Untitled Document

عدد المشاهدات : 4071

الفصل الثامن والتسعون: ملحمة بدر الكبري- الجزء السابع- المعركة

   أسْرَار السَيرَةِ الشَرِيفَة- منهج حياة

الجُزْءُ السابع: ملحمة بدر الكبري
*********************************
الفصل الثامن والتسعون
ملحمة بدر الكبري- الجزء السابع
المعركة
 
 
 
*********************************
تنظيم الجيش
طلع فجر يوم السابع عشر من رمضان، وهو يوم المعركة، فنادي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في المسلمين: الصلاة عباد الله، فجاءه الناس فصلى بهم
وبدأ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد ذلك يرتب الجيش استعدادًا للقتال، وقلنا أن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جعل جيش المسلمين يقف على هيئة صف، وكان هذا أسلوبًا جديدًا تمامًا، لم يكن يستخدم في الحروب، فقد كان العرب يدخلون المعركة جماعة واحدة ثم بعد ذلك يقاتلون بالكر والفر، أي التقدم والتراجع في ميدان المعركة 
وقلنا أن السبب في اختيار الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يقف جيش المسلمين على هيئة صف، هو التفوق العددي الكبير لجيش المشركين –حوالى ثلاثة اضعاف جيش المسلمين- فأراد الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يكون القتال مع المشركين موزعًا وليس مركزًا في مكان واحد، وحتى يضيع عليهم فرصة أن يقوموا بالإحاطة بالمسملين أوحصارهم 
قام الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كذلك بتنظيم صف لرماة الأسهم في مقدمة الجيش، ثم صف بعده لحملة الرماح، وكان الهدف هو صد هجوم الفرسان المتوقع في بداية المعركة، وحتى يقوم بارباك العدو، واحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوفه مع بداية المعركة 
هكذا استطاع الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهذا التنظيم المبتكر أن يقلل من آثار تفوق جيش المشركينن على المسلمين سواء من ناحية عدد المقاتلين، أو من ناحية امتلاكهم عدد كبير من الفرسان 

قام الرَسُولُ بتنظيم صف لرماة الأسهم ثم صف لحملة الرماح
******************
وأخذ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يحرض الجيش على القتال، ويثير حماستهم، ويعمل على رفع روحهم المعنوية، ويعد من يموت شهيدًا بالجنة، ويقول 
- والذي نفس محمد بيده ، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة
وأمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجيش أن يبدؤا برمي السهام عندما يقترب منهم جيش مكة، ثم لا يبدؤا القتال الا عندما يأمرهم بذلك 
******************
الأسود وقود الحرب
بدأت المعركة في صباح يوم السابع عشر من رمضان، وقد بدأ الهجوم من قبل المشركين، وكان تحكم المسلمين في مصدر الماء يغيظ المشركين جدًا، فخرج من قريش أحد فرسانهم المشهورين وهو "الأسود بن عبد الأسد" وكان رجلًا شرسًا سيء الخلق، وأقسم ليشرب من الحوض أو أن يهدمه، وانطلق في اتجاه حوض المسلمين، فتصدي له "حمزة" وتبارزا، وضربه حمزة ضربة أطاحت ساقه، فأخذ "الأسود" يزحف حتى يصل الى الحوض ويبر بقسمه، فضربه حمزة ضربة أخري قضت عليه، قبل أن يصل الى الحوض

أقسم "الأسود" أن يشرب من الحوض أو يهدمه
******************
المبارزة الفردية
ما ان سقط "الأسود" حتى خرج "عتبة بن ربيعة" وأخوه "شيبة بن ربيعة" وابنه "الوليد بن عتبة" فلما توسطوا بين الجيشين طلبوا المبارزة، وكانت هذه هي العادة في الحروب في ذلك الوقت، وكان الثلاثة من أبطال قريش، وكان "عتبة" مثلًا من ضخامته ومن ضخامة رأسه لا يجد خوذة يضعها على رأسه، فكان يقاتل بلا خوذة، وكانت هذه هي العادة في الحروب في ذلك الوقت هي أن تبدأ بالمبارزة، وكانت نتيجة هذه المبارزة لها تأثير كبير في رفع أو خفض معنويات الجيش، وكانوا يتفائلون أو يتشائمون بنتيجة المبارزة، ولذلك كان يتصدي لهذه المبارزة دائمًا الأبطال من كل فريق
خرج اليهم ثلاثة من الأنصار، وهم "عوف بن الحارث" وأخوه "معوذ بن الحارث" و"عبد الله بن رواحة" وكان عوف ومعوذ ابنا الحارث صغيرا السن، ولكن كانا و"عبد الله بن رواحة" من أشد الصحابة حماسة للقتال، وحبًا للشهادة، فقالوا لهم
من أنتم، قالوا: رهط من الأنصار، فقالوا: ما لنا بكم حاجة، ثم قالوا: يا محمد أخرج لنا أكفاءنا من قومنا

يا محمد أخرج لنا أكفاءنا من قومنا
فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قم يا "حمزة بن عبد المطلب" قم يا "على بن ابي طالب" قم يا عبيدة بن الحارث

 

خرج للمبارزة "حمزة" و"على" وعبيدة

 بارز "عبيدة" "عتبة" وكانا كلاهما متقدمين في السن، حيث كانا قد تعدا الستين، وبارز "حمزة" "شيبة" وبارز "على" الوليد 

سيف على بن أبي طالب
فما لبث أن قتل "حمزة" "شيبة" فكبر المسلمون

ما لبث أن قتل "حمزة" "شيبة" فكبر المسلمون
ثم قتل "على" "الوليد" وكبر المسلمون مرة ثانية، ثم أصاب "عبيدة" و"عتبة" كل واحد الآخر اصابة قاتلة، فحمل "حمزة" و"على" على عتبة فقتلاه، وكبر المسلمون مرة ثالثة، وكان أول من وضع سيفه في "عتبة" وقتله هو "حمزة" ولذلك انتقمت ابنته "هند" بعد ذلك من "حمزة" وليست من "على" لأنها علمت أن الذي قتل أباها هو "حمزة" وليس على
حمل "حمزة" و"على" "عبيدة بن الحارث" الى معسكر المسلمين ومات بعد ذلك بحوالى أسبوع
كان مقتل "الأسود بن عبد الأسد" ثم "عتبة" و"شيبة" و"الوليد" والأربعة من أبطال قريش، نقطة هامة جدًا في بداية المعركة، رفعت معنويات المسلمين، وأحبطت المشركين
******************
بداية القتال
وبعد هذه المبارزات الفردية، ومقتل "عتبة" و"شيبة" و"الوليد" بدأ فورًا هجوم قريش، وكانت الفرسان في المقدمة، فلما اقتربوا بفرسانهم استقبلهم المسلمون بالسهام كما أمرهم الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بذلك، ثم استقبلوهم بالحراب، وسبب ذلك ارباكًا شديدًا لجيش مكة، وكسر حماسهم في بداية المعركة

استقبلهم المسلمون بالسهام كما أمرهم الرَسُولُ
مع كسر حدة هجوم قريش، أخذ الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حفنة من الحصى من الأرض، وألقاها في اتجاه المشركين وهو يقول "شاهت الوجوه" ثم صاح في المسلمين "شدوا" ومعنى "شدوا" يعنى اهجموا بقوة، فانطلق المسلمون كالسيل وهو يصيحون "أَحَد أَحَد
هكذا بدأ القتال صباح يوم الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة، صليل السيوف في كل مكان، الغبار يغطي أرض المعركة، كان المسلمون يقاتلون بحمية وبمعنويات عالية جدًا، وبرغبة في الشهادة أو النصر، بينما دخل المشركون القتال بمعنويات محبطة وباستهانة بقلة عدد المسلمين 


صليل السيوف في كل مكان، الغبار يغطي أرض المعركة
******************
أمثال من شجاعة الصحابة وحرصهم على الشهادة
من المواقف التى حدثت أثناء القتال أن الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال وهو يحرض على القتال "قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَواتُ وَالأَرْضُ". فقال له أحد الأنصار وهو "عمير بن الحمام" متعجبًا: جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَواتُ وَالأَرْضُ ؟ فقال الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نعم، وكان "عمير" بيده تمرات يأكل منها، فقال كلمة عجيبة، قال "أفما بينى وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلى هؤلاء؟" ثم قال: "لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويل" ، ثم القي التمرات التى كان يأكل منها، وألقي نفسه في داخل صفوف العدو يقاتل بقوة وحمية وشراسة، حتى مات شهيدًا في سبيل الله

ألقي "عمير بن الحمام" نفسه في داخل صفوف العدو يقاتل بقوة
******************
من تلك المواقف أيضًا "عوف بن الحارث" سأل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : يارسول الله، ما يضحك الرب من عبده، يعنى ما أكثر شيء يجعل الله سعيدًا من عبده، فقال له النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "غَمْسُهُ يَدَهُ فِي الْعَدُوِّ حَاسِرًا" يعنى أن يقاتل في سبيل الله بفدائية ورغبة ثابتة في الاستشهاد، وعدم خوف من الموت، لدرجة أنه يقاتل بلا  درع ولا خوذة
فخلع "عوف بن الحارث" درعه وألقي خوذته، وأنطلق في قلب جيش الكفار، وهو تصرف يلقي الرعب في قلوب العدو، وأخذ يقاتل ويقاتل ويقاتل، حتى مات شهيدًا
******************
وانكسر أثناء القتال سيف " عُكَّاشَة بن مِحْصَن" وهو أحد المهاجرين، وكان معروفًا بالقوة، فجاء الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأعطاه الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حزمة من حطب، وقال له "قاتل بهذا يا عكاشة" فهزه عكاشة بيده، فاصبح سيفًا قويًا طويلًا حادًا، فأخذه عكاشة وأخذ يقاتل به

هز "عكاشة" حزمة الحطب فاصبحت سيفًا قويًا
******************
وكان من أبطال "بدر" "حمزة بن عبد المطلب" وكان يعلم نفسه بوضع ريشة نعامة على صدره، وهكذا كان الشجعان والأبطال  في المعارك يضع لنفسه علامة، وكأنه يلفت النظر اليه، ويتحدي بذلك أعدائه، وكان يقاتل بسيفين، وكان يتصدي في هذا اليوم الى أبطال قريش وشجعانهم حتى قتل منهم الكثير، وكان "على بن أبي طالب" كذلك من أبطال هذا اليوم، وغيرهما الكثير

كان "حمزة" يعلم نفسه بوضع ريشة نعامة على صدره
******************
دعاء النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أثناء القتال
وكان الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يدعو الله تعالى، ويبتهل له، وهذا من امارات نبوته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لو كان يدعي النبوة، لما كان يلجأ الى الله دائمًا في تلك المواقف العصيبة
يقول –على بن أبي طالب- أنه كان يقاتل ثم يأتي الى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في عريشه فيجده ساجدًا ويسمعه يقول "يا حي يا قيوم" ثم يذهب يقاتل ويعود الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيجده لا يزال في سجوده وهو يقول "يا حي يا قيوم" ثم يعود للقتال، ويرجع الى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيجده ساجدًا ويسمعه يقول يا حي يا قيوم
******************
اشتراك الملائكة في القتال
ونزلت الملائكة من السماء، ونزل جبريل –عليه السلام- لتثبيت قلوب المسلمين، والقاء الرعب في قلوب المشركين، وسنتحدث عن اشتراك الملائكة في القتال بعد ذلك ببعض التفصيل
******************
قتل أبو جهل
وبدأت امارات الاضطراب في صفوف المشركين، وجعلت تتهدم أمام حملات المسلمين العنيفة، وجعل "أبو جهل" يحاول تشجيع جيشه، ويقول "لا يهولنكم قتل عتبة وشيبة والوليد، فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال" وتجمع جيش قريش حول "أبي جهل" في محاولة يائسة أخيرة في الوقوف أمام جيش المسلمين
وكان "عبد الرحمن بن عوف" يقاتل بين غلامين صغيرين من الأنصار، وهما: "معاذ بن عفراء "و"معاذ بن عمرو بن الجموح"، يقول "فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما" يعنى تمنيت لو كان الذين يقاتلان الى جواري أقوي من هذين الغلامين الصغيرين الضعيفين، ثم قال اليه أحدهما: يا عم هل تعرف أبا جهل ؟ قال له عبد الرحمن بن عوف: نعم، وما حاجتك به يا ابن أخي ؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، يقول: فعجبت لذلك، ثم غمزه الآخر، وسئل كذلك عن أبي جهل، وقال له مثل ما قال الأول، فأشار لهما "عبد الرحمن بن عوف" على أبو جهل، وكان يتحرك بين المشركين يحرضهم على القتال، فانطلق الغلامان الى أبي جهل، كالسهمين، وأخذا يقاتلان بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا الى الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبراه بأنهما قتلا أبي جهل
وقد مات "معاذ بن عفراء "و"معاذ بن عمرو بن الجموح" شهدين في بدر
******************
انهزام المشركون وفرارهم
سقط "أبو جهل" وسقط معه سبعون آخرون من المشركين، ووبدأت الهزيمة تظهر واضحة في صفوف المشركين، وأخذت جموع المشركين في الفرار، وتمت عليهم الهزيمة، وكان ذلك في ظهر يوم السابع عشر من رمضان، وقد قلنا أن القتال بدأ في صباح هذا اليوم، أي أن القتال استمر عدة ساعات، وهو زمن قليل نسبيًا بالنسبة لهزيمة جيش في ذلك الوقت 
أخذ المسلمون يطاردون المشركين ويأسرونهم، وكان الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يراقب المعركة من عريشه، وكان معه "سعد بن معاذ" يحرسه، ورأي الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الكراهة في وجه سعد، فقال له الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لعلك يا سعد تكره ما يصنع القوم ؟ فقال سعد: أجل والله يا رسول الله، كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك، فكان الإثخان في القتل بأهل الشرك أحب إلىّ من استبقاء الرجال‏.‏
******************
قتل أمية بن خلف
بدأ المسلمون في جمع الغنائم، وبينما كان "عبد الرحمن بن عوف" في ميدان المعركة، يحمل بعض الأدراع، ناداه "أمية بن خلف" وكان صديقًا له بمكة، وكان معه ابنه "على بن أمية بن خلف" وقال له: هل لك فيَّ، فأنا خير لك من هذه الأدراع التى معك ؟ فطرح "عبد الرحمن بن عوف" الأدراع، وأخذ "أمية بن خلف" بيده، وأخذ ابنه "على بن أمية" بيده الأخري، وسار بهما، ثم قال له أمية بن خلف: ما رأيت كاليوم قط، ثم سأل عبد الرحمن بن عوف: من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره، قال: ذاك حمزة بن عبد المطلب، قال أمية: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل
وبينما هم كذلك رآهم "بلال بن رباح" وكان أمية هو الذي يعذبه في مكة، فصاح بلال: رأس الكفر أمية بن خلف، فقال عبد الرحمن بن عوف: أي بلال، أسيري، قال بلال: لا نجوت ان نجا، قال عبد الرحمن بن عوف: أتسمع يا ابن السوداء، قال بلال: لا نجوت ان نجا، ثم صرخ بلال بأعلى صوته: يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف، فتجمع المسلمون، وبرك "عبد الرحمن بن عوف" فوق "أمية بن خلف" لحمايته، ولكن المسلمون أخذوا يضربونه بسيوفهم من أسفل "عبد الرحمن بن عوف" حتى أصابوا "عبد الرحمن بن عوف" في قدمه، وقتل "أمية بن خلف" وابنه
******************
مصعب بن عمير مع أخيه أبي عزيز
ويمر " مصعب بن عمير" بأخيه "أبي عزيز بن عمير" وكان يقاتل مع المشركين ووقع أسيرًا في يد أحد من الأنصار، وهو يقيد يديه، فقال مصعب للأنصاري "شد يديه، فان أمه ذات متاع" يعنى امه ذات مال وثراء –وهي أم مصعب نفسه- وسترسل في فدائه مال كثير، فقال له أخيه: أهذه وصاتك به ؟ قال مصعب: انه –أي الأنصاري- أخي دونك
******************
نتيجة المعركة
انتهت المعركة –كما قلنا- في ظهر يوم السابع عشر من رمضان، وكانت نتيجة المعركة هي قتل سبعين من المشركين، منهم كثير من قادة الكفر في قريش، وأسر سبعين آخرين، بينما استشهد من المسلمين أربعة عشر رجلًا: ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار
كيف تعامل الرَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع هؤلاء الأسري، وكيف كانت أصداء هذا الانتصار العظيم في مكة وفي المدينة وفي الجزيرة العربية كلها، هذا ما سنتحدث عنه في الفصل القادم ان شاء الله تعالى

*********************************

لمطالعة بقية الفصول اضغط هنا

*********************************