Untitled Document

عدد المشاهدات : 3689

الفصل الثالث والستون: قصة الهجرة- الجزء الثاني- بيعة العقبة الأولى

أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الرابع: قصة الهجرة

الفصل الثالث والستون

*********************************

قصة الهجرة- الجزء الثاني

بيعة العقبة الأولى

*********************************

 

*********************************

الفصل السابق كان بعنوان "طواف الرسول على القبائل طلبًا للنصرة" وقلنا أن هذه كانت أول مرحلة من مراحل الهجرة، فكان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبذل جهدًا كبيرًا في الطواف على القبائل وعرض نفسه عليهم، سواء في مواسم الحج، أو المواسم التجارية، أو حتى أن يذهب الى هذه القبائل في منازلها

وكان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد ركز دعوته في تلك الفترة على زعماء القبائل لأن هؤلاء هم القادرون على توفير الحماية للدعوة، ولكن جاء الفرج أو جاء الحل من ناحية أخري

جاء الفرج أو الحل باسلام ستة من شباب "يثرب" والتى ستصبح "المدينة النورة" بعد هجرة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اليها، ليصبح هؤلاء الستة هم السبب في انتشار الاسلام في المدينة المنورة

كأن الله تعالى يقول للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ويقول لنا أن عليك الجهد، وسيأتي النصر من حيث لا تحتسب

كيف أسلم هؤلاء الستة ؟أهل يثرب ؟

 قابل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أثناء طوافه على القبائل في موسم الحج من سنة 11 من البعثة، وفد من الخزرج في "منى" فقال لهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : من أنتم ؟ قالوا: نفر من الخزرج، فقال لهم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أفلا تجلسون أكلمكم ؟  قالوا بلي: فعرض عليهم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الاسلام وتلا عليهم القرآن، فنظر بعضهم الى بعض وقالوا:يا قوم:تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود،فلا يسبقنكم إليه

 

والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود

هكذا آمنوا بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودخلوا في  الاسلام، وكان عددهم ستة وهم: أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله بن رئاب

عاد هؤلاء الستة الى يثرب ونشطوا جدًا في الدعوة، حتى أصبح موضوع الاسلام والحديث عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو حديث كل أهل يثرب

 

مسجد "البيعة" في المكان الذي بايع فيه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأنصار

بيعة العقبة الأولى

في العالم التالي، وفي السنة 12 من البعثة، جاء الى مقابلة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وفد من أهل يثرب عددهم اثنى عشر رجلًا، عشرة من الخزرج، واثنان من الأوس، وكان منهم اثنين من الذين أسلموا في العالم السابق، والعشرة الباقين قابلوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأول مرة وهم:

1-  أسعد بن زرارة

2-  رافع بن مالك (وهذان أسلما العام السابق)

3-  عوف ابن عفراء

4-  معاذ ابن عفراء

5-  ذكوان بن عبد قيس

6-  عبادة بن الصامت

7-  يزيد بن ثعلبة

8-  العباس بن عبادة

9-  عقبة بن عامر

10-                  عامر بن حديدة

11-                  مالك بن التيهان

12-                  عويم بن ساعدة

 

"عبادة بن الصامت" يتحدث عن بيعة العقبة الأولى

وقد تحدث عبادة بن الصامت عن البيعة في العقبة الأولى، فقال: كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلاً، فبايعنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بيعة النساء وذلك قبل أن تُفترض علينا الحرب: على ألا نشرك بالله، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا, ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئًا فأمركم إلى الله عز وجل, إن شاء غفر وإن شاء عذب

 

يقول عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على بيعة النساء

هذه هي بيعة "العقبة الأولي" وقد أطلق عليها بيعة العقبة لأنها كانت عند مكان اسمه "عقبة منى" وأطلق عليها الأولى، لأن العام التالي ستكون بيعة ثانية سيطلق عليها "بيعة العقبة الثانية"

وقد أطلق عليها "بيعة النساء" لأن بنود هذه البيعة هي نفس بنود البيعة التى بايع عليها الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النساء بعد ذلك، وهي التى جاءت في الآية 12 من سورة "الممتحنة"

 

كان عدد من بايع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيعة العقبة الأولى –كما قلنا- اثنى عشر، منهم اثنان جاءا في العام السابق، ومعنى هذا أن عدد المسلمين من يثرب الذين جاءوا لمقابلة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ستة عشر، ولا شك كان هناك أعداد أخري قد اسلمت ولكنها لم تأت لمقابلة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومعنى هذا أن الاسلام قد بدأ ينتشر في "يثرب" وبدأ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يفكر في ان تكون "يثرب" هي المكان الذي يمكن أن يهاجر اليه، وتكون هي عاصمة الدولة الاسلامية

ولذلك أرسل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع هذا الوفد "مصعب بن عمير" وهذا سيكون حديثنا في الفصل القادم

 

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************