Untitled Document

عدد المشاهدات : 2648

خطبة: التوبة 2

 

التوبة 2/2

* * *

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ

 أَمَّا بَعْدُ

* * *

نستكمل اليوم –ان شاء الله تعالى- حديثنا عن التوبة، والذي بدأناه في الجمعة السابقة

يقول تعالى في سورة النور ((وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))

نداء قرآني شامل لنا جميعًا، كلكم توبوا، خلى بالك الآية دي في سورة النور، وهي سورة مدنية، يعنى هذه الآية نزلت في الصحابة، يعنى ربنا بيقول للصحابة "توبوا جَمِيعًا" لإن البعض  يعتقد لما تقوله توب، يقولك أتوب ليه وانته شايفنى باعمل ايه، لا التوبة واجبة على الجميع: المؤمن والعاصى، الفاجر والتقي، الكبير والصغير

الرسول –صلى الله عليه وسلم- نفسه يقول في حديث رواه مسلم عن ابن عمر –رضي الله عنهما-

 "يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مئة مرة أو أكثر من مئة مرة"

فإذا كان الرسول المعصوم الذي غفر له الله تعالى ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر ويتوب في اليوم مائة مرة، أو أكثر من مئة مرة فكيف بنا نحن

* * *

 

 

وَيقُولُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين}

يَعْنِى ايه وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين ؟ يعنى يُحُبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ مِنَ الذُّنُوبِ.

ولذلك يَقُولُ الرَّسُولُ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "التَّائِبُ حَبِيبُ الرَّحْمَنِ"

احنا بنسمع الحديث دايمًا ده في آخر الخطبة يوم الجمعة، بس عمرك ركزت في هذا المعنى ؟ "التَّائِبُ حَبِيبُ الرَّحْمَنِ" التائب حبيب ربنا، ربنا بيحبه

ساقول لك قصة في هذا المعنى، كان فيه رَاقِصَةٌ أَرَادَتْ التَّوْبَةَ، فَكَلَّمَتْ الشِّيْخَ/ الشَّعْرَاوِيَّ كان زمان أي فنان عاوز يتوب يتصل بالشِّيْخَ/ الشَّعْرَاوِيَّ –رَحِمَهُ اللهَ ورَضِىَ اللهُ عَنْهُ -

َفِي نِهَايَةِ الْمُكَالَمَةِ، الشَّيْخُ الشَّعْرَوِايُّ قَالَ لَهَا كلمة غريبة قوي، قَالَ لَهَا "ادْعِيلِي"، بَعْدَ مَا قَفَلَتْ السِّكَّةَ، قَعَدَتْ تُفَكِّرُ، هوه الشيخ الشعراوي بيتريق عليه؟ فهمت بعد كده إن أكيد الشَّيْخُ الشَّعْرَوِايُّ ما كانش طبعًا بيتريق عليها، انما كان بيعنى بالفعل انها تدعيله، لأن التَّائِبُ حَبِيبُ الرَّحْمَنِ، التائب قريب جدًا من ربنا، لدرجة أن الشيخ الشعرواي نفسه بيطلب منها هيه انها تدعيله

* * *

وروى مسلم عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار، ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" عارف لما يقولك فلان ماددلك ايده، أهو الحق –سبحانه وتعالى- الملك ماددلك ايده ليل ونهار "حتى تطلع الشمس من مغربها" يعنى حتى يوم القيامة

 

روي مسلم –كذلك- من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ! من ذا الذي يسألني فأعطيه ! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ! فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"

إحنا عندنا كنز اسمه "جوف الليل" و "الثلث الأخير من الليل" كل يوم ينزل الحق إلى السماء الدنيا، نزولًا يليق بجلاله وكماله، وينادي "من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ! من ذا الذي يسألني فأعطيه ! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له !" واحنا كل ليلة في غفلة، وكل ليلة نائمون

 

يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
(( ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربه يقول: يا رب ائذن لي أن أُغرق ابن ادم فانه أكل رزقك وعبد غيرك، وتقول السماوات: يا رب ائذن لي أن أطبق على ابن ادم فانه أكل رزقك وعبد غيرك، وتقول الأرض: يا رب ائذن لي أن ابتلع ابن ادم فانه أكل رزقك وعبد غيرك، فيقول الله تعالى: دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم ))

 

ويقول تعالى –كذلك- في الحديث القدسي
((أني لأجدنى استحى من عبدي يرفع أليا يديه يقول يا رب فاردهما، فتقول الملائكة أنه ليس أهلا لان تغفر له فيقول الله ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أنى قد غفرت لعبدي))

 

جاء في الحديث ((أوحى الله إلى داود: يا داود لو يعلم المدبرين عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقا أليا يا داود هذه رغبتي والمدبرون فكيف محبتي بالمقبلين عليا))

* * *

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدُسِيِّ
((أَنَا وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ فِي نَبَأٍ عَظِيمٍ، أَخْلُقُ وَيُعْبَدُ غَيْرِي، أَرْزُقُ وَيُشْكَرُ سِوَايْ، خَيْرِي إِلَى الْعِبَادِ نَازِلٌ، وَشَرُّهُمْ إِلَيَّ صَاعِدٌ، أَتَوَدَدُّ إِلَيْهِمْ بِرَحْمَتِي وَأَنَا الْغَنِىُّ عَنْهُمْ، وَيَتَبَغَضُّونَ إِلَيَّ بِالْمَعَاصِي وَهُمْ أَفْقَرُ مَا يَكُونُونُ إِلَيَّ،

أَهْلُ ذِكْرِي أَهْلُ مَجَالَسَتِي، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُجَالِسَنِي فَلَيَذْكُرَنِي، أَهْلُ طَاعَتِي أَهْلُ مَحَبَّتِي، أَهْلُ مَعَصِيَتِي لَا أُقْنِطُهُمْ مِنْ رَحْمَتِي، إِنْ تَابُوا إِلَيَّ فَأَنَا حَبِيبُهُمْ، وَإِنْ أَبَوْ فَأَنَا طَبِيبُهُمْ، أَبْتَلِيهُمْ بِالْمَصَائِبِ لِأُطَهِّرَهُمْ مِنَ الْمَعَايْبِ،

الْحَسَنَةُ عِنْدِي بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَأَزِيَـدُ، وَالسَّيْئَةُ عِنْدِي بِمِثْلِهَا وَأَعْفُو، وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَوْ اسْتَغْفَرُونِي مِنْهَا لَغَفَرْتَهَا لَهُمْ، مَنْ أَتَانِي مِنْهُمْ تَائِبًا تَلَقَيْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنِّي نَادَيْتُهُ مِنْ قَرِيبٍ، أَقُولُ لَهُ أَيْنَ تَذْهَبُ أَلَكَ رَبٌّ سِوَايَ، أَلَكَ رَبٌّ سِوَايَ)

* * *

وَقِيلَ لِلْحَسَنِ : أَلَا يَسْتَحِيي أَحَدُنَا مِنْ رَبِّهِ يَسْتَغْفِرُ مِنْ ذُنُوِبِهِ ثُمَّ يَعُودُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ ثُمَّ يَعُودُ، فَقَالَ:

وَدَّ الشَّيْطَانُ لَوْ ظَفَرَ مِنْكِمْ بِهَذَا، فَلَا تَمِلُّوا مِنَ الاسْتِغْفَارِ.

 

الْإِمَامُ عَلِىٌّ -كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ- وَضَعَ شُرُوطَ التَّوْبَةِ فِي سِتِّ نِقَاطٍ، فَقَالَ –رَضِىَ اللهُ عَنْهُ وَكَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ-
التَّوْبَةُ دَرَجَةُ الْعِلِّيينَ، وَهِيَ وَاقِعَةٌ عَلَى سِتِّ مَعَانٍ:

أَوَّلُهَا: النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى.

وَالثَّانِي: الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدَةِ إِلَيْهِ أَبَدًا.

وَالثَّالِثُ :أَنْ تُؤَدِي إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَ اللهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ.

وَالَّرابِعُ: أَنْ تَعْمَدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّي حَقَّهَا.

وَالْخَامِسُ: أَنْ تَعْمَدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي يَنْبِتُ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيُبُهُ بِالْإِحْزَانِ حَتَّى تَلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ.

وَالسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمُ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ اسْتَغْفِرُ اللهَ

* * * * * * * * *

يقول ابن القيم -رحمه الله- أن حقيقة التوبة: ترك وندم وعزم: ترك للذنب في الحال، وندم شديد على ارتكابه في الماضي، أنا ازاي عملت الذنب ده، وعزم أكيد على عدم العودة إلى هذا الذنب في المستقبل، أنا أترمي في النار ومعملش الذنب ده تاني

وفي شرط رابع أن ترد الحقوق إلى أصحابها، ما ينفعش تتوب وانته معتدي على حق حد، أو ظالم حد

لو كنت مثلًا شهدت زور، والشهادة دي تسببت في حبس واحد، ينفع تتوب ويبقي الموضوع خلاص كده ؟! لأ طبعًا، لازم تروح وتقول انك شهدت زور، حتى لو أدي ده الى انك تتحبس مكانه

لو ظلمت أختك أو بنتك في الميراث، وقلت ده سلو بلدنا، ينفع تقول توبت ويبقي الموضوع انتهي ؟! طبعًا لأ، رجعلها حقها الأول وبعدين قول أنا تبت

 

الخطبة الثانية

"أبو نواس" الشاعر العباسي، كان معروفًا بالمجون، حتى أطلق عليه "شاعر الخمر" ولكنه تاب قبل موته، وقال في ذلك:

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا
وجميل ظني ثم إني مســــــــــــــــــلم

 

* * *

احنا قلنا في نهاية الخطبة الأولى أن أول خطوة من خطوات التوبة عي ترك الذنب في الحال،

وعندما نقول "في الحال" يعنى في هذه اللحظة، مش الأسبوع الجاي ولا بكره

شوف "الفضيل بن عياض" كان سارق وقاطع طريق، لدرجة ان الأمهات كانوا بيخوفوا عيالهم بالفضيل بن عياض، تأتي الأم تقول لطفلها: اسكت والا أخذك الفضيل

في يوم الفضيل دخل أحد البيوت ليسرقها، فوجد صاحب البيت شيخ كبير فاتح المصحف، ويقرأ القرآن على سراج صغير، ويبكي

جلس الفضيل يستمع إلى قراءة هذا الشيخ الكبير، ويشاهد بكائه، حتى مر الشيخ بقول الله تعالى في سورة الحديد

((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ)) فنظر الفضيل إلى السماء وقال: آن يارب  

الفضيل ما قلش الأسبوع اللى جاي، ولا بعد السرقة دي، ولا حتى قال بكره، ذهب الفضيل من فوره فاغتسل ثم ذهب إلى المسجد وأخذ يبكي حتى صلاة الفجر، ويصبح الفضيل بعد ذلك أحد كبار الصالحين في تاريخ الأمة كلها، ويصبح إمام الحرمين الحرم المكي، والحرم المدني

 

هذه هي قصة توبة "الفضيل ابن عياض" وأهم حاجة في هذه القصة أن الفضيل تاب في لحظته، لم يؤجل، لم يسوف، يعنى ايه تسويف ؟ تسويف جاية من كلمة "سوف" سوف أتوب لما أكبر، سوف أرتدي الحجاب لما أتجوز، حابطل سجاير رمضان الجاي، حابتدي أصلى من أول الأسبوع

سوف من جنود ابليس

تخيل أن أكثر عذاب وصراخ أهل النار بسبب التسويف، بسبب الندم على ترك التوبة، أكثر عذاب أهل النار مش النار ولا العذاب، أنما لإن كان قدامه الفرصة يتوب وما تابش

ولذلك يقول تعالى

وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

* * *

 

 

حأقولك قصة ذكرها أحد الأطباء، يقول: دخلت غرفة العناية المركزة في المستشفى، لفت انتباهي شاب عنده خمسة وعشرين سنة، ومصاب بمرض ( الإيدز) وكانت حالته متأخرة، اتكلمت مع أمه، قالتلي: ابنى كان كويس لحد ما اتعرف على البنت اللى اتعرف عليها،
الدكتور سألها: هوه كان بيصلى؟  قالتله: لأ بس كان ناوي يتوب ويحج في آخر عمره
الدكتور بيقول قربت منه، ولقيته في سكرات الموت، قربت من ودانه وقلتله: قول لا إله إلا الله، لقيته ابتدي يفوق، وبصلى، وبيحاول يتكلم، وأخيرًا ابتدي يتكلم بصوت متقطع، وسمعته بيقول: ألم شديد، عاوز مسكن ألم، الدكتور يقوله: قول " لا إله إلا الله" يقوله: مش قادر، مش قادر، وابتدي يردد اسم صاحبته

الأم واقفة تبكي، النبض بيتناقص لحد ما توقف،
انهارت الأم، وارتمت على صدره، وهي تصرخ
الشاب مات، ما نفعتوش صاحبته، ولا شبابه، ولا عربيته اللى كان فرحان بيها، ما فيش حاجة نفعته

الشاب كان ناوي يتوب ويحج في آخر عمره، طب وحد عارف آخر عمره ده امتى ؟!
* * * * * * * * *

 

 

 

 

 

قارن الشاب ده بشاب تاني، عمره ستاشر سنة، كان في المسجد قاد يقرى قرآن مستنى إقامة صلاة الفجر، أقيمت الصلاة، رجع المصحف مكانه، ووقف في الصف، وفجأة وقع على الأرض مغمى عليه، بعض المصلين شالوه ووده المستشفي، الدكتور اللى بيحكي القصة هوه اللى كشف عليه، لقاه أصيب بجلطة في القلب، وقف طبيب الإسعاف جنبه عشان يراقب حالته، وراح بسرعة يجيب بعض الأجهزة، لما رجع لقى الشاب ماسك في ايد طبيب الدكتور بتاع الإسعاف، وبيهمسله بكلام في ودانه، وبعدين ساب ايده، وقعد يكرر أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، والنبض بيتلاشي لحد ما مات، طبيب الإسعاف انفجر في البكاء لدرجة انه ما قردش يقف على رجليه

الدكتور اللى بيحكي القصة دي بيقول استغربنا كلنا عشان دي مش أول مرة يشوف فيها حد بيموت، بعد ما هدي قلتله: يا دكتور الشاب ده كان بيقولك ايه في ودنك ؟

دكتور الإسعاف قال: لما شافك يا دكتور رايح جاي وبتأمر وبتنهي، قال لي:  يا دكتور، قل لصاحبك ما يتعبش نفسه، أنا حأموت دلوقتي، وأنا شايف دلوقتي مقعدي في الجنة