Untitled Document

عدد المشاهدات : 2219

خطبة: فَضِلَ الصًلاة

فَضِيلَة الصًلاة

الخطيب: الشيخ/ وائل فوزي

تاريخ الخطبة: 1431- 2010

المكان: مسجد "الوادي" بمدينة نصر - "السيدة مريم- عليها السلام" بمنطقة الهجانة

مدة الخطبة: 45 دقيقة

 

عناصر الخطبة

1.    معنى الصلاة

2.    أحاديث في فضل الصلاة

3.    فرض الصلاة في رحلة المعراج

4.    آخر وصايا الرسول الصلاة

5.    خطورة ترك الصلاة

6.    خطورة جمع الصلاة

7.    أهمية الصلاة في أول الوقت

 

الخطبة الثانية

8.    الأحاديث المنتشرة على النت

9.    قصة واقعية

10- نصيحة للشباب

11- فتوى ترك الصلاة

 

أما بعد

تحدثنا في هذه السلسلة عن العبادات، عن الأذان وفضيلته، وتحدثنا عن فضيلة الوضوء، وحديثنا اليوم –إن شاء الله تعالى- عن الصلاة

الصلاة في اللغة لها ثلاثة معاني:

المعنى الأول أنها صلة، ولذلك سميت الصلاة بذلك الإسم لأنها صلة بين العبد وربه

المعنى الثاني للصلاة: الرحمة، يقول تعالى ((هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ)) صلاة الله تعالى علينا رحمته بنا، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ يعني هو الذي يرحمكم

المعنى الثالث للصلاة: هو الدعا، ((هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ)) صلاة الملائكة على المؤمنين يعنى الدعاء لهم

اذن هناك ثلاثة معاني للصلاة: أنها صلة بين العبد وربه، والمعنى الثاني للصلاة أنها رحمة، والمعنى الثالث الدعاء

 

فضل الصلاة

 

1.  يقول تعالى ((إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)) يعنى مكتوبة بمواعيد محددة، لابد أن تحافظ عليها في هذه المواعيد

 

2.  روى الحاكم عن عمر بن الخطاب أنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "الصلاة عماد الدين، من اقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين"

 

3.  روى الترمذي و أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ ‏ ‏مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ‏ ‏قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ‏ -‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- ‏ ‏فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ، قَالَ ‏ "‏لقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ، عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاة، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ ‏ ‏الْبَيْتَ" ‏ ‏ثُمَّ قَالَ "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ،‏ ‏وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّار،َ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ: قَالَ: ثُمَّ تَلَا ((تتجافي جنوبهم عن المضاجع)) ثُمَّ قَالَ "أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ ‏وَذِرْوَةِ ‏ ‏سَنَامِهِ" قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ "رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ‏ ‏وَذِرْوَةُ ‏ ‏سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ "أَلَا أُخْبِرُكَ ‏ ‏بِمَلَاكِ ‏ ‏ذَلِكَ كُلِّهِ قُلْتُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ" فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا" فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ‏ "‏ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ‏ ‏يَا ‏ ‏مُعَاذُ ‏ ‏وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ"

 

"كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي سَفَرٍ" هذا السفر هو غزوة تبوك، كما جاء في روايات أخرى

" فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ قَالَ ‏ ‏لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ ‏ ‏وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ ‏ ‏الْبَيْتَ ‏ ‏ثُمَّ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ ‏ ‏جُنَّةٌ "

جُنَّةٌ  في اللغة هو أي الدرع  أَيْ مَانِعٌ مِنْ الْمَعَاصِي ومن النَّارِ

"‏وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ" يعني الصدقة تذهبها وَتَمْحُو أَثَرَهَا

" وَصَلاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ" مبتدأ خبره محذوف، يعني وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، كذلك تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ

"رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ" الأمر هو أمر الدين، والإسلام هو الشهادتين، فالشهادتين من الدين بمثابة الرأس من الجسد

"وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ" يعني الصلاة هي عمود الإسلام، يعني الإسلام بناء، وعمود هذا البناء هو الصلاة، بدون العمود ينهدم البناء، بدون الصلاة ينهدم الدين

4.  ولذلك الحديث الذي نحفظه جميعًا "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏ ‏رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ ‏ ‏الْبَيْتِ"

لم يقل الرسول –صلى الله عليه وسلم- بنى الاسلام من خمس، ولكن قال " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ" ما الفرق ؟ لو كان قد قال "بنى الاسلام من خمس" معنى هذا أن الإسلام هو هذه الأمور الخمسة، إنما " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ" يعني هذه الخمس هي الأعمدة التى يقوم عليها البناء، بدون هذه الأعمدة، لن يكون لهذا البناء أي وجود0   

5.  روى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ وفي رواية "أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَل" قَالَ: "‏الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا" قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: "ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ" قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"

 

6.  عن أبي هريرة –رضى الله عنه-  خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "والذي نفسي بيده ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة وقيل له ادخل الجنة بسلام"

الكبائر السبع هي: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس ، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات

 

7.  روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة "أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا"

أنظر في هذا الحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- يشبه الذنوب بالأقذار، فكما أن الماء يطهر الأقذار المحسوسة في البدن، فكذلك الصلوات تطهر العبد عن أقذار الذنوب، حتى لا تبقي له ذنبًا الا أسقطته

 

8.  روى البخاري عَنْ عبد الله ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنْ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-َ فَأَخْبَرَهُ ، فأعرض عنه النبي –صلى الله عليه وسلم- لأنه شيء أغضب النبي –صلى الله عليه وسلم- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ((أَقِمْ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)) فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِي هَذَا ؟ قَالَ: "لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ"

 

9.  روى مسلم وغيره حديث أبي هريرة " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجتنب الكبائر"

وفي رويات أخرى "العمرة الى العمرة، والحجة الى الحجة" وهنا سؤال اذا كانت الصلوات الخمس تكفر ما بينها، يبقي ايه لازمة الجمعة الى الجمعة، وايه لازمة رمضان الى رمضان، وهكذا، ألا تكفي واحدة، قالك اذا لم يصادف هذا ذنب، يعني اذا مسحت الصلوات الخمس جميع ذنوبك، فتأتي الجمعة أو رمضان أو العمرة، فتكون زيادة حسنات، ورفع درجات

 

10.          روى الترمذي وأحمد وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر"

ولذلك سمعت أحد العلماء يحتج بهذا الحديث بأن الذي لا يصلى لا يقبل الله تعالى له أي عمل، لا يقبل صيامه، ولا يقبل زكاته، ولا يقبل له أي عمل

 

11.          روى مسلم صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ثم قال "إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين"

لمذا أجره مرتين، أجر عمله، وأجر الذين ضيعوها من الأمم السابقة

 

12.                        روي المنذري عن عبد الله بن جابر الأنصاري أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال "مفتاح الجنة الصلاة"

*        *         *

والأحاديث في فضل الصلوات كثيرة لا حصر لها، ولكن يكفي أن الصلاة هي العبادة الوحيدة التي لم تفرض على الأرض، وانما فرضت في السماء، وهي العبادة الوحيدة التي فرضت بدون وحي، بل فرضت مباشرة من الله تعالى

 

نتذكر حديث الإسراء والمعراج، جبريل –عليه السلام- يصعد بالنبي –صلى الله عليه وسلم- السماء الأولي والثانية والثالثة حتى يصل الى السماء السابعة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ، فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ قُلْتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلَاةً قَال:َ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى قُلْتُ وَضَعَ شَطْرَهَا فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَقُلْتُ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى انْت