Untitled Document

عدد المشاهدات : 1879

حلقة تليفزيونية (برنامج رقائق الفتح- الحلقة الرابعة) حُبُّ النَِبىِّ 2

رَقَائِقُ الْفَتْحِ

الْحَلَقَةُ الرَّابِعَةُ

تَارِيخُ الإِذَاعَةِ:

عُنْوَانُ الْحَلَقَةِ: حُبُّ النَِبيِّ 2/ 2

* * *

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ

 أَمَّا بَعْدُ

* * *

تَكَلَّمْنَا فِي الْحَلَقَةِ السَّابِقَةِ عَنْ حُبِّ النَِبيِّ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقُلْنَا إِنَّ أَهَمِّيَةَ حُبِّ الرَّسُولِ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرَانِ:

الأَمْرُ الأَوَّلُ: هُوَ شَرْطٌ لاكْتِمَالِ الإِيمَانِ، لِقَوْلِ الرَّسُولِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ"

 
الأَمْرُ الثَّانِي: هُوَ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، بَلْ سَبَبٌ لِبُلُوغِ الدَّرَجَاتِ الْعُلا مِنَ الْجَنَّةِ، لِقَوْلِ الرَّسُولِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"

وَقُلْنَا إِنَّ الْهَدَفَ مِنْ كَلامِنَا أَنَّنَا نَزِيدُ جدًا مَحَبَّةَ الرَّسُولِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي قُلُوبِنَا.

 

o  وَأَوَّلُ شَيْءٍ يُحَقِّقُ مَحَبَّةَ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ تَعْلَمَ مَقَامَهُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى، يَقُولُ تَعَالَى {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك}يَعْنِي يُذْكَرُ اسْمُكَ يَا مُحَمَّدُ مَعَ اسْمِ اللهِ تَعَالَى فِي الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ وَالتَّشَهُّدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، مَعَ كُلِّ أَذَانٍ نَقُولُ "أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ"، وَكَذَلِكَ فِي الإِقَامَةِ وَالتَّشَهُّدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فِي بَعْضِ المَذَاهِبِ، لا تُقْبَلُ صَلاةٌ إلاَّ إِذَا صَلَّيْتَ عَلَى النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي التَّشَهُّدِ.

انْظُرْ إِلَى الرَّسُولِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي رِحْلَةِ الإِسْرَاءِ يَقِفُ إِمَامًا، وَجَمِيعُ أَنْبِياءِ اللهِ تَعَالَى وَرُسُلِهِ يَقِفُونَ خَلْفَهُ، آلافُ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ،313 رسولاً، و124.000 نَبِيٍّ يَقِفُونَ خَلْفَ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُصَلِّيَ بِهِمْ إِمَامًا، وَفِي الْمِعْرَاجِ، يَقِفُ جِبْرِيلُ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَيَقُولُ: تَقَدَّمْ يَا مُحَمَّدٌ، فَإِنَّكَ إِذَا تَقَدَّمْتَ اخْتَرَقْتَ، وَأَنَا إِذَا تَقَدَّمْتُ احْتَرَقْتُ.

o  رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ "جَلَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْتَظِرُونَهُ، فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُمْ سَمِعَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ، فَسَمِعَ حَدِيثَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَجَبًا! إِنَّ اللهَ اتْخَذَ مِنْ خَلْقِهِ خَلِيلاً، اتَخَذَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَقَالَ آخَرُ: مَاذَا بِأَعْجَبَ مِنْ كَلامِ مُوسَى، كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، وَقَالَ آخَرُ: فَعِيسَى كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحُهُ، وَقَالَ آَخَرُ: آدَمُ اصْطَفَاهُ اللهُ، فَقَالَ لَهُمْ الرَّسُولُ e: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ اللهِ، وَهُوَ كَذِلِكَ، وَمُوسَى نَجِيُّ اللهِ، وَهُوَ كَذِلِكَ، وَعِيسَى رُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ، وَآدَمَ اصْطَفَاهُ اللهُ وَهُوَ كَذَلِكَ، إِلَّا أَنَا حَبِيبُ اللهِ وِلِا فَخْرُ، وَأَنَا حَامِلُ لِوَاءَ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرُ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفِّعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرُ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُحَرِّكُ حَلَقَ الْجَنَّةِ، فَيَفْتَحُ اللهُ لِي فَيُدْخِلْنِيهَا، وَمَعِي فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَلا فَخْرُ، وَأَنَا أَكْرَمُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَلا فَخْرُ"

* * *

نَسْتَكْمِلُ نَمَاذِجَ مِنْ حُبِّ الصَّحَابَةِ لِلرَّسُولِ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

o  انْظُرْ فِي صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ، أَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ "عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ" لِمُفَاوَضَةِ الرَّسُولِ e، عُرْوَةُ جَعَلَ يَرْمُقُ صَحَابَةَ الرَّسُولِ e فَوَجَدَ إِذَا أَمَرَ الصَّحَابَةَ بَأَمْرٍ ابتْدَرُوا لأَمْرِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَلا يَحُدُّونَ البَّصَرَ فِي وَجْهِهِ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِذا تَوَضَأَ ثَارُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وُضُوئِهِ، وَلا يَبْصُقُ بَصْقَةً إِلا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُدَلِّكُ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، عُرْوَةُ عَادَ إِلَى المْشُرْكِينَ مَرْعُوبًا، وَقَالَ لَهُمْ: أَيُّ قَوْمٍ! وَاللهِ لَقَدْ وَفِدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ؛ وَفِدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابَهُ مَا يُعَظِّمُ أَصَحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا، وَاللهِ مَا أَمَرَ أَمْرًا إِلا ابْتَدَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَلا يَحُدُّونَ الْبَصَرَ فِي وَجْهِهِ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِذَا تَوَضَأَ ثَارُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وِلا يَبْصُقُ بَصْقَةً إِلا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجِلٍ مِنْهُمْ يُدَلِّكُ بِهِا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ"

o  فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ كَانَتْ الْغَنَائِمُ كَثِيرَةً جِدًّا، فَالرَّسُولُ e وَزَّعَ أَغْلَبَ هَذِهِ الْغَنَائِمَ عَلَى الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبِهِمْ، وَلَمْ يُوَزِّعْ عَلَى الأَنْصَارِ، فَالأَنْصَارُ زِعْلُوا، وَقَالُوا: لَقَدْ لَقِيَ رَسُولُ اللهِ e قَوْمَهُ، يَعْنِي خَلاص بَعْدُ فَتْحِ مَكَّةَ الرَّسُولُ e مِش مُحْتَاجْنَا فِي حَاجَة.

ذَهَبَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ t زَعِيمُ الأَنْصَارِ إِلَى الرَّسُولِ e وَقَالَ لَهُ:

-   يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ الأَنْصَارِ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَمَّا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ، قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ، وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عَظِيمَةً فِي قَبَائِلَ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ لِهَذَا الحَيِّ مِنْ الأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ!

فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ e:

-        فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟

فَقَالَ سَعْدُ:

-        مَا أَنَا إِلا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي!

فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ e:

-        فَاجْمَعْ لِى قَوْمَكَ.

فَخَرَجَ سَعْدُ t فَجَمَعَ الأَنْصَارَ، وَآتَاهُمْ الرَّسُولُ e فَحَمَدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ:

مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ تَكُونُوا ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمْ اللهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قَلُوبِكُمْ؟ ثُمَّ قَالَ: أَلا تُجِيبُونِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟ قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ولِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَّنُّ وَالْفَضْلُ؟ قَالَ أَمَا وَاللهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَلَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلاً فَوَاسَيْنَاكَ، أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ، أَلا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذَهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، الْلَّهُمَّ ارْحَمْ الأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

 

o  عِنْدَمَا أَرَسَلَ الرَّسُولُ e بِكِتَابِهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ، نَزَلَ النَّجَاشِيُّ مِنْ عَلَى عَرْشِهِ وَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ، وَقَبَّلَ الرِّسَالَةَ ثُمَّ وَضَعَهَا فَوْقَ رَأْسِهِ، وَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ.

 

o     عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ كَانَ رَسُولُ اللهِ e يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ كَثُرَ النَّاسُ، وَإِنَّهُمْ يُحِبُونَ أَنْ يَرُوكَ، فَلَوْ اتَّخَذْتَ مِنْبَرًا تَقُومُ عَلَيْهِ، فَقَالَ الرَّسُولُ e: إِنْ شِئْتُمْ، فَلَمَّا صَعَدَ الرَّسُولُ e الْمِنْبَرَ، صَاحَتْ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ e فَضَمَّهَا إِلَيْهِ، تَئِنُ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يَسْكُنُ.

وَالْقِصَّةُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، وَسَمِعَهَا جَمِيعُ الصَّحَابَةِ، يَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنِ عُمَرَ "سَمِعْتُهَا وَأَنَا فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ"

* * *

قَبْلَ وَفَاةِ الرَّسُولِ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَبْعَةِ أَيَامٍ، يَزُورُ الرَّسُولُ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شُهَدَاءَ أُحُدٍ، وَيَقِفُ وَيَقُولُ: "السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ ، بِكُمْ لاحِقُونَ ،وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا" قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ "أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لمَْ يَأْتُوا بَعْدُ"

* * *

بَعْدَ وَفَاةِ الرَّسُولِ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَعْدَ أَنْ يُوضَعَ فِي قَبْرِهِ يَقُولُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، انْتَظِرُوا لَقَدْ وَقَعَ مِنِّى خَاتَمِي، يَقُولُون: أَهَذَا وَقْتُ مِثْلِ هَذَا، يُصِّرُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنْ يَنْزِلَ إِلَى الْقَبْرِ وَإِحْضَارُ خَاتَمِهِ، وَيَنْزِلُ سَيِّدُنَا أَنَسُ إِلَى الْقَبْرِ وَيَحْتَضِنُ الرَّسُولَ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هُوَ رَمَى خَاتَمَهُ مَخْصَوص عشان ينزل يُقبِّلُ النبي، مش قادر يسيبه.

بَعْدَ وَفَاةِ الرَّسُولِ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْضُ الصَّحَابَةِ كَانُوا لا يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى الإِطْلاقِ، وَالِبَعْضُ الآخَرُ مَاقدرش يَقْعُدُ فِي المَدِينَةِ، مِنْ هَؤُلاءِ بِلالٍ– رَضْيَ اللهُ عَنْهُ، ذَهَبَ بِلالُإِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِيقِ وَقَالَ لَهُ:

-   يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ، ِإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ– صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَفْضَلُ عَمَلِ المُؤْمِنِ الجِْهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ"

قَالَ أَبُو بَكْرٍ:فَمَا تَشَاءُ يَا بِلالُ؟

قَالَ بِلالُ: أُرِيدُ أَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى أَمُوتَ.