رَقَائِقُ اَلْفَتْحِ
اَلْحَلَقَةُ اَلْعَاشِرَةُ- قِيَامُ اللَّيْلِ 1
* * *
بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ، اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ
أَمَّا بَعْدُ
* * *
الْأَيَّامُ دي إِحَنا دَاخِلِينَ عَلَى رَأْسِ السَّنَةِ الْمِيلَادِيَّةِ، فِي نَاس بتستعد ازاي؟ تَحْتَفِلُ بِالْيَوْمِ دَه، وَتلاقِي عَلَى النَّتِّ دَلِيل حَفْلَاتِ رَأْسِ السَّنَةِ فِي اَلْبُلْدَانِ الْعَرَبِيَّةِ» يَعْنَي يقولك: الْمُطْرِب اَلْفُلَانِيّ فِي فُنْدُقِ كَذَا بِبَلَدِ كَذَا، وَالْمُطْرِبُ اَلْفُلَانِيّ فِي فُنْدُقِ كَذَا بِبَلَد كَذَا، وَالْإِعْلَانَاتُ اِبْتَدتْ تمْلَى الجرايد عَنْ اِحْتِفَالَاتِ رَأْسِ السَّنَةِ، وَلِلْأَسَفِ فِيهِ شَبَاب وَبَنَات بيقلدوا، بيقلدوا اَلْغَرْبَ فِي هَذِهِ اَلْأُمُورِ تَقْلِيدٌ أَعْمَى.
وَالْحَقِيقَةُ أَنَا مِشّ عاوز أَتَكَلَّمُ عَلَى «حُكْمِ الاحْتِفَالِ بِرَأْسِ السَّنَةِ» مِشّ دَه مَوْضُوعنَا عَلَى فِكْرَة، إِنَّمَا عاوز أُقَارِنُ بَيْنَ اَللَّي بيسهر فِي سَهْرَةٍ مِنْ هَذِهِ اَلسَّهَرَاتِ، وَبَيْنَ اَللَّي سَهْرَان وَاقِف أَوْ رَاكِع أَوْ سَاجِد بَيْنَ يَدَيْ اَللَّهِ تَعَالَى.
يَقُولُ تَعَالِيَ فِي سُورَةِ اَلْفُرْقَانِ ((وَعِبَادُ اَلرَّحْمَنَ اَلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى اَلْأَرْضِ هَوْنًا- يَعْنِي بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ- وَإِذَا خَاطَبَهُمُ اَلْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا- مالناش دَعْوَة بيكم- وَاَلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا» مُتَخَيَّل اَلصُّورَة دي00 وَاحِدٌ فِي هَدْأَةِ اَللَّيْلِ مِنْ حِفْظِهِ، أَوْ فَاتِحُ مُصْحَفَ اَلتَّهَجُّدِ، أَوْ مَاسِكُ مُصْحَفَ فِي يَدِهِ، وَاقِفُ يَقْرَأُ اَلْقُرْآنَ، وَيَرْكَعُ وَيَسْجُدُ بَيْنَ يَدَيْ اَللَّهِ تَعَالَى، وَيُنَاجِي اَلْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
فاكر لما كنا بنتكلم على التوبة، وبنحكي قصة توبة "الفضيل بن عياض" وقلنا انه قبل توبته كان سارقًا، وفي يوم دخل أحد البيوت ليسرقها، فوجد صاحب البيت شيخ كبير فاتح المصحف، ويقرأ القرآن على سراج صغير، ويبكي
الفضيل شاهد هذا المشهد فتأثر به، وكانت توبته النصوح،
* * *
معلش مَرَّة تانية، قَارِن بَيْنَ اَلصُّورَةِ دي، وَبَيْن اللى سَهْرَان لَحَدِّ الصُّبْحِ بيحتفل بِرَأْسِ اَلسَّنَةِ أَوْ غَيْرِهَا، قَارِن بَيْنَ اَلصُّورَةِ دي، وَبَيْنَ اَللَّي بِيبَات عَلَى مَعْصِيَةٍ، فِيهِ نَاس مَا بتعرفش تبَاتُ إلا عَلَى اَلتِّلِيفُونِ، وَفِي شَبَاب مَا بتباتش إلا عَلَى التشات، وَفِي بَنَات بِدَعْوَى اَلْحُبِّ مَا تبتش إلا لِمَا تَسْمَعُ صَوْتَ صَاحِبِهَا أَوْ اَلْعَكْس.
يَقُولُ تَعَالَى فِي سُورَةِ اَلْمُزَّمِّلِ ((يَا أَيُّهَا اَلْمُزَّمِّلُ * ُقمِ اَللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ اُنْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ اَلْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اَللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا * وَاذْكُرِ اِسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا
سُورَةُ اَلْمُزَّمِّل مِنْ عَتَائِقِ اَلسُّوَرِ اَلَّتِي نَزَلَتْ فِي أَوَّلِ اَلْبَعْثَةِ، قِيلَ إِنَّهَا اَلسُّورَةُ اَلثَّانِيَةُ أَوْ اَلثَّالِثَةُ فِي تَرْتِيبِ اَلنُّزُولِ، وَالرَّسُولُ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي ذَلِكَ اَلْوَقْتِ يَتَعَرَّضُ لِإِيذَاءٍ شَدِيدٍ جَدًّا وَاسْتِهْزَاءٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيَدْخُلُ اَلرَّسُولُ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى فِرَاشِهِ وَيَتَزَمَّلُ يَعْنَي يَتَغَطَّى بِثِيَابِ اَلنَّوْمِ حَتَّى يَدْفَعَ الْهَمَّ، سَاعَاتٌ لَمَّا بِتَكُون مَهْمُومًا الْوَاحِدُ يَقُولُ: يَنَامُ عشان يَنْسَى، حَتَّى فِي الْمَثَلِ يقولك "تِبَات نَارٌ تُصْبِحُ رَمَادًا" فَالرَّسُولُ - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْخُلُ إِلَى فِرَاشِهِ وَيَنَامُ حَتَّى يَدْفَعَ اَلْهَمَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَيُخَاطِبُهُ اَلْحَقُّ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وَيَقُولُ لَهُ: لَيْسَ بِالنَّوَّمِ تَدْفَعُ اَلْهَمَّ عَنْ قَلْبِكَ يَا مُحَمَّدٌ، وَلَكِنْ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْفَعَ الْهَمَّ فَقُمْ بَيْنَ يَدِيِّ، وَمِش حتقوم سَاعَة وَلَا سَاعَتَيْنِ، لا00 نِصْفُ اَللَّيْلِ، أَوْ أَقَلَّ مِنْ النِّصْفِ بِقَلِيلٍ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ اَللَّيْلِ، وَلما قَالَ زِدْ عَلَيْهِ، مَا قلش قليلًا00 لَا زِدْ عَلَيْهِ زِيَّ مَا اِنْتَ عاوز، وَبِقَدْرِ طَاقَتِكَ .
"وَرَتِّلِ اَلْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" يعْني قِرَاءَتُكَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ تَكُونُ بِتَرْتِيلٍ، بِهُدُوءٍ، بِتَرْكِيزٍ وَتَدَبُّرٍ وَتَفَكُّرٍ.
ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى «إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا» حَيْثِيَّةُ أَوْ سَبَبُ الْأَمْرِ بِقِيَامِ اَللَّيْلِ، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا، يعْني أَنَّكَ سَتَسْتَقْبِلُ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ الْمَهِيبَ وَمَا فِيهِ مِنْ تَكَالِيفَ فَلَا بُدَّ أَنْ تَسْتَعِدَّ لَهُ يَا مُحَمَّدٌ بِقِيَامِ اَللَّيْلِ.
ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى "إِنَّ نَاشِئَةَ اَللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا" نَاشِئَةَ اَللَّيْلِ، هِيَ عِبَادَةُ اللَّيْلِ00أَفْضَلُ عِبَادَةٍ وَأَكْثَرُهَا تَأْثِيرًا عَلَى اَلْقَلْبِ وَالنَّفْسِ هِيَ عِبَادَة اَللَّيْلِ.
"إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا" عِنْدَك جِهَادٌ طَوِيلٌ فِي اَلنَّهَارِ، فَلِذَلِكَ عَلَيْكَ أَنْ تَسْتَعِينَ عَلَى هَذَا الْجِهَادِ بِصَلَاةِ اَللَّيْلِ.
وَلِذَلِكَ كَانَ قِيَامُ اَللَّيْلِ فِي أَوَّلِ اَلْأَمْرِ فَرْضًا عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ، وَظَلَّ قِيَامُ اَللَّيْلِ فَرْضًا عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ لِمُدَّةِ سَنَةٍ كَامِلَةٍ، حَتَّى نَزَلَ اَلتَّخْفِيفُ فِي آخِر سُورَةِ اَلْمُزَّمِّلِ، وَلَكِنَّهَا ظَلَّتْ فَرْضٌ عَلَى اَلرَّسُولِ- صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْبَحَتْ نَافِلَةً عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ، طَيِّب لِمَاذَا كَانَتْ فَرْضًا؟ أَوَّلًا: عشان تعرف إِنَّ قِيَامَ اَللَّيْلِ مِشّ عَمَلِيَّة صَعْبَة قَوِي كده، بِدَلِيلٍ إنها كَانَتْ فَرْضٌ فِي أَوَّلِ اَلْأَمْرِ، وَكُلُّ اَلْمُسْلِمِينَ كَانُوا مُلْتَزِمِينَ بيها.
ثَانِي حَاجَة لِأَنَّ اَلْمُسْلِمِينَ بيواجهوا همه برضه فِي مَكَّةَ الْكَثِيرُ مِنَ الْإِيذَاءِ، فَلَا بُدَّ لَهُمْ مِنْ طَاقَةٍ رُوحِيَّةٍ كَبِيرَةٍ حَتَّى يَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَ إِيذَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ.
أَمْرٌ ثَالِثٌ هَامٌ جَدًّا: مَكَّةُ مَلِيئَةُ بِالْمَعَاصِي، بُيُوتُ دَعَارَةٍ وَخَمْرٌ وَمَيْسِرٌ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، فَلَا بُدَّ مِنْ قِيَامِ اَللَّيْلِ لِمُقَاوَمَةِ هَذِهِ الْمَعَاصِي، زى الْوَضْع اَلْآنَ تَمَامًا، الْمُجْتَمِعُ مَلِيءٌ بِالْمَعَاصِي، وَطُولُ اَلنَّهَارِ نُوَاجِهُ سَخَافَاتٍ وَحَمَاقَاتٍ مِنَ اَلنَّاسِ، دَه غَيْر الْفِتَنِ اللى احنا فِيهَا، عاوز تَكُون قَوِيّ فِي مُوَاجَهَةِ اَلْمَعَاصِي، وَمُوَاجَهَةِ سَخَافَاتِ وَحَمَاقَاتِ اَلنَّاسِ؟ وَمُوَاجَهَةِ اَلْفِتَنِ؟ عَلَيْكَ بِقِيَامِ اَللَّيْلِ
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
لِذَلِكَ تَجِدُ أَنَّ قِيَامَ اَللَّيْلِ مِنْ أَكْثَرِ اَلْأُمُورِ اَلَّتِي كَانَ يَتَعَهَّدُ اَلرَّسُولُ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصْحَابَهُ فِيهَا، تَجِدُ مَثَلًا اَلرَّسُولَ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لِزَوْجَتِهِ السَّيِّدَةِ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ "نِعْمَ اَلرَّجُلُ عَبْدُ اَللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ" عَبْدُ اَللَّهِ هُوَ أَخِيهَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَالْحَدِيثُ فِي الْبُخَارِيِّ، يَقُولُ سَالِمُ مَوْلَى عَبْدِ اَللَّهِ، رَاوِي هَذَا اَلْحَدِيثِ : فَكَانَ عَبْدُ اَللَّهِ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا، يعْني عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ عُمَرَ لما سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مَا بقاش يَنَامُ إلا الْقَلِيلَ وَيَظَلُّ طَوَالَ اَللَّيْلِ فِي صَلَاةٍ، بَسّ خَلَّى بَالَك، الْحَدِيث ده مِشّ خَاصّ بِعَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عُمَرَ بَسّ، لما اَلرَّسُولُ يَقُولُ "نِعْمَ اَلرَّجُلُ عَبْدُ اَللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ" يبقى كَأَنَّهُ بيقولك اِنْتَ كَمَان نَفْس الْكَلَامِ، يعني أَنْتَ كَمَان نِعْمَ اَلرَّجُلُ لَوْ كُنْتُ تُصَلَّي بِاللَّيْلِ، وَأَنْتِ نِعْمَ الْمَرْأَةُ وَنِعْمَ الْفَتَاةُ لَوْ كُنْتِ تُصِلِّينَ بِاللَّيْلِ.
- رَوَى الْبُخَارِيُّ أَيْضًا أَنَّ اَلرَّسُولَ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ لِعَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ "يَا عَبْدَ اَللَّهِ، لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٌ، كَانَ يَقُومُ اَللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اَللَّيْلِ" سُبْحَانَ اَللَّهَ كَأَنَّ اَلرَّسُولَ بيكلمنا! إزاي؟ فَاكْر فِي رَمَضَانَ لما كُنْتْ بتصلى اَلتَّرَاوِيح، وخلص رَمَضَان، وَكُلُّ سَنَةٍ وَأنْتَمِ طَيِّبِينَ يَا جَمَاعَةٌ، وَتَرَكْنَا عِبَادَةَ قِيَامِ اَللَّيْلِ، أَهْوَ اَلرَّسُولُ بيقولك "لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ، كَانَ يَقُومُ اَللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اَللَّيْلِ" اِنْتَ برضه كُنْتُ بِتَقوم اَللَّيْلَ وَتَرَكَتْ قِيَامَ اَللَّيْلِ.
- رَوَى الْبُخَارِيُّ أَيْضًا: أَنَّ اَلرَّسُولَ - صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ عَلَى عَلَيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَفَاطِمَةَ فِي اَللَّيْلِ وَقَالَ لَهُمَا: أَلَّا تُصَلِّيَانِ -يعني صحاهم فِي نصّ اللَّيْلِ وقالهم: مش تقُومُوا تصلُوا- فَقَالَ عَلَيٌّ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اَللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعْثَنَا، يعني إيه اَلْكَلَام ده؟ يعني الإنسان لما بينام رُوحُه وَنَفْسُهُ بتكون عِنْدَ اَللَّهِ، لَوْ رَبِّنَا عاوزنا نصحى حيصحينا، اَلرَّسُولُ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا عجبتوش إِجَابَة عَلَيٍ، يعني اَلْمَفْرُوض اَلرَّسُولُ بيقولك قوم صَلَّي تَقَوُّلُهُ حَاضِر يَا رَسُولَ اَللَّهِ، إنما مَا ينفعش تجادله وَتقوله: أَنْفُسُنَا بِيَدِ اَللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعْثَنَا، فَالرَّسُولُ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- انْصَرَفَ -سَابهمْ- يَقُولُ عَلَيٌّ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ، يَضْرِبُ فَخْذَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: وَكَانَ اَلْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا» طَبْعًا سَيِّدنَا عَلَيٌّ نَدِمَ عَلَى مَا قَالَ نَدَمًا شَدِيدًا، وَلَمْ يَتْرُكْ قِيَامَ اَللَّيْلِ بَعْدَ ذَلِكَ أبدًا.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
يَقُولُ أَحَدُ اَلتَّابِعَيْنَ لِلسَّيِّدَةِ عَائِشَةَ: أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ مَا رَأَيْتِ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَكَتْ وَقَالَتْ: وَأَيُّ شَأْنِهِ لَمْ يَكُنْ عَجَبًا؟ أَتَانِي لَيْلَةً فَدَخَلَ مَعِي فِي فِرَاشِي، ثُمَّ قَالَ: يَا اِبْنَةَ أَبِي بَكْرٍ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ لِرَبِّي قَالَتْ: فَأَذِنْتُ لَهُ ، فَقَامَ إِلَى قِرْبَةِ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ فَلَمْ يُكْثِرْ صَبَّ اَلْمَاءِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَبَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ رَكَعَ فَبَكَى، ثُمَّ سَجَدَ فَبَكَى، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَبَكَى، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ يَبْكِي حَتَّى جَاءَ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ.
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
1. يَقُولُ أَحَدُ اَلصَّالِحِينَ "ثَمَنُ اَلسِّيَادَةِ تَرْكُ الْوِسَادَةِ"
|