Untitled Document

عدد المشاهدات : 4228

الفصل التاسع والستون: قصة الهجرة- الجزء الثامن- دخول الرسول المدينة المنورة

أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الرابع: قصة الهجرة

الفصل التاسع والستون

*********************************

قصة الهجرة- الجزء الثامن

دخول المدينة المنورة

*********************************


*********************************

الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدخل المدينة

ظل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قباء –كما ذكرنا- أربعة أيام، وصل "قباء" يوم، وترك "قباء" في اليوم الخامس وهو يوم الجمعة، واتجه الى المدينة، وأدركته صلاة الجمعة في الطريق، فصلى الجمعة، ثم دخل المدينة بعد الصلاة

كان أهل المدينة يخرجون كل يوم على مشارف المدينة، في منطقة "الحرة" ينتظرون الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأن الرحلة من مكة الى المدينة –كما ذكرنا- تستغرق عشرة ايام، ووصل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى قباء بعد 14 يوم، فكان أهل المدينة يخرجون لاستقبال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من اليوم العاشر من خروج الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من مكة

وعندما وصل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الى قباء وطلب ألا يأتي اليه أحد هناك، كانوا يخرجون ايضًا كل يوم ينتظرونه حتى يزول الظل، وتشتد عليهم الشمس، وكان ذلك في الصيف في شهر سبتمبر، فيعودون الى بيوتهم

وفي اليوم الذي وصل فيه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان أهل المدينه قد انتظروا حتى اشتدت عليهم الشمس فعادوا الى منازلهم، وكان أول من رأي الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو رجل يهودي كان يعمل في نخلة له، فصرخ بأعلى صوته:

-        يا بنى قيلة هذا صاحبكم الذي تنتظرون، هذا  جدكم قد جاء

و"قيلة" هي أم الأوس والخزرج، لأن الأوس والخزرج أخوان، وأمهما كان اسمها "قيلة" و"جدكم" يعنى رزقكم

 

كان أول من رأي الرسول هو رجل يهودي كان يعمل في نخلة له

الأنصار يستقبلون الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

ما ان صاح هذا اليهودي بذلك، حتى ارتجت المدينة بأصوات التكبير والتحميد، وخرج كل سكان المدينة، رجالًا ونساءًا وأطفالًا من بيوتهم، وقد لبسوا أحسن ثيابهم كأنهم في يوم عيد، وقد كان بالفعل يوم عيد، وأخذ الأحباش يلعبون برماحهم للترحيب بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأخذن بنات الأنصار يتغنين بهذه الأبيات الشهيرة

طلع الـبدر علينا مــن ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا مـــا دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع

جئت نورت المدينة مرحبًا يا خير داع

و "ثنيات الوداع" هو مدخل المدينة، الذي دخل منه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

ودخل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة، في يوم تاريخي، وأصبح اسمها منذ ذلك الوقت "مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" بدلًا من اسمها القديم وهو "يثرب" ثم أصبح يطلق عليها "المدينة"

يقول أنس بن مالك "ما رأيت يوما قط أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم"

ويقول أيضًا "لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء"

 

 

خرج الأنصار لاستقبال الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

"أبو بكر" يظلل على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

ونظر أبو بكر فرأي أهل المدينة ينظرون الي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وينظرون اليه، يريدون أن يعرفوا من هو رسول الله، فقام وأخذ يظلل على رسول الله برداء فعرف الناس من هو رسول الله

"عبد الله بن سلام" يتحدث عن أول يوم للرسول في المدينة

يقول عبد الله بن سلام : لما قَدِمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المدينة انجفل الناس إليه، وقيل: قَدِمَ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أنْ قال "يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام"

الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينزل في بيت "أبو أيوب الأنصاري"

سار النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بناقته في طرقات المدينة، وكل واحد من الأنصار يجذب الناقة من خطامها حتى ينزل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بيته، وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعلم الحساسية التى بين الأوس والخزرج، وربما كانت هناك حساسيات أخري لا يعلمها، فترك الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خطام الناقة، يعنى هو لا يوجه ناقته الى أي مكان، وقال لهم "خلوا سبيلها فانها مأمورة" ودعا الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال "اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي" فلم تزل الناقة سائرة والرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فوقها والناس حولها، حتى بركت الناقة في موضع المسجد النبوي الآن

 

قال الرسول "خلوا سبيلها فانها مأمورة"

كان المكان الذي بركت فيه الناقة أمام بيت رجل من فقراء الأنصار اسمه "أبو أيوب الأنصاري" فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أي بيوت أهلنا أقرب؟". فقال أبو أيوب:

-        أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا بابي

قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

-        فانطلق فهيئ لنا مقيلاً

فأسرع "أبو أيوب الأنصاري" وحمل رحل النبي -صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأدخله بيته

وهكذا أقام الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المدينة في بيت "أبو أيوب الأنصاري" قبل أن يبنى مسجده وبيته، وظل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في بيت أبو أيوب الأنصاري سبعة أشهر  

 

أنا يا نبي الله، هذه داري وهذا بابي

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************