Untitled Document

عدد المشاهدات : 2177

خطبة: الحج 3

الحَجْ

3/3

الخطيب: الشيخ/ وائل فوزي

تاريخ الخطبة: 1431- 2010

المكان: مسجد "الوادي" بمدينة نصر - "السيدة مريم- عليها السلام" بمنطقة الهجانة

مدة الخطبة: 30 دقيقة

 

أما بعد

اليوم هو لقاءنا الثالث والأخير عن عبادة الحج، وقد قلنا أن الحجَ هو تمام الاسلام، وكمال الدين، وعبادة العمر، وختام الأمر

وقد تحدثنا في الخطبة الأولى عن زيارة المدينة المنورة وزيارة الرسول –صلى الله عليه وسلم-

وبدأنا في الخطبة الثانية مناسك حج التمتع وهو أن تؤدي مناسك العمرة أولًا فتحدثنا عن الاحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة وأخيرا الحلق

بعد ذلك تظل في مكة حتى يوم 8 ذي الحجة، وهو يوم التروية فتبدا مناسك الحج من هذا اليوم

 

المكوث في مكة حتى يوم التروية

-  وقبل أن نبدأ الحديث عن مناسك الج، ما الذي ستفعله في مكة حتى يوم 8 ذي الحجة ؟

طوال هذه المدة أنت تنشغل بالعبادة، لا تضيع وقتك بالذهاب الى الأسواق، للأسف المسلمون يطوفون بأسواق مكة أكثر مما يطوفون بالكعبة المشرفة، وأسواق مكة مغرية، وتجد مولات تجارية ترسل اليك اسفل الفندق سيارات خاصة تنقلك الى هذا المول بالمجان وتعيد مرة أخرى، عليك وأنت في مكة أن تقاوم اغراء أسواق مكة، حتى لا تنشغل بها عن العبادة، اشتر فقط في حدود الهدايا للأقارب والأصحاب، واجعل نيتك في هذا أنك تدخل السرور على قلوب المسلمين، وأنك تنفذ حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- فيما روي عن أبي هريرة "تهادوا تحابوا" ولا تنسي دعاء دخول السوق فان ثوابه عظيم

*        *       *

وأهم عبادة في مكة هي الطواف، كما قلنا في حديثنا عن زيارة المدينة المنورة أن أهم عبادة في المسجد النبوي هي زيارة الرسول –صلى الله عليه وسلم- لأن هذه العبادة لا يمكن أن تقوم بها الا في المسجد النبوي، أيضًا الطواف هو العبادة التى لا يمكن أن تقوم بها الا في المسجدج الحرام

بالرغم من أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، ويقول العلماء كل عمل بالف، يعنى اذا قرأت القرآن في المسجد الحرف، كل حرف بعشر حسنات اضرب في الف يعني كل حرف بمليون حسنة، ومع ذلك فان عبادة الطواف بالكعبة المشرفة هي أحب عبادة لله تعالى في المسجد الحرام، يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-  "استكثروا من الطواف بالبيت فإنه من أجل شيء تجدونه في صحفكم يوم القيامة، وأغبط عمل تجدونه" أكثر عمل حتفرح يوم القيامة عندما تجده في صحيفة حسناتك يوم القيامة هو الطواف، ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-   "ينزل على هذا البيت كل يوم و ليلة عشرون ومائة رحمة، ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين"

لذلك فالنظر الى الكعبة المشرفة عبادة، عندما تطوف بالبيت طف وأنت تنظر الى الكعبة، فيه واحد كان يجلس أمام الكعبة بالساعات، في يده مسبحته ولا شيء يفعله الا أنه ينظر الى الكعبة، هذه عبادة، أنت عندما تصلى ينبغي عليك أن تنظر الى موضع سجودك، الا عند الكعبة المشرفة، يمكنك أن تصلى وأنت تنظر الى الكعبة

 

الملتزم

- من الأمور التى تستكثر منها في المسجد الحرام، هو الدعاء عند الملتزم، والملتزم هو المكان بين الحجر الأسود  وباب الكعبة، أغلب الناس تتعلق بباب الكعبة ويعتقدون أن هذا هو الملتزم، لأ ليس هو هذا المكان، المكان –كما ذكرت- بين الحجر الأسود وباب الكعبة، مسافة قصيرة جدًا حوالي مترين، هذا المكان هو "الملتزم"

تقف كما وقف الرسول –صلى الله عليه وسلم- تلصق صدرك وبطنك وكل جسدك بجدار الكعبة، وتلصق خدك الأيمن بحجر الكعبة، وترفع ذاعيك وهما ملاصقان للكعبة، وتلصق راحة كفيك بالكعبة، ولذلك سمى بالملتزم لأنك تلتزم الكعبة، يعنى تحتضنها، وتدعو الله تعالى، والدعاء مستجاب يقينا في هذا المكان، يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول "هنا تسكب العبرات"

- عندما يتلصق جسدك على هذا النحو بالكعبة الشريفة، فارجو من الله تعالى أن يحصن جسدك من النار يوم القيامة

تشعرعند الملتزم بمشاعر غريبة غير مسبوقة، تشعر كأنك انعزلت عن الدنيا، كان الحسن البصرى –رحمه الله- اذا وقف عند الملتزم قال لأصحابه: "تنحوا عنى حتى اقر لربي بذنبي"

شيء آخر عن الملتزم، الكعبة يحيط بها "الشاذَروان" والشاذَروان كلمة فارسية، وهو الوزرة المحيطة باسفل جدار الكعبة، عرضها حوالي نصف متر، وهي مبنية من الرخام الأبيض بشكل مائل، ومثبت بها حلقات يربط بها كسوة الكعبة المشرفة، هذا "الشاذروان" جزء من الكعبة، يعني جدار الكعبة داخل قليلَا بمقدار حوالي نصف متر، عندما تطوف وتلمس كسوة الكعبة، معنى ذلك أن يديك داخل مجال الكعبة، طيب ما علاقة الشاذَروان بالملتزم، احنا قلنا أن الشاذَروان على هيئة رخام أبيض مائل، ومعمول هكذا حتى لا يطوف عليه أحد، لأن الفقهاء قالوا أن الذي يطوف على الشاذَروان لا يصح طوافه لأنه جزء من الكعبة، انما عند الملتزم الشاذَروان ليس بشكل مائل، ولكن على هيئة مصطبة صغيرة، تسهيلًا على من يريد أن يقف عند الملتزم، معنى هذا أن الذي يقف على الشاذَروان عند الملتزم يكون واقفا داخل الكعبة

تريد أن تفعل شيئًا آخر، تعلق بأستار الكعبة، وكأنك تستجير بالله تعالى أن يغفر لك وأن يرحمك وأن يعفو عنك ، عارف لما يكون واحد غلطان في حق حد، وعاوز يسامحه، يمسك في هدومه ويقول له سامحنى ارجوك، أنا آسف مش حاعمل كده تاني

 

 

 

حجر اسماعيل

من الأمور التى تحرص عليها في المسجد الحرام، هو الدخول الى حجر اسماعيل، والصلاة داخله

وحِجْر اسماعيل  أو "الحطيم" هو الحائط المستدير على شكل قوس أو نصف دائرة يقع شمال الكعبة المشرفة

وقصة الحِجْر أن بناء الكعبة كان في أول أمره عندما بنته الملائكة، أو بناه آدم "السلام" وحين أعاد ابراهيم البناء هو واسماعيل –عليهما السلام- كان يضم هذه المساحة، اللى هيه مساحة الحِجر التى تظهر على شكل القوس أو النصف دائرة، بعد ذلك تعرضت مكة في أحد الأعوام، وكان ذلك قبل بعث الرسول –صلى الله عليه وسلم- تعرضت لسيول شديدة تهدمت على أثرها الكعبة، فارادت قريش اعادة بناء الكعبة على قواعد ابراهيم، فقصرت بها النفقة، يعنى ايه قصرت بها النفقة، يعني لم تجد أموالًا لبناء الكعبة بالكامل، واعادة البناء كما كان كاملًا، لأنها كانت حريصة على ألا يدخل في البناء اي مال حرام، فقالت قريش: نبنى ما تحتمله النفقة، والباقي نجعله خارجًا ونحجر عليه، ومن هنا جائت التسمية بالحِجْر، من الحجر، لأن قريش حجرت عليه، طيب لماذا سميت بالحطيم، لأن هذا هو الجزء الذي تحطم من الكعبة بفعل السيول ولم تستطع قريش اعادة بناءه مرة أخرى

روى مسلم عن عائشة -رضى الله عنها- أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لها "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها سبع أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة" ولذلك في جميع المذاهب أن الذي يطوف من داخل الحجر لايصح هذا الشوط، لا بد أن تطوف من خارج الحجر، لأن الحجر جزء من الكعبة

المهم من قصة الحِجْر أن تحرص –كما ذكرت- على أن تصلى داخل الحِجْر ، لأنك اذا صليت داخل الحِجْر فكأنك صليت داخل الكعبة، ووجود الحِجْر من فضل الله تعالى وكرمه علينا لأن ذلك يمكننا من أن نصلى داخل الكعبة

لذلك عند فتح مكة طلبت السيدة عائشة من الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يطلب مفاتيح الكعبة فتدخل وتصلى فيه، فقال لها الرسول –صلى الله عليه وسلم- صلى في الحجر" روى الترمذي وأبو داود وغيرهما عن عائشة –رضى الله عنها- "كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني في الحجر فقال صلي في الحجر إذا أردت دخول البيت فإنما هو قطعة من البيت فإن قومك اقتصروا حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت"

*       *      *

طيب أمر آخر بخصوص الحجر احنا ذكرنا سبب تسمية هذا المكان بالحجر، وهو أن قريش حجرت عليه، طيب لماذا سمي بحجر اسماعيل، قيل أن اسماعيل –عليه السلام- دفن في وراء ذلك المكان، وقيل أن كثير من الأنبياء والرسول دفنت في هذا الموضع، اللى هوه عند مقام ابراهيم ووراء الحجر، لأن كل نبي بعد أن يدعو قومه ويهلك تعالى الكافرين من قومه، ويهلك قريته، يخرج هذا النبي من القرية ومعه المؤمنون من قومه الى حيث الكعبة الشريفة ويظلون يعبدون الله تعالى، حتى اذا مات هذا النبي دفن في هذا المكان، ولذلك قيل أن كثير من الأنبياء والمرسلون دفنوا في هذا المكان وحول الكعبة

*       *      *

 

يوم التروية

- يوم 8 ذي الحجة، وهو يوم التروية تبدأ أعمال الحج، تغتسل وتلبس ملابس الاحرام، وتخرج الى "منى" المسافة من مكة الى منى 6 كيلو متر، أغلب الشركات المصرية لا تقوم بأعمال هذا اليوم بحجة أنها سنة، ما هيه سنة مهمة، حتى تستعد ليوم عرفة، ممكن أن تذهب الى منى بمفردك، تعرف مكان الخيمة بتاعتك وتبيت في منى وتنفذ سنة النبى صلى الله عليه وسلم

عرفة

- يوم 9 ذي الحجة هو يوم عرفة، تصلى الصبح في منى، وتخرج منها بعد شروق الشمس متوجهُا الى عرفة ، هنا نحن نصوم يوم عرفة، بالنسبة للحجاج لايجوز لهم الصيام، حتى يجدوا في أنفسهم القوة على الدعاء والذكر

- في يوم عرفة تذكر عندما ترى ازدحام الخلق وارتفاع الأصوات واختلاف اللغات، تذكر وقوف جميع الأمم يوم القيامة في انتظار الحساب، وانتظار شفاعة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وانتظار أن تشرب من حوضه الشريف –صلى الله عليه وسلم- وانتظار أن يظلك الله تعالى تحت ظل عرشه، وانتظار الميزان والحساب وتطاير الصحف

-  ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- "خيرالدعاء دعاء يوم عرفة" أكثر يوم يغفر الله تعالى فيه الذنوب، ويستجيب الدعاء هو يوم عرفة، ولذلك يوم عرفة أعظم فرصة في حياتك كلها، وأهم يوم في حياتك كلها، لذلك لابد أن تستعد لهذا اليوم، انته مسافر عشان اليوم ده، من صلاة الظهر الى صلاة المغرب لا تتوقف عن الدعاء لحظة واحدة، حرام تضيع ثانية واحدة في هذا اليوم

- يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- "ما من يوم يعتق الله الرقاب فيه كيوم عرفة"

- ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- "اذا كان يوم عرفة فان الله يباهي بهم الملائكة انظروا الى عبادي جائوني شعثا غبرا من كل فج عميق"

- ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- "ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ, منه يوم عرفة, وما ذاك إلا مما يرى من تنزيل الرحمة وتجاوز الله من الذنوب, إلا ما رأى يوم بدر"  لماذا لأن جميع ذنوبك قد غفرت، كل مجهوده معاك على مدار سنوات حياتك كلها تضيع في يوم واحد، وفي ساعات قليلة

- ويقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-  "أعظم الناس ذنبا من وقف بعرفة فظن أن الله لم يغفر له"

- راي أحد المقربين ابليس في صورة شخص في يوم عرفة فاذا هو ناحل الجسم، مصفر اللون، باكي العين، مقصوف الظهر

 

المزدلفة

تخرج من عرفة بعد غروب الشمس بسكينة ووقار متجهًا الى "المزدلفة" تصلى في المزدلفة المغرب والعشاء في وقت العشاء وتقصر العشاء باذان واحد واقامتين ليس بينهما نافلة، ولكن تجمع نافلة المغرب والعشاء والوتر بعد الفريضة، والسنة أن تبيت في المزدلفة، فاذا انتصف الليل تتأهب للرحيل وتتزود من الحصى، فتأخذ سبعين حصاة أو أكثر، ثم تأخر في المسير حتى تنتهي الى "المشعر الحرام" وهو آخر المزدلفة، فتقف وتدعو الله تعالى

 

أعمال اليوم العاشر

في اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم النحر، تذهب لرمي الجمرات، وأنت ترمي الجمرات أنت تقتدي بفعل ابراهيم وابنه اسماعيل وزوجته هاجر، وهو عمل رمزي يقصد به مقاومة الشيطان، وبعد رمي الجمار تتجه بوجهك الى الكعبة وتدعو الله تعالى دعاءًا طويلًا، لأن ذلك من مواطن اجابة الدعاء، ثم تذهب الى مكة لطواف الافاضة، وطواف الافاضة هو الركن الثاني من أركان الحج، ولذلك يطلق عليه "طواف الركن"  لقوله تعالى في سورة الحج (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق } وبعد ذلك تسعى بين الصفا والمروة، ثم تذبح، وهذا ممكن بشراء صك، وبعد ذلك تقصر أو تحلق شعرك، وهكذا تكون قد تحللت من الاحرام، ولم يبق الا الرمي أيام التشريق والمبيت بمنى

 

ايام التشريق والمبيت بمنى

- بعد أن تحلق شعرك تعود الى منى، وتبيت بها، وتبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ويجوز اذا كنت متعجلاً أن تبيت ليلتي الحادي عشر والثاني عشر فقط، واحد يقول طب ما أقعد في مكة وأصلى في الحرم، والصلاة هناك بمائة الف صلاة، لا السنة أن تظل في منى، لماذا ؟ منى عبارة عن صحراء ليس فيها شيء الا الخيام التى تبيت بها، ليس فيها أسواق ليس فيها تلفزيون، تظل ثلاثة ايام تحافظ على الشحنة الايمانية العالية جدا التى اكتسبتها في عرفة، وأنت في المنى حافظ على حضور الفرائض مع الامام في مسجد الخيف فان فضله عظيم، وممكن انك تذهب في ليالي منى تزور البيت، بشرط أن تعود للمبيت بمنى مرة أخرى

 

طواف الوداع

وأخيرا بعد أن تتجهز تماما للعودة، تذهب لوداع البيت، ووداع البيت يكون بالطواف، فاذا فرغت صليت ركعتين وشربت من زمزم، ثم تأتي الملتزم وتدعو وتتضرع، وتقول: اللهم لا تجعل هذا آخر عهدي ببيتك الحرام، فاذا كان آخر عهدي فعوضني عنه الجنة

 

العودة

اذا استقررت في منزلك فتذكر ما أنعم الله تعالى به عليك من زيارة بيته وقبر نبيه –صلى الله عليه وسلم- وأياك أن تكفر تلك النعمة، بأن تعود الى الغفلة واللهو والخوض في المعاصي، فما ذلك علامة الحج المبرور، بل علامته أن تعود زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة، متأهبًا للقاء رب البيت بعد لقاء البيت

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

هناك قصة قديمة حدثت في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وهي قصة عميل انجليزي استطاع أن يسرق قطعة من الحجر الأسود، القصة أن "الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية" أرادت أن تثبت للمسلمين بأن ما يقوله الرسول –صلى الله عليه وسلم- من أن الحجر الأسود حجرًا من أحجار الجنة غير صحيح، كيف تثبت هذا بأن تقوم بالاستيلاء على قطعة من الحجر الأسود ثم تقوم بتحليله، وتثبت بأنه حجرًا عاديًا جدًا من أحجار الدنيا، وله مثيل من أحجار الدنيا

 "الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية" دربت عميلًا أخذ يتعلم العربية في جامعة "كمبريدج" سبع سنوات، ثم سافر الى المغرب حتى يكتسب اللهجة المغربية، وبعد ذلك خرج من المغرب مع الحجاج وصل الى مصر، ثم ركب البحر وذهب الى مدينة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وتأثر قليلًا –كما يروى هو نفسه- بزيارة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ثم خرج الى مكة، يقول أن أعظم مشهد هزه من الأعماق هو رؤيته للكعبة من مشارف مكة، قديمًا لم تكن هناك مبان عالية حول مكة –كما هو الآن- والكعبة المشرفة في مكان منخفض وحولها جبال عالية، فكان الذي يدخل الى مكة يستطيع أن يرى الكعبة بمجرد أن يصل الى مشارف مكة، ولذلك هو يقول بعد ذلك أن أن أعظم مشهد هزه من الأعماق هو رؤيته للكعبة من مشارف مكة

في ذلك الوقت لم يكن الزحام شديدًا ولم تكن هناك حراسة مشددة فاستطاع أن ينتزع قطعة من الحجر الأسود، ولجأ الى السفارة البريطانية واستقبل استقبال الفاتحين، واحتفلت به السفارات الغربية احتفالًا كبيرًا، ونقلته سفينة استرالية الى بريطانيا، وتم تحليل الحجر وهنا كانت المفاجأة التى زلزلتهم جميعًا: أن هذه القطعة من الحجر لا مثيل لها من أحجار الدنيا، ولك يكن لهم مفر من اعلان النتيجة فقالوا "أنه نيزك من نوع فريد" وكانت المفاجأة الثانية أن هذا العميل البريطاني أعلن اسلامه، وكتب كتبًا من جزئين، وصف في الجزء الأول قصة تآمره على المسلمين، والجزء الثاني يصف خضوعه لرب العالمين