لقطات من سَيرَة الرَسُول 1/2
الجزء الأول
الخطيب: الشيخ/ وائل فوزي
تاريخ الخطبة: 1431- 2010
المكان: مسجد "السيدة مريم- عليها السلام" بمنطقة الهجانة، مسجد "الوادي" بمدينة نصر
أما بعد
احتفلنا هذا الأسبوع بذكرى مولد النبي –صلى الله عليه وسلم- وحديثنا اليوم والجمعة التالية أيضًا –إن شاء الله تعالى- عن سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولا شك أننا لن نستطيع أن نتناول سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- في لقائين اثنين، فهذا أمر يحتاج الى لقاءات طويلة، ولكن سنتناول لقطات من سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم-
ولد الرسول –صلى الله عليه وسلم- يوم الإثنين 12 ربيع الأول، وكان ذلك في عام الفيل، وهو العام الذي زحف فيه أبرهة الحبشي يريد هدم الكعبة، فأرسل الله تعالى عليه طيراً أبابيل، واندحر أبرهة وجيشه والفيل، بعد هذه الحادثة بخمسون يوماً ولد الرسول –صلى الله عليه وسلم- وكان أبوه قد خرج في تجارة ولكنه مرض في الطريق ورقد عند أخواله بنى النجار في "يثرب" ومات أبوه دون أن يرى ابنه ودفن هناك، وترملت السيدة "آمنة" أم الرسول –صلى الله عليه وسلم- وهي ابنة ستة عشر عاما
عندما أصبح عمر الرسول –صلى الله عليه وسلم- ستة أعوام خرجت به أمه لتزويره أخواله في مضارب بين مكة ويثرب، وبينما هي في الطريق ماتت ودفنت مكانها، وخلفت ورائها غلاماً يتيما في السادسة من عمره، لم ير أباه أبدا، ولم يستمتع بالحياة في أحضان أمه
ثم كفله جده "عبد المطلب" ولم يمر عامان حتى مات جده، وقبل موته قضى "عبد المطلب" بأن يكفله عمه "أبو طالب" لماذا اختار أبو طالب ؟ لأن "أبو طالب" هو الوحيد شقيق أبو الرسول –صلى الله عليه وسلم- "عبد الله"
اذن فالرسول –صلى الله عليه وسلم- خبر اليتيم مرة بعد مرة بعد مرة، انتقل الرسول –صلى الله عليه وسلم- الى بيت عمه أبو طالب، وكان "أبو طالب" رجلاً فقيراً وكان كثير العيال، فخرج الرسول –صلى الله عليه وسلم- وهو صبى صغير للعمل في رعي الأغنام، وكان اذا وُضِعَ الطعام يستحى أن يمد يده للطعام، فتأتي السيدة "فاطمة بنت أسد" زوجة أبو طالب وأم سيدنا على، فتأخذ الطعام من أولادها وتعطيه الى الرسول –صلى الله عليه وسلم- لذلك عندما ماتت هذه السيدة العظيمة، جلس الرسول –صلى الله عليه وسلم- عند رأسها وقال "رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتمنعين نفسك طيبها وتطعميني" وعندما دفنت بكى على قبرها بكاءا شديدا جدا وانتحب
ثم بدء الرسول –صلى الله عليه وسلم- يخرج مع عمه في التجارة، وكان عمره اثنى عشر عام، واستمر في ذلك حتى خرج في تجارة للسيدة "خديجة بنت خويلد" رضى الله عنها
ورأت السيدة "خديجة" من أمانته–صلى الله عليه وسلم- وصدقه وحسن خلقه الكثير، فأرسلت اليه "نفيسة بنت منبه" تعرض عليه الزواج، وتزوجها الرسول –صلى الله عليه وسلم- وعمره خمسة وعشرون عاما، وكانت السيدة خديجة سيدة غنية كثيرة المال، فكان أول شيء صنعه الرسول –صلى الله عليه وسلم- في ليلة زواجه أن أرسل الى السيدة "حليمة" التي أرضعته، أربعين رأسا من الضأن ترعاها في ديار قومها، وتستغنى بها الى آخر من قدر لها من العمر
عندما كان عمر الرسول –صلى الله عليه وسلم- ثلاثون عاما كان يذهب الى غار حراء يتحنث فيه، يعني يتعبد فيه الليالي أولات العدد، قبل أن يرجع الى أهله ويتزود لذلك
* * *
عندما وصل عمر الرسول –صلى الله عليه وسلم- الى اربعين عاما جاءه جبريل –عليه السلام- وهو في الغار وقال له: اقرأ، قال: "ما أنا بقارئ" قال، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قال قلت: ما أنا بقارئ . قال فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: { اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم } أول خمس آيات من سورة العلق هي أول ما نزل من القرآن الكريم
ما الذي حدث ؟! جبريل –عليه السلام- نزل بالوحي، ويريد أن يقرأ على الرسول –صلى الله عليه وسلم- أول مانزل من القرآن، وهو قول الله تعالى ((اقرأ باسم ربك الذي خلق)) الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا يفهم هذا ! لا يفهم أن هذا قرآن، ولا يفهم أن هذا وحي، ولا يفهم أن هذا مَلَك، فعندما سًمِعَ قول جبريل –عليه السلام- اقرأ، اعتقد أنه يأمره بالقراءة، فقال "ما أنا بقاريء" ما با بعرفش اقرأ، قال: "فأخذني فغطني حتى بلغ من الجهد" لماذا احتضنه جبريل –عليه السلام- لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان وحشه، نفسه يأخذه في حضنه، بقاله آلاف السنين يتمني هذه اللحظة، اللحظة التي يلتقي بها مع خير خلق الله تعالى، جبريل –عليه السلام- منذ آلاف السنين وهو يرى اسم الرسول –صلى الله عليه وسلم- على العرش، مكتوب على العرش (لا اله الا الله، محمد رسول الله) ولذلك لم يتحمل جبريل –عليه السلام- ألا يلتزم الرسول –صلى الله عليه وسلم-
رجع الرسول –صلى الله عليه وسلم- الى بيته وهو يرتجف، ودخل على أمنا خديجة –رضى الله عنها- وهو يقول "زملوني زملوني" يعنى غطوني غطوني، مع ان الكلام ده كان في شهر ابريل، ثم قص على خديجة ما حدث وقال لها "لقد خشيت على نفسي" قالت له أمنا خديجة " كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" وانطلقت به خديجة الى "ورقة بن نوفل" وهو ابن عم خديجة، وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي عم ! اسمع من ابن أخيك، قال ورقة بن نوفل: يا ابن أخي ! ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رآه، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه وسلم، يا ليتني فيها جذعا، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أومخرجي هم ؟ قال ورقة : نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي
ولذلك فان "ورقة بن نوفل" رضى الله عنه هو أول من آمن بالرسول –صلى الله عليه وسلم-
بدأ بعد ذلك نزول القرآن على الرسول –صلى الله عليه وسلم- فكان أول مانزل ((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *قُمْ فَأَنذِرْ)) وبدأ الرسول –صلى الله عليه وسلم- يبذل جهد جبار، جهد غير عادي في الدعوة، ويقول له الله تعالى ((فَإِذَا فَرَغْتَفَانصَبْ )) يعني اذا فرغت من الدعوة في النهار، فانصب قدميك لعبادة الله تعالى في الليل، واذا فرغت من العبادة فانصب الى الدعوة، ليس هناك أي وقت للراحة، ولذلك تقول السيدة خديجة للرسول –صلى الله عيه وسلم- "ألا تنام" مش تنام شوية، مش تستريح شوية، فيقول لها الرسول –صلى الله عليه وسلم- "مضى زمن النوم يا خديجة" خلاص ما بقاش فيه وقت للنوم ولا وقت للراحة
ثلاثة سنوات كاملة من الدعوة السرية، والرسول –صلى الله عليه وسلم- يبذل جهد غير عادي، وطوال هذه السنوات السلاسة لم يؤمن به الا أربعين فقط
ومن شدة جهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة، ينزل قول الله تعالى في سورة الكهف ((فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)) وفي سورة الشعراء ((لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)) يعني أنت يا محمد حتموت نفسك من الغم والحزن بسبب عدم ايمانهم
ثم ينزل قول الله تعالى ((فَاصْدَعْبِمَاتُؤْمَرُ)) الآن يأمره الله تعالى بالجهر بالدعوة، ماذا يفعل الرسول –صلى الله عليه وسلم- هل يأمر أحد صحابته القوياء ليقوم بهذه المهمة، هل يجمع جميع المؤمنين به ويعلن الدعوة، كلا ذهب الرسول –صلى الله عليه وسلم- الى أعلى نقطة في مكة، صعد الى جبل الصفا، ونادي بأعلي صوته "يا بني فهر، يا بني عدي، يا بني فلان، يا بني فلان، جميع بطون قريش، فقالوا: من هذا الذي يهتف ؟ قالوا: محمد، فلما اجتمعت جميع قريش قال الرسول –صلى الله عليه وسلم- " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي" ، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا، قال : ((فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)) ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا، فنزلت: ((تَبَّتْيَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)) ومنذ ذلك التاريخ، تبدأمرحلة جديدة من الإضهاد، ويتعرض الرسول –صلى الله عليه وسلم- لأنواع عدة من الإيذاء، أول شيء غير كفار قريش اسمه، اسم "محمد" جاء من الحمد، يعنى يحمده أهل الأرض، ويحمده أهل السماء، همه عكسوا الإسم، خلوه "مذمم" وكان هذا يؤذي الصحابة، فكان الرسول –صلى الله عليه وسلم- "ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما، وأنا محمد"
وأول حاجة تعملها قريش أن تطلق بناته، كنوع من الإيذاء النفسي، وحتى تعود بناته الى بيته فينشغل بهن
ويكون الرسول –صلى الله عليه وسلم- سائرا في بعض طرقات مكة فيأتي أحد سفهاء قريش ويلقي في وجهه قفة مملؤة بالتراب، فيدخل الرسول –صلى الله عليه وسلم- الى بيته وتأتي بناته يزلن عنه التراب ويبكين فيواسيهن الرسول –صلى الله عليه وسلم- ويقول لهن: لاتبكين فان الله ناصر أباكم
ويأتي الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي بفناء الكعبة فيقبل عليه عقبة بن أبي معيط ويلوي ثوبه في عنقه، ويخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر يدفع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: ((أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم))
ويقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيلقيه على محمد إذا سجد ؟ فقام "عقبة بن أبي معيط" فلما سجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وضعه على ظهره، وأخذ الكفار يضحكون، ويميل بعضهم على بعض، والرسول –صلى الله عليه وسلم- مش قادر يرفع راسه، الذي يروي هذه القصة عبد الله بن مسعود، يقول أنا قائم، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت فطرحته عنه، ثم رفع الرسول –صلى الله عليه وسلم- رأسه وأكمل صلاته
* * *
ويبدأ اضطهاد شديد جدا للمسملين، وخاصة العبيد والمستضعفين، ويعذبوا عذابا قاسيا شديدا، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يراهم يعذبون، ويكاد قلبه بنفطر حزنا وشفقة عليهم، ولكن ليس هناك شيء بيده يصنعه لهم، ويموت منهم من يموت من شدة التعذيب، وهناك من يشوه جسده، وهناك من يفقد بصره
في هذه الظروف الصعبة بيموت "عبد الله بن محمد" ابن الرسول –صلى الله عليه وسلم- وكان عمره أقل من سنتين
وبعد ذلك تبدأ قريش في فرض حصار على المسلمين، حصار شديد جدا،لا يبيعون لهم، ولا يشترون منهم، ولا يتزوجون منهم، ويدخل المسلمون في شعب أبي طالب، ولايجدون ما يأكلون الا ورق الشجر، حتى قال بعض الصحابة "كنا نبعر كما يبعر البعير" المخرجات بتاعتهم أصبحت مثل مخرجات البعير لأنهم لا يأكلون الا ورق الشجر، واستمر هذا الحصار ثلاثة سنوات كاملة، وبعد هذه الثلاث سنوات كانت السيدة خديجة قد أنهكت، ابت هذه السيدة العظيمة –رضى الله عنها- الا أن تكون مع المسلمين، ومع زوجها الحبيب في شعب ابي طالب، ولكنها كانت متقدمة في السن، كانت قد تعدت الستين عاماً، فلما انتهي الحصار كانت قد أنهكت، وماتت رضى الله عنها، وفي نفس الشهر الذي ماتت فيه السيدة خديجة، مات كذك "أبو طاب" عم الرسول –صلى الله عليه وسلم- حتى سُمَّي هذا العام بعام الحزن
لماذا ماتا في عام واحد ؟ ولماذا ماتا في هذا التوقيت ؟ في أشد مراحل الدعوة حرجاً وصعوبة يفقد الرسول –صلى الله عليه وسلم- النصير القوي، عمه أبو طالب، والحضن الدافيء زوجته خديجة، لو حد فينا هوه اللي بيحط الأحداث كان أكيد اختار توقيت غير ده، كان خلاهم يموتوا –مثلاً- بعد الهجرة، انما لأ فقد الرسول –صلى الله عليه وسلم- عمه أبو طالب وزوجته الحبيبة السيدة خديجة في ذروة ايذاء قريش له، ليه ؟ ربنا عاوز يقوله يا محمد مالكش حد غيرى، برضه انته لما تجد كل اللي حوليك اتخلوا عنك، اعرف ان ربنا عاوزك تحس بهذا المعنى، عاوز يقولك مالكش حد غيري
ويخرج الرسول –صلى الله عليه وسلم- الى الطائف، يخرج اليها مشيا على قدميه، مسافة 100 كم ، مثل المسافة من هنا لطنطا، ويجلس مع ثلاثة من زعماء الطائف، فيجيبونه اجابات سمجة، يقول له أحدهم: أما وجد الله غيرك ليرسله، ويقول الآخر: والله لو رايتك متعلقا بأستار الكعبة ما صدقتك، ويقول الثالث: اما أنك نبيا حقا فأنت أعظم من أن أكلمك، واما أنك تكذب فأنت أدني من أن أكلمك، فيقول الرسول: فان أبيتم فلا تخبروا قريش، مش عاوزين تآمنوا بلاش، بس بلاش تبلغوا قفريشا حتى لا تستقوي علىَّ، فقالوا: لا والله لنخبرن قريشاً قم يا فلان فأخبر قريشاً، فيقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- فإن ابيتم فدعوني أذهب، قالوا: لا والله حتى ترضخ بالحجارة، فيقوم الرسول –صلى الله عليه وسلم- يمشي ومعه غلامه العظيم "زيد بن حارثة" وتقف الطائف صفين يرمونه بالحجارة، وزيد يحميه بجسده، وتدمي قدمي الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالدم، ويجلس مع زيد يستريح الى جوار حديقة، ويرفع يديه ويقول " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس . . . أنت أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي . . . إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري . إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي . . ! ! أعوذ بنور وجهك ألذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل علي غضبك ، أو أن ينزل بي سخطك . لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك" ويسمعه صبى نصراني اسمه "عداس" ويعلم أنه نبي فيكب علي يديه وقدميه فيقبلها" ويراه سيده، فيقول له عندما يعود الى البستان: ويحك يا عداس ما هذا ؟ قال: ما في الأرض خير من هذا الرجل
وتبدأ رحلة الإسراء والمعراج، اذا كان هذا ما لقيته يا رسول الله من أهل الأرض فانظر الى مكانتك عند أهل السماء
ويدخل في الإسلام ستة شباب من المدينة، لقيهم الرسول –صلى الله عليه وسلم- عند الحلاق، شوف نبيك بيروح يكلم الناس فين، عند الحلاق، اشمعنى الحلاق، عند الحلاق الواحد قاعد مافيش حاجة يتشغله عنده استعداد يستمع الى اي شيء، ولو على سبيل التسلية، العام القادم السنة يصبحوا اثني عشر، ويبايعوا الرسول –صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الأولي، في العام التالي يصبحوا ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتين ويبايعو الرسول –صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الثانية
ويأتي الأمر للرسول –صلى الله عليه وسلم- بالهجرة ، يقف ينظر اليها ويقول "أما والله إني لأخرج منك وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله, وأكرمه على الله ؛ و ولولا أهلك أخرجوني منك ما خرجت"
يهاجر الرسول –صلى الله عليه وسلم-الى المدينة لتبدأ مرحلة جديدة من الجهاد والصعوبات، وهذا سيكون –ان شاء الله تعالى- حديثنا في اللقاء القادم
الخطبة الثانية
|