاعتداءات من الرهبان والكهنة في فرنسا، هذا الرقم يعنى أن هناك 13 حالة اعتداء جنسي على الأطفال يوميًا في فرنسا من رجال الدين.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

ورغب الرسول ﷺ وشجع على الزواج، فقال ﷺ "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة -يعنى أعباء الزواج- فليتزوج فانه أغض للبصر، وأحصن للفرج" حديث رواه البخاري ومسلم
وعن أنس قال ﷺ
"تزوجوا فاني مباه بكم الأمم يوم القيامة" رواه أحمد.
وفي حديث عمر
"من تزوج فقد أحرز نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر" رواه البيهقي.
وفي صحيح البخاري عن أنس قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادة النبي ﷺ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي ﷺ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
 فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا.
 وقال الآخر: إني أصوم الدهر فلا أفطر.
وقال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج. (يعنى حتى يتفرغ للعبادة)
فجاء الرسول ﷺ إليهم فقال:
أنتم الذين قلتم كذا وكذا? أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

هناك قصة مشهور عن الإمام الشافعي، أن زوجته توفيت بعد صلاة الصبح، فتزوج قبل صلاة الظهر، وقال: "أستحي أن أقابل الله وأنا أعزب" 
وهذا الأثر يشير كيف أن السلف كانوا ينظرون الى الزواج على أنه شعيرة دينية


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

والأسوء من التبتل هو الزواج وعدم القيام بحق الزواج.
يتزوج ويجد مسؤليات، فياخذ بعضه ويهج من البيت ويختفي.
أو يروح يشتغل في دولة ويبعتلهم فلوس أول كل شهر، وانا بعيد عن كل المسئوليات.
أو منفصل عن اسرته وعايش ليه حياته لوحده.
أنا أعتبر هذا نوع من أنواع التبتل وعدم الزواج، وهو أسوأ أنواع التبتل.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
اذن هذا هو الرد على الشبهة الأولى التي أثارها المشركون أن محمد ﷺ يتزوج محمد وينجب، ولو كان نبيًا -كما يدعي- لشغله أمر النبوة عن الزواج
ورد القرآن على هذه الشبهة بأبسط رد وهي أن سنة الرسل قبل الرسول ﷺ أنهم كانوا يتزوجون وينجبون.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِ‍َٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ) 
هذا هو الرد على الشبهة الثانية، وهي ان محمد لم يأت بأي معجزة من المعجزات الكثيرة التي طلبناها منه، واكتفي فقط بمعجزة القرآن الكريم.
لو كان رسول كان أي حاجة نطلبها منه كان عملها على طول.
فقال تعالى
(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ) أي رسول، ليس محمد فقط، هذه سنتنا مع أي رسول 
(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِ‍َٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ) 
يعنى حال الرسول ﷺ في ذلك كحال غيره من الرسل السابقين.
كل رسول يأتي بمعجزة واحدة لتدل على صدق نبوته.
وهذه المعجزة الواحدة كافية لإثبات الحجة على قومه.
ما فيش رسول من الرسل السابقين قومه يقولوا له اعمل كذا حاضر، اعمل كذا حاضر.
كل رسول يأتي بآية.
اذا طلب قومه شيء زائد، فهو مفوض إلى مشيئة الله تعالى، إن شاء فعل، وان شاء لم يفعل، ولا اعتراض لأحد عليه في ذلك.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِ‍َٔايَةٍ) 
وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ من الرسل السابقين أَن يَأۡتِيَ بِ‍َٔايَةٍ، بمعجزة يعنى من تلقاء نفسه 
(إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ) 
إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وارادته المبنية على المصالح.
وليس بناءًا على اقتراحات أقوامهم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ ﴿٣٨﴾
هذا هو الرد على الشبهة الثالثة، وهي أن العذاب الذي يتوعدنا به محمد إذا لم نؤمن به ولم نتبعه لم ينزل، بالرغم من أننا طلبنا نزول هذا العذاب.
يقول تعالى
(وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم)
فيرد تعالى على هذه الشبهة ويقول (لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ ﴿٣٨﴾
والأجل هو نهاية مدة الشيء.
و(كِتَابٞ) يعنى مكتوب ومثبت ومحدد.
فكل شيء له وقت محدد مكتوب متى سيحدث ومتى سيقع هذا الشيء.
يعني نزول العذاب بكم، وتحقق النصر للمؤمنين، هذا امر قضى الله بحصوله في وقت معين، فنزول العذاب هذا أمر ليس باستعجالكم ولا بطلبكم، ولكن العذاب ينزل في الوقت الذي حدده الله تعالى.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ثم يقول تعالى (يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ ﴿٣٩﴾
هذا هو الرد على الشبهة الرابعة: وهي أن محمد قد جاء بشرائع وأحكام، تخالف شرائع اليهود والنصارى، ولو كان محمدًا قد جاء بهذه الشرائع من عند الله، لما خالف شرائع اليهود والنصارى، لأن أصل الشرائع واحد وهو الله تعالى.
فيرد الله تعالى في هذه الشبهة فيقول
(يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ)
يعنى يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ من الشرائع وَيُبقي مَا يَشَآءُ من الشرائع، بما يقتضيه صلاح الناس في ذلك المكان وذلك الزمان.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ) 
(أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ)
هو اللوح المحفوظ.
يعنى ما يمحوه الله من شرائع وما يثبته من شرائع، هذه كلها أمور مكتوبة في اللوح المحفوظ منذ الأزل.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هذا هو رد القرآن العظيم على الشبهات الأربعة التي أثارها المشركون واليهود
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
الآية الأخيرة (يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ ﴿٣٩﴾
تكلم فيها البعض وقال هل هذه الآية تعنى أنه يمكن أن يتغير قدر الله تعالى؟
وحتى نفهم هذا الأمر نقول إن القدر نوعين:
قدر معلق، وقدر مبرم

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
القدر المعلق: يعنى قدر يمكن يتغير بناءًا على الأسباب.
مثال أن يكون مكتوبًا في هذا النوع من القدر المعلق أن فلان سيصاب بمرض، ولكن إذا تصدق فسيرفع عنه المرض، وإذا لم يتصدق فسيظل مريضًا.
أو مكتوب في القدر المعلق أن فلانة لن تتزوج، ولكن إذا اكثرت من الاستغفار فستتزوج، وإذا لم تستغفر فستظل بدون زواج.
أو مكتوب في القدر المعلق أن فلان ستقع له حادثة مروعة بالسيارة، ولكن إذا عمل هذا العمل من أعمال البر فلن تقع هذه الحادثة.
أو مكتوب في القدر المعلق أن فلان سيحكم عليه القاضي بالسجن ثلاثة سنوات، ولكن إذا دعا الله في الثلث الأخير من الليل، فسيحكم القاضي له بالبراءة.
وهذا هو معنى الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه
"لا يرد القدر الا الدعاء"
وفي حديث آخر وراه الحاكم وصححه الألباني "ان الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل" 
يعنى الدعاء ينفع في المشكلة اللي حصلت فعلُا واللي لسه ما حصلتش. 
ولذلك كان عمر يقول في دعائه
"اللهم إن كنت كتبتني شقيا، فامحني واكتبني سعيدا ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت"
اسمع منى هذا الحديث الذي رواه الطبراني في المعجم الكبير "ان الله ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل، فينظر في الساعة الأولى في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت، وفي الثانية الى اللوح المحفوظ، وفي الثالثة الى خلقه"
ده الثلث الأخير من الليل ده ممكن يغيرلك حياتك كلها


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

القدر المبرم: وهو المكتوب في اللوح المحفوظ، مثال يكون مكتوب: فلان سيمرض وسيدعو الله وسيرفع عنه هذا المرض بفضل دعائه.
فلان لن تحدث له حادثة لأنه فعل هذا العمل من أعمال البر.
فلانة لن تتزوج أو فلان لن يتزوج لأنه لم يكن يكثر من الإستغفار.
فلان حكم له بالبراءة لأنه دعا في الثلث الأخير من الليل.
فهذا القدر لا يتغير لأنه علم الله تعالى، وهذا القدر هو المكتوب في اللوح المحفوظ.
يقول تعالى
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي السمآء والأرض إِنَّ ذلك فِي كِتَابٍ إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ.)
ويقول تعالى (مآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأرض وَلاَ في أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ)
فالذي في اللوح المحفوظ، هذا علم الله تعالى الأزلي، وهذا لا يتغير. 
"رفعت الأقلام وجفت الصحف"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
من هنا نفهم الآية الكريمة يقول تعالى: 
(يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ)
يعنى: يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ محوه، وَيُبقي ما يشاء ابقائه، في كل أحوال الخلق، من صحة ومرض، وفقر وغنى، وزواج وطلاق.
(وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ) وهو اللوح المحفوظ.
وهو ما علمه الله في الأزل وكتبه في اللوح المحفوظ.

 

        

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇