السؤال
شاهدت في قناة تلفزونية فرنسية آرتي ARTE فيلم وثائقي حول حياة الرسول عليه الصلاة و السلام وعرف من أقوال بعض المحدثين أن في حيا ة الرسول عليه الصلاة و السلام قتل ( برفع القاف) 800 يهوديا بعد حصار وانتصار المسلمين في وقت واحد وأسر نساءهم وأسر أبناءهم كغنيمة حرب. هل من صحة في ذلك؟
الجواب
موضوع قتل هذا العدد من "بنى قريظة" هام جدًا، لأنه من أكثر القضايا التى يستخدمها أعداء الإسلام في الطعن في الإسلام، وهناك مئات الأفلام والكتابات التى تتناول فقط هذا الموضوع، ويتهمون الإسلام ويتهمون الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالوحشية، ونحن نرد على ذلك ونقول
- أن الجريمة التى ارتكبها يهود "بنى قريظة" كانت بلغة هذا العصر جريمة "خيانة عظمي" فتعريف الخيانة العظمي في القوانين هو: عدم الولاء للدولة، والعمل ضد مصالحها، وفي القانون الأمريكي تتم الإدانة بالخيانة العظمى إذا انضم شخص إلى عدو الولايات المتحدة الأمريكية، وعقوبة الخيانة العظمي في أي قانون هو أقصى عقوبة، سواء الإعدام أو السجن مدي الحياة في الدول التى لا تطبق عقوبة الإعدام
- ولو أن أي قاضى في أي دولة في العالم عرضت عليه الآن قضية خيانة بنى قريظة للمسلمين في غزوة الأحزاب، فسيكون حكم هذا القاضي هو نفس حكم "سعد بن معاذ" وهو قتل المقاتلة
- لو ترك الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هؤلاء الرجال المقاتلين لكانوا قد اتجهوا الى خيبر، وعادوا لمحاربة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتأليب القبائل عليه
- لو كانت الأحزاب قد انتصرت بمعاونة "بنى قريظة" لكان المسلمون قد تعرضوا لنفس هذه العقوبة، وهي قتل رجالهم، وسبي نسائهم وأبنائهم، وتفريق أموالهم
- أن هذا الحكم هو نفس الحكم الموجود في التوراة، وهو العهد القديم الذي يقدسه اليهود والنصاري، وهو موجود في مواضع كثيرة جدًا، ولكن نذكر مثالًا واحدًا منها، في سفر التثنية، الإصحاح رقم 20 تقول:
10 حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ،
11 فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ.
12 وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا.
13 وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
15 هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا.
16 وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا،
|