Untitled Document

عدد المشاهدات : 28236

الفصل الثامن والستون: قصة الهجرة- الجزء السابع- الوصول الى قباء

أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الرابع: قصة الهجرة

الفصل الثامن والستون

*********************************

قصة الهجرة- الجزء السابع

الوصول الى "قباء"

*********************************

 

*********************************

وصل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى المدينة، وقد استغرقت الرحلة من مكة الى المدينة 14 يوم

والمسافة من مكة الى المدينة 480 كم، والقوافل تستغرقها عادة في 10 أيام، ولكن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استغرق هذه المسافة في 14 يوم، لأنه قضى في غار "ثور" ثلاثة ايام، ثم هناك يوم زائد، لأنه –كما ذكرنا- لم يسر في طريق مستقيم كما هو طريق القبائل، وانما سار في طريق متعرج هربًا من مطاردة قريش والعرب

 

طريق هجرة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وقد خرج الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من مكة يوم الإثنين، ووصل "قباء" يوم الإثنين

كانت "قباء" في ذلك الوقت قرية منفصلة عن المدينة، وتبعد عن المدينة حوالى 5 كم، وقد امتد اليها العمران الآن فاتصلت ببقية أنحاء المدينة، وأصحبت أحد أحياء المدينة

 

أصبحت "قباء" الآن أحد أحياء المدينة

وظل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قباء أربعة ايام، لأن أهل قباء تمسكوا ببقاء الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- معهم، وحتى يستعد أهل المدينة لاستقبال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وكأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ظل في "قباء" هذه الأيام الثلاثة حتى يستأذن أهل المدينة في الدخول على مدينتهم، خاصة أن أهل المدينة لم يكن كلهم مسلمون، بل كان هناك مشركون وكان هناك يهود

ولأن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بدخوله المدينة ستكون هناك مرحلة جديدة من تاريخهم، وستتغير حياتهم –كما يقولون- 180 درجة، فكأن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يترك لهم فرصة لمراجعة أنفسهم، وحتى يتأكدوا أنهم قادرون على تحمل تبعات هذه المرحلة الجديدة، وهي مرحلة في غاية الصعوبة، لأن سيقفون ليس أمام قريش فقط، وهي من أقوي القبائل العربية، بل سيقفون كذلك في مواجهة كل العرب

 

ظل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في "قباء" أربعة أيام

وطلب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أهل المدينة ألا يأتي اليه أحد في قباء لاستقباله، حتى لا يشق عليهم

وبدأ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذه الأيام الأربعة التى قضاها في قباء في بناء مسجد هناك، أطلق عليه مسجد قباء، وهو أول مسجد بنى الإسلام

 

مسجد قباء سنة 1325 هـ

والصلاة في هذا المسجد لها فضل عظيم، يقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "الصَّلَاةُ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ كَعُمْرَةٍ" فمن يأتي مسجد قباء ويصلى فيه ركعتين أو أكثر كتب له ثواب عمرة سواء كانت صلاته فريضة أو نافلة

وكان بناء المسجد بسيطًا جدًا: كان مربعًا، وطول كل ضلع 70 متر، وله ثلاثة أبواب

 

 

 

مسجد قباء الآن

وقبل أن يترك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قباء، وصل الى قباء قادمًا "على بن أبي طالب" بعد أن رد ودائع قريش كما أمره النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان عليه أن يهاجر الى المدينة، ولم يكن معه ثمن راحلة ليسافر عليها، ولم يستطع "على" أن ينتظر حتى يدخر ثمن الراحلة، فهاجر "على بن أبي طالب" من مكة الى المدينة مشيًا على قدميه

سار "على بن ابي طالب" من مكة الى المدينة مسافة 480 كم شوقًا الى الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولأنه لم يستطع أن يظل أيامًا لا يري فيها الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وصل "على بن أبي طالب" الى قباء يوم الجمعة قبل أن يغادر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قباء، وعندما وصل "على" الى قباء كانت قد تورمت قدماه، وسقطت أظافر قدميه، ودخل على النبي مسنودًا بين رجلين لأنه لا يتحمل حتى أن تمس قدميه الأرض، وبكي الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عندما رأي "على؟ هكذا، وتفل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على يديه ومسح قدمي "على" فذهب ما يجد

 

مسح الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على قدمي "على" فذهب ما يجد

وبالرغم من أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طلب ألا يأتي اليه أحد في "قباء" حتى لا يشق عليهم، جاءه "الزبير بن العوام" وكان شابًا عمره 21 عام، بقميص –جلباب- أبيض جديد، حتى يدخل المدينة بهذه الثياب الجديدة النظيفة

وظل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قباء –كما ذكرنا- أربعة أيام، فقد وصل يوم الإثنين وظل هناك أيام: الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، ثم ترك قباء في اليوم الخامس وهو يوم الجمعة، واتجه الى المدينة، وأدركته صلاة الجمعة في الطريق، فصلى الجمعة، ثم دخل المدينة بعد الصلاة

 

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************