تفسير سورة الفجر
الخطيب: الشيخ/ وائل فوزي
تاريخ الخطبة: 1431- 2010
المكان: مسجد "الوادي" بمدينة نصر
مدة الخطبة: 30 دقيقة
أما بعد
أما بعد
فنتحدث اليوم ان شاء الله تعالى عن سورة كريمة من سور القرأن العظيم وهى سورة الفجر
وسورة الفجر سورة مكية اى نزلت قبل الهجرة النبوية لان السور هى السور التى نزلت قبل الهجرة حتى لو كانت قد نزلت خارج مكية وعدد اياتها ثلاثين ايه
وقد اخترنا الحديث عن سورة الفجر لانها من السور التى يقرأها كثير من الائمة فى صلوات الجماعة ولكثير منا يحفظها لذلك يحسن لنا معرفة معانيها حتى يتدبرها ونحن نقرأها او نستمع اليها
والسبب فى ان كثير من الائمة يصلون بها ان سورة الفجر من السور التى اوصى الرسول ص الائمة بقرائتها حتى لا يصيلوا فى الصلاة
والقصة ان معاذ بن دبل صلى اماما فطول فى صلاته فتركه احد المأمومين وصلى وحده فى ناحيه من المسجد فلما انصرف معاذ من صلاته ذكر ذلك لرسول الله ص فسأل الرسول الرجل وقال له : ما الذى دفعك لذلك فقال له يا رسول طول على فأنصرفت وصليت فى ناجية المسجد فقال السول ص لمعاذ يا رسول "افتان يا معاذ ايعنى انت تفتن الناس وتصرفهم عن دينهم وصلاتهم ثم قال له اين انت من سبع اسم ربك الاصلى ولا لشمس وضحاها والفجر والليل اذا يغشى فهى اذن من السور التى اوسى ص الائئمة حتى لا يطيلوا فى صلاتهم على المأمومين
والفجر
تبدأ السورة الكريمة بقول الله تعالى والفجر وهذا قسم من الله تعالى بخلق من مخلوقاته وهو الفجر والله تعالى غنى عن القسم لعبادة ولكنه تعالى يقسم لعباده تودرا لهم ويقسم لعباده حتى ينتبههم الى اهمية الاسر المقسم به وهنا يقسم تعالى بالفجر وهو طلوع الصبح ومجىء النور كل يوم
وهذه ايه عظيمة من ايات الله تعالى فى الكون ولكننا نغفل عنها ولا نشكر الله عليها ولا حتى نفكر فيها وذلك لانها متكررة ولذلك يجىء هذا القسم فى مطلع تلك السورة الكريمة حتى يلفت انظارنا اليها
وقوله تعالى والفجر قسم ايضا بصلاة الصبح وهى صلاة عظيمة الفضل من ذلك قوله ص (منم صلى الصبح فهو فى ذمة الله)
وليال عشر
وهذا قسم ثانى بليال عشر وهى العشر الاواخر من رمضان وهى عظيمة الفضل ايضا وفيها ليلة القدر خير من الف شهر
والشفع والوتر
هذا هو القسم الثالث وهو قسم بالشفع والوتر وكثير من الناس يعتقد انه قسم بصلاة الشفع والوتر وهذا غير صحيح ,لانه ليس هناك فى الحقيقة ما يطلق عليه صلاة الشفع وانما نحن نصلى الوتر ثلاث ركعات المهم ان الشفع هو اى عدد فردى من اى شىء والله تعالى يقسم فى هذه الايه الكريمة بالأعداد والتى منها اعداد زوجية ومنها اعداد فردية وهذه ايضا من النعم التى لا ينتبه اليها الانسان وهى نعمة الاعداد لذلك جاء القسم بالشفع والوتر حتى يلفتنا الى اهمية هذه النعمة العظيمة التى انعم الله بها علينا
ايضا فأن الشفع هو جميع المخلوقات التى خلقها الله تعالى من انسان وحيوان ودواب وهوام ونبات لان الله تعالى خلقها من زوج وهو الذكر والانثى اما الوتر فهو الله تعالى لانه واحد لا شريك له
واليل اذا يسر
يقسم تعالى (الليل اذا يسرى) ولكن حذفت فأصبحت والليل اذا يسر وهو قسم بأقبال اليل وذهابه فى كل يوم والذى يحدث بسبب دوران الارض حول نفسها امام الشمس وهذا من ايات الله العظيمة فى الكون
هل فى ذلك قسما لذى حجر
بقول تعالى هل القسم بهذه الايات الخمس تكفى لذى عقل ولب قد سمى العقل حجرا لانه يمنع الانسان مما لا يليق من الافعال والاقوال ومنها قولنا حجر القاضى على فلان اذا منعه من التصرف فى امواله
الم تركيف فعل ربك بعاد
يقول تعالى الم تر يا قارىء القرأن ما الذى فعله تعالى بعاد وهم قوم هود (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ) وذلك بسبب تكبرهم وعنادهم ويكذيبهم للاسول الله تعالى
ارم ذات العماد
والم تر كيف دمر تعالى مدينتهم والتى كانت تعرف بأسم ارم ذات العماد اى ذات الابنية الفارهة الضخمة القائمة على اعمدة عالية ضخمة
التى لم يخلق مثلها فى البلاد
هذه المدينة وهى ارم لم يكن لها مثيل فى زمانها فى حضارتها وضخامة ابنيتها كما لم يكن مثل قوم عاد فى قوتهم وشدتهم وضخامة اجسامهم
وهذه الايه الكريمة من صور الاعجاز التاريخى فى القرأن الكريم حيث تمكن احد مكوكات الفضاء فى سنة 1984 من اكتشاف مدينة عظمية ذات قلاعوابنية عالية وقد قال التقرير الذى نشر بعد ذلك ان هذه المدينة قد طمرتها عاصفة رمليةغير عادية
وثمود الذين جابوا الصخر بالواد
ثم كيف فعلنا بثمود وهم قوم بنى الله صالح وكانوا ينحتون فى الجبال بيوتا عظيمة وقوله تعالى بالواد اذا كانت قريتهم فى واء بين جبلين
وفرعون ذى الاوتاد
وكيف فعلنا بفرعون ذى الاوتاد يعنى ذى القوة والاوتاد هى الجنودالكثير الاشداد والذين ثبتوا ملكه كما يثبت الوتد الاشياء وقيل ان فرعون كان يشد الناس من ايديهم وارجلهم الى اوتاد فيعنهم بذلك حتى يهلكوا
اما ما ذكرة بعض المفسرين من ان الاوتاد هى الاهرام الثلاث فهذا غير صحيح لانه اصبح ملوما لنا الان ان بناء الاهراك الثلاث هم ملوك اخرين ولسوا هم فرعون موسى بأى حال
الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد
وقد طغت كل طائفة من هؤلاء فى بلادهم وما حولهم من بلاد واكثروا من الفساد والمعاصى والظلم ومحاربة رسل الله
فصب عليهم ربك سوط عذاب
فأنزل تعالى عليهم عذابا مؤلما شديدا كأنه يصب صبا فأهلك عاد بالريح الصور العاتية واهلك ثمود بالصيحة واهلك فرعون بالغرق فى اليم وهذا هو شأنه تعالى يهلك اشد الخلق تحرا وقوة بأضعف جنودة تعالى ريح صيحة ماء
يعنى ثمود مثلا كانوا فى واد بين جبيلين كان يمكن ان يكون اهلاكهم باطباق الجبلين عليهم ولكنه اهلكهم بصيحة صوت ةهكذا اذا كان هناك شخص متكبرا ظالم يهلكة الله بفيروس ما قيروس لا يرى بالعين المجردة
ان ربك لبالمرصاد
يعنى الحق سبحانه وتعالى يرصة خلقة من فوق عرشة ويراقبهم ويراهم ويسمعهم
فأما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فأكرمة ونعمه فيقول ربى اكرمن واما اذا اما ابتلاه فقدر عليه رزقة فيقول ربى اهانن
يذكر الله تعالى فى هاتين الايتين واحدو من طائع الانسان وينكرها عليه وذلك حتى ينهااليها فتحاربها فى انفسنا ولا تصف لها
فالانسان من طبيعته اذا وسع الله عليه فى الرزق منمال وولد وصحة ومنصب وغير ذلك فأنه يعتقد ان ذلك من اكرام الله له وان الله تعالى يعطية ما يعطية لمزيد له عند الله عن غيرة من الناس
يثول ايوه اصل انا ربنا كامنى عشان انا باتصدق كثير انا ربنا كامرنى عشان ابوايا امى راضيين عليه عشان قلبى ابيض وهذا ليس صحيح لان اى رزق يمنحة الله لك انما هو اختبار وامتحان وبلاء لينظر تعالى هل ستشكر نعمة ام لا
وفى المقابل اذا ضيق الله تعالى الرزق على عبده وذلك بقلة المال او المرض او موت احد الابناء او الاعزاء فأنه يعتقد ان ذلك من اهانة الله له وهو فى الحقيقة ليس كذلك لآن تضيق الرزق كذلك اختبار وامتحان وبلاء من الله تعالى للعبد لينظر هل سيصبر ام يجزع والدليل ان الانبياء هم اكثر الخلق ابتلاء ثم الامثل فالامثل لذلك يقول تعالى بعد ذلك (كلا) يعنى ليس الامر كذلك فأن الله تعالى يعطى الدنيا لمن يحب ومن لايحب والكرامة كما راها المؤمن هى ان يوفقة تعالى لطاعته ويبعده عن معصية والاهانة كماراها المؤمن الا يوفق لطاعة وان يقع فى المعصية
|