Untitled Document

عدد المشاهدات : 24290

الفصل الرابع عشر: الرد على شبهة الطعن في نسب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة

الجزء الثاني: من ولادة الرسول حتى مبعثه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

الفصل الرابع عشر

 الرد على شبهة الطعن في نسب الرسول

-صلى الله عليه وسلم-

قبل أن نسترسل في هذا الحديث المبارك، نتوقف في هذا الفصل حتى نرد على شبهة  من الشبهات التى أطلقها أحد أعداء الاسلام، وهي شبهة الطعن في نسب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

هناك قُمُّص اسمه "زكريا بطرس" والقُمُّص هو كبير القساوسة، هذا القُمُّص تفرغ للهجوم على الإسلام، والهجوم على مولانا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

ومن الأمور التى ذكرها هذا البطرس هو الطعن في نسب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

شبهة "بطرس"

يقول هذا البطرس أن "عبد الله" والد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبوه "عبد المطلب" تزوجا فى يوم واحد، وعبد الله مات في نفس العام الذي تزوج فيه، وعبد المطلب أنجب حمزة، وحمزة أكبر من الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأربع سنوات أو بسنتين، فمعنى هذا أن آمنة أنجبت الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد وفاة أبيه بأربع سنوات أو بسنتين، يعنى "عبد الله" ليس والد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعنى الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولد من سفاح

هذا هو ملخص ما توصل اليه العبقري "زكريا بطرس"

نص كلام "زكريا بطرس"

وساذكر لحضراتكم ما قاله هذا البطرس بالحرف الواحد قبل أن أرد عليه:

أولًا هو ذكر المراجع التى تثبت أن "حمزة" أكبر من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعامين أو أربعة أعوام: الإصابة في تمييز الصحابة، والطبقات الكبري، وغير ذلك

ثم يسأله المذيع ببراءة شديدة جدًا: ما أهمية هذا الفرق العمري بين حمزة وبين الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ؟!

فيقول له القمص: الحقيقة هناك أهمية كبيرة جدًا، وأهميته تتركز في هذا السؤال الخطير الذي يطرح نفسه بعنف، وأرجو أن لا يصدم المشاهدين، فهذا مجرد سؤال يحتاج الى اجابة وتوضيح

السؤال هو: إن كان عبد الله أبو محمد قد تزوج في يوم واحد مع عبد المطلب أبو حمزة، ومات "عبد الله" في نفس سنة زواجه، فكيف يكون حمزة أكبر من محمد بأربع سنوات ؟

واذا وضع السؤال بصورة أكثر وضوحًا، وبرضه محدش يزعل من السؤال، يبقي محمد ابن من هو ؟ هل هو ابن عبد الله، رغم انه ولد بعد موت أبيه بأربعة سنوات، أم ماذا ؟

ثم يصرخ بعد ذلك باسلوب مسرحي مضحك جدًا ويقول:

فليأتوا لنا بحالة واحدة من تاريخ الطب على مدى العصور تقول أن طفلا بقي في بطن أمه حيًا هذه المدد التي يقولون عنها، أنا أطالب أساتذة كلية طب جامعة الأزهر ببحث هذا الموضوع علميًا ونشره إن توصلوا إلى هذا الاكتشاف العجيب

 

زكريا بطرس يطعن في نسب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

 

الرد المفحم على شبهة الطعن في نسب الرسول

الحقيقة هذا البطرس يستخدم اسلوب وزير الدعاية في حكومة "هتلر" وكان اسمه "جوزيف جوبلز" كان يقول: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس

وردًا على هذا الهراء تقول:

قلنا أن "عبد المطلب" نذر أن يذبح أحد أبناءه ان رزق بعشرة من الذكور، وقد تزوج "عبد المطلب" ستة من الإناث، وأنجب اثنى عشر ذكر وستة اناث، وكان من هؤلاء الستة اللاتي تزوجهن "عبد المطلب" هالة بنت وهيب وأنجبت له "هالة" أربعة وهم: المقوم  والمغيرة وحمزة وصفية، أي أن "هالة" أنجبت له ثلاثة ذكور، فاذا طرحت ثلاثة من اثنى عشر، وهم كل أولاد "عبد المطلب" من الذكور، تكون النتيجة تسعة

أي أن "عبد المطلب" قبل أن يتزوج "هالة" لم ينجب الا تسعة فقطـ، أي أن قرار "عبد المطلب" بذبح ابنه "عبد الله" لم يحدث الا بعد زواجه من "هالة" وانجابه منها

اذن هناك استحالة أن يكون "عبد المطلب" قد تزوج مع ابنه "عبد الله" في نفس اليوم أو حتى في نفس الفترة

رواية زواج "عبد المطلب" و"عبد الله" رواية ضعيفة

موضوع زواج "عبد المطلب" في نفس الوقت مع "عبد الله" أمر مذكور في أحد كتب التاريخ، ونحن المسلمون لا نأخذ ديننا من كتب التاريخ، وانما نأخذه من القرآن والسنة الصحيحة،أما كتب التاريخ ففيها الصحيح والغير صحيح

وهذه الرواية قالها رجل اسمه "محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي" وهذا الرجل قال عنه البخاري "متروك الحديث" وقال عنه مسلم "متروك الحديث" وقال عنه أحمد بن حنبل "كذاب" وقال النسائي "معروف بالكذب على رسول الله" وقال الحاكم "ذاهب الحديث" وقال الذهبي "مجمع على تركه" الى جانب أقوال كثير من علماء الجرح والتعديل

 

شجرة نسب الرسول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

رد ثانِ على هذه الشبهة

ثم اذا فكرت قليلًا لوجدت في سيرة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أبلغ رد على هذا الهراء

لأن من قام بكفالة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هم أهل أبيه: جده "عبد المطلب" ثم عمه "أبو طالب" منذ كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عمره ستة أعوام، وحتى بلغ خمسة وعشرين عامًا وتزوج، ولو كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولد بعد وفاة "عبد الله" فكيف سيربيه جده لأبيه وعمه شقيق أبيه ؟!

وقد كان من أعمام النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أبو لهب" وهو واحد من أشد أعداء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم يذكر "أبو لهب" ولو مرة واحدة، موضوع نسب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولو يعلم أن هناك أي شبهة في نسب الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأخيه عبد الله لما أضاع هذه الفرصة السانحة في التشنيع على الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
رد ثالث:

اتهم مشركوا قريش النبيَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقالوا عنه أنه ساحر وكاهن ومجنون، وهم يعلمون جيدًا أنه ليس ذلك، ولم يطعن أحد في نسبه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولو كان عند أحدهم أي شك، لما فوت هذه الفرصة، وقد كان العرب أهل تفاخر بالأنساب والسلالات

فاذا كانوا يتهمونه بأمور يعلمون أنها ليست فيه، فكيف يفوتون فرصة اتهامه بشيء يعلمون أنه فيه

رد رابع

عندما هاجر المسلمون الى الحبشة الهجرة الأولى، سافر الى الحبشة "عمرو بن العاص" وكان في ذلك الوقت لا يزال على كفره، وطلب من النجاشي أن يسلمه المسلمين الذين هاجروا الى أرضه، فوقف "جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ" يدافع عن المسلمين، وقال: "أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ" الى آخر هذه الخطبة الرائعة والتى كانت سببًا في اسلام النجاشي وكان نصرانيًا

والذي خطب هذه الخطبة –كما ذكرت- هو "جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ" ابن عم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلو كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولد بعد وفاة أبيه بعامين هل كان ابن عمه يشهد له هذه الشهادة

وهذه الخطبة كانت أمام "عمرو بن العاص" وكان كما قلنا لا يزال على كفره، وقد ذهب الى الحبشة ليسترد المسلمين، وهو يريد أن يتصيد للمسلمين أي خطأ، فكيف لم يعترض على "جعفر" وهو يقول "نَعْرِفُ نَسَبَهُ" الا اذا كان متأكدًا أن هذه النقطة لا يجوز أن يقترب منها

رد خامس

عندما هاجر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى المدينة، وبدأت الحروب بينه وبين قريش، وصلت أخبار الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى هرقل قيصر الروم، فانتهز قيصر فرصة أن هناك تجار من قريش موجودون بالشام، فارسل اليهم، وكانوا على الكفر، وفيهم "أبو سفيان بن حرب" وهو رأس الكفر في ذلك الوقت، وأخذ يسألهم عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أسئلة كثيرة، فكان من هذه الأسئلة أن قال: : كيف نسبه فيكم ؟ قال أبو سفيان: هو فينا ذو نسب، فقال قيصر: وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، يعنى جرت عادة الله تعالى أن تبعث الرسل في أفضل نسب؛ لأن الناس يهتمون دائماً بالأنساب، فالحق –سبحانه وتعالى- يهيء لكل رسول أفضل نسب في قومه، حتى يكون عاملًا مساعدًا على التفاف الناس حوله

الشاهد أن قيصر سأل عن نسب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأجاب "أبو سفيان" وكان في ذلك الوقت كافرًا بل كان زعيم جبهة المشركين  قال "هو فينا ذو نسب"
رد سادس:

انظر الى الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في صلح الحديبية، وهو يملي شروط الصلح ويقول

"هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا لَا نُقِرُّ بِهَا فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ"

الذي قال هذا الكلام هم الكفار وليس المسلمون

رد سابع:

في غزوة حنين عندما انكشف المسلمون، وأراد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يجمعهم، وقف ينادي بأعلى صوته "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب" ولم يرد عليه أحد من أعدائه، وكانوا اثنى عشر ألفًا

 

شجرة نسب الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم جميعًا

تلخيص

مرة أخري أقول أن "عبد المطلب" نذر أن يذبح أحد أبناءه ان رزق بعشرة من الذكور، وقد تزوج "عبد المطلب" ستة من الإناث، وأنجب اثنى عشر ذكر وستة اناث، وكان من هؤلاء الستة اللاتي تزوجهن "عبد المطلب" هالة بنت وهيب وأنجبت له هالة أربعة: المقوم والمغيرة وحمزة وصفية، يعنى هالة أنجبت له ثلاثة ذكور، اذا طرحت ثلاثة من اثنى عشر، وهم كل أولاد "عبد المطلب" من الذكور، تكون النتيجة تسعة

يعنى "عبد المطلب" قبل أن يتزوج "هالة" لم ينجب الا تسعة فقطـ، يعنى قرار "عبد المطلب" بذبح ابنه "عبد الله" لم يحدث الا بعد زواج "هالة" وانجابه منها

يعنى هناك استحالة أن يكون "عبد المطلب" قد تزوج مع ابنه "عبد الله" في نفس اليوم أو حتى في نفس الفترة

تحدي هذا "البطرس" في مناظرة على الهواء

بعد هذا يا زكريا بطرس ليس أمامك الا أمرين اثنين لا ثالث لهما: اما أن ترد على هذا الكلام، وأنت لن تستطيع أن ترد عليه، واما أن تعتذر عن كل كلمة قلتها، وأنا متاكد أيضًا أنك أضعف كثيرًا من أن تعترف بخطئك

وأنا أعرف أن هناك عدد من العلماء عرضوا على هذا البطرس أن يناظروه في أي مكان يختاره سواء اذاعة أو تلفزيون أو غير ذلك، ومن هؤلاء فضيلة الشيخ "خالد الجندي" ولكن هو طبعًا كان يتهرب من المناظرة

وأنا أنضم الآن الى تلك القائمة التى عرضت مناظرة "زكريا بطرس" واذا كان البعض اشترط أن تكون المناظرة في مصر، وهو يقول أنه خائف من أن يأتي مصر، أقول له أنا مستعد لمناظرتك في أي مكان تريده في العالم، واذا أردت أن تكون هذه المناظرة في بيتك فأنا مستعد لها، الشرط الوحيد أن تكون المناظرة مقسمة الى نصفين متساويين: النصف الأول هو الرد على أي هجوم تريده على الاسلام سواء كان قرآن أو غير ذلك، والنصف الثاني هو هل كتابك المقدس هو كلام الله أم هو من تحريف البشر

وقد عُرِضَ طلب المناظرة على الـ YouTube بتاريخ 24/2/2013 بلا رد (!)

 

تم طلب المناظرة على الـ YouTube بتاريخ 24/2/2013 بلا رد