Untitled Document

عدد المشاهدات : 4920

الفصل الثاني والسبعون: وصف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-2

أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة  

الجُزْءُ الخامس: وصف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأشيائه

الفصل الثاني والسبعون 

*********************************

وصف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-2

*********************************

 

*********************************

ملابس النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لم يكن يلبس الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيئًا يتميز به عن الناس، بل كان يلبس  ما يتيسر له من الملابس التى كانت معروفة في قومه
فكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يضع على رأسه عمامة، كما كان العرب يلبسون في ذلك الوقت، وكما هو اللباس الشعبي في بعض الدول الآن كالسودان مثلًا، وكان يلبسها وتحتها طاقية (وكانوا يطلقون على الطاقية قلنسوة) وقد يلبسها بدون طاقية، كما قد يلبس الطاقية بدون العمامة
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يجعل لعمامته ذيل ينزل على ظهره بين كتفيه
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له عمامة بيضاء وعمامة سوداء وربما ألوان أخري
عمامة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان يلبس الجلباب، وكان هذا هو أكثر لباسه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 
ويلبس الجبة، وهي تشبه الجبة في اللباس الأزهري الآن
 وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلبس السروال تحت ملابسه، وهو مثل البوكسر الذي يلبسه الرجال الآن
وقد لبس الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كل أنواع الأقمشة عدا الحرير، وكان أحب الثياب اليه ما صنع من قطن، وكان أحب الألوان اليه اللون البيض

قميص الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلبس في قدميه النعل، وهو يشبه الصندل الآن، كما كان يلبس الخف وهو يشبه الشراب ولكن من جلد ويغلق من الجانب


نعل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يلبس خاتم من فضة مكتوب عليه "محمد رسول الله" وكانت الكتابة من أسفل الى أعلى، لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يحب أن يعلو اسمه على اسم الله تعالى
وكان يلبس الخاتم في اصبعه "الخنصر" وهو ما نطلق عليه الإصبع الصغير، وكان يلبسه في يده اليسرى أحيانًا، وفي اليمنى أحيانًا

خاتم الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحب الطيب، وكان طيبه الذي كان يتطيب به اسمه  "الغَالِيَةُ" وهو طيب مركب من مِسكٍ وعنبرٍ وعودٍ وكافورٍ، وكان أحيانًا يتطيب بالمسك وحده

مجسم لبيت الرسول من معرض ميراث النبوة بماليزيا
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
صفة مأكله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأكل على الأرض، فيجثو بركبتيه، أو ينصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى
كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يأكل بأصابعه الثلاثة: الإبهام والتى تليها والوسطي، وأحيانًا كان يأكل باصابعه الخمسة، وهكذا كان الحال في كل العالم، حيث لم تستخدم الملعقة والشوكة الا في القرن السابع عشر والثامن عشر، وكان اول ظهورهما في انجلترا وفرنسا، وحاربهما رجال الدين المسيحي في ذلك الوقت، بحجة أن اليد هي الأجدر أن تلمس نعمة الله
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يتكلف في أكل الطعام، بل كان يأكل ما يقدم اليه، واذا لم يحب شيئًا لا يأكله دون أن يعيبه، فكان مثلًا لا يأكل البصل النيء ولا الثوم النيء، ولا الجراد، ولا يحب أكل الكليتين أو المخاصى دون أن يعيب هذه المأكولات
كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قليل الطعام جدًا، تقول عائشة أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يشبع يومين متتاليين 
وعن ابن عباس أن النبي كان يبيت الليالي المتتابعة لا يجد عشاءًا
يقول أنس أن فاطمة –رضى الله عنها- ناولت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كسرة خبز، فقال لها: هذا أول طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
شراب النبي  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يشرب ثلاثًا، يتنفس بينهم، ويبعد الاناء عن فيه ونفسه، وكان يجلس غالبًا أثناء الشراب

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
فراش النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينام على الحصير، وكان له فراش مصنوع من جلد محشو بالليف، الذي يؤخذ من النخيل، وكانت وسادته كذلك جلد محشو بالليف
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينام على جنبه اليمن، ويضع يده اليمنى تحت خده 
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينام القيلولة، وينام من الليل، وكان يقوم ثلت الليل، ونصفه، وأكثر من نصفه

❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
مشية النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 
كان على بن أبي طالب يصف مشية النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيقول "كأنه ينحط من صبب" أن ينزل من منحدر، أي أنها كانت مشية سريعة، وفيها جدية، وليس مشية في كسل أو تماوت
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
كلام النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
روي الشيخان عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يكن يسرد الحديث كسردكم 
يعنى الكلام لم يكن متصلًا بعضه ببعض
وعنها قالت: كان النبي يحدث حديثًا لو عده العاد لأحصاه 
عن أبي الدرداء قال: كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا حدث بحديث تبسم في حديثه
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا التفت التفت بجميع جسده، وليس برأسه فقط
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقبل بوجهه على كل من يحدثه، ولا ينصرف عنه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بوجهه حتى يكون الرجل الذي يحدثه هو الذي ينصرف عنه
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يظهر الإهتمام بكل الناس، حتى أن كل واحد من أصحابه يعتقد أنه خير القوم وأحبهم الى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 
يقول عمرو بن العاص: كان رسول الله  -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقبل بوجهه وحديثه عليّ حتى ظننت أني من خير القوم، فقلت : يا رسول الله أنا خيرٌ أم أبو بكر ؟ قال: أبو بكر ، قلت : يا رسول الله : أنا خيرٌ أم عمر ؟ قال : عمر ، قلت : يا رسول الله أنا خيرٌ أم عثمان ؟ قال : عثمان ، يقول: فصدقني، فوددْتُ أني لم أكن سألته
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
ضحك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لم يكن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يضحك بصوت مرتفع، ولكن كان ضحكه أن يبتسم
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دائم التبسم، روي الترمذي عن عبد الله بن الحارث قال: ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان اذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر 
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
بكاء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كذلك كان بكائه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من جنس ضحكهه، بلا شهيق وبلا رفع صوت 
وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كثير البكاء من خشية الله تعالى، وربما زار مريضًا فبكي رحمة له
❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇ ❇
هيبة النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هادئًا رزينًا وقورًا، وقد تحدثنا في الحلقة السابقة عن وصف "أم معبد" للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت "ان صمت فعليه الوقار، وان تكلم سما وعلاه البهاء
وكان من وقاره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه لا يضحك بصوت مرتفع، ولا يبكي بصوت مرتفع، ولا يكثر المزاح
ولذلك كان الصحابة يجلسون في مجلسه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كأن على رؤسهم الطير
روي مسلم عن "عبد الله بن عمرو بن العاص" قال: صحبت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما ملأت عيني منه قط حياء منه وتعظيمًا له، ولو قيل لي صفه لما قدرت
وقد رأته "قيلة بنت مخرمة" رضى الله عنها جالسًا في المسجد فأخذت ترتعش 
وكذلك دخل عليه أحد الأعراب، فأخذته رعشة شديدة، فقال له النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هون عليك فإني لست بملك ولا جبار، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة

 

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************