Untitled Document

عدد المشاهدات : 244

الحلقة (624) من "تَدَبُرَ القُرْآنَ العَظِيم" تفسير وتدبر الآيات (41) و(42) و(43) من سورة "الرَعد" (أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ.....

الحلقة رقم (624)
(تًدَبُر القُرْآن العَظِيم)

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

تفسير وتدبر الآيات (41) و(42) و(43) من سورة "الرَعد"- ص 254
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴿٤١﴾ وَقَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَلِلَّهِ ٱلۡمَكۡرُ جَمِيعاۖ يَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٖۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكُفَّٰرُ لِمَنۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴿٤٢﴾ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسۡتَ مُرۡسَلاۚ قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ ﴿٤٣﴾

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴿٤١﴾
وقد جاء هذا المعنى في الآية (44) من سورة الأنبياء، يقول تعالى (أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون‏)
أغلب المفسرون أن انقاص ٱلۡأَرۡضَ مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ يعنى توسع الفتوحات الإسلامية على حساب أراضي الكفار.
ففي كل يوم كانت تأتي قبيلة وتبايع الرسول ﷺ حتى القبائل القريبة والمحيطة بمكة كانت تبايع الرسول ﷺ وتدخل في الإسلام، وهكذا أخذت أرض الكفر والتى كان مركزها هو مكة تضيق علي الكفار يومًا بعد يوم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
من جهة أخري أرض الفرس الكافرة أخذت تضيق عليهم في عهد عمر –رضى الله عنه- حتى تم القضاء عليها نهائيًا بعد أن عاشت هذه الأمبراطورية أكثر من 1000 سنة.
وكذلك أخذت تضيق أرض الإمبراطورية الرومانية لحساب المسلمين ففقدت كل شمال أفريقيا وكل الشام وجزيرة قبرص، يعنى 10 دول من الدول الموجودة الآن.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

وقريب من هذا المعنى أن انقاص ٱلۡأَرۡضَ مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ يعنى نقص أعداد الغير مسلمين وزيادة أعداد المسلمين.
والإسلام -منذ ظهورة وحتى الآن- هو أسرع الديانات نموًا في العالم.
يعنى هو أسرع معدل في  زيادة عدد معتنقيه.
ولذلك فالإسلام –الآن- هو ثاني أكبر ديانة عالمية بعد المسيحية من حيث عدد الأتباع.
ولو كان الإسلام قد ظهر في نفس وقت المسيحية، لكان الإسلام هو أكبر ديانة عالمية.
يعنى أن المسيحة ظهرت قبل الإسلام بنحو 600 سنة.
فلو افترضنا ان الإسلام قد ظهر في نفس وقت المسيحية لوصل عدد المسلمين في العالم الآن الى أكثر من 3 مليار مسلم، وهو عدد أكبر بكثير من أعداد المسيحيين الأن.
ولذلك فالإسلام هو أسرع الديانات نموًا في العالم.
بمعنى أكثر الأديان الذي يزيد عدد معتنقيه باسرع معدل.
ووفقًا للدراسات أن بحلول عام 2070 سيكون الإسلام هو أكبر الديانات في العالم.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

اذن معنى (أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَا) 
يعنى ألا يعتبر هؤلاء المشركون من نقص ديار الشرك، وزيادة ديار الإسلام، ومن زيادة أعداد المسلمين ونقص أعداد الغير مسلمين.
ووجه العبرة أن هذا دليل على أن الله منجز وعده لرسوله ﷺ  
ودليل على أن المسلمين على الحق وغيرهم على الباطل.
إذا كانت رسالة الإسلام رسالة غير صحيحة فمن المستحيل أن تجذب كل هذه الأعداد وتحقق كل هذه الانتصارات عبر الزمان.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
والى جانب هذا التفسير لإنقاص ٱلۡأَرۡضَ من أطرافها، وهو تفسير صحيح لاشك في ذلك. 
هناك تفسير علمي مبهر لهذه الآية الكريمة.

فقد انتهي العلماء الى أن هناك نقص حقيقي لأطراف الأرض بدأ منذ خلق الأرض وسيستمر الى قيام الساعة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
أولًا ما معنى أطراف الأرض؟
نحن نعلم أن الطرف الشيء يعنى حافة الشيء أو جانب الشيء.
فلو كان هذا الشيء على شكل مثلث مثلًا يكون له ثلاثة حواف، 
ولو كان على شكل مربع أو مستطيل يكون له أربعة حواف، وهكذا..
أما لو كان على شكل  كرة مثل الأرض التى نعيش عليها.
معنى هذا أن كل نقطة على الأرض تعتبر طرف.
ومعنى هذا أن نقصان الأرض من أطرافها يعنى أن الأرض نفسها تنكمش ويقل حجمها باستمرار.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد اكتشف العلماء أنه نتيجة خروج حمم بركانية وغازات وأبخرة من خلال فوهات البراكين وصدوع الأرض.
نتيجة لذلك يحدث تفريغ لهذه المواد من باطن ٱلۡأَرۡضَ، وبالتالى تنكمش ٱلۡأَرۡضَ على نفسها.
اذن ٱلۡأَرۡضَ التي نعيش عليها تنكمش باستمرار من كل أطرافها، كما ذكر القرآن الكريم.
ويطلبق على هذه الظاهرة الجيولوجية "الإنكماش الحراري"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولكن هل معنى هذا أنه نتيجة انكماش الأرض على نفسها
أن الأرض ستضيق حتى لا نجد مكان نعيش فيه.
وهذا الإنكماش ضئيل جدا بالنسبة لكتلة الأرض.
فقال العلماء ان الأرض تفقد سنتيمتر واحد من قطرها كل 300 سنة بسبب هذه الظاهرة.
وعلى هذا تكون الأرض قد فقدت حوالى 200 كيلو متر من قطرها منذ تشكلها من أكثر من 5 مليار سنة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولذلك فان المفسرون القدماء استبعدوا تمامًا أن يكون هناك نقص حقيقي في الأرض، حتى قال عكرمة: لو كانت الأرض تنقص لم نجد مكانًا نجلسُ فيه.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
من جهة أخري فان الغلاف الجوي يفقد كميات من الغازات الى الفضاء باستمرار.
يعنى هناك غازات تخرج من نطاق جاذبية الأرض وتنطلق الى الفضاء.
فيفقد الغلاف الجوي ما يقدر بحوالى 90 طن من الغازات الى الفضاء سنويًا 
وهو أيضًا يعتبر رقم ضئيل جدًا بالنسبة لكتلة الأرض. 
ولكن هذه صورة أخري من صور نقصان للأرض من أطرافها.
لأن الغلاف الجوي هو جزء من الأرض.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولكن الملفت أن هذه الحقيقة العلمية قد ذكرها الله تعالى في معرض المن أو النعمة على بنى آدم.
سواء في هذه الاية أو الآية في سورة الأنبياء
فما وجه النعمة في أن أرضنا التي نعيش عليها تنكمش ويقل حجمها.
أو أن الغلاف الجوي يفقد جزء منه الى الفضاء الخارجي.
أكتشف العلماء أن الشمس تفقد من كتلتها كل ثانية على هيئة طاقة ما يساوي حوالى 5 مليون طن من المادة
وحسب قانون الجاذبية لابد أن تفقد الأرض كتلة موازية، حتى تحافظ على نفس البعد من الشمس وهو 150 مليون كيلو متر 
فلو لم تفقد ٱلۡأَرۡضَ هذه الكتلة الموازية، لاختلت العلاقة النسبية بين كتلتى الأرض والشمس، ولأبلعتنا الشمس واحترقنا في قلبها 
أو انطلقنا بعيدا عن الشمس، وتجمد كل حى على الأرض وقضى على كل صور الحياة على الأرض.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومن العجيب أن كمية الشهب والنيازك التي تصل الى الأرض يوميا تلعب دورا هاما في ضبط العلاقة بين كتلتي الأرض والشمس إذا زادت كمية الغازات المنفلتة من عقال جاذبية الأرض‏.‏
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
من هنا نري أن هذه الآية القرآنية هي اشارة علمية جاءت في كتاب الله منذ أكثر من أربعة عشر قرنُا لتشهد لهذا الكتاب العزيز أنه لا يمكن ان يكون صناعة بشريةـ لأن حقيقة إنقاص الأرض من أطرافها لم تصل اليها المعارف المكتسبة الا في النصف الثاني من القرن الماضي.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِ)
هذا من التهديد لهؤلاء المشركين.
يعنى: وَٱللَّهُ -تعالى- يَحۡكُمُ ما يشاء أن يحكم به في خلقه، ولا أحد يُعقِّب على حُكْم الله.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وهذا القول الحكيم فيه اشارة الى ضرورة وجود درجات للتقاضي كما هو معمول به الآن في كل دول العالم.
لأن الله تعالى يقول (وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِ)
يعنى هذه خصوصية لله تعالى، أما غيره من البشر فلابد أن يكون هناك من يعقب على حكمه.
وقديما كان هناك قاض يحكم، ويكون حكمه حكمًا نهائيًا باتًا لا رجوع فيه.
ثم أخيرًا وفي القرن التاسع عشر بدأت تظهر أنظمة قانونية حديثة.
وأصبح هناك الآن في كل دول العالم ثلاثة درجات للتقاضي 
محاكم ابتدائية، ثم محاكم استئناف، ثم محاكم عليا، وهي آخر درجة من درجات التقاضي ويطلق عليها في بعض الدول محاكم النقض أو التمييز.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقد سبق القرآن منذ الف وربعمائة عام الى الإشارة الى ضرورة وجود درجات للقضاء.
وذلك في قوله تعالى
(وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِ)
يعنى هذه خصوصية لله تعالى، أما غيره من البشر فلابد أن يكون هناك من يعقب على حكمه.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(وَهُوَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ)
وهو - تعالى- سَرِيعُ الانتقام من الكافرين، وسَرِيعُ الثواب للمؤمنين.
والعبارة كلها
(وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ)
فيها بشارة للمؤمنين، وإنذار للكافرين.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَقَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَلِلَّهِ ٱلۡمَكۡرُ جَمِيعاۖ يَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٖۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكُفَّٰرُ لِمَنۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ ﴿٤٢﴾
(وَقَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ) يعنى مَكَرَ كفار الأمم السابقة برسلهم وبالمؤمنين، وحاولوا ايذائهم وقتلهم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(فَلِلَّهِ ٱلۡمَكۡرُ جَمِيعا) 
يعنى لو قارنت مكر هؤلاء الكفار بمكر الله، كأن مكرهم لا وجود له.
كما تقول "فلان الرجولة كلها" أو "فلان ده الكرم كله"
لو قارنت مكر هؤلاء الكفار بمكر الله، كأن مكرهم لا وجود له.
لماذا؟
لأن المكر هو التدبير بخفاء. 
فاذا كان مكرهم وتدبيرهم معلوم ومكشوف لله، والله تعالى قادر على ابطاله.
وفي المقابل تدبير الله تعالى لا يمكن أن يطلع عليه أحد، ولا يمكن أن يعطله أحد.
فاذن مكرهم الى جانب مكر الله كأنه لا وجود له.
وفي هذا طمأنة للرسول ﷺ  وللمؤمنين

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(يَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡس) 
يعنى يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ من خير أو شر، وسيجازي عليه.
(وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكُفَّٰرُ لِمَنۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ) 
وقرأت (وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكَافرُ لِمَنۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ) 
يعنى وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكُفَّٰارُ لِمَنۡ ستكون العاقبة الحميدة.
وهذا فيه التحذير للكافرين من التمادى فى كفرهم ، وتبشير للمؤمنين بأن العاقبة ستكون لهم.


❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇

(وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسۡتَ مُرۡسَلاۚ قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ ﴿٤٣﴾
يختم الله -تعالى – هذه السورة الكريمة بالشهادة للرسول ﷺ بأنه صادق فى رسالته، فيقول تعالى: (وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسۡتَ مُرۡسَلا) يعنى: وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ من قومك لَسۡتَ مُرۡسَلا من عند الله.
وقد جائت بصيغة المضارع ليدل على تكرار هذا القول منهم، وأنه سيظل متكررًا منهم الى قيام الساعة.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
(قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ)
يعنى: تكفى شهادة الله بينى وبينكم، فهو –تعالى- يعلم صدق دعوتى، ويعلم كذبكم.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
 (وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ)
يعنى وتكفي أيضًا شهادة مَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ.
وهم علماء اليهود والنصاري الذين يجدون البشارة بالرسول ﷺ وفيها صفة الرسول ﷺ في كتبهم بمنتهي الدقة.
وكان أول من شهد بنبوة الرسول ﷺ هو "ورقة بن نوفل" وكان نصرانيًا، وعنده علم بالكتب السابقة، فلما اخبره الرسول ﷺ بما حدث له في غار حراء، قال له: "هذا هو الناموس -يعنى الوحى- الذى أنزله الله على موسى"

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ومن هؤلاء النجاشي والذي عندما سمع القرآن من "جعفر بن أبي طالب" بكي وقال "إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة"
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وممن شهد للرسول ﷺ بصدق الرسالة "عبد الله بن سلام" وكان من أحبار اليهود، وقد آمن بالرسول ﷺ في أول يوم لدخول الرسول ﷺ المدينة، يقول عبد الله بن سلام ""لما قدم الرسول ﷺ المدينة، انجفل الناس قبله، (يعنى كل الناس ذهبت مسرعة اليه) يقول فجئت في الناس لأنظر، فلما تبينت وجهه (يعنى تبينت ملامح وجهه)  عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ولذلك يقول تعالى في سورة البقرة: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)
يقول عمر –رضى الله عنه- لعبد الله بن سلام: ان الله يقول (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) فكيف هذه المعرفة ؟ قال عبد الله: يا عمر لقد عرفته حين رأيته كما عرفت ابني، ومعرفتي بمحمد أشد من معرفتي بابني، فقال عمر : كيف ذلك ؟ فقال أشهد أنه رسول الله، وقد نعته الله في كتابنا، ولا أدري ما تصنع النساء، فقال عمر: صدقت يا ابن سلام.

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وممن شهد للرسول ﷺ بصدق الرسالة "سلمان الفارسي" وكان من بلاد فارس، وكان أبيه من اشراف بلاد فارس، ولكنه ترك بلاده ليبحث عن الدين الحق، وصحب أكبر علماء عصره، وتعلم منهم، وعرف صفة الرسول ﷺ، فلما هاجر الرسول الى المدينة آمن به من صفته المذكورة في كتب اليهود والنصاري.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
وقيل المقصود بالكتاب هو القرآن الكريم، فالذي عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ، يعنى الذي عِندَهُۥ عِلۡمُ بالقرآن الكريم.   
يعنى يشهد بصحة نبوة الرسول ﷺ المسلم الذي عِندَهُۥ عِلۡمُ بالقرآن الكريم.   

نهاية تفسير سورة الرعد

   

لِمُطَالَعَة بَقِيَةِ حَلَقَات "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم"

لِمُشَاهَدَة حَلَقَاتِ "تَدَبُر القُرْآن العَظِيم" فيديو

❇